13 يناير 1986م كانت عدن الجميلة والحالمة والموعودة دائماً على موعد ايام دموية الله لا يعيدها لعدن ولغير عدن ... كانت فعلاً ايام دموية بما تعنيه الكلمة ... اما عن من كان السبب ؟ فهذا ليس مجاله بل وفات اوانه ان جاز لنا التعبير بعد عشرين سنه خصوصاً وان الضربه الدمويه كانت مدمره ومؤلمه على الجميع ... عدن الحالمة والوادعة كانت تتألم من احتراب ابنائها واقتتالهم من دون سبب مقنع حتى اللحظه ... عدن تجرعت قساوة ابنائها عليها ولازالت الى اليوم تتجرع المراره والالم .
اليوم وبعد عشرين سنه فقدنا فيها الاخ والوالد والولد والحبيب والصديق فهل يعني ذلك ان تظل احزاننا عالقه بنا وتترحل معنا باحثين عن الالم والمزيد من الالم ام نعتبرها مرحله وعدت وماعلينا الا ندرس العبر منها ونفتح صفحات جديده .. صفحات التصالح والتسامح... صفحات التسامي عن الاحقاد بحيث لانورث لابنائنا واحفادنا غير دروس الحب والتسامح والتصالح لان العنف لايولد الا العنف ومن يتربى على العنف فهو اضعف المخلوقات البشريه لانه لايتعامل مع العنف الا بقوة السلاح والتأمر وهومن غير ذلك لايساوي شيئاً . ومثل هولاء ينبغي ان نرفض التعامل معهم لا من قريب ولا من بعيد ومن يتوب منهم ويتعهد بعدم ممارسة العنف والدجل والدسيسه بين ابناء الوطن فيمكن التعامل معه والعمل على اعادة تربيتهم وتأهيلهم وبالمناسبه هم قله وسهل العمل معهم واعادتهم لطريق الصواب .
المهم أننا اليوم نسمع عن بعض الاعمال التي تحاول تنكئة الجراح التي مر عليها عشرين سنه وكـأن الذين فقدناهم ليسوا منا بل منهم وهم اولى بهم منا عجيب والله امرهم ... او كأن الوطن يخصهم هم فقط لا كل الناس وانهم مثل بقية الناس لم يولدوا بزنابيل من السماء فكتب على الاخرين الطاعه والولاء ولهم كل شئ والاخرين ليس لهم حق ولا باطل ... لا ياساده ... اليوم نحن بحاجه ماسه الى نتصالح ونتسامح ونعفو لاننا لانريد ان نترك الحقد والانتقام لاجيالنا القادمه وبالتالي تضيع التنميه والتغيير وتظل سياسات الانتقام تلاحقنا وتلاحقهم الى ابد الابدين فهل حقاً نريد ذلك ؟ انه الجنون بحد ذاته لو قلنا نعم نريده او هذه هي حكمة الله وقدره ... لا.. لا.. لا الله غفوراً رحيم وهو لايقر العنف والانتقام ... علينا ان نصحو من نومنا او لنقل غفوتنا ونكرس دعواتنا وجهودنا نحو تعزيزوتكريس مفاهيم التصالح والتسامح بين كل طوائف ومقومات المجتمع . دعونا ولو لمره نفكر ونجتهد بالحوار والتصالح والتسامح والتسامي فربما تفيدنا وهي بالفعل ستفيدنا وتفيد كل افراد المجتمع .
شئ جميل ان نسمع عن اناس قرروا التسامح والتصالح بعد الاقتتال والافتراق وسيكون اجمل لو ان المؤسسات الرسميه نشطت هذا الاسلوب وساعدت على تعميمه بين مختلف مكونات المجتمع على اعتبار ان ذلك سيساعدها في تحقيق الامن والاستقرار في البلد وتحقيق روح التسامح العام . واذا فرقاء 13 يناير 86م قرروا التسامح والتصالح بعد ان اخذوا العبره من مأساتهم فهذا شئ راقي في العمل السياسي والوطني والانسان.. اذن لماذا لايتقارب ويتصالح الفرقاء الاخرين الذين تناحروا وتقاتلوا في مختلف مراحل التاريخ اليمني الحديث وما الذي يمنعهم من تحقيق ذلك ام ان سياسات الانتقام لازالت هي السائده في حياتهم الخاصه والعامه . أرجوكم لا تتراجعوا في تصالحانكم وكثفوا من جهودكم لتعميمها وانجاحها وثقوا من ان التاريخ والناس سيغفرون لكم هفواتكم وزلاتكم لو انكم اخلصتم للتصالح وخلصت نفوسكم من الضغائن والاحقاد والانتقام كما ينبغي عليكم السعي لنشر روح التصالح والتسامح الى كل المناطق والقرى والمدن حتى يكون لكم الثواب ولعلكم تساعدون على تخليص الاخرين من سياسة الانتقام والاقتتال ... وندعوا الله ان يوفقكم .
كاتب وباحث بريطاني –يمني
12 يناير 2007م
Alshaibi29@hotmail.com
Reply With Quote
Bookmarks