[RIGHT]لقاء بين عباءة ساترة، وعباءة مخصرة
• العباءة الساترة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
• العباءة المخصرة: أهلاً بك..
• العباءة الساترة: غريب أمرك يا أختاه، أحييك بتحية الإسلام، فتردين عليّ بغيرها !؟
• العباءة المخصرة: وماذا في الأمر؟
• العباءة الساترة: الأمر جداً خطير.. لأنك تركت تعاليم الإسلام واستبدلت بها غيرها؟
• العباءة المخصرة: كأنك تقصدين أمراً آخر غير السلام، أليس كذلك؟
• العباءة الساترة: نعم يا أختاه، لقد حزّ في نفسي أن أراك وقد لبسك بنات المسلمين، وتخلو عن حشمتهم وسترهم بعد أن كانوا أهل الغيرة والفضيلة !
• العباءة المخصرة: مهلاً مهلاً، وهل ترين فيّ أني غير محتشمة أو غير ساترة؟
• العباءة الساترة: وأين الستر هداك الله وأنت تعلمين أن هذه العباءة ليست من صنع بلاد الإسلام، وأن أعداء الفضيلة قد صنعوها لإغواء بناتنا وفتياتنا؟
• العباءة المخصرة: وأين السفور فيها؟
• العباءة الساترة: المشكلة أننا نخدع أنفسنا أو نكذب عليها، ونظن أنه بالإمكان أن نخادع الله جل وعلا.
• العباءة المخصرة: بدأت أيها العباءة الفضفاضة تقولين كلاماً كبيراً وخطيراً أيضاً.
• العباءة الساترة: أنا عباءة مثلك، ولن تستطيعي أن تكذبي عليّ، صارحيني بالله عليك؛ ألا ترين أن هذه العباءة تلفت أنظار الرجال إلى المرأة المسلمة؟
• العباءة المخصرة: الحقيقة نعم.
• العباءة الساترة: صارحيني بالله عليك.. ألم تصبحي الآن بالنسبة للمرأة التي تلبسك علامة على قلة الدين وضعف الإيمان وضياع المروءة؟
• العباءة المخصرة: بلى.. بلى..
• العباءة الساترة: قولي بربك.. كم مرة كنت سبباً في مضايقة الشباب للفتيات؟؟
• العباءة المخصرة: ربما يكون كثيراً؟؟
• العباءة الساترة: لا.. لا تترددي.. بل قولي كثير وكثير جداً.. ألم تعلمي أن نسبة مضايقة الرجال للنساء بسببك تصل إلى 86% في دراسة علمية دقيقة.
• العباءة المخصرة: ما كنت أظن أن الأمر يصل إلى هذا الحد.
• العباءة الساترة: بل أشد وأعظم، فإن الأمر قد يصل إلى ما لا تتوقعه الفتاة التي اغترت بفتنتك وموضتك.
• العباءة المخصرة: أراك قد بالغت كثيراً أيتها العباءة القديمة.
• العباءة الساترة: هذه مصيبتنا لا نشعر بالنار إلا بعد اشتعالها في أجسامنا، ولا نتقيها قبل وقوعها، ونشعر دائماً أن الأمر سهل وتافه، ونسينا أن أول النار عودُ كبريت صغير.
• العباءة المخصرة: أنا لا أقصد الإفساد والانحلال والانحراف، كل ما في الأمر زينة وتقدم وعصرية وموضة جميلة.
• العباءة الساترة: هذا الكلام قاله غيرنا قبل عشرات السنين حينما أرادوا أن يسقطوا الحجاب عن رؤوس المسلمات، والآن ماذا ترين في كل بلاد الدنيا .. أصلح الله البلاد والعباد.
• العباءة المخصرة: لا أحد يعرف العباءة إلا القليل.
• العباءة الساترة: وماذا بعد سقوطها أيتها الحبيبة؟
• العباءة المخصرة: الفتنة، والانحراف، والانحلال.
• العباءة الساترة:هاأنت ذا قد قلتها بنفسك وبلسانك.
• العباءة المخصرة: ألهذه الدرجة أكون قد أفسدت في بنات المسلمين.
• العباءة الساترة: غريب حقاً حالنا، نسرع في أخذ الأوامر والنواهي من غير ديننا، وما أشد غفلتنا عن تعاليم الله تعالى لنا.
• العباءة المخصرة: ماذا تقصدين يا أختاه؟
• العباءة الساترة: ديننا - وفقك الله للخير والهداية - دين كامل ليس فيه أدنى نقص، وقد أمر الله تعالى نساء المسلمين أن يرتدوني أنا لكوني في قمة الستر والحشمة فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(.
• العباءة المخصرة: أواه.. لقد شدني قول الله تعالى: (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ )، فكم مرة تسببتُ في إيذاء فتاة من قبل الشباب الطائش هداني الله وإياهم.
• العباءة الساترة: أراك قد علاك الندم حينما سمعت كلام الله تعالى.
• العباءة المخصرة: بلا ريب جزاك الله خيراً، ولكن ماذا تريدين مني أن أعمل؟
• العباءة الساترة: أريدك الآن بعد أن اقتنعت بحرمة لبسك أن تتوجهي لبناتنا ونسائنا بالنصيحة من صميم قلبك ألا يلبسنك، وألا يلبسن أي شيء يثير الفتنة لهن وعليهن من عطر أو تطريز أو تخصير أو نحو ذلك، وأن تغيري الآن من ملامحك لتكوني مثلي.
• العباءة المخصرة: حسناً حسناً.. أخواتي.. يا بنات المسلمين.. يا أهل الغيرة والحشمة.. يا حفيدات عائشة وفاطمة، وزينب ورقية.. احفظن على أنفسكن الستر والفضيلة، لا تغتررن بأمثالي، احذرن أن يغويكن الشيطان فتزل أقدامكن عن طريق الهداية، واعلمن أن الفتاة يجب عليها أن تفتح آذانها وقلبها إلى داعي الإيمان، وأن تصمها عن داعي السفور والرذيلة، وإني والله أخشى عليكن من جرح الأعراض الذي سببته لكثيرات منكن، فلا تقعن يا أحبتي فيه أنتن أيضاً، فجرح الأعراض بدايته حقيرة يسيرة كأمثالي، ولكن فضيحته عظيمة تسري على الألسنة كسريان الماء عليها، وإني أعلن توبتي حينما جثمت على أكتافكن التي تعودت الركوع لله تعالى والسجود له، وواندماه على ذلك وواحسرتاه على فعلتي المشينة.. فتاة الصلاة والعبادة.. والأسرة المؤمنة.. تظهر بمثلي لا حشمة فيّ ولا ستر.. حتى تصبح الفتاة وقد لبستني شيطاناً يجول في الأسواق بالفتنة والبلاء..
اللهم اهد فتياتنا إلى الحشمة والوقار، واهدهم أن يلبسن العباءة الساترة الفضفاضة، واحفظ عليهن دينهن وأعراضهن، ووفقهن إلى الخير والصلاح، إنك سميع مجيب.[/RIGHT]
Bookmarks