لم يحتفِ بكتاب رداد السلامي أحداً من المثقفين اليمنيين ولَم يكتب عنه أحد نظراً لكونه لم يرضِ وعي الأيدلوجيين الذين يَرَوْن أن كتابه تحدث عن الاسلام كثيرا كقوة دافعة للنهضة ، وأفصح بوعي وقوه عن انتماءه الفكري والسياسي حين اعتبر "الاخوان المسلمين" خط النهضة الوطنية والإسلامية الأصيل والوحيد الضامن لتحولات إيجابية تعيد الأمة إلى مجرى قوتها ومركزيتها الحضارية كأمة وسطاً رسالياً وجغرافياً ، لكنه أيضا لم يحظى باحتفاء التيار الاسلامي الذي ينتمي إليه بوصفه "إخوانيا" عريقاً وهذا يعود لأسباب خاصة يرى فيها التيار أهمية أن يكتسب الفرد المنتمي إليه خاصية الاعتماد على الذات في تأكيد حضورها الفكري والاطلاع والحفر في بنى المعرفة من أجل تشكيل واقعاً إسلامياً ناهضاً ومتمركزاً في حركة الصراع مع مختلف القوى ، وبالتالي فإن الاحتفاء قد يشكل قيداً نفسياً أمام إبداعاته المنتظرة .رداد السلامي من الذين ينتمون إلى حقول الضوء المزروعة في السماء إنه قادم من مجرات الكون البعيدة ، وهو من النوعية القادرة باستمرار على تشكيل الوعي وإحداث الفارق الكبير في الذهنية الوطنية والإسلامية، كما أنه يمتلك القدرة على صياغة الوعي والوجدان وتطعيمه بالمعرفة اللازمة لدفع مسيرة النهضة إلى الأمام ، فخامة في الكلمة ، عندما يضع قلمه على الورق تتحول إلى "جيش وأسطول " ذلك أن لغته مشبعة بطاقة قوة لا متناهية ، إنه حر ينتمي إلى التلقائية والبساطة ويعشق الأجواء الصافية والهواء الطلق ، كما أنه واحد من الذين فتحوا الأبواب نحو الأماكن البعيد التي ليس لها نهاية، وسيظل دوماً حاضراً في ساحة المعرفة وجبهة الوعي لأن المعرفة مفتاح تشكيل الذات والمجتمع والمستقبل ...