الْحَمْدُ لِلهِ حَمْداً طَيِّباً كَثِيراً مُبَارَكاً فِيه: اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَنَا خَيْرَ اُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ اِنْ اَمَرْنَا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْنَا عَنِ الْمُنْكَرِ وَآَمَنَّا بِاللهِ حَقَّ الْاِيمَان: نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الْكُبْرَى نِعْمَةَ الْاِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ الَّتِي جَمَعَتْ بَيْنَ الْقُلُوبِ وَاَلَّفَتْ بَيْنَ الصُّفُوف: فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ اِخْوَةً مُتَحَابِّينَ عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِين: وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر: رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير: وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللُه وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه: لَعَنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ بِغَيْرِ الْحَقٍّ: وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ: كَانَ اَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى الْأَرْوَاحِ وَعَلَى الدِّمَاء: اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيمِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْبَرِيئِينَ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ وَمِنْ كُلِّ ظُلْمٍ وَمِنْ كُلِّ عُدْوَانٍ وَالَّذِينَ نَشَرُوا الْعَدْلَ وَالْاَمْنَ وَالْأَمَانَ فِي رُبُوعِ الْأَرْضِ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِينَ اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله: اَلدَّمْعَةُ تَتَرَقْرَقُ فِي الْعَيْنِ: وَالْقَلْبُ يَحْزَنُ: وَالْفُؤَادُ يَخْشَعُ: وَالْعَقْلُ يَكَادُ يَطِير: لَوْلَا الْاِيمَانُ الَّذِي يَضْبِطُ لَنَا كُلَّ شَيْءٍ: لِنُكْمِلَ مَسِيرَةَ هَذِهِ الْحَيَاةِ الَّتِي لَاتَتَوَقَّفُ مَهْمَا حَدَثَ فِيهَا مِنْ اَحْدَاثٍ سَعِيدَةٍ اَوْ اَلِيمَة: بَعْدَ اَنْ عَلَّمَنَا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَقِيقَةَ هَذِهِ الْحَيَاةِ وَمَاهِيَّتَهَا: فَمَاهِيَ هَذِهِ الْحَيَاة: نعم اخي: اِسْتَمِعْ اِلَى قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ سُورَةِ الْحَدِيد{اِعْلَمُوا اَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ اَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا اِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور} صَدَقْتَ يَارَبّ: تُرِيدُ اَنْ تُخْبِرَنَا بِقَوْلِكَ: اِعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاس: اِعْلَمُوا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: اِعْلَمُوا اَيَّتُهَا الْأَجْيَالُ الْمُتَعَاقِبَةُ اِلَى اَنْ يَرِثَ اللهُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا: مَاذَا تُرِيدُ مِنَّا يَارَبَّنَا اَنْ نَعْلَمَ: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ تُرِيدُ اَنْ تُخْبِرَنَا: سَاُخْبِرُكُمْ عَنِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَاهِيَ وَمَاحَقِيقَتُهَا عِنْدَ الَّذِينَ قَطَعُوا صِلَتَهُمْ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: فَهَؤُلَاءِ مَحْصُورُونَ فِي هَذِهِ الْاَوْصَافِ: نعم اخي: وَكَلِمَةُ اِنَّمَا فِي اللّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ تُفِيدُ الْحَصْرَ: بِمَعْنَى اَنَّ الدُّنْيَا عِنْدَ اَهْلِ الدُّنْيَا كَذَلِكَ الَّذِي اَخْبَرَ عَنْهُ سُبْحَانَهُ مِنْ شَاْنِهَا مِنَ اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ: نعم اخي: أَوَّلاً لَعِبٌ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَلْعَبُونَ فِيهَا وَيَعْبَثُون: وَيُقَالُ لِلإِنْسَانِ قَبْلَ اَنْ يَبْلُغَ اِذَا تَصَرَّفَ تَصَرُّفاً نَاتِجاً عَنْ قُوَّتِهِ الْحَرَكِيَّةِ: وَعَنْ نَفْسِيَّتِهِ الْمُتَوَسِّدَةِ الْمُتَوَتِّرَةِ: وَعَنْ قُوَّتِهِ الذَّاتِيَّةِ الَّتِي يُرِيدُ اَنْ يُنَفِّثَ عَنْهَا: يُقَالُ فُلَانٌ يَلْعَبُ: قَدْ يُكَسِّر: قَدْ يُحَطِّم: اِلَى آَخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنْ لَعِبٍ وَعَبَثٍ طُفُولِيّ: اَمَّا اللَّهْوُ: وَهُوَ مَايَكُونُ بَعْدَ سِنِّ الْبُلُوغِ وَهُوَ كُلُّ مَايُلْهِيكَ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ:و كَيْفَ النَّاسُ تَلْهُو عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ولِمَاذَا يَلْهُونَ؟ لِاَنَّهُمْ لَايَعْتَقِدُونَ بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ: لَايُؤْمِنُونَ اَنَّ هُنَاكَ يَوْماً سَيُعْرَضُ النَّاسُ فِيهِ عَلَى رَبِّهِمْ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً مَيَامِينَ: يَوْمَ تَشْخَصُ اَبْصَارُ الظَّالِمِينَ وَهُمْ مُهْطِعُو الرُّؤُوسِ لَايَسْتَطِيعُونَ اَنْ يَنْظُرُوا اِلَى مَنْ حَوْلَهُمْ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ الَّذِي تَمَلَّكَهُمْ؟ لِاَنَّهُمْ اَخَافُوا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا: وَكَذَلِكَ سَيُخِيفُهُمُ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَزَاءً وِفَاقاً يَتَّفِقُ مَعَ مَاصَنَعُوهُ مَعَ النَّاسِ مِنْ تَخْوِيفٍ وَرُبَّمَا يَكُونُ اَشَدَّ مِنْهُ نَكَالاً عِنْدَ اللهِ الَّذِي يُضَاعِفُ ذُنُوبَ الْعَذَابِ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ كَمَا يُضَاعِفُ حَسَنَاتِ النَّعِيمِ بِدَلِيل{وَلَيَحْمِلُنَّ اَثْقَالَهُمْ وَاَثْقَالاً مَعَ اَثْقَالِهِمْ(أَيْ اَثْقَالاً مِنَ الذُّنُوبِ وَالْمُوبِقَاتِ الَّتِي تَجْعَلُهُمْ غَارِقِينَ فِي جَهَنَّمَ لَايَسْتَطِيعُونَ الْعَوْمَ عَلَى سَطْحِهَا وَلَا الْخُرُوجَ مِنْهَا بِسَبَبِ اَثْقَالٍ يَحْمِلُونَهَا مُكَبَّلِينَ بِهَا هِيَ اَقْوَى مِنَ الْاَثْقَالِ الَّتِي تُلْقَى فِي الْبَحْرِ مِنْ اَجْلِ تَثْبِيتِ السُّفُنِ عَلَى الشَّوَاطِئ ِخَوْفاً مِنْ عَاصِفَةٍ هَوْجَاءَ تُحَرِّكُهَا مِنْ مَكَانِهَا[وَمَنْ اَرْعَبَ مُؤْمِناً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ(اِلَى حِينٍ: حَتَّى يَتُوبَ تَوْبَةً نَصُوحاً وَيُؤْمِنَ اِيمَاناً صَحِيحاً مُوَحِّداً يُؤَمِّنُ النَّاسَ عَلَى دِمَائِهِمْ وَاَمْوَالِهمْ وَاَعْرَاضِهِمْ(اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: نَعَمْ أَيُّها الْاِخْوَةُ: وَتَارِيخُ النَّصَارَى يَشْهَدُ عَلَى اَنَّ كَثِيراً مِنَ الطُّغَاةِ الْجَبَابِرَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَضْطَّهِدُونَ النَّصَارَى تَرَاجَعُوا عَنْ ظُلْمِهِمْ لِلنَّصَارَى وَطُغْيَانِهِمْ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ النَّصَارَى مِنْهُمْ قِدِّيسِينَ: وَاَمَّا شِيعَةُ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَجَعَلُوا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ الَّذِينَ تَرَاجَعُوا عَنْ ظُلْمِهِمْ لِلْمُسْلِمِينَ وَطُغْيَانِهِمْ عَلَيْهِمْ: جَعَلُوا مِنْهُمْ مَنْبُوذِينَ مِنْ أَمْثَالِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَلَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ وَحِيتَانِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ عَلَى شِيعَةِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بَاطِنِيَّةً وَاِمَامِيَّةً اِلَّا الْمُعْتَدِلِينَ مِنْهُمْ مِنْ أَصْحَابِ التَّيَّارِ الْحُرِّ: وَنَقُولُ لِلشِّيعَةِ الْاِمَامِيَّةِ وَالْبَاطِنِيَّة: لِمَاذَا تُصْدِرُونَ قَانُونَ عَفْوٍ عَامٍّ يَشْمَلُ الْإِرْهَابِيِّينَ الَّذِينَ عَادُوا اِلَى أَحْضَانِ الْوَطَنِ مَهْمَا ارْتَكَبُوا مِنْ مُخَالَفَاتٍ: فَهَؤُلَاءِ بَعْدَ اَنْ كَانُوا سَيْفاً عَلَى بَشَّارَ اَصْبَحُوا سَيْفاً مَعَ بَشَّارَ: وَمَعَ ذَلِكَ تَقُومُونَ بِتَسْوِيَةِ أَوْضَاعِهِمْ عِنْدَ الْجِهَاتِ الْمُخْتَصَّةِ: فَلِمَاذَا تَكِيلُونَ لِهَؤُلَاءِ بِمِكْيَالِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْمَاسِ: وَلِمَاذَا تَكِيلُونَ لِاَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ بَعْدَ اَنْ عَادُوا اِلَى أَحْضَانِ رَسُولِ اللهِ بِمِكْيَالِ الْحِقْدِ وَالْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ: لِمَاذَا لَاتَكِيلُونَ لَهُمْ بِمِكْيَالِ الْقَدَاسَةِ وَالطَّهَارَةِ اُسْوَةً بِمَا تَكِيلُونَ لِلْإِرْهَابِيِّينَ: هَذَا اِذَا سَلَّمْنَا جَدَلاً اَنَّهُمْ اِرْهَابِيُّونَ: لِمَاذَا هَذَا الْحِقْدُ وَالْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ وَقَدْ كَانَ النَّصَارَى يَكِيلُونَ بِمِكْيَالِ الْقَدَاسَةِ وَالطَّهَارَةِ الصَّلِيبِيِّ لِلطُّغَاةِ الْجَبَابِرَةِ الَّذِينَ تَرَاجَعُوا عَنْ ظُلْمِهِمْ لِلنَّصَارَى الْمُضْطَّهَدِينَ: وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَتَرَاجَعُوا جَمِيعاً عَنْ ظُلْمٍ اَكْبَرَ وَاَشَدَّ مِنَ الْقَتْلِ وَهُوَ التَّثْلِيثُ{اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَم{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ بْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ بْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِاَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ(أَيْ يَتَنَافَسُونَ فِي الْكُفْرِ مَعَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ وَهُمُ الْوَثَنِيُّونَ: فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ: تَفَوَّقَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِي الْكُفرِ وَالْقَذَارَةِ وَالنَّجَاسَةِ عَلَى الْوَثَنِيِّينَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْوَثَنِيِّينَ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِهِمْ: فَهُمْ يَعْبُدُونَ اَصْنَاماً مِنَ الْحِجَارَةِ لَاتَبُولُ وَلَايَخْرُجُ مِنْهَا نَجَاسَةٌ اَوْ قَذَارَةٌ: وَاَمَّا الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَهُمْ يَعْبُدُونَ بَشَراً بِمَا تَحْتَوِي أَجْسَادُهُمْ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ وَقَذَارَةٍ: وَكَذَلِكَ شِيعَةُ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ الْبَاطِنِيَّةُ وَالْاِمَامِيَّة: نعم أيها الاخوة{اِعْلَمُوا اَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ(وَالزِّينَةُ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ: مَاكَانَتْ زَائِدَةً عَلَى قَوَامِ الْحَيَاةِ: نعم اخي: نَحْنُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لَابُدَّ لَنَا مِنْ ضَرُورِيَّاتٍ حَتَّى تَسْتَمِرَّ حَيَاتُنَا: وَلَابُدَّ لَنَا مِنْ حَاجِيَّاتٍ حَتَّى لَانُصَابَ بِالْاِرْهَاقِ: فَاِذَا تَحَقَّقَتِ الضَّرُورِيَّاتُ وَتَحَقَّقَتِ الْحَاجِيَّاتُ وَوَسَّعَ اللهُ عَلَيْكَ اَخِي: فَلَا مَانِعَ اَنْ تَتَرَيَّشَ اَخِي عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَابَنِي آَدَمَ قَدْ اَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشَا(نعم اخي: يُقَال فُلَانٌ مُرَيَّشٌ: بِمَعْنَى اَنَّهُ حَقَّقَ ضَرُورِيَّاتِهِ وَحَاجَاتِهِ: فَلَامَانِعَ اَنْ يَتَنَعَّمَ:وَلَكِنْ دُونَ اِسْرَافٍ وَدُونَ مَخِيلَةٍ وَدُونَ تَكَبُّرٍ عَلَى النَّاسِ فِي الْأَرْضِ:كَمَا يَحْدُثُ فِي اَوْسَاطِنَا مِنْ تَصْوِيرٍ دَائِمٍ عَلَى الْفَايْسْبُوكِ لِاَفْخَمِ أَنْوَاعِ الْأَطْعِمَةِ وَالْاَشْرِبَةِ قَبْلَ اَنْ يُبَاشِرُوا الطَّعَامَ لِيُبَاهُوا بِنِعْمَةِ اللهِ الْحَقِّ مَااَرَادُوا مِنَ الْبَاطِلِ فِي حَرْقِ قُلُوبَ الْفُقَرَاءِ الْمُنْكَسِرَةِ الْحَزِينَةِ الْمُتَلَهِّفَةِ عَلَى كَسْرَةٍ مِنَ الْخُبْزِ مُحْتَجِّينَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ( وَضَارِبِينَ بِعُرْضِ الْحَائِطِ وَمُتَجَاهِلِينَ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ[شَرُّ الْمَوَائِدِ عِنْدَ اللهِ مَائِدَةٌ يُدْعَى اِلَيْهَا الْأَغْنِيَاءُ وَيُحْرَمُ مِنْهَا الْفُقَرَاءُ( وَكَمْ وَكَمْ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَمُنْذُ بِدَايَةِ تَارِيخِنَا الْإِسْلَامِيِّ نُعَانِي مِنْ كَلِمَةِ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ: وَكَمْ عَانَى الْاِمَامُ عَلِيٌّ مَعَ الْخَوَارِجِ مِنْ كَلِمَةِ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ وَهِيَ قَوْلُهُمْ لَاحُكْمَ اِلَّا لِلهِ: وَهَلْ سُبْحَانَهُ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ يُرِيدُ مِنَّا فِي خِتَامِ سُورَةِ الضُّحَى اَنْ نُحَدِّثَ بِنِعْمَةِ اللهِ عَلَى وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ مِنْ اَجْلِ حَرْقِ الْقُلُوبِ الْمُنْكَسِرَةِ فِي الْغُوطَةِ الَّتِي مَازَالَتْ اِلَى الْآَنَ وَمُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ لَاتَجِدُ لُقْمَةَ عَيْشِهَا اِلَّا بِالزُّورِ كَمَا يُقَالُ: اَمْ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَاْمُرُنَا اَنْ نُحَدِّثَ بِنِعْمَتِهِ مِنْ اَجْلِ جَبْرِ هَذِهِ الْقُلُوب: وَيْلٌ لِاُمَّةٍ تَتَجَبَّرُعَلَى ضُعَفَائِهَا وَمَسَاكِينِهَا وَفُقَرَائِهَا وَتُحْرِقُ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْقَهْرِ وَتُحْرِقُ بُطُونَهُمْ وَاَمْعِدَتَهُمْ مِنَ الْجُوعِ وَتُحْرِقُ بُيُوتَهُمْ بِبَرَامِيلَ مُتَفَجِّرَةٍ وَصَوَارِيخَ وَمِدْفَعِيَّةٍ وَتَدْفِنُهُمْ تَحْتَ الْاَنْقَاضِ: بَلْ تُحْرِقُ الْاِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ بِجُوعٍ كَافِرٍ تَسْتَعْبِدُهُمْ بِهِ مُتَجَاهِلَةً لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ{اِنَّمَا تُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ(فَاِذَا مَاتَ جَمِيعُ الضُّعَفَاءِ وَانْقَرَضُوا: فَلَنْ يَبْقَى لِجَيْشِ بَشَّارَ اَبَداً شَيْءٌ لِيَنْصُرَهُ عَلَى أَعْدَاءٍ جُدُدٍ يَخْلُقُهُمُ اللهُ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ وَخَلَايَا نَائِمَةٍ{وَمَاالنَّصْرُ اِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم(بَلْ لَمْ يَقْتَصِرِ التَّنْكِيلُ عَلَى الْاَحْيَاءِ بَلْ تَعَدَّى اِلَى الْأَمْوَاتِ فِي مَقَابِرِ حِمْصَ أَيْضاً لِيُنْبَشُوا مِنْ قُبُورِهِمْ وَتُقَامَ الْحَدَائِقُ الْعَامَّةُ مَكَانَهَا دُونَ اَدْنَى احْتِرَامٍ لِمَشَاعِرِ ذَوِيهِمُ الَّذِينَ فَقَدُوهُمْ: نعم أيها الاخوة: مَازَالَ الْحُسَيْنُ وَشِيعَتُهُ يُخْذَلُونَ حَتَّى أَيَّامِنَا هَذِهِ الَّتِي نَعِيشُهَا مِنْ خِلَالِ خُذْلَانِ هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءِ الْمَسَاكِينِ فِي الْغُوطَةِ الَّذِينَ خَذَلَهُمْ اَهْلُ سُنَّةٍ مِنْ اَمْثَالِهِمْ قَبْلَ اَنْ تَخْذُلَهُمْ شِيعَةُ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم: نعم أيها الاخوة: حِينَمَا قُطِعَ رَاْسُ الْحُسَيْنِ وَخَذَلُوهُ جَاءَ الْقُرْآَنُ بِالسَّلَامِ كَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ قَبْلُ حِينَمَا قُطِعَ رَاْسُ يَحْيَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيَّا(وَاَمَّا شِيعَةُ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَعَبْرِ تَارِيخِهِمُ الْأَسْوَدِ لَمْ يَاْتُوا بِالسَّلَامِ وَاِنَّمَا جَاؤُوا بِثَارَاتِ الْحُسَيْنِ وَزَيْنَبَ وَفَاطِمَةَ{فَاَيُّ الْفَرِيقَيْنِ اَحَقُّ بِالْاَمْنِ اِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون اَلَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا اِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ(أَيْ بِشِرْكٍ مَزْعُومٍ لِاَهْلِ الْبَيْتِ مَعَ اللهِ فِي اُلُوهِيَّتِهِ{أُولَئِكَ لَهُمُ الْاَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون(نَعَمْ أيها الاخوة: لَقَدْ ظَلَمُوا اللهَ الْبَرِيءَ مِنْ شِرْكِهِمْ بِشِرْكِهِمْ: فَكَيْفَ لَايَظْلِمُونَ مَخْلُوقَاتِهِ الْأَبْرِيَاء: نعم أيها الاخوة: وَبَعْدَ كُلِّ هَذَا نَرَى الشِّيعَةَ الْبَاطِنِيَّةَ الْاِمَامِيَّةَ الْيَهُودِيَّةَ الصَّلِيبِيَّةَ يَكْرَهُونَ الْإِسْلَامَ وَيَتَّهِمُونَهُ بِالْإِرْهَابِ وَيُحَمِّلُونَ مَسْؤُولِيَّةَ هَذِهِ الْجَرَائِمِ الَّتِي تَلَطَّخَتْ بِهَا أَيْدِيهِمُ الْقَذِرَةُ لِمَنْ هُوَ بَرِيءٌ مِنْهَا... نَعَمْ اخي: اِنَّهُ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَعْرِفُ قِيمَتَهُ وَيَعْرِفُ قَدْرَهُ وَيَعْلَمُ اَنَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا لَيْسَتْ هِيَ الْغَايَةُ الْوَحِيدَةُ لِلْإِنْسَانِ: اِنَّمَا هِيَ مَعْبَرٌ يَعْبُرُ عَلَيْهِ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: وَاَمَّا الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ: فَهَؤُلَاءِ يَغُرُّهُمْ مَالُهُمْ وَتَغُرُّهُمْ مَنَاصِبُهُمْ وَتَغُرُّهُمْ قُوَّتُهُم: وَلِذَلِكَ يُظْهِرُونَ فِي الاَرْضِ الْفَسَاد: نَعَمْ أَيُّهَا الْاِنْسَانُ: بِاَيِّ شَيْءٍ تَفْخَرُ: هَلْ تَفْخَرُ بِمَا عِنْدَكَ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ عَافِيَةٍ وَمِنْ صِحَّةٍ: مَنْ الَّذِي مَنَحَكَ هَذِهِ الْقُوَّة: اِنَّهُ خَالِقُكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِين: مَنَحَكَ هَذِهِ الْقُوَّةَ: كَيْفَ تَشْكُرُهُ عَلَيْهَا لِتَبْقَى هَذِهِ الْقُوَّة: نَعَمْ اَخِي: لَقَدْ تَعَهَّدَ اللهُ لَكَ لِتَبْقَى هَذِهِ الْقُوَّةُ مُبَارَكَةً بِقَوْلِهِ{وَإِذْ تَاَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَاَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ(كُفْراً اَصْغَرَ اَوْ كُفْراً اَكْبَرَ{اِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ(غَيْرُ دَائِمٍ لِلْاَصْغَرِ اِنْ وَقَعَ صَاحِبُهُ مَيِّتاً عَلَى دِينِ الْاِسْلَامِ: وَدَائِمٌ اَبَدِيٌّ لِلْاَكْبَرِ اِنْ وَقَعَ مَيِّتاً عَلَى غَيْرِهِ: نعم اخي: حِينَمَا تَتَعَامَى عَنْ قُوَّةِ اللهِ: وَحِينَمَا يَحْجُبُ عَلَيْكَ بِحِجَابِ الْمَادَّةِ الْمُعْتِمِ الْمُظْلِمِ: وَتَتَقَوْقَعُ رُؤْيَتُكَ عَلَى هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا بِمِنْظَارِ الْهَوَى: وَلَاتَعْلَمُ اَنَّ لَكَ يَوْماً سَتَقِفُ فِيهِ بَيْنَ يَدَيِ الله: هَلْ تَغْتَرُّ بِصِحَّتِكَ وَعَافِيَتِكَ: فَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ صَارَ مَرِيضاً: نَعَمْ هِيَ الدُّنْيَا: تَقُولُ بِمِلْءِ فِيهَا: حَذَارِ حَذَارِ: مِنْ فَتْكِي وَمِنْ بَطْشِي: وَلَكِنَّ النَّاسَ الْعُمْيَ الصُّمَّ: لَايَتَّعِظُونَ اَبداً: نَعَمْ اِنَّهَا الْجَرِيمَةُ الَّتِي تَكُونُ عِنْدَ هَؤُلَاءِ النَّاس: اِنَّهَا الْجَرِيمَةُ الَّتِي تَقْشَعِرُّ لَهَا الْاَبْدَانُ: وَالَّتِي تَرْتَجِفُ لَهَا الْقُلُوبُ وَالْاَفْئِدَةُ: اِنَّ اَكْبَرَ جَرِيمَةٍ تُرْتَكَبُ فِي الْأَرْضِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِحُقُوقِ الْعِبَادِ وَفِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْكَوْنِ كُلِّهِ: اَنْ تُزْهَقَ نَفْسٌ بِغَيْرِ حَقٍّ: نَعَمْ اِنَّ الْعَيْنَ لَتَدْمَعُ: وَاِنَّ الْقَلْبَ لَيَحْزَنُ: مِمَّا نَرَى عَلَى شَاشَةِ التَّلْفَزَةِ: وَمِمَّا نَسْمَعُهُ فِي الْإِذَاعَاتِ: وَفِيمَا نَقْرَؤُهُ فِي الصُّحُفِ: مِنْ عِصَابَاتٍ إِرْهَابِيَّةٍ يَهُودِيَّةٍ صَفَوِيَّةٍ صَلِيبِيَّةٍ: لَاتَرْعَوِي اَبَداً: اِنَّهَا صَارَتْ تُحِبُّ اَنْ تَشْرَبَ مِنَ الدِّمَاءِ الْبَشَرِيَّةِ: كَمَا تُحِبُّ اَنْ تَشْرَبَ مِنْ دِمَاءِ رَبِّهِمْ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بِزَعْمِهِمْ: وَكُلُّنَا أَبْنَاءُ اللهِ بِزَعْمِهِمْ: فَهَنِيئاً لِلْمُجْرِمِ السَّافِكِ لِلدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقٍّ: نَعَمْ هَنِيئاً لَهُ لِاَنَّهُ خَلَّصَ النَّاسُوتَ مِنَ اللَّاهُوتِ لِجَمِيعِ أَبْنَاءِ اللهِ بِزَعْمِهِمْ كَمَا تَخَلَّصَتْ لَاهُوتُ الْمَسِيحِ مِنْ نَاسُوتِهِ عَلَى صَلِيبِ الْعَذَابِ بِزَعْمِهِمْ: نعم أيها الاخوة: هَلْ يُوجَدُ فِي الْإِسْلَام ِعَقِيدَةٌ شَبِيهَةٌ بِهَذِهِ الْعَقِيدَةِ الصَّلِيبِيَّةِ الْعَفِنَةِ اِلَّا عِنْدَ شِيعَةِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنَ الْبَاطِنِيَّةِ وَالْاِمَامِيَّةِ الْغَوْغَائِيَّةِ الْمَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ: فَصَارَ قَتْلُ الْاَنْفُسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ: مُتْعَةً يَتَمَتَّعُونَ بِهَا: حِينَمَا يَجْعَلُونَ النَّاسَ أَشْلَاءً مُتَنَاثِرَةً مُتَطَايِرَةً بِطَائِرَاتِهِمْ وَبَرَامِيلِهِمُ الْمُتَفَجِّرَةِ: حَتَّى انْتَقَلَتْ عَدْوَى هَذِهِ الْعَقِيدَةِ الصَّلِيبِيَّةِ الصَّفَوِيَّةِ الْعَفِنَةِ اِلَى آَلِ سُعُودَ فِي الْيَمَنِ: مُسْتَدِلِّينَ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ(فَكَمَا انْتَهَكَ الْحُوثِيُّونَ حُرْمَةَ مَكَّةَ وَالرِّيَاضِ بِاِطْلَاقِ الصَّوَارِيخِ الْإِيرَانِيَّةِ عَلَيْهِمَا: فَكَذَلِكَ يَجُوزُ شَرْعاً اَنْ نَنْتَهِكَ حَرْمَةَ الدِّمَاءِ الْحُوثِيَّةِ بِالْأَسْلِحَةِ الثَّقِيلَةِ وَالطَّائِرَاتِ: وَنَقُولُ لِآَلِ سُعُودَ: نَعَمْ نَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكُمْ: لَكِنْ هَلْ يَجُوزُ الِاسْتِمْرَارُ فِي ضَرْبِ الرِّقَابِ الْحُوثِيَّةِ مُتَجَاهِلِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى اِذَا اَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَاِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَاِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ اَوْزَارَهَا(فَاِذَا كَانَ الْكُومُونْدُسُ الْأَمْرِيكِيُّ يَسْتَطِيعُ بِعَمَلِيَّةِ اِنْزَالٍ فِي الْيَمَنِ تَحْرِيرَ مُخْتَطَفٍ اَمْرِيكِيٍّ: فَكَيْفَ اَنْتُمْ لَاتَسْتَطِيعُونَ اَسْرَهُمْ كَمَا اَمَرَ اللهُ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ وَلَاتَحْرِيرَ الْاَسْرَى مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ: وَاِذَا كَانَ سُبْحَانَهُ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ يَاْمُرُكُمْ بِعَدَمِ الِاسْتِمْرَارِ فِي ضَرْبِ الرِّقَابِ فِي حَالَةِ اِثْخَانِ الْأَعْدَاءِ بِالْقَتْلِ الْكَثِيرِ وَالْجِرَاحِ الْهَائِلَةِ: فَكَيْفَ تَسْتَمِرُّونَ اَنْتُمْ فِي مُسَلْسَلِ الْاَشْلَاءِ الْمُتَنَاثِرَةِ: ثُمَّ تَعَالَوْا مَعَنَا: مَابَالُكُمْ تَقُولُونَ لَامَكَانَ بَيْنَنَا لِمُتَطَرِّفٍ يَرَى الِاعْتِدَالَ انْحِلَالاً: وَنَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكُمْ فِي هَذَا الْقَوْلِ: لَكِنْ لِمَاذَا تَتَجَاهَلُونَ اَنْ لَامَكَانَ فِي الْإِسْلَامِ لِمُنْحَلٍّ يَرَى الِاعْتِدَالَ الْاِسْلَامِيَّ تَطَرُّفاً: هَلْ تَفْعَلُونَ ذَلِكَ إِرْضَاءً لِلْاِبَاحِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ الصَّفَوِيَّةِ الصَّلِيبِيَّةِ الْقَذِرَةِ وَاَنْتُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ تَنْتَقِدُونَ زَوَاجَ الْمُتْعَةِ الشِّيعِيِّ عَلَى شَاشَاتِكُمْ: وَلَاتَنْبِسُونَ بِبِنْتِ شَفَةٍ عَمَّا يَحْدُثُ فِي الْغَرْبِ الصَّلِيبِيِّ الْقَذِرِ مِنْ اِبَاحَةٍ لِنِكَاح ِالْمَحَارِمِ وَالْبَهَائِمِ وَالْجِنْسِ الْمِثْلِيِّ وَاَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ: لِمَاذَا تَنْظُرُونَ اِلَى مَسَائِلِ التَّطَرُّفِ وَالِاعْتِدَالِ بِعَيْنَيْنِ اِحْدَاهُمَا عَوْرَاءُ دَائِماً: هَلْ اَنْتُمْ اَدْرَى مِنْ شَرْعِ اللهِ الَّذِي{يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير(هَلْ نُقَدِّرُ مَسَائِلَ التَّطَرُّفِ وَالْإِرْهَابِ وَالِاعْتِدَالِ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ بِتَقْدِيرِ آَلِ سَعُودَ وَبَشَّارَ وَبُوتِينَ وَالْخَامِنْئِيِّ وَتْرَامْبَ وَالْحُكُومَةِ اللُّبْنَانِيَّةِ الَّتِي تَنْاَى بِنَفْسِهَا الْقَذِرَةِ: اَمْ بِتَقْدِيرِ اللهِ الَّذِي{خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرَا(وَحِينَمَا اَهْلَكَ اللهُ قَوْمَ لُوطٍ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَلَمْ يُهْلِكْهُمْ بِسَبَبِ هَذِهِ الْقَذَارَة: اَلَيْسَتْ هَذِهِ الْقَذَارَةُ تَطَرُّفاً فِي الْعَلَاقَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَاِرْهَاباً لِجِنْسِ حَوَّاءَ حِينَمَا يَكْتَفِي الرِّجَالُ بِبَعْضِهِمْ بَعْضاً تَارِكِينَ بَنَاتِ حَوَّاءَ لِلْمَوْتِ عَطَشاً مِنْ حُرْقَةِ اللَّوْعَةِ الْجِنْسِيَّةِ الْحَلَال: اَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ عَنْ قَوْمِ لُوطٍ فِي مَوْضِعٍ مِنَ الْقُرْآَنِ اَنَّهُمْ مُتَطَرِّفُونَ اِرْهَابِيُّونَ مُجْرِمُون: بَلْ اَلَمْ يَقُلْ ذَلِكَ أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آَخَرَ عَنْ تَارِكِ الصَّلَاةِ وَمَانِعِ الزَّكَاة: بَلْ اِنَّ الْمَسِيحَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَقُولُ لِبَعْضِهِمْ: يَااَوْلَادَ الْاَفَاعِي: طَيِّبْ اَلَا تُشَكِّلُ الْاَفَاعِي تَطَرُّفاً وَإِرْهَاباً فِي حَيَاةِ النَّاس: طَيِّبْ مَاتُسَمُّونَهُ مِنَ التَّطَرُّفِ الدِّينِيِّ يُشَكِّلُ خَطَراً عَلَيْكُمْ كَمَا تَزْعُمُونَ: طَيِّبْ نَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكُمْ: لَكِنْ هَلْ سَيُنْقِذُكُمْ مَاتُسَمُّونَهُ اعْتِدَالاً اِبَاحِيّاً مِنْ عَذَابِ النَّارِ مَهْمَا لَعَنْتُمُ التَّطَرُّفَ وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً قَوْلَ رَسُولِ اللهِ لِلْمُلَاعِنَةِ الَّتِي تُلَاعِنُ زَوْجَهَا بِتُهْمَةِ الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ مِنْهُ لَهَا: اِتَّقِي اللهَ قَبْلَ اَنْ تُلَاعِنِي فَاِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا مَهْمَا كَانَ مُتَطَرِّفاً اَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآَخِرَةِ: اَمْ اَنَّكُمْ مَازِلْتُمْ تَسْتَمِعُونَ اِلَى هَذَا الْعَجُوزِ الْخَرِفِ الْاَحْمَقِ الْعَالِمِ الْفِيزْيَائِيِّ الْكَيَّالِيِّ وَزَعْمِهِ بِعَدَمِ وُجُودِ عَذَابٍ فِي الْقَبْرِ: وَلْنَفْرِضْ ذَلِكَ جَدَلاً: فَاِنَّ هَذَا لَايَمْنَعُ مِنْ وُجُودِ عَذَابٍ اَلِيمٍ مُهِينٍ فِي الْآَخِرَةِ: فَمَا هُوَ الْفَرْقُ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ بَيْنَ هَذَا الْاَحْمَقِ الْمَعْتُوهِ: وَبَيْنَ الْكَنِيسَةِ الَّتِي ظَلَّتْ تُخْفِي عَنْ اَتْبَاعِهَا سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً وُجُودَ جَهَنَّمَ وَاَنَّهَا حَقِيقَةٌ لَامَفَرَّ مِنْهَا مِنْ اَجْلِ اَلَّا تُخِيفَ النَّاسَ وَتُرْعِبَهُمْ: فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ مِنْ تَصْرِيحَاتِ الْكَيَّالِي الْوَقِحَةِ حَوْلَ عَذَابِ الْقَبْرِ: لَقَدِ اسْتَهْزَاَ النَّاسُ مِنْ جَمِيعِ الْاَحَادِيثِ وَالْآَثَارِ الْوَارِدَةِ فِي مِصْدَاقِيَّةِ عَذَابِ الْقَبْرِ اِلَى اَنْ وَصَلَ بِهِمُ الْمَطَافُ اِلَى الِاسْتِهْزَاءِ بِعَذَابِ جَهَنَّمَ أَيْضاً وَاسْتِعْجَالِهِ اسْتِهْزَاءً أَيْضاً لَاخَوْفاً مِنْهَا وَلَاشَفَقَةً عَلَى اَنْفُسِهِمْ مِنْ عَذَابِهَا الْأَلِيمِ الْمُهِينِ: وَاِنَّمَا اسْتِهْزَاءً وَتَحَدِّياً لِرَبِّ الْعَالَمِينَ كَمَا ذَكَرْنَا: وَكُلُّ ذَلِكَ نَتِيجَةَ التَّرْبِيَةِ الْفِيزْيَائِيَّةِ الْوَقِحَةِ الْكَيَّالِيَّةِ الَّتِي تَكِيلُ لِلْاِسْلَامِ وَتَحُثُّ النَّاسَ عَلَى عَدَمِ تَصْدِيقِهِ اِلَّا اِذَا كَانَ خَاضِعاً لِتَجَارِبَ فِيزْيَائِيَّةٍ كِيمْيَائِيَّةٍ كَيَّالِيَّةٍ تَكِيلُ لِلْاِسْلَامِ بِعَلَامَاتِ اسْتِفْهَامٍ وَشَكٍّ كَبِيرٍ: وَكَذَبَ الْكَيَّالِيُّ: وَصَدَقَ اللهُ الْعَظِيمُ حِينَمَا يَقُولُ{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ اَنَّهَا الْحَقُّ(نَعَمْ أَيُّهَا الْاِخْوَة: لَقَدْ زَرَعَتِ الصَّلِيبِيَّةُ الْحَاقِدَةُ هَذَا السَّرَطَانَ الْيَهُودِيَّ فِي فِلَسْطِينَ: وَزَرَعَتْ سَرَطَاناً آَخَرَ صَفَوِيّاً اِيرَانِيّاً خَبِيثاً قَرِيباً مِنَ الْبَقَرَةِ الْحَلُوبِ الْخَلِيجِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ: فَقَالَتِ الصَّلِيبِيَّةُ لِلصَّفَوِيَّةِ: اِنَّ اللهَ يَاْمُرُكُمْ اَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَة: فَقَالَتِ الصَّفَوِيَّةُ لِلصَّلِيبِيَّةِ: اَتَتَّخِذِينَا هُزُواً: فَقَالَتِ الصَّلِيبِيَّةُ: نَعُوذُ بِالْآَبِ وَالِابْنِ وَرُوحِ الْقُدُسِ اَنْ نَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ بِكُتُبِكُمْ فَنَحْنُ قَرَاْنَاهَا جَيِّداً: وَاَدْرَكْنَا اَنَّهُ لَنْ يَخْرُجَ الْمَهْدِيُّ فِي كُتُبِكُمْ اِلَّا بِالذَّبْحِ: فَقَالَتِ الصَّفَوِيَّةُ لِلصَّلِيبِيَّةِ: ادْعِي لَنَا رَبَّكِ يُبَيِّنْ لَنَا مَاهِيَ: هَلْ هِيَ حَلُوب: فَقَالَتِ الصَّلِيبِيَّةُ لَا: طَالَمَا هِيَ حَلُوبٌ فَلَا تَقْرَبُوهَا وَلَاتَضُرُّوهَا اِلَّا اَذىً وَهَلَعاً وَرُعْباً: فَقَالَتِ الصَّفَوِيَّةُ وَلَكِنَّهَا لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَحْلُبَ قَطْرَةً مِنَ الْحَلِيبِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ الْخَوْفِ وَالرُّعْبِ: فَقَالَتِ الصَّلِيبِيَّةُ: نَحْنُ لَانُرِيدُ حَلِيباً مِنْ هَذِهِ الْبَقَرَةِ: وَاِنَّمَا نُرِيدُ مِنْهَا نَفْطاً وَاَمْوَالاً: وَالْوَيْلُ لَهَا اِنْ تَاَخَّرَتْ عَلَيْنَا: فَقَالَتِ الصَّفَوِيَّةُ هَلْ نَذْبَحُهَا: فَقَالَتِ الصَّلِيبِيَّةُ لَا وَاِنَّمَا قُومُوا أَوَّلاً بِقَطْعِ اُذُنِهَا الْيُمْنَى: فَاِنْ لَمْ تَسْتَجِبْ فَاقْطَعُوا الْيُسْرَى: فَاِنْ لَمْ تَسْتَجِبْ فَقُومُوا بِتَعْذِيبِهَا وَطَعْنِهَا بِسَكَاكِينِ الْحُسَيْنِ وَعَلِي كَمَا تَطْعَنُونَ الثَّوْرَ حَتَّى تَخُورَ قُوَاهَا: فَاِنْ لَمْ تَسْتَجِبْ فَعَالِجُوهَا حَتَّى تَقُومَ مِنْ جَدِيدٍ عَلَى رِجْلَيْهَا: فَقَالَتِ الصَّفَوِيَّةُ: طَيِّبْ اَنْتُمْ لَاتُرِيدُونَ ذَبْحَ الْبَقَرَةِ الْحَلُوبِ السُّعُودِيَّةِ الْخَلِيجِيَّةِ: فَمَا هُوَ لَوْنُ الْبَقَرَةِ الَّتِي تُرِيدُونَ مِنَّا اَنْ نَذْبَحَهَا: فَقَالَتِ الصَّلِيبِيَّةُ: اِنَّهَا بَقَرَةٌ سَوْدَاءُ مُعْتِمٌ لَوْنُهَا تَسُوءُ النَّاظِرِين: فَقَالَتِ الصَّفَوِيَّةُ: نَحْنُ لَانَذْبَحُ بَقَرَةً سَوْدَاءَ كَتَبْنَا عَلَيْهَا يَاحُسِينْ يَاعَلِي يَافَاطِمَة يَازَيْنَيبْ: فَقَالَتِ الصَّلِيبِيَّةُ: تَبّاً لَكُمْ نَحْنُ صَفَّقْنَا لِمَنْ ذَبَحَ الْمَسِيحَ عَلَى الصَّلِيبِ وَاَعْطَانَا هَذِهِ الذَّبِيحَةَ الْإِلَهِيَّةَ الْيَسُوعِيَّةَ لِنَشْرَبَ مِنْ دَمِهَا وَنَاْكُلَ مِنْ لَحْمِهَا: وَاَنْتُمْ تَبْخَلُونَ عَلَيْنَا بِبَقَرَةٍ سَوْدَاءَ يَهُودِيَّةٍ اَمَرَ بِهَا مُوسَى قَوْمَهُ فَذَبَحُوهَا وَمَاكَادُوا يَفْعَلُون: فَاَنْتُمْ اِنِ انْتَصَرْتُمْ عَلَى آَلِ سُعُودَ وَالْخَلِيجِ: فَبِفَضْلِ خُذْلَانِنَا لَهُمْ: وَاِنِ انْتَصَرَ آَلُ سُعُودَ عَلَيْكُمْ: فَبِفَضْلِ خُذْلَانِنَا لَكُمْ: وَفِي كُلِّ الْاَحْوَالِ لَنْ يَخْذُلَنَا آَلُ سُعُودَ بِاَمْوَالِهِمْ بِوُجُودِ الْبُعْبُعِ الصَّفَوِيِّ الَّذِي يَخَافُونَ مِنْهُ وَلَايَخَافُونَ مِنَ الَّذِي خَلَقَهُ وَمَا عِنْدَهُ (سُبْحَانَهُ) مِنَ الدَّوَائِرِ: فَرُبَّمَا يَجْعَلُ لَهُمُ الدَّائِرَةَ: وَرُبَّمَا يَجْعَلُهَا عَلَيْهِمْ فَيُصْبِحُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ{ مَايُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ اِذَا تَرَدَّى{يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَااَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ اُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدَا(وَمِنْهُ الْوَلَاءُ الشِّرْكِيُّ الْمُحَرَّمُ لِغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ مُتَجَاهِلِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا(نَعَمْ أَيُّهَا الْاِخْوَة: وَاَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى{اِلَّا اَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً(فَاَيْنَ هَذِهِ التُّقَاةُ الَّتِي نَتَّقِيهَا مِنْهُمْ: وَنَحْنُ نَرَى بِاُمِّ اَعْيُنِنَا اَنَّ الْمُسْلِمِينَ الْمَظْلُومِينَ هُمُ الْوَحِيدُونَ الْأَكْثَرُ تَضَرُّراً فِي الْعَالَمِ مِمَّا يُسَمَّى مُكَافَحَةَ الْإِرْهَابِ: وَاَنَّ هَذِهِ التُّقَاةَ لَايَقْطِفُ ثَمَرَتَهَا اِلَّا الظَّالِمُونَ: فَهَلْ خَصَّ اللهُ بِهَذِهِ التُّقَاةِ الظَّالِمِينَ دُونَ الْمَظْلُومِينَ: هَلْ حَرَمَ الْمَظْلُومِينَ مِنْهَا: نَعَمْ أَيُّهَا الْاِخْوَة: هَذِهِ التُّقَاةُ هِيُ رُخْصَةٌ اَعْطَانَا اللهُ إِيَّاهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ نُوَالِيَ الْكَافِرِينَ: لَكِنْ اِنْ كَانَتْ هَذِهِ الرُّخْصَةُ ضَرَرُهَا اَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهَا: فَهَلْ يَجُوزُ الِاسْتِمْرَارُ بِهَا: بَلَى اَخِي رُخْصَةٌ اَعْطَاكَ اللهُ إِيَّاهَا فِي الصَّيْدِ: لَكِنْ اِنْ كَانَتْ هَذِهِ الرُّخْصَةُ تَجْلِبُ الضَّرَرَ اِلَى الثَّرْوَةِ الْحَيَوَانِيَّةِ وَالسَّمَكِيَّةِ وَتُؤَدِّي اِلَى نُقْصَانِهَا: فَهَلْ يَجُوزُ الِاسْتِمْرَارُ بِصَيْدِ الْاِنَاثِ مِنْهَا فِي مَوْسِمِ التَّفْرِيخِ وَالْوِلَادَةِ اَوِ اسْتِعْمَالِ الدِّينَامِيتِ اَوِ الشِّبَاكِ الضَّيِّقَةِ مِنْ اَجْلِ الْقَضَاءِ عَلَى التَّفْرِيخِ السَّمَكِيِّ وَالْحَيَوَانِيِّ: فَمَا بَالُكَ اَخِي بِالثَّرْوَةِ الْبَشَرِيَّةِ الَّتِي يُرِيدُونَ اِبَادَتَهَا بِحُجَّةِ مَايُسَمَّى مُكَافَحَةَ الْإِرْهَابِ: وَنَحْنُ لَسْنَا ضِدَّ مُكَافَحَةِ الْإِرْهَابِ اِلَّا اِذَا كَانَ ضَرَرُهُ اَكْبَرَ مِنْ نَفْعِهِ وَعَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ الْمَظْلُومِينَ: فَهُنَا يَجِبُ الْبَحْثُ عَنْ خُطَّةٍ بَدِيلَةٍ مُمْكِنَةٍ تَجْرِي بِاَقَلِّ الْخَسَائِرِ الْبَشَرِيَّةِ: وَتَضَعُ حَدّاً لِسَفْكِ الدِّمَاءِ الْبَشَرِيَّةِ: وَهَذِهِ الْخُطَّةُ الْبَدِيلَةُ مَوْجُودَةٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفِسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ(أَيْ نُنَزِّهُكَ عَنْ اَنْ تَكُونَ رَاضِياً بِسَفْكِ الدِّمَاءِ{قَالَ اِنِّي اَعْلَمُ مَالَاتَعْلَمُونَ(أَيْ اَعْلَمُ مَالَاتَعْلَمُونَ مِنْ حَقْنِ الدِّمَاءِ وَإِصْلَاحِ الْأَرْضِ وَعِمَارَتِهَا بِالْخَيْرِ{وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا(هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ أَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يُعَلِّمْهُ مِنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ كُلِّهَا وَلَوْ خُطَّةً جَاهِزَةً مِنَ الْقِصَاصِ وَالدِّيَةِ اَوْ بَدِيلَةً مِنَ الْعَفْوِ مِنْ اَجْلِ حَقْنِ الدِّمَاءِ: وَهَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنَّ آَدَمَ لَمْ يُعَلِّمْ أَوْلَادَهُ اِلَى أَيَّامِنَا هَذِهِ شَيْئاً عَنْ هَذِهِ الْخُطَّةِ{وَيَسْاَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ اِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَاِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَاِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ(مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ يُحَارِبُونَ الْاِرْهَابَ وَهُمْ قَبْلَ اَنْ يُحَارِبُوا الْاِرْهَابَ يُحَارِبُونَ النَّاسَ فِي اَرْزَاقِهِمْ وَلُقْمَةِ عَيْشِهِمْ: نَعَمْ اَخِي: هَذَا الْيَتِيمُ الَّذِي هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ خَلِيَّةٍ نَائِمَةٍ: وَلَدَيْهِ مِنَ الِاسْتِعْدَادِ لِلتَّطَرُّفِ مَايَفُوقُ الْخَيَالَ: وَمَعَ ذَلِكَ هل اَمَرَ سُبْحَانَهُ بِتَعْنِيفِهِ وَنَبْذِهِ مِنَ الْمُجْتَمَعِ وَاَكْلِ اَمْوَالِهِ ظُلْماً بِالْبَاطِلِ بِحُجَّةِ مُكَافَحَةِ الْاِرْهَابِ: اَمْ بِاِصْلَاحِهِ مِنْ خِلَالِ مُخَالَطَتِهِ وَالْاَكْلِ وَالشُّرْبِ مَعَهُ جَنْباً اِلَى جَنْبٍ مِنْ خِلَالِ مُمَارَسَةِ عَلَاقَةٍ اَخَوِيَّةٍ وُدِّيَّةٍ حَمِيمِيَّةٍ غَيْرَ مِثْلِيَّةٍ شَاذَّةٍ مَعَهُ: فَلَوْ كَانَتْ مُكَافَحَةُ الْاِرْهَابِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ عَلَى اِطْلَاقِهَا لَيْسَ لَهَا حُدُودٌ وَلَاضَوَابِطُ شَرْعِيَّةٌ: لَاَمَرَ اللهُ بِاسْتِهْدَافِ هَؤُلَاءِ الْيَتَامَى وَوَضْعِهِمْ فِي اَعْلَى قَوَائِمِهِ السَّوْدَاءِ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ شَرِّهِمْ؟ لِمَا لِبِذْرَةِ التَّطَرُّفِ وَالْاِرْهَابِ مِنْ تَمَكُّنٍ فِي قُلُوبِهِمْ اَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ: وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَفْعَلْ؟ لِاَنَّهُ يُدْرِكُ جَيِّداً اَنَّهُ اِنْ فَعَلَ: فَاِنَّهُمْ سَيَكُونُونَ اَكْثَرَ نَقْمَةً وَوَحْشِيَّةً عَلَى الْمُجْتَمَعِ مِنْ غَيْرِهِمْ وَخَاصَّةً عَلَى مَنْ يَاْكُلُ اَمْوَالَهُمْ ظُلْماً{اِنَّ الَّذِينَ يَاْكُلُونَ اَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً اِنَّمَا يَاْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً(بَلْ اِنَّهُ كَانَ يُدْرِكُ جَيِّداً سُبْحَانَهُ اَنَّ الْيَتَامَى لَايَكْتَفُونَ بِحُقُوقِهِمْ: بَلْ يُرِيدُونَ مِنَ الْمُجْتَمَعِ اَكْثَرَ مِنْ حُقُوقِهِمْ: لِمَا يُعَانُونَ مِنْ جُوعٍ اِلَى الْحُبِّ وَالْحَنَانِ الْاَبَوِيِّ: وَلِذَلِكَ اَمَرَ بِالْاِشْهَادِ عَلَيْهِمْ قَائِلاً{فَاِذَا دَفَعْتُمْ اِلَيْهِمْ اَمْوَالَهُمْ فَاَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ{لَاتَظْلِمُونَ وَلَاتُظْلَمُونَ( نَعَمْ اَيُّهَا النَّاسُ: اَيُّهَا الْحُقُوقِيُّونَ: اَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: اَيُّهَا الْبَشَرُ: مَاهَذَا الْحِقْدُ الَّذِي تَمَلَّكَ هَذِهِ الْاَنْفُسَ الَّتِي تَجْعَلُ الْاَبْرِيَاءَ اَشْلَاءً مُتَنَاثِرَةً بِالْمُفَخَّخَاتِ مِنَ السَّيَّارَاتِ وَالطَّائِرَاتِ وَالْبَرَامِيلِ وَالْاَسْلِحَةِ الْقَمْعِيَّةِ فِي السُّجُونِ وَخَارِجِهَا: فَاِنَّهَا فِيمَا مَضَى قَتَلَتْ اَطْفَالَ الْحُولَةِ ذَبْحاً بِالسَّكَاكِينِ: وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا فَاِنَّهَا لَاتَقْتُلُ الْاَبْرِيَاءَ بِرَصَاصَةٍ وَلَاسِكِّينٍ: وَاِنَّمَا تَقْتُلُهُمْ ذَبْحاً بِاَسْلِحَةِ الدَّمَارِ الشَّامِلِ: نَعَمْ تَقْتُلُهُمْ ذَبْحاً عَلَى مَذَابِحَ كَانَتْ فِيمَا مَضَى لَاتَرْحَمُ رِقَابَهُمْ: وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا فَاِنَّهَا اَصْبَحَتْ لَاتَرْحَمُ عُضْواً فِي اَجْسَادِهِمْ: نَعَمْ ذَبْحاً عَلَى مَذَابِحَ سَتَجْعَلُ اَهْلَهَا يَسْتَغِيثُونَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَظَنَّ هَؤُلَاءِ وَمَازَالُوا يَظُنُّونَ اَنَّهُمْ سَيُفْلِتُونَ مِنَ الْعُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْقَبْرِ وَالْآَخِرَةِ: نَعَمْ اَخِي: هَؤُلَاءِ لَايُمْكِنُ اَبَداً اَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ: وَلَايُمْكِنُ اَبَداً اَنْ يُؤْمِنُوا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ: اِلَّا مَنْ اَرَادَهُ اللهُ لِهَذَا الْاِيمَانِ؟ لِاَنَّهُمْ يُمَثِّلُونَ حَقَّ التَّمْثِيلِ فِرْعَوْنَ فِي قَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{يُذَبِّحُ اَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ(نَعَمْ اِنَّهُمْ صُورَةٌ مُصَغَّرَةٌ تَمَثَّلَتْ بِكُلِّ الصِّفَاتِ السَّيِّئَةِ وَتَقَمَّصَتْهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تُعْطِيَ لِلْاِنْسَانِيَّةِ نَمُوذَجاً يُمَثِّلُ صُورَةً لِاَبْشَعَ مَخْلُوقَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اِنَّهَا الْخَوَاطِرُ الْمَاْسَاوِيَّةُ الَّتِي تَعْتَلِجُ فِي نَفْسِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا وَفِي نَفْسِ كُلِّ اِنْسَانٍ عِنْدَهُ ذَرَّةٌ مِنَ الْاِنْسَانِيَّةِ: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: هَؤُلَاءِ الْاَطْفَالُ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزَهْرَتُهَا: كَيْفَ يَجْرُؤُ اِنْسَانٌ اَنْ يَاْتِيَ اِلَى هَذِهِ الزَّهْرَةِ فَيَقْطُفُهَا: بَلْ كَيْفَ يَجْرُؤُ اَنْ يَاْتِيَ اِلَى هَذَا الْمَخْلُوقِ الْبَرِيءِ الَّذِي مَازَالُوا اِلَى اَيَّامِنَا يَنْتَشِلُونَهُ مِنْ تَحْتِ الرُّكَامِ لِيَذْبَحَهُ: لِيُشَوِّهَهُ بِقَصْفِ الطَّيَرَانِ: لِيَدْفِنَهُ تَحْتَ الْاَنْقَاضِ: لِيَقْتُلَهُ: لِيَمُوتَ اخْتِنَاقاً: فَهَؤُلَاءِ مِنْ اَيِّ جِنْسٍ مِنَ الْبَشَرِ: وَكَمْ آَلَمَنِي جِدّاً حِينَمَا رَاَيْتُ بَعْضَ الْاَطْفَالِ يُنْتَشَلُونَ: كَمَا آَلَمَنِي مِنْ قَبْلُ مَنْظَرَ اَطْفَالِ الْحُولَةِ الْمَذْبُوحِينَ: وَمَنْظَرَ بَعْضِ الْاَدَوَاتِ الَّتِي اسْتُعْمِلَتْ فِي ذَبْحِهِمْ سَوَاءٌ كَانَ مَاكُتِبَ عَلَيْهَا حَقِيقِيّاً اَوْ مُدَبْلَجاً كَمَا اَخْبَرَتْ عَنْ ذَلِكَ الْعَاهِرَاتُ مِنَ الْقَنَوَاتِ الصَّفَوِيَّةِ: وَلَكِنَّنَا فِي كُلِّ الْحَالَاتِ رَاَيْنَا ذَلِكَ بِاُمِّ اَعْيُنِنَا: فَعَفْواً عَفْواً يَااِمَامَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى: عَفْواً يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: عَفْواً يَاابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ: عَفْواً عَفْواً يَاسَيِّدَا شَبَابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ: كَيْفَ تُشَوَّهُ سُمْعَتُكُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ قَاتِلِي الْاَطْفَالِ حِينَمَا كَتَبُوا اَسْمَاءَكُمْ عَلَى سَكَاكِينِهِمْ: وَلَكِنْ مَهْمَا فَعَلَ هَؤُلَاءِ فَاِنَّ الشَّمْسَ لَاتُحْجَبُ؟ بَلْ تَبْقَى سَاطِعَةً مُنِيرَةً: نَعَمْ حِينَمَا رَاَيْتُ مَكْتُوباً عَلَى السِّكِّينِ لَبَّيْكَ يَااَبَا الْحَسَنَيْنِ: اَللهُ اَكْبَرُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ يَتَّهِمُونَ اَبَا الْحَسَنَيْنِ بِقَتْلِ الْاَطْفَالِ الْاَبْرِيَاءِ: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: حِينَمَا يُسْفَكُ دَمٌ بِاسْمِ هَؤُلَاءِ الْاَطْهَارِ: بِاسْمِ هَؤُلَاءِ الْاَبْرَارِ: اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ: اَنَّ حُبِّي لَهُمْ يَزْدَادُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ بُرَآَءُ مُتَّهَمُونَ بِذَلِكَ مِنْ شِيعَةِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: وَاَنْتَ يَجِبُ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَكُونَ مَعَ الْبَرِيءِ: اَنْ تَكُونَ مَعَ الْمُتَّهَمِ ظُلْماً وَعُدْوَاناً مِنْ شِيعَةِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم: نَعَمْ اَخِي: سَاَسْرُدُ عَلَيْكَ بَعْضَ كَلَامِ هَذَا الْاِمَامِ الْعَظِيمِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: لَكِنْ قَبْلَ اَنْ اَسْرُدَهُ نَاْخُذُ اسْتِرَاحَةً قَصِيرَةً مَعَ بَعْضِ الْأَسْئِلَةِ وَالْاِجَابَةِ عَلَيْهَا: سَاَلنِي بَعْضُ الْاِخْوَةِ فِي رِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا: اِنْسَانٌ خَضَرْجِيٌّ بَقَّالٌ عَلَيْهِ دَيْنٌ: فَاَرَادَ اِنْسَانٌ آَخَرُ اَنْ يُوَفِّيَ عَنْهُ هَذَا الدَّيْنَ مِنْ زَكَاةِ اَمْوَالِهِ: فَهَلْ يَجُوزُ اِخْرَاجُ الزَّكَاةِ مِنْ اَجْلِ قَضَاءِ دَيْنِهِ عَنْهُ؟
المفضلات