حدثنا القرآن الكريم العديد من القصص، لأخذ العبرة والموعظة من أحوال أقوام سبقونا، وأورد في هذه القصص ذكر العديد من الشخصيات، بعضهم وردت أسماؤهم واضحة في الآيات القرآنية، وبعضهم تحدث عنهم القرآن ولم يذكر أسماءهم صراحة.

وفي محاولة منه للتعريف بهذه الشخصيات، قام الكاتب فؤاد حسين، بتجميع أسماء عدد كبير من الشخصيات التي لم تسمها الآيات القرآنية، في كتاب واحد حمل عنوان “شخصيات لم يسمها القرآن”، عرض خلالها أسماء وشخصيات قبل وبعد الإسلام ورد ذكرهم في القرآن.
وفي الجزء الأول من الكتاب، تناول الكاتب أسماء شخصيات قبل الإسلام، مثل اسم المرأتين اللتين ضُرب بهما المثل في الكفر، وبشرهما الله بالنار وهما امرأة سيدنا نوح، وتدعى “واهلة”، وامرأة سيدنا لوط، وتدعى “واعلة”.

وهناك أيضًا ابن سيدنا نوح الذي عصا والده ومات غرقا في الطوفان لأنه رفض ركوب السفينة مع أبيه، كان يسمى “كنعان بن نوح”، ولكن لم يذكر الاسم كنعان في القرآن عندما خاطب نوح ابنه الذي أعتلى الجبل بنص الآيات.
وأشار الكاتب إلى اسم زوجة فرعون التي ضرب الله بها المثل في الإيمان، وهي السيدة “آسيا بنت مزاحم” التي ربت سيدنا موسى عليه السلام في قصرها بمصر واتخذته ولدًا لها.
وهناك أم سيدنا موسى التي أشار لها القرآن الكريم، وهي التي أنجبته وأرضعته ثم رمته في اليم بأمر من الله، وتدعى السيدة “يوحانذا” أو “يوكايد”، أما أخت سيدنا موسى التي ورد ذكرها أيضًا في القرآن الكريم فكانت تدعى “كلثوم”.

وأوضح الكاتب أن من الشخصيات أيضًا التي أشار إليها القرآن الكريم هي شخصية مؤمن آل فرعون، التي جاءت في سورة القصص “وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين”، وهذا الرجل يدعى “حذقيل”.
وهناك أيضًا المؤمن الذي يسمى “حبيب بن موسى النجار”، والذي جاء ذكره في سورة يس: “وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قومي اتبعوا المرسلين”.
وفي سورة يوسف التي تروي قصته مع أخوته الأحد عشر ورحيله إلى مصر، ذكر أن هناك أخ وحيد شقيق له، وذلك الأخ يدعى “بنيامين بن يعقوب”. وفي السورة نفسها جاء ذكر عزيز مصر وامرأته وكان عزيز مصر في ذلك الوقت يدعى “بوتيفاد” أما امرأته التي راودت يوسف عن نفسه فكانت تسمى “زليخة”.
وجاء في سورة الأنبياء ذكر ذا النون وهو المقصود به النبي “يونس بن متى” الذي كان يسمى ذا النون ويونان.
تعرف على الشخصيات التى ذكرت فى القران
ومن الشخصيات التي ذكرها القرآن الكريم ولم يسمها لنا، اسم الرجل الذي استطاع أن يحضر عرش بلقيس ملكة سبأ في طرفة عين وهو “آصف بن برخيا” أحد وزراء سيدنا سليمان.
والرجل الذي جادل سيدنا إبراهيم في ربه “إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت، فقال الرجل أنا أحيي وأميت”، وهذا الرجل هو الملك “نمرود بن كنعان” وكان ملكًا بالعراق وكانت مملكته تمتد إلى معظم أنحاء العالم ويضرب به المثل حتى الآن على الشخص الذي يتكبر ويكفر بنعمة الله وقدرته.
ويتطرق الكاتب فؤاد حسين في الجزء الثاني من كتابه “شخصيات لم يسمها القرآن”، إلى أُناس في عصر الإسلام أشار إليهم القرآن دون ذكر اسمائهم، مثل الأعمى الذي جاء ذكره في سورة عبس وهو “عبد الله بن أم مكتوم”، قال فيه الله تعالى “عبس وتولّى، أن جاءه الأعمى، وما يدريك لعله يزكى، أو يذكّر فتنفعه الذكرى”.
والسيدة التي كانت تجادل رسول الله وسمع الله حوارها مع النبي فنزلت فيها أول سورة المجادلة، وتدعى “خولة بنت ثعلبة”، كانت تشكو للنبي من زوجها.
وهناك المرأة التي أشار إليها القرآن الكريم في سورة النحل بأنها “امرأة قليلة العقل” فهي السيدة “ريطة بنت عمرو”، وكانت تسكن مكة وتقوم بغزل الصوف طوال النهار ثم تنفض غزلها آخر النهار، قال فيها تعالى: “ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة”.
وأيضًا امرأة لهب التي ذكرت في سورة “المسد” ووصفها بأنها حمالة الحطب فهذه المرأة تدعى “أروى بنت حرب” وهي أخت أبي سفيان.
وسورة الكوثر التي نزلت إشارة إلى “العاصي بن وائل” وهو الشخص الذي أطلق على النبي كلمة “أبتر” عندما مات ابنه “القاسم”.
والشخص الذي لعنه الله ووصفه بغلظة القلب في سورة القلم، فذلك الشخص يدعى “الوليد بن المغيرة” الذي كفر بنعم الله، فقال فيه تعالى:”أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين سنسمه على الخرطوم.
وفي سورة الكهف، قال تعالى: “ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا”، فالمقصود هنا “عيينه بن حصن الفزاري” و”الأقرع بن حابس” وأصحابه من المؤلفة قلوبهم.
أما في سورة التغابن، أشار الله تعالى شخص يدعي “عوف بن مالك الأشجعي” وكان ذا مال وأهل وولد فكان إذ أراد الغزو بكوا إليه ووقفوا أمامه فقالوا “إلى من تدعنا”، فيرق قلبه ويقيم ولا يخرج إلى القتال، ونزلت فيه الآيات: “إنما أموالكم وأولادكم فتنة واللّه عنده أجر عظيم”.
وفي سورة التوبة أشار الله تعالى إلى شخص يدعى “الجلاس بن سويد”، تخلف عن غزوة تبوك، كما أشارت السورة إلى قصة المؤمنين الفقراء الذين كانوا يرغبون في الذهاب إلى القتال في غزوة تبوك ولكن النبي اعتذر لهم لأنه لا يجد ما يحملهم عليه وهم سبعة أخوه من الأنصار من “بني مقرن” من قبيلة مزينة.

وفي السورة نفسها، جاء ذكر “ثعلبة بن حاطب” الذي طلب من النبي أن يدعو الله يرزقه مالاً كثيرًا، فرد عليه النبي:”يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه”، فرجع ثعلبة وقال له:”والذي بعثك بالحق لئن رزقني مالاً كثيرًا لاعطين كل ذي حقٍ حقه”. فدعا له الرسول فاتخذ غنمًا فنمت كالدود حتى ضاقت به المدينة فنزل واديًا وأقام فيه وانقطع عن صلاة الجماعة فلما سأل عنه رسول الله قيل له: كثر ماله حتى لا يسعه واد.

المــــصـــدر