عبر عن نفسك ..

[الشاحذي]

عبر عن نفسك ..

في ليلة شتوية ممطرة اجتمعنا كل من كان بالشارع تحت أحد البيوت وكان البيت من البيوت القديمة الضخمة المكونة من طوابق عدة * وكان الطابق الأسفل يسمى " السافل " وهو زريبة الحيوانات * فاجتمعنا بقرب هذا المكان تحاشياً من المطر وأملاً في الدفء .

تقاربنا من بعضنا البعض طلباً لدفء الأجساد وكذا تقوية لتيار الخوف الذي بدأ يسري في تلك الأجساد الصغيرة والنحيلة مختلطة برعشة البرد وثيابنا شبه المهترئة .

بدأنا نتجاذب أطراف الحديث فراراً من هزيم الرعد ورغبة في كسر حاجز الخوف من الظلمة التي لفت المكان بما فيها وجوهنا الشاحبة خوفاً ونقص تغذية وأملاً في أن ننهى أي عضو منا يسترق اللحظة لينام في غيابة الظلام ونحن لا ندرك شيئاً .

ثار سؤال غريب في رأس أحدنا فصاح : عبر عن نفسك ؟؟ ألجمنا السؤال ولم ندرِ ما الذي يريده بالضبط * وظل للحظات يشرح لنا مقصوده ...



يتبع .. >>>

[الشاحذي]

ساعتئذ عرفنا أن مراده هو أن يعبر كل منا عن نفسه وغرضه من ذلك أن يتعرف كل واحد منا على من يجلس بجواره والأشخاص المتوافرين في الحيز المكاني والزماني الذي نحن فيه .

" أنا أشجع واحد بينكم " قالها أحد الأصوات ..
ضحكنا وجاء سؤال آخر : طيب يا أشجع واحد بيننا ما اسمك ؟
" أنا الشجاع " ..
تنبهنا أن الصوت الذي يحدثنا أكبر منا سناً والبعض الآخر منا لم يعر للأمر التفاتةً واهتم بتكوير جسدة ومحاولة سحب أطراف أسماله على ما تنافر من جسده طلباً للدفء المفقود .

" من أنت ؟ " سأل أحدنا .
" أنا أشجع واحد فيكم * أنتم الآن تحت رحمتي " .
صعق الجميع هذه المرة فقد كانت هذه نبرة تهديد من شخص كبير السن واضح في صوته .

" لا تصدقوش هذ الأهبل * هذا واحد من الخبرة بيخوفنا " قال أحدنا متجهاً بخطابه لنا وبصوت ملأنا ريبة أكثر مما قدر له أن يكون محفزاً .

" من أنت يا جني ؟ " قال أحدنا .
الجميع بصوت واحد " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ..

هدوء يلف المكان وفجأة تدوي ضحكة عالية وضرب بعصا على الجدار من حولنا .

تقافزنا كأنما لدغتنا أفاعي ولم ندرك أنفسنا إلا في الشارع تحت رحمة المطر ولفح الريح الباردة وكل يجري في اتجاه معين ..

وما هي إلا لحظات حتى خرج لنا أحمد المجنون من المكان الذي كنا فيه فقد كان سبقنا إليه ولم ندر عندها هل نضحك على الموقف أم نبكي من شدة الرهبة ..

والسلام عليكم ..

[الشاحذي]

نسيت أن أخبركم شيئاً ..

القصة من نسج الخيال وليست حقيقية ..

[مستقيل]

هههههههههههههههههههههه

ههههههههههههههههههههههههه

واخرتها المجنون احمد

مرحبا بك استاذي من جديد بيننا

و

محبتي

[الشاحذي]

أخي الحبيب مطهر :
ترحيبك الأخوي الدافئ أنساني برودة الأجواء الذي لف القصة ..

بارك الله فيك .

ويكفيني شرفاً أن أطلقت ابتسامتك فانطلقت بها سعادتي الغامرة ..

إليك ودي ..

والسلام عليكم ..

[الشاحذي]

يعملوها الصغار

كنا على ما نحن فيه من سعادة وطفر بالغ إذ كنا صغاراً نملك الدنيا في لحظة ونفقدها لحظة أخرى نجسد إئتلاف القلوب الصغيرة والطيور إلا أنها كانت تكسو جسمها الأوحال والأتربة وتفتقر كثيراً إلى نظافة لو رأيناها في أولادنا اليوم لأغمي على الواحد منا * لكنا كنا كذلك .

ساعة كنا نلعب " من كبة الطيار " ونحن نتحلق شجر نزاع بين بعضنا على بعضنا ابتدأ النزاع بالكلمات ثم باللكمات وتحول بعدها إلى نزاع مسلح وتكتلات خطيرة بين أطفال الحارة الواحدة * سالت الدماء من بعض الأنوف وتطاير الشعر وغبار التراب يعلو ويكتسح الوجوه ويغطي بغبرته على أخلاق كنا نحسبها إلفة سرعان ما تنقضي في مشهد المعركة .

إلى هنا ويظل الأمر في تطوره الطبيعي الذي يستطيع أي كان أن يستسيغه ويتفهمه ولكن ما هي غير برهات حتى تحدث الذروة في الأحداث .

خروج الأمهات إلى الشارع على صراخ الأطفال هو ذروة الصراع * وعلى صرخات التحدي المختلطة بالبكاء الممتزج بعشرات الألفاظ النابية من كل حدب وصوب تبدأ عملية الإستجواب للأطراف المتناحرة ..

يذرف كل فريق دموع الإستعطاف أمام قوة الأمومة التي لا توفر وقتاً حتى تشتبك مع الطرف الآخر في صراخ وسب وشتم على إثره يخرج الآباء وتبدأ معركة طاحنة حقيقية بكل السبل المتاحة حيث تبدأ الركلات واللطمات ومن ثم ما تيسر من أسلحة تبدأ بالعصي وفي بعض الحالات الجنابي - جمع جنبية وهي آلة حادة يستخدمها اليمنيون للزينة في حدها الأقل وللزوم العراك وفض الإشتباكات المسلحة في أكثر الأحيان - ويتم هذا الجو الجميل على اصوات بكاء الأطفال وصياح النساء ...

فترة وجيزة تكون كافية لتطير فيها بعض الأعضاء وتتورم بعض المناطق وتتحول بعضها إلى لون أسود تستريح النفوس وتهدأ وتبدأ مساعي الإصلاح بين ذات البين والتي غالباً ما تخيب في أول الأوقات ..

ساعات من المعركة وساحاتها نعود للتحلق للعب " من كبة الطيار " ..

وكأن شيئاً لم يكن ..

والسلام عليكم .

[الشاحذي]

نسيت أن أخبركم أمراً مهماً :

بعد مرور السنوات ..
كبر هؤلاء الصغار ( نحن ) * وما زلنا نحافظ على تقاليد الحارة ذاتها ..
ونلقي في قلوب أبنائنا ذات التعاليم المهمة في الصراعات ..
وتوارثنا عن آباءنا معارك الأبناء ولكن لنصبح اليوم في دور الآباء ..

والسلام عليكم ..

[الحمادي]

ههههههههههههههههههههههههه


الله يجزيك الخير يا استاذ علي


في الاولى طلعت خيال وانا قاعد اتصور الموقف واضحك عليكم وانتم بين المطر والريح

وحظرني المثل القائل كالمستنجد من الرمضاء بالنار



وفي الثانيه ذكرتنا مره في الحاره ايام الطفوله اللتي كنت اسكنها

كنا شلة اطفال نلعب واختلفنا

وبالفعل تحمل نتيجة هذا الخلاف اباءنا

وحصل عراك وما الى ذلك

وفي اليوم التالي تقابلنا نحن الاطفال واستئنفنا اللعب وكان شئ لم يكن

هههههههههههههههههههههه




انرت المكان بتواجدك البهي الخفيف الظل

[الشاحذي]

أخي الحبيب نذير .
شكراً لك إطراءك وكريم خلقك المعهود .

قصص الحواري وأيام الطفولة تحملنا داخلها ولا نستطيع أن ننساها طالما أننا ما زلنا نحمل ذواكراً ..

شكراً لك ..

والسلام عليكم ..