الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَاِنَّنَا نَخَافُ اِنْ اَفْتَيْنَا بِحُرْمَةِ التَّظَاهُرَاتِ فِي فَرَنْسَا وَغَيْرِهَا اَنْ يَضِيعَ حَقُّ الْجِيَاعِ وَالْفُقَرَاءِ الَّذِينَ لَمْ يَسْتَطِيعُوا سَبِيلاً اِلَى تَحْصِيلِ حُقُوقِهِمْ بِقُوَّةِ الْقَانُونِ: ونحن ايضا نخاف ان افتينا باباحة التظاهرات هذه ان ياخذ الفقراء اكثر من حقوقهم بما نراه من اعتداء على الاملاك العامة والخاصة التي قد تكون عائدة الى اناس اغنياء ابرياء لاذنب لهم فيما يجري من تجويع وربما يقومون باعمال خيرية لمصلحة هؤلاء الفقراء الذين يقابلون معروفهم واحسانهم باللؤم والخسة والندالة دون ان يشعروا: ولذلك نحن في حيرة من امرنا: ولانتجرا على الفتوى بسلب ولا ايجاب قبل ان نحدد المسؤولين عن هذا التجويع ونترك مجالا للقضاء الفرنسي الذي استطاع بعدله ان يحدد المسؤولين عن الفساد في السجون السورية ويطلبهم للعدالة: ولذلك فاننا ننتقد بشدة اصحاب البدلات الصفراء على قلة ثقتهم بالقضاء الفرنسي العادل فيما يبدو لنا من اهتمامه بحقوق الانسان السوري الذي يدين ولايدين بدينه: فكيف لايكون مهتما بحقوق الانسان المسيحي الذي يدين بدينه: ونحن نحسن الظن به وَاِنْ كَانَ{كَثِيراً مِنَ الْاَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَاْكُلُونَ اَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ(لكننا مع ذلك لايجوز ان نقتصر على اَنْ{نُؤْمِنَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ(وهو هذه الآية التي تفضح كثيرا من الاحبار والرهبان{وَنَكْفُرَ بِبَعْضٍ(من هذا الكتاب وهو الآية الاخرى في القرآن التي تقول{لَيْسُوا سَوَاءً(اي لايستوي هؤلاء الاحبار والرهبان الذين ياكلون اموال الناس بالباطل مع طائفة اخرى {مِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ(اليهود والنصارى وهم{اُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْن عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَاُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَايَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِين(وهؤلاء القضاة الفرنسيون ليسوا نسخة طبق الاصل لما يقوله سبحانه في هذه الآية: ولكنه سبحانه يدعوهم الى ان يزينوا اخلاقهم وعدلهم ويتوجوه بالقيام والتلاوة والدراسات الاسلامية كما كان يفعل المستشرقون وان يسجدوا وان يامروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويسارعوا في الخيرات وان يكونوا من الصالحين ومن المتقين ليكونوا نسخة طبق الاصل عن اجدادهم الذين مدحهم الله في هذه الآية: ونحن لانخفي قلقنا من هؤلاء المندسين بين المتظاهرين فربما يكونون من المتطرفين من جنسيات مختلفة ولايريدون الخير لفرنسا بل لاتهمهم الا مصالحهم الشخصية الانانية الضيقة واطماعهم المادية التي لاتتحقق غالبا الا في جو من الشغب والفوضى يثيرون زوبعته باستمرار ودون توقف كلما سنحت لهم الفرصة: بعد ذلك ايها الاخوة سؤال من احد الاخوة يقول فيه: عمري خمسون سنة: وانا فقير الحال: ولا املك قوت يومي: ولا ثمن لباسي: ولاثمن الدواء: ولا املك موردا من الرزق يشرف على لقمة عيشي: ولا استطيع تناول الدواء دون ان آكل: وابحث عن طعام ولا اجد من يطعمني: ولا من يتصدق علي: مع العلم اني مصاب بداء السكري والضغط: ثم يقول: ووالدي ايضا مصاب بالسكري والضغط: وعمره سبعون سنة: ولديه معاش تقاعدي يصل تقريبا الى اربعين الف ليرة سورية شهريا: ولكنه بخيل: ولاينفق علي ليرة واحدة: ويقول لي: لست ملزما بالانفاق عليك: والجواب على ذلك: ان كنت صادقا فيما تقول: فهو ملزم شرعا ورغما عنه وبقوة القانون ايضا بالانفاق عليك: وبامكانك ان ترفع على والدك دعوى قضائية يحكم لك القاضي بها على ابيك بما{لَايُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً اِلَّا وُسْعَهَا(بل نحن نفتي ونضع هذه الفتوى في رقبتنا امام الله وعلى مسؤوليتنا الشخصية انك في حال لم تستطع سبيلا الى انفاق والدك عليك بقوة القانون: فانه يجوز لك شرعا ان تسرق من امواله على قدر كفايتك وماتحتاج اليه: ولايجوز ان تزيد على ذلك: والزيادة حرام فيما لست محتاجا اليه: وعليك قبل ان تسرق ان تستشير قاضيا بالعدل او محاميا حول المقدار الذي يحق لك ان تسرقه من والدك من اجل ضروريات لقمة عيشك وشرابك ودوائك وكسائك فقط: ولا يجوز لك شرعا ولا بحال من الاحوال ان تتجاوز هذا المقدار من اجل الترف والكماليات التي لست بحاجة اليها: نعم اخي: ودليلنا الشرعي على صحة مانقول: هو اَنَّ حق الزوج على زوجته: اعظم من حق الوالد على ولده: ومع ذلك اباح رسول الله عليه الصلاة والسلام للزوجةِ هِنْدُ وهي امراة ابي سفيان: ان تسرق من زوجها ولو من دون علمه مايكفيها فقط هي واولادها بالمعروف: وَلَمْ يُسَمِّ هذا سرقة بل سَمَّاهُ اَخْذاً عليه الصلاة والسلام: بل ليس حاجتها هي فقط: بل حاجتها وحاجة اولادها ايضا: ولم يجعل رسول الله عليها في ذلك حرج: ومن باب اولى انه ليس على المريض حرج ايضا كما يقول سبحانه في القرآن الكريم وخاصة ان كان يخشى على نفسه الهلاك: وقد رفع الله تعالى هذا الحرج عن المريض في موضع النفير العام الذي هو افضل من بر الوالدين بدليل{قُلْ اِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ{اَحَبَّ اِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَاْتِيَ اللهُ بِاَمْرِهِ وَاللهُ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين(فكيف لايرفعه سبحانه عن المريض ان خاف على نفسه الهلاك بحجة انه يريد ان يبر والده البخيل ولايسرق منه ماينقذه من الهلاك: وبحجة اخرى وقحة يقولها علماء اهل السنة(اَطِيعُوهُمَا وَلَوْ كَانَا مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِين(ولاندري هل هذا من القرآن ام من السنة: ولاندري ايضا من اين جاؤوا بهذا الكلام وهم يسمعون جيدا رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول[لَاطَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ الْخَالِقِ(ولاندري من اين جاؤوا بهذا الكلام وهم يسمعون كلام الله الذي يقول{اَلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ(فهل نطيع هؤلاء السفهاء من الناس ولو كانوا من الوالدين حينما يبخلون ويامروننا بالبخل وَيْنَشَاُ نَاشِىءُ الْفِتْيَانِ فِينَا عَلَى مَاكَانَ عَوَّدَهُ اَبُوهُ: فكيف لايتعود البخل من يبخل والده عليه الى درجة تعريضه للهلاك ولو لم يامره بلسانه بهذا البخل: ونترك القلم الآن لمشايخنا المعارضين قائلين: في منطقة قريبة من العدوي في دمشق: كنا نهم بالعودة الى طرطوس في بولمان القدموس: فسمعنا بالصدفة شابا يبحث عن مفتي: فَاسْتَرَقْنَا السَّمْعَ الى الفتوى التي يبحث عن جواب عليها: فوجد شيخا من مشايخ اهل السنة الحمقى الشاميين الدمشقيين: فقال له الشاب: كنت في طرطوس: واستيقظت متاخرا: فصليت الفجر بعد طلوع الشمس قضاء: ثم سافرت الى دمشق وصليت الظهر: وانا الآن اريد ان اعود الى طرطوس: ولم يبق على اذان المغرب الا ساعة واحدة فقط: وفجاة تذكرت مانسيته تماما من امر المنام الذي رايته واحتلمت فيه وشعرت باللذة والتحريض والقذف المنوي ثم صليت الفجر والظهر ناسيا تماما اني على جنابة بما احتلمت من هذا المنام: وفحصت سروالي الداخلي الابيض فوجدت البقع التي اعتدت ان اراها كلما احتلمت واصبحت على جنابة: فماذا افعل من اجل صلاة العصر ولم يبق على نهاية وقتها الا ساعة واحدة فقط: مع العلم انه ليس لي اقرباء في دمشق الجا الى بيوتهم من اجل الاغتسال والاستحمام: والماء البارد يضرني: وضخ الماء ضعيف عندكم جدا: نعم ايها الاخوة: فماذا قال له الاحمق المعتوه: قال له: لايجوز لك ان تصلي الا بعد ان تصل الى بلدك وتستحم: فقال له الشاب: واين احترام الوقت: لماذا لا اتيمم واصلي: من اين جئت بهذه الرخصة: هل جئت بها من غزوة بني قريظة: هل انا في غزوة بني قريظة: فقال له المهرج الابله: بل انت في غزوة(بَنِي اُونَيْكَا(ويعني بذلك جهاد النكاح في المنام واليقظة: نعم ايها الاخوة: فالتفت اليه سائق البولمان وقال له: ياسماحة الشيخ: انا سائق بولمان: لا انتهي من سفري ولايتوقف الا عند الساعة الحادية عشرة ليلا اي قبل منتصف الليل بساعة: فماذا افعل من اجل الصلوات الخمس: فقال له يجوز لك شرعا ان تقصر الرباعية منها فقط الى ركعتين: وان تجمعها كلها دفعة واحدة في وقت واحد وهو منتصف الليل: نعم ايها الاخوة: ولاندري من اين جاء بهذه الفتوى الهزلية لهؤلاء الشركات الذين لايجعلون استراحة الركاب والمسافرين في اوقات الصلوات ابدا في بدايتها ولا في وسطها ولاقبل نهايتها وخاصة صلاة العصر التي جاء فيها وعيد وتهديد اكيد في قوله عليه الصلاة والسلام [مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَاَنَّمَا خَسِرَ[وَتِرَ( اَهْلَهُ وَمَالَهُ(ومايدرينا ايها الاخوة ان رسول الله عليه الصلاة والسلام اعطى رخصة لم يعطها مجددا ولن تتكرر الى قيام الساعة وهي ماحصل من تاخير صلاة العصر الى مابعد غروب الشمس في غزوة بني قريظة: وهل يبرر جهاد النكاح ايها الاخوة وعدم القدرة على الاغتسال او القدرة عليه في جو بارد بماء بارد ومرض قاتل: هل يبرر ذلك كله تاخير الصلوات جميعها وجمعها دفعة واحدة عند القدرة على الاستحمام بدون مرض قاتل كالزكام والرشح والكريب والزنتارية في البطن والامعاء: وهل يجوز شرعا لمن اصبح السفر مهنة له يستثمرها: ان يجمع بين الصلوات كلها دفعة واحدة جمعا وقصرا للرباعية منها عند منتصف الليل: نعم ايها الاخوة: هل ادركتم حجم هذا الاستهتار الذي وصلنا اليه في اداء الصلوات متجاهلين لقوله تعالى{اِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً(وهل ادركتم الآن لماذا لايجوز عند الامام ابي حنيفة الجمع بين الصلوات مطلقا الا جمع تاخير ياخذ صورة الجمع ولكنه ليس في حقيقته جمعا: نعم ايها الاخوة: الامام ابو حنيفة هو تابعي عاصر الصحابة: وهو في هذه المسالة اقرب الى الصواب من اتباع التابعين الذين لم يعاصروا الصحابة كالشافعي ومالك واحمد بن حنبل رضي الله عن الجميع لماذا؟ لانه رضي الله عنه بهذا التحريم للجمع بين الصلوات: انقذ الامة جمعاء من وعيد صلاة العصر في حال فواتها: وضرب عصفورين بحجر واحد: حينما اصاب صلاة الظهر والمغرب في آخر وقتها: واصاب صلاة العصر والعشاء في اول وقتها: واخيرا ايها الاخوة نعود الى الافاكين الذين يتهمون الصلاة بالفشل في نهيها عن الفحشاء والمنكر ويعممون ذلك على جميع الناس: ونقول كيف سيخرجنا سبحانه من ظلمات الفحشاء والمنكر واكل اموال الناس بالباطل الى نور العفاف دون ان يصلي علينا وهذه ناحية: ومن ناحية اخرى كيف سيصلي علينا سبحانه ان لم نصل له ونعبده كما امر سبحانه مرارا وتكرارا وتاكيدا في اكثر من ثمانين موضعا في القرآن بقوله{اقيموا الصلاة وآتوا الزكاة( وهذه ناحية: ومن الناحية الاخرى فاننا نحن المسلمين مع الاسف نشهد للصلاة بالفشل: والكفار يشهدون لها بالنجاح في نهيها عن الفحشاء والمنكر واكل اموال الناس بالباطل: بل يشهدون لها بالنجاح ايضا في اكبر من هذا كله وهو اكبر الكبائر وهو الاشراك بالله وذلك واضح في قولهم لشعيب عليه الصلاة والسلام كما ورد ذلك في القرآن{قَالُوا يَاشُعَيْبُ اَصَلَاتُكَ تَاْمُرُكَ اَنْ نَتْرُكَ مَايَعْبُدُ آَبَاؤُنَا اَوْ اَنْ نَفْعَلَ فِي اَمْوَالِنَا مَانَشَاءُ اِنَّكَ لَاَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيد(بل يشهدون لها بالامر وان كان الامر يحمل معنى النهي ايضا وان كانوا يقولون ذلك استهزاء بشعيب: ومع ذلك فنحن لانشعر من كلامهم انهم يستهزؤون بالصلاة: بل نشعر بغيظهم من الصلاة التي تتحكم في اهوائهم وفي مصلحتهم الزائفة في المال الحرام: ولكنهم لايبحثون عن مصلحتهم الحقيقية في المال الحلال ولايريدونها من هذه الصلاة لله وحده بل يريدونها من الصلاة للحجر والشجر و غيرها من الآلهة المزيفة لتكون شفيعة لهم عند الله في اكلهم اموال الناس بالباطل كما يزعمون: ولذلك يسخرون ويستهزؤون ليجدوا في نهاية المطاف قدرا حكيما يسخر منهم ويستهزىء جزاء وفاقا لهم على سخريتهم: بل باقوى سخرية مما يستهزؤون به ويسخرون: ولذلك هؤلاء لادواء لهم في ارسال الرسل الذين يكذبونهم ولادواء لهم في الكتب السماوية التي نزلت عليهم وعلى رسلهم بسبب تكذيبهم واعراضهم بدليل قوله تعالى عن الكتب السماوية ومنها القرآن{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً اُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ(نعم اخي: وكذلك الذين لاتنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر لادواء لهم بسبب اعراضهم عن اقامتها وان كانوا يؤدونها: ولكنهم يؤدونها دون اقامة: ودون ان يسمحوا لها ان تشرف على تصرفاتهم وسلوكهم: ويتعاملون معها على انها صلاة شكلية تحمل هيكلا عظميا بدون روح الخشوع الذي يامرهم بمخافة الله: متجاهلين ان الصلاة في الاسلام بمنزلة الراس من الجسد: فاذا فصلوا الراس فما قيمة الجسد: ومتجاهلين ان جسد الصلاة وهيكلها لايصلح له الا راس واحد فقط وهو راس الحكمة مخافة الله: والا فانه سيصبح جسدا متغفنا باقذار الفحشاء والمنكر واكل اموال الناس بالباطل ان لم تدركه رحمة الله باخراجه من هذه الظلمات الى نور العفاف والشرف والتقوى وقوة الايمان: ولذلك جاء قوله تعالى في كل الاحوال من الفشل والنجاح وعدم الياس من رحمة الله ابدا مهما حصل مع المصلين من موبقات{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَاَصِيلاً هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَاَعَدَّ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَاَجْراً عَظِيماً(ونحن نامل من خلال هذه الآية اَنَّنَا وَضَعْنَا اَيْدِيَنَا على مرض الفحشاء والمنكر واكل اموال الناس بالباطل الذي يبقى ملازما لبعض الذين يصلون: وهو مرض الذكر القليل الذي يبقى ملازما للمنافقين ان لم يتوبوا وهو قوله تعالى{اِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَاِذَا قَامُوا اِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلَايَذْكُرُونَ اللهَ اِلَّا قَلِيلاً(وهذا هو بالضبط سبب استمرار الفحشاء والمنكر مع بعض المصلين وَهُوَ الذِّكْرُ الْقَلِيلُ: ولانعني بهذا الذكر مايفعله بعض الناس من الاقتصار على اذكار الصباح والمساء وماقبل النوم فقط ثم يُعْرِضُونَ عن مجالس العلم ودروسه ولايفقهون من هذا الذكر شيئا في التوحيد واركان الايمان والاسلام والاصول وشيء من الفروع: نعم اخي: لاوقت لديك لِاَذْكَارِ الصباح والمساء وماقبل النوم فَاَشْغِلْ نفسك بدروس العلم وَابْدَاْ بدروسِ الرَّدِّ على الشبهات اليهودية والنصرانية والشيعية: فماذا ينفعك لو بَقِيتَ تذكر الله الى الممات بهذه الاذكار الصباحية والمسائية وماقبل النوم وانت في حيرة من امرك من هذه الشبهات: نعم اخي: اُتْرُكْ كُلَّ شيء من مجالس العلم ودروسه وَابْدَاْ اَوَّلاً وقبل كل شيء بتعلم الرد على هذه الشبهات: فهذا هو الجهاد الاعظم: ودليلنا على صدق مانقول هو اَنَّ الدعاء مُخُّ العبادة: ومع ذلك يقول تعالى في الحديث القدسي عن الدعاء الذي يجعل الله قريبا منك اكثر مما تتصور[مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْاَلَتِي اَعْطَيْتُهُ مِنْ خَيْرِ مَااُعْطِي السَّائِلِينَ(نعم اخي: وخير مايعطي السائلين سبحانه هو التفقه في الدين: نعم اخي: وقمة التفقه في الدين هو الرد على هذه الشبهات: نعم اخي وخير الذكر هو ذكر الله في بيت من بيوته مع قوم يتدارسون دروس العلم في كتاب الله وَمَا يُرْمَى بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ من غير المسلمين وكيفية الرد عليها فتنزل عليه السكينة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده وهذا لايتحقق مع اذكار الصباح والمساء وماقبل النوم خارج المساجد الا اذا كان{ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء(نعم اخي: ونعود الى المنافقين بعد انقطاع ونقول: ولكنه سبحانه مع ذلك شرع توبة للمنافقين الذين لايذكرون الله الا قليلا وذلك واضح في قوله سبحانه{اِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْاَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً اِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَاَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلهِ فَاُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِي اللهُ الْمُؤْمِنِينَ اَجْراً عَظِيماً(ونحن ايها الاخوة ننتقد بشدة الذين يُحَمِّلُونَ الصلاة مسؤولية الفشل في اصلاح الناس دائما في جميع مشاركاتنا لماذا؟ لانهم بدل ان يستثمروا هذا الذكر القليل مع بعض المصلين الذين لاينتهون الى مافيه خيرهم فيحثونهم على مزيد من الذكر والخشوع والتقوى كما حث سبحانه المؤمنين على مزيد من الايمان في قوله{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا(اذا بهؤلاء المجرمين الاوغاد الذين يحتقرون الصلاة يستثمرون هذه الفوضى في اداء الصلاة عند البعض دون خشوع وانتهاء عن الفواحش والمنكر ومنها اكل اموال الناس بالباطل الى مزيد من السخرية والاستهزاء: بل يُحَمِّلُونَ الاسلام متجاهلين لكل ذرة وجزئية ولو صغيرة من سماحته مسؤولية الفوضى والشغب والتطرف والارهاب الذي يحصل من اناس لايريدون اَنْ ينضبطوا على قواعد الاسلام: وَاَمَّا الْجَرَّاحُ اليهودي الصليبي الصفوي الذي يسمي نفسه ماهرا: ثم يعيث في جسد الشعوب المقهورة المظلومة الضعيفة فسادا دون ان ياخذ موافقة خطية منها ولا من اولياء المريض ودون ان ينضبط على قواعد الاسلام وضوابطه الشرعية: فهذا لايسميه الاوغاد المجرمون ارهابيا ابدا ولا متطرفا مهما حصل معه من اخطاء في جسد المريض بل ولو خاطر بحياة المريض وحياة هذه الشعوب المقهورة بحجة انه يريد اَنْ يَجْتَثَّ الارهاب وَاَنْ يُجَفِّفَ منابع الارهاب: فهذا بطل قومي عند هؤلاء الاوغاد: والاسلام ايها الاخوة هو دين محبة وسماحة لمن يريد اَنْ يُحِبَّ وَيُحَبَّ وليس لمن يريد اَنْ يُحَبَّ فقط؟ لِاَنَّ المحبة من طرف واحد لامعنى لها غالبا: ومع ذلك فهو دين كرامة: فَمَنْ يَبِيعُهُ فِي سوقِ الدَّلَّالِ يبيعه الاسلام في سوق الصرامي العتق في نار وقودها الناس والحجارة في الآخرة وفي نار من الحروب والشغب والفوضى في الدنيا لمن لايحلو لهم الا ان يعيشوا على اكل اموال الناس بالباطل: نعم ايها الاخوة: نحن لاننكر حقارة الذين لاتنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر بما يحتويه من اكل اموال الناس بالباطل: لكننا لابد اَنْ نُنَبِّهَ الى نوع مظلوم من الناس متعجرف اَكَلُوا امواله بالباطل: ولكنه مع ذلك وغدٌ حَقِيرٌ اَحْقَرُ منهم عند الله لماذا؟ لِاَنَّ الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وقفت الى صفه وبجانبه ودافعت عنه وعن مظلوميته بكل قوة: بل هَدَّدَتْ مَنْ اَكَلَ حقه بالويل والثبور وعظائم الامور بدليل{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُون(نعم ايها الاخوة: وَقَفَتِ الصلاة الى جانبهِ وَدَعَمَتْهُ بِكُلِّ قوة: بل وقفت الى جانب كل مظلوم وَصَفِّهِ: وَلَكِنَّ الوغد الحقير لم يقف في صف من صفوفها راكعا ولاساجدا: بَلْ وَجَّهَ لها سهاما قاسية قاتلة من الطعن والذم والسخرية والاستهزاء والتطرف والارهاب: ولم يَدْعَمْهَا لِتَاْخُذَ له حقه ممن ظلمه بشحنة من مظلوميته تخرج من كتفه الى كتف من ظلمه الذي يقف بجانبه مُلَاصِقاً بِكَتِفِهِ كَتِفَ مَنْ ظَلَمَهُ وَاَكَلَ امواله بالباطل قائلا لها: ياصلاة: هذا هو الذي ظلمني يقف الى جانبي وَكَتِفُهُ عَلَى كَتِفِي: اِيَّاكِ اَيَّتُهَا الصَّلَاةُ اَنْ يُفْلِتَ مِنْ عِقَابِكِ: فَلَقَدْ تَحَوَّلَتْ شُحْنَةٌ مِنْ مَظْلُومِيَّتِي اِلَى مِغْنَاطِيسٍ جَذَبَ كَتِفَهُ اِلَى كَتِفِي وَاَلْصَقَهُ عَلَيْهِ وَلَااُرِيدُهُ اَنْ يُفْلِتَ مِنْ عِقَابِكِ: بَلْ اُرِيدُهُ اَنْ يَحْمِلَنِي على ظهره يوم القيامة بما سَرَقَ مِنِّي مِنْ بَقَرَةٍ لَهَا رُغَاءٌ اَوْ شَاةٍ تَيْعَرُ اَوْ حِمَارٍ لَهُ نَهِيقٌ اَوْ كَلْبٌ يَنْبَحُ اَوْ اَمْوَالٍ لَهَا بَرِيقٌ اَوْ ذَهَبٌ يَلْمَعُ: نعم ايها الاخوة: لَمْ يَلْجَاْ اِلَى مَنْ شَرَعَ الصَّلَاةَ سبحانه الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر في سورة النحل كما تنهى الصلاة: بل طعن بدينهِ الاسلامي الذي مارضي غَيْرَهُ دِيناً سبحانه{اِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْاِسْلَامُ(مَهْمَا اتَّهَمُوهُ بِالتَّطَرُّفِ وَالْاِرْهَابِ{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْاِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ(مَهْمَا ضَاعَ الاسلام عند المسلمين: وَمَهْمَا صَحَّ قَوْلُ الْقَائِلِ فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ وَجَدْتُّ الْمُسْلِمينَ وَلَمْ اَجِدِ الْاِسْلَامَ: وَمَهْمَا وَجَدَ مِنَ الْاِسْلَامِ فِي بِلَادِ الْكُفْرِ وَلَمْ يَجِدْ مُسْلِمِين: نعم ايها الاخوة: الله تعالى الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر وقف الى جانب هذا المظلوم: ولكن هذا المظلوم الوغد الحقير لَمْ يَقِفْ الى جانب الله بركعة واحدة ولاسجدة في حياته كلها: ثُمَّ يُرِيدُ بِكُلِّ وقاحة ان يصل الى حقه وَهُوَ لَمْ يُحَقِّقِ الغاية الاساسية التي خلقه سبحانه من اجلها وهي عبادة الصلاة التي اكد عليها سبحانه في القرآن عَشَرَاتِ الْمَرَّاتِ بدليل{وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لَيَعْبُدُون(وكيف سيصل كل ذي حق الى حقه اِنْ لَمْ يُوصَلْ بحبل من الله: وكيف سَيُوصَلُ حَبْلُ الله اِنْ لَمْ يَصِلْ حَقُّ اللهِ اِلَيْه اَوّلاً فِي عِبَادَتِهِ فِي اقامة الصلاة: اللهم انا نسالك العفو والعافية وصلاة دائمة على نبينا محمد رسول الله وازواجه وذريته وآله واصحابه وسلاما عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا كما سَلَّمْتَ على يحيى وعيسى وجميع الانبياء والمرسلين: وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين