الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: سؤال من احد الاخوة يقول فيه: هَلْ سَيَفِي الْغَرْبُ الصَّلِيبِيُّ بِتَعَهُّدَاتِهِ مِنْ اَجْلِ حَلِّ الْاَزْمَةِ السُّورِيَّةِ: فَمَرَّةً نَسْمَعُ اَنَّهُ يَسْعَى اِلَى حَلِّهَا بِطُرُقٍ دُبْلُومَاسِيَّةٍ سِلْمِيَّةٍ سِيَاسِيَّةٍ: وَمَرَّةً نَسْمَعُ اَنَّهُ يَسْعَى اِلَى حَلِّهَا بِطُرُقٍ عَسْكَرِيَّةٍ بِضَرْبِ مَرَاكِزَ حَسَّاسَةٍ لِلنِّظَامِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَللهُ اَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ فِي نَصْرِهِ اَوْ هَزِيمَتِهِ لِلشَّعْبِ السُّورِيِّ{وَمَاالنَّصْرُ اِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ{اِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَاِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ(وَلَكِنَّنَا مَعَ ذَلِكَ سَنَرْوِي لَكَ قِصَّةً قَصِيرَةً؟ لِتَفْهَمَ مِنْ خِلَالِهَا كَيْفَ يَتَعَامَلُ الْغَرْبُ الصَّلِيبِيُّ مَعَ الشَّعْبِ السُّورِيِّ الَّذِي يُطَالِبُ بِحُرِّيَّتِهِ الَّتِي يُقِيمُونَ لَهَا تِمْثَالاً فِي الْغَرْبِ الصَّلِيبِيِّ وَيَجْعَلُونَهَا مِنْ حُقُوقِ الْاِنْسانِ الْمُقَدَّسَةِ: دَخَلَ اَعْرَابِيٌّ عَلَى الْمَلِكِ مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ مُصْطَحِباً مَعَهُ رَبَابَةً لِيَمْدَحَهُ بِهَا وَبِشَيْءٍ مِنَ الشِّعْرِ مُسْتَجْدِياً مِنْهُ بَعْضَ النُّقُودِ: فَقَالَ لَهُ فِي اَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ مَطْلَعُهَا التَّالِي: مَعْنٌ بَنَيْتَ الْمَجْدَ حَقّاً: فَقَاطَعَهُ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ وَقَالَ لِمَنْ بِجَانِبِهِ مِنْ بَعْضِ الْخَدَمِ وَالْحَشَمِ: يَاوَلَدْ اَعْطِهِ اَلْفَ دِينَار: فَقَالَ الْاَعْرَابِيُّ: وَمِثْلُكَ لَايُدَقُّ بِهِ اِمَامُ: فَقَالَ الْمَلِكُ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ: يَاوَلَدُ اَعْطِهِ اَلْفاً ثَانِيَةً: فَقَالَ الْاَعْرَابِيُّ: مَعْنٌ ذُو الْمَكَارِمِ وَالسَّجَايَا: فَقَاطَعَهُ الْمَلِكُ لِلْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ وَقَالَ يَاوَلَدْ اَعْطِهِ اَلْفاً ثَالِثَةً: فَقَالَ الْاَعْرَابِيُّ: وَزَائِدَةٌ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ: فَقَالَ الْمَلِكُ: يَاوَلَدْ اَعْطِهِ اَلْفاً رَابِعَةً: نعم اخي: وَمَازَالَ هَذَا الْاَعْرَابِيُّ يَمْدَحُهُ حَتَّى طَلَعَ الصَّبَاحُ دُونَ اَنْ يَحْصَلَ عَلَى بَلَحِ الشَّامِ وَلَا عِنَبِ الْيَمَنِ: فَقَالَ هَذَا الْاَعْرَابِيُّ: يَاجَلَالَةَ الْمَلِكِ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ مِرَاراً وَتَكْرَاراً: يَاوَلَدْ اَعْطِهِ اَلْفاً اُولَى وَثَانِيَةً وَثَالِثَةً وَرَابِعَةً: وَلَمْ اَحْصَلْ مِنْهَا عَلَى شَيْءٍ اَبَداً: فَقَالَ الْمَلِكُ: اَسْمَعْتَنَا زَيْناً: وَاَسْمَعْنَاكَ زَيْناً(اَيْ قَوْلاً حَسَناً(وَلَا يُوجَدُ قَبْضٌ وَلَارَدْعٌ لِهَذَا النِّظَامِ الْمُجْرِمِ: وَاِنَّمَا اَحْلَامُ يَقَظَةٍ كَاَحْلَامِ الْيَهُودِ الَّذِينَ يَقُولُونَ{لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ اِلَّا اَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ(تَنْتَهِي بَعْدَهَا الْاَزْمَةُ السُّورِيَّةُ اِلَى غَيْرِ رَجْعَةٍ مُتَجَاهِلِينَ قَوْلَ بَشَّارَ اَنَّ هُنَاكَ اَزْمَةً اِقْلِيمِيَّةً عَالَمِيَّةً تَعْصِفُ بِالْمُسْلِمِينَ وَهِيَ اَكْبَرُ مِنَ الْاَزْمَةِ السُّورِيَّةِ مُتَجَاهِلاً بَشَّارُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ اَسْيَادِهِ الَّذِينَ يُحَرِّكُونَهُ كَالدُّمْيَةِ مِنَ الصَّفَوِيَّةِ الصَّلِيبِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ{كُلَّمَا اَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ اَطْفَاَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْاَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لَايُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ(فَلَمْ يَعُدِ الْاَمْرُ مُقْتَصِراً عَلَى طِفْلَةٍ صَغِيرَةٍ فِي الْغُوطَةِ لَاتُحِبُّكَ يَابَشَّار: بَلْ خَالِقُهَا لَايُحِبُّكَ اَيْضاً؟ بِسَبَبِ دَعْمِكَ لِلْفَسَادِ وَالْمُفْسِدِينَ فِي الْاَرْضِ: وَقَدْ كَانَ اَبُوكَ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ قَبْلِكَ يَخَافُ مِنَ الْعَوْلَمَةِ: وَلَكِنَّكَ لَاتَخَافُهَا: بَلْ تَتَمَنَّاهَا حَرْباً عَالَمِيَّةً ثَالِثَةً ضَرُوساً طَاحِنَةً: وَلَكِنَّكَ دَائِماً تَجْهَلُ يَابَشَّارُ: اَنَّكَ اَنْتَ تُرِيدُ: وَبُوتِينُ يُرِيدُ: وَالْخَامِنْئِيُّ يُرِيدُ: وَاللهُ يَفْعَلُ مَايُرِيدُ: وَدَائِماً تَتَجَاهَلُ الْمَوَازِينَ الْاِلَهِيَّةَ الَّتِي لَاتَتَّفِقُ مَعَ تَعَنُّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ وَغَطْرَسَتِكَ عَلَى هَذَا الشَّعْبِ الْبَائِسِ الْمَظْلُومِ: وَاَنَّ{اللهَ لَايُحِبُّ الظَّالِمِين(هَلْ تَضْمَنُ يَابَشَّارُ اَلَّا تَكُونَ نِهَايَتُكَ عَلَى يَدِ ضَرْبَةٍ خَاطِئَةٍ مِنْ اَقْرَبِ حَلِيفٍ لَكَ خَدَمَكَ بِكُلِّ اِخْلَاصٍ وَمَوَدَّةٍ: فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ يَابَشَّارُ مِنَ الصَّدِيقِ قَبْلَ الْعَدُوِّ: وَلَايَغُرَّنَّكَ هَذِهِ الِانْتِصَارَاتُ الَّتِي تُحَقِّقُهَا عَلَى الْاَطْفَالِ الْاَبْرِيَاءِ وَاحِدَةً تِلْوَ الْاُخْرَى: فَاِنَّهَا انْتِصَارَاتُ الظَّالِمِينَ الَّتِي نِهَايَتُهَا كِنِهَايَةِ فَقَاقِيعِ الصَّابُونِ{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ: فَاَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً: وَاَمَّا مَايَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْاَرْضِ(ونترك القلم الآن لمشايخنا الموالين قائلين: نُرِيدُ مِنْ قَنَاةِ الْعَرَبِيَّةِ الْحَدَثِ اِعَادَةَ الْمُقَابَلَةِ مَعَ حَبَشَ؟ لِمُسَاءَلَتِهِ شَرْعِيّاً: لِمَاذَا يَحِقُّ لِاَعْدَاءِ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ اَنْ يَكُونُ الْكَيُّ عِنْدَهُمْ اَوَّلَ الدَّوَاءِ وَلَايَحِقُّ ذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ؟ لِمَاذَا يَحِقُّ لِاَعْدَاءِ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ اَنْ يَكُونَ الْكَيُّ بِنَارِ الْحُرُوبِ بِمُخْتَلَفِ اَنْوَاعِ الْاَسْلِحَةِ الثَّقِيلَةِ وَالْخَفِيفَةِ عَلَى الْاَطْفَالِ الْاَبْرِيَاءِ فِي الْمَلَاجِىءِ وَالْمَدَارِسِ وَالْمُسْتَشْفَيَاتِ وَتَحْتَ رُكَامِ الْمَبَانِي مَدْفُونِينَ اَحْيَاءً وَاَمْوَاتاً: يَااَخِي: تَعَارَضَتْ شَرْعِيَّةُ الْكُرْسِيِّ مَعَ شَرْعِيَّةِ الْحِفَاظِ عَلَى حَيَاةِ النَّاسِ الْاَبْرِيَاءِ: فَمَاذَا نَفْعَلُ: هَلْ نَحْقِنُ النَّاسَ غِلّاً وَحِقْداً وَضَغِينَةً عَلَى الْاَبْرِيَاءِ فِي سُورِيَّا وَالْيَمَنَ مِنْ اَجْلِ شَرْعِيَّةِ الْكُرْسِيِّ: اَمْ نَحْقِنُ دِمَاءَ النَّاسِ الْاَبْرِيَاءِ: يَااَخِي: تَدَاخَلَتْ شَرْعِيَّةُ الْكُرْسِيِّ عِنْدَ الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ مَعَ شَرْعِيَّةِ رَحْمَتِهِ سُبْحَانَهُ: فَمَاذَا نَفْعَلُ: هَلْ نَكْتَفِي بِشَرْعِيَّةِ كُرْسِيِّهِ الَّذِي وَسِعَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضَ فَقَطْ فِي اَفْضَلِ آَيَةٍ فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ: اَمْ نُنَادِي اَيْضاً بِشَرْعِيَّةِ رَحْمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ بِمَا فِي ذَلِكَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ وَالْكُرْسِيِّ: نَعَمْ هَذِهِ الرَّحْمَةُ الْاِلَهِيَّةُ الَّتِي هِيَ فَوْقَ شَرْعِيَّةِ الْكُرْسِيِّ: وَفَوْقَ قَانُونِ الْكُرْسِيِّ: وَفَوْقَ بَشَّارَ: وَفَوْقَ كُرْسِيِّهِ: وَفَوْقَ قَانُونِهِ: اَلَا يَحِقُّ لِهَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ اَنْ يَنْعَمُوا بِهَا:نَعَمْ هَذِهِ الرَّحْمَةُ الَّتِي لَمْ تَسَعْ مِنَ الْقُلُوبِ اِلَّا قَلْبَ الْمُؤْمِنِ لِمَاذَا تَجْعَلُهَا فِي قَلْبِكَ عَلَى الْاَعْدَاءِ بِحُجَّةِ مُكَافَحَةِ الْاِرْهَابِ الْمُتَطَرِّفِ وَتَحْرِمُ مِنْهَا الْاَبْرِيَاءَ وَلَاتَحْمِيهِمْ مِنْ وَحْشِيَّةِ الْاِرْهَابِ الِاسْتِبْدَادِيِّ الصَّفَوِيِّ الصَّلِيبِيِّ الْاُورْثُوذُكْسِيِّ الَّذِي فَرَضَ اسْتِبْدَادَهُ عَلَى الْكَاثُولِيكِ قَبْلَ اَنْ يَفْرِضَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مُتَّهِماً لِلْكَاثُولِيكِي بِاَنَّهُ الشَّيْطَانُ الْاَكْبَرُ وَمُتَحَالِفاً مَعَ عَدُوِّهِ الصَّفَوِيّ: لِمَاذَا تَحْمَدُ اللهَ فِي طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ وَلِبَاسِكَ وَلَاتَحْمَدُهُ اَبَداً عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين(اِيَّاكُمْ يَااَعْدَاءَ الطُّفُولَةِ الْبَرِيئَةِ وَالْاِنْسَانِيَّةِ اَنْ تَظُنُّوا اَنَّكُمْ وَحْدَكُمْ فَقَطْ تَسْعَوْنَ اِلَى التَّغْيِيرِ الدِّيمُوغْرَافِيِّ فَمَهْمَا اَفْلَحْتُمْ فِي هَذَا التَّغْيِيرِ فَلَنْ تُفْلِحُوا فِي التَّغَلُّبِ عَلَى التَّغْيِيرِ الدِّيمُوغْرَافِيِّ الْاِلَهِيِّ الْمَذْكُورِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْاَرْضُ غَيْرَ الْاَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ وَبَرَزُوا لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار( وَفِي هَذِهِ الْآَيَةِ اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اَنْ لَاقِيمَةَ لِلتُّرْبَةِ الْحُسَيْنِيَّةِ عِنْدَ اللهِ وَلَا لِمَقَامَاتِ الشِّيعَةِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ وَلَا لِاَضْرِحَتِهِمْ: وَاِنْ كَانَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَهُ الْقِيمَةُ الْعَظِيمَةُ مَعَ اِخْوَانِهِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ: فَعَلَامَ تَتَقَاتَلُونَ وَعَلَامَ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً:هَلْ مِنْ اَجْلِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ مُتَجَاهِلِينَ الدَّارَ الْآَخِرَةَ الْبَاقِيَةَ: فَسُبْحَانَ مَنْ قَهَرَ عِبَادَهُ بِالْمَوْتِ مَهْمَا حَقَّقُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِنْ اِنْجَازَاتٍ عَادِلَةٍ اَوْ ظَالِمَةٍ: وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين