السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
ظاهرة التسول في اليمن أصبحت ظاهرة لا يمكن تجاهلها ، بل وأصبحت من أشد الظواهر وضوحا وذلك مع زيادة الجرعات الإقتصادية هذه الأيام والتي انتزعت المساكين من بيوتهم ورمت بهم في الشوارع للتسول بعد أن أنعكست على الإقتصاد على شكل زيادة في الأسعار أصبح أمامها الجميع تحت خط الفقر ، وكادت أن تنتهي الطبقة المتوسطة في المجتمع إلى الأبد .
المتسولين لهم العديد والعديد من الحيل ليستخرجوا النقود من جيبك لجيوبهم ... فأمام صدق البعض وكذب البعض الآخر يحتار المحسن المسكين والذي يريد أن يضع الحسنة التي يملكها _ وقد يكون لا يملك غيرها_ في موضعها لمن يستحق ... ومن هنا ومن واقع تجربة شخصية أشاهدها كل يوم في المساجد والأسواق هذه بعض أمثله المتسولين التي من الممكن أن تشاهدها كل يوم :-
1- متسول أنيق يأتي للمسجد _ أو يأتيك لوحدك وأنت ماشي _ يقول لك أن هناك شيء أصابه من الممكن أن يكون هذا الشيء مجرد أن تضيع محفظته وهو الآن في حاجة ماسة لنقود يرجع بها لمنطقته أو أن يقول أنه محتاج للفلوس لعلاج امه او اخته او اخوه الصغير الذي لا يملك غيره .
2- طريقة أخرى للتسول تعتمد على شاب صغير _ أو طفل _ يأتي للمسجد ويتكلم بسرعة رهيبة لا تفهم منها سوى بعض الكلمات وأكاد أقسم أنه يقصد أن يقولها بتلك الطريقة لكي لا تفهم شيء مما يقول ... والغرض دائما ما يكون ان يعطيك الإحساس أنه متأثر بشده أو أنه لا يعي ما يقول وفي الحالتين لا أعتقد أن هذه الطريقة تجلب النقود بعد فالجميع قد تنبه لها .
3- متسول ينتظر لوقت يعرف أن الناس فيه في حالة معينة _ بعد صلاة الفجر مثلا _ فيأتي ومعه قصة محكمة تقطع القلب يستدر بها عاطفة المحسنين وبعد العاطفة النقود من جيوبهم فلو أحكمها كما يقول كتاب المتسولين فإن العائد يكون كبيرا في هذه الحالة .
4- هذه رأيتها مرة واحدة بصراحة أتى شاب ومعه قصة لا تتصدق أبدا أبدا ... حاولت أن أستوعبها بكل الطرق فلم أقدر ... ولا يتسع المقام للقصة ولكنها تتعلق بأخوه الذي شنق جارة بدون قصد والدية المطلوبة منه الآن ولا يستطيع أن يدفعها .
5- أعرف متسول أعمى يتبع جدول حفظه الكثير ممن يعرفه ... فهو في مسجدي الذي أصلي فيه يوم الخميس الظهر ... والعصر في المسجد الفلاني ... ويوم السبت الفجر في المسجد العلاني ...وهكذا كل أسبوع بدون أي ملل ... وهو يقوم ويقول خطبة عصماء حفظناها جميعا في المسجد ... وأصلا هي الخطبة التي جعلتنا أنتبه له في بقية المساجد .
6- المتسول الغنى !!!! ... قد تتعجب ... ولكن البعض من المتسولين يأتي المسجد ورغم أنه سع البغل فإنه لا يصلي ... بل يقعد في طرف المسجد ينظر للناس من الأعلى وكأنه يمن عليهم حتى تنتهي الصلاة ... وبعدها يفرش مفرشه منتظرا أن يعطيه الناس أي فلوس ... وعادة مثل هذا الشخص لا يعطيه أحد النقود لمدة طويلة .
7- النساء ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ... فمنهم من أول ما تنتهي الصلاة تولول بصوتها لتسمع المسجد كله ... والمصيبة لو كانت هناك واحدة أخرى تريد أن تتكلم ... فالمصيبة تصبح إثنتين ... فلا يمكن أن تسكت واحدة حتى تنتهي الأخرى ... بل تحصل بينهما منافسة أي واحدة منهن توصل صوتها ... ولا يسكتن حتى يتدخل إمام المسجد ...
8- النصابين في دور متسولين ... وهؤلاء في اليمن لا يوجد منهم الكثير ... ولكن لا ننسى قصة الشخص الذي أدعى أنه يريد نقوده من صاحب جنازة في المسجد ... وبعد أن تبرع الناس له بالنقود أكتشف الجميع أن الجنازة أي كلام ... وأن الرجل قد هرب بالفلوس .
العديد والعديد من المظاهر التسولية التي نشاهدها كل يوم في كل شارع ومسجد ... فهل هناك من الحلول ما يمكن أن ينهي هذه الظاهرة ... ؟؟؟
المفضلات