الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فنحن مشايخ المعارضة السورية: نتقدم باحر التعازي القلبية الى سماحة الشيخ الروحاني: والى سماحة الشيخ الخامنئي: ونعزيهم ومشايخ الشيعة وعلماءهم جميعا بالمصاب الجلل: ونحتسبهم جميعا شهداء عند الله كما يفعل قادة حماس والجهاد دون ان يقيموا الدنيا ودون ان يقعدوها مهما ملكوا من اوراق هائلة للضغط على اسرائيل: بل ولو لم يملكوا ورقة واحدة؟ لانهم يعلمون جيدا ان اسرائيل تتمنى من اعماق قلبها ان تقف موقف الشامت المتفرج على صراع لاينتهي ولو ادى الى نشوب حرب عالمية ثالثة: ولذلك هم لايريدون ان يحققوا هذه الرغبة والامنية الكبرى العظيمة لليهود: بل هم يعملون دائما على تحقيق الرغبة الالهية في قوله تعالى عن محراك الشر اليهودي{كُلَّمَا اَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ اَطْفَاَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْاَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لَايُحِبُّ الْمُفْسِدِين(وهل يكون شعب الله المختار مكروها غير محبوب: وهل يليق به ان يكون من المفسدين: نعم ايها الاخوة: حَرْكُوشَة قام بها اليهود بنجاح فنفذوا جريمتهم باغتيال قاسمي ومن معه: وكادوا يموتون من الخوف والرعب والهلع: بل بالوا في ثيابهم: الى اَنْ قام الامريكان بتبني هذه العملية كذبا وزوا ليحموا اليهود: نعم رحمه الله تعالى لقد كان صواما قواما ونرجو من صيامه وقيامه ان يشفع له عند الله في شيء من تصحيح عقيدته التي فيها خلل كبير في توحيد الله تعالى مع الاسف: ونترك القلم الآن لمشايخنا الموالين قائلين: نوجه خطابنا اولا الى فرع المرور في طرطوس: بعزل لجنة فحص العيون: واعفائها من مهامها: وتعيين لجنة اخرى جديدة مكانها: فقد جاءتنا شكاوي كثيرة فهمنا منها بدليل قاطع: انها لجنة غير نزيهة تتلقى الرشاوي المحرمة شرعا وقانونا من اجل تجديد شهادات السواقة: منها شكوى من احد الموظفين هناك حول انسان فقير جاء اليه: لايملك قوت يومه: ولم يستطع دفع الرشوة المطلوبة: يريد ان يفتح له بابا من الرزق ليعمل اجيرا عند صاحب سيارة ليكسب لقمة عيشه: فاراد تجديد شهادة دال قديمة تخصه بشهادة اخرى يستحقها وهي دال اثنان صالحة لمدة ثماني سنوات: فرفضوا اعطاءه دال اثنان: وقالوا له: انت لاتستحق فئة عامة دال اثنان تخولك بسياقة جميع السيارات بما فيها من قاطرة ونصف مقطورة: بل تستحق فئة عامة جيم لاتخولك الا بسياقة تاكسي اجرة عمومي صفراء: فقال لهم: هل انا نقيب في محكمة عسكرية حَكَمَتْ بنزع نجمتين عن كل كتف من اكتافي الى اَنْ اَنْزَلَتْنِي الى الحضيض برتبة ملازم: فقالوا له: وماذا تفعل بدال اثنان هل لديك سيارة: فقال لهم لا ولكن بامكاني ان اعمل عند من لديه سيارة: فقالوا له عبثا تحاول معنا: فقال لهم: اِمّا دال اثنان اَوْ لا اريد هذه الشهادة: فانتم تعطون رتبة ملازم شرف لمن مات شهيدا: فَعَلَامَ تعطونه اياها: وماذا يستفيد منها: هل سياخذها معه الى الجيل القادم: وانتم تعطون رتبة رائد شرف للنقيب الذي يموت شهيدا ولاتنزعون منه نجمة كما فعلتم بي: وماذا تفيده هذه الرتبة ايضا: هل تعلمتم اَلَّا تُقَدِّرُوا الانسان وتحترموه اِلَّا بعد موته: والحي اَبْقَى من الميت: وانا حي: وشهيدكم ميت: انتهى كلام الموظف الذي استمع الى هذا الفقير ورفع هذه الشكوى الينا: ثم نوجه خطابنا الى مشايخ الوهابية ونقول: لعلكم تُفْتُونَ بمشروعية الحصار الاقتصادي خوفا من وقوع الاموال في ايدي فئات باغية وعملاً بقوله تعالى{وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْاَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَايَشَاء(والجواب على ذلك: اَنَّ هذه الآية ليست بحجة لكم لتكونوا رَبَّانِيِّينَ مِنْ اَجْلِ تفعيل مشروعية الحصار الاقتصادي: اِلّا اذا جلبت للمنطقة باسرها منافع اكبرَ مِنَ الْمَضَارِّ اَوِ الْاَضْرَارِ: ولكن مع الاسف: فَاِنَّنَا نرى العكس تماما: فالناس عندنا يموتون من الجوع والبرد والمرض والقهر والاذلال بسبب هذا الحصار المشؤومِ هُوَ وَمَنْ اَقَرَّهُ: بل حتى الحيوانات والطيور بمافيها من قطط وكلاب: لم تسلم من الموت بردا وجوعا باعداد هائلة؟ حتى لايُقَالَ اِنَّ الطيرَ قد جاعَ في بلاد المسلمين: وَيَالَسُخْرِيَةِ الْقَدَرِ: هل التراب الذي كان ينهال على جسد معاوية من غبارِهِ اَيَّامَ رسولِ اللهِ اَفْضَلُ مِنْ جميعِ الاعمالِ الخيريةِ التي قام بها عمر بن عبد العزيز: فلماذا اِذاً تلومون الشيعة الامامية على غبار التربة الحسينية التي ينهالون بها على اجسادهم تَبَرُّكاً بها: هل لِاَنَّ رسولَ اللهِ كانَ حَيّاً والحسينُ ماتَ: طيب ماذا فعلتم من اجل هذه الاعداد الهائلة الفقيرةِ اللاصقةِ بالتراب والتي تموت باعداد هائلة من الفقر والجوع والمرض والجهل والعوز والفقر والحرمان وَلَااَحَدَ يسمعُ عنها شيئا بسبب التعتيم الاعلامي المفروض: ماهو الفرق بينكم وبين الزعماء الشيوعيين الارهابيين الذين اَجَاعُوا الملايين في الصين وغيرها وفرضوا تعتيما اعلاميا شديدا على موت الملايين منهم بردا وجوعا ومرضا: هل انتم تامنون من العقبة بينكم وبين الله وبين معاوية وبين غبار معاوية في قوله تعالى{فَلَااقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَااَدْرَاكَ مَاالْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ اَوْ اِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ اَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَة(نعم هذا هو تراب رسول الله وغباره الذي كان ينبغي عليكم اَنْ تَتَشَدَّقُوا بِهِ: نعم رسول الله الذي ارسله ربه رحمة للعالمين لا لِيُجِيعَ الناسَ وَلَا لِيَجْعَلَهُمْ يَمُوتُونَ مِنَ الْبَرْدِ وَالْجُوعِ: فَاِذَا لم تقتدوا برسول الله ونزعتم الرحمة من قلبه ومن قلوبكم: فَاَيُّ تراب بعد ذلك: وَاَيُّ غبار تتشدقون به مفضلين اياه على من كان حريصا على اَلَّا يقالَ اِنَّ الطيرَ قد جاع في بلاد المسلمين: ثم تعالوا معنا: أَيُّ حُجَّةٍ لكم في هذه الآية التي مَرَّتْ والله تعالى يقول{قُلْ اِنَّ الْاَمْرَ كُلَّهُ لِلهِ(فهل تستطيعون مهما فرضتم من الحصار اَنْ تمنعوا البغي عن الناس وانتم تعلمون اَنَّ الامة لو اجتمعت على اَنْ ينفعوهم لم ينفعوهم الا بشيء قد كتبه الله لهم: ثم تعالوا معنا: خوفُكُمْ من البغاة الظالمين ليس له مبرر: اللهم اِلَّا اَنْ تعملوا حاذرين بقوله تعالى{وَلَاتُؤْتُوا السُّفَهَاءَ اَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً(ولكنه سبحانه لم يقل اَجِيعُوا السفهاء والحشاشين ودولة الحشاشين التي تحذر الناس منها قناة صفا: ولم يَاْمُرْ بموتهم من الجوع والبرد: بل قال سبحانه{وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً( نعم خوفكم من البغاة الظالمين ليس له مبرر غالباً: اِذْ لماذا تَسْتَكْثِرُونَ على هؤلاء البغاة الظالمين اَنْ يكونَ المال وسيلة تعذيب لهم: وتستكثرون على المظلومين هذا المال ان يسد جوعتهم وترضون بالجوع والبرد ان يكون وسيلة تعذيب لهم حتى الموت في الوقت الذي يسلم فيه هؤلاء الظالمون من الموت جوعا وبردا: بل لماذا لاتُغْدِقُون عليهم وسائلَ من التعذيب بهذه الاموال عملا بقوله تعالى{وَلَاتُعْجِبْكَ اَمْوَالُهُمْ وَلَا اَوْلَادُهُمْ اِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ اَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُون(لماذا ايضا لاتُلْقُونَ بَالاً الى قوله تعالى{اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ اَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا اِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ( هل من اجل ان تُسْقِطُوا نظاما مُعَيَّناً تُسْقِطُونَ معه ملايين من الناس على الارض صرعى من البرد والجوع والعطش والمرض: هل قال الله ذلك: هل اَمَرَ بذلك: هل كان يوسف عليه السلام حريصا على تجويع الناس الذين كانوا على دين الملك الكافر: هل فرض عليهم حصاراً تْرَامْبِيّاً اقتصاديا: اَمْ اَنْقَذَهُمْ من حصار السنوات العجاف: فمابالكم ايها المشايخ المتعلمون المثقفون الوهابيون بِمَنْ هو على دينكم من الموحدين وهو يموت من الجوع والبرد بسبب هذا الحصار الظالم: ووالله الذي لا اله الا هو: لايتضرر من هذا الحصار الا الموحدون: وَاَمَّا المشركون فَتَاْتِيهِمْ تبرعات هائلة من اموال الخمس والمتعة والدجاجلة: فعليكم اَنْ تجدوا سبيلا باسرع وقت ممكن الى انقاذ الملايين الهائلةِ مِنَ {الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَايَهْتَدُونَ سَبِيلاً(بسبب هذا الحصار الظالم الذي يجعل هؤلاء المساكين يهربون من الدَّلْفِ اِلَى الْمِزْرَابِ بل من الموتِ اِلَى عَصَّةِ القبر عند اناس لايرحمون من تجار الحروب و السلع الغذائية الضرورية والمخدرات المرابين: بل من غلاء اسعارهم الذي لايرحم: نعم لو فكرت تركيا اَنْ تحجز مياه دجلة والفرات عن اعدائها بحجة الحصار الاقتصادي الذي يردع الظالمين: فهل ستسلم من الفيضانات والكوارث الطبيعية: نعم الله تعالى خلق الشمس وجعلها تشرق على البغاة الظالمين وعلى المظلومين ايضا ليستفيدوا جميعا من ضوئها: فهل تستطيعون ان تحصروا اشعة الشمس ليستفيد منها المظلومون فقط{قُلْ اَرَاَيْتُمْ اِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ اِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَاْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ: قُلْ اَرَاَيْتُمْ اِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ اِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَاْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيه(فالحياة بحاجة الى هؤلاء جميعا: بل لايمكن ان تستمر من دون الظلمة والنور: بل نور الظالمين ينير للمظلومين ولاينير للظالمين: بل تبقى للظالمين الظلمة وعمى الابصار وعمى القلوب التي في صدورهم: بل هذه الظلمة يستفيد منها المظلومون ايضا بليل يسكنون فيه ويهدؤون: نعم لم نتعود ان نراك جالسا تتفرج على مآسي الناس دون ان تحرك ساكنا ياامير الكويت وياخادم الحرمين الشريفين ياسلمان الخير: ونحن نرجو منك خيرا كثيرا: بل نرجو منك كل خير باذن الله: اَنْ تنظر بعين العطف والشفقة والرحمة الى هؤلاء المساكين الذين يموتون وهم يدعون دعاء المرضى والمظلومين والمسافرين الى ربهم على كل انسان كان سببا في هذا الحصار الظالم والازمة الخانقة التي نمر بها: الم تعلم ايها الكريم ياابن الكرماء في السعودية والكويت والامارات وقطر ان دعاء المظلوم والمريض والمسافر مستجاب: والله الذي لا اله الا هو ينبغي عليكم الا تناموا الليل خوفا من سهام الليل في ساعة مستجابة يدعو فيها هؤلاء على الظالمين ان ياخذهم اخذ عزيز مقتدر ان لم يهدهم الى سبيل الرشاد: وان يسلط الظالمين على الظالمين ويخرجَنا من بينهم سالمين: والصلاة والسلام على اشرف المرسلين: وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين