الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَاِنَّ الْاَزْمَةَ الْقَطَرِيَّةَ مَازَالَتْ تَتَفَاعَلُ بِصَبِّ مَزِيدٍ مِنَ الزَّيْتِ عَلَى النَّارِ مُتَجَاهِلِينَ لِحُرْمَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَوْ كَانُوا مِنَ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ وَاَنَّ حُرْمَتَهُمْ وَحُرْمَةَ دَوْلَتِهِمْ وَحُرْمَةَ سِيَادَتِهَا: اَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ حُرْمَةِ الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ: بَلْ اِنَّ حُرْمَةَ مَشَاعِرِهِمُ الْمُقَدَّسَةِ الَّتِي تَشْعُرُ بِغَضَاضَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَايُحْسِنُونَ اِلَّا الثَّرْثَرَةَ السِّيَاسِيَّةَ وَالْوَقِيعَةَ بَيْنَ الْاِخْوَةِ وَالْاَشِقَّاءِ فِي قَطَرَ وَالسُّعُودِيَّةِ ضَارِبِينَ بِعُرْضِ الْحَائِطِ وَمُتَجَاهِلِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ فَاَصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْكُمْ{فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ(وَهِيَ الدُّوَلُ الَّتِي تَتَجَهَّزُ بِالزَّادِ وَالرَّاحِلَةِ مِنْ اَجْلِ اَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ{فَلَا رَفَثَ وَلَافُسُوقَ وَلَاجِدَالَ فِي الْحَجِّ(اَيْ لَاثَرْثَرَةَ سِيَاسِيَّةً وَقِحَةً: بَلْ تَعْظِيماً لِشَعَائِرِ اللهِ الَّتِي هِيَ اَعْظَمُ مِنَ السِّيَاسِيِّينَ وَالْاِعْلَامِيِّينَ الْوَقِحِينَ وَثَرْثَرَتِهِمْ فِي اَشْهُرِ الْحَجِّ وَهِيَ شَوَّالُ وَذُو الْقِعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ: وَلَا انْبِطَاحَ وَلَاخُضُوعَ لِرَغَبَاتِ مَنْ قَالَ اللهُ فِيهِمْ مِنَ الْيَهُودِ وَاَذْنَابِهِمْ{كُلَّمَا اَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ اَطْفَاَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْاَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لَايُحِبُّ الْمُفْسِدِين(بَلْ {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَاِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب( بَلْ اِنَّ اللهَ تَعَالَى رَاعَى مَشَاعِرَ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ مِنَ كُفَّارِ قُرَيْشَ الَّذِينَ شَعَرُوا بِغَضَاضَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا تَتَجَاهَلُ سِيَادَتَهُمْ فِي مَكَّةَ وَعَلَى الْقَبَائِلِ الْعَرَبِيَّةِ فِي سِقَايَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعِمَارَتِهِ حِينَمَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ مُعْتَمِراً فَاَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى مُرَاعَاةً لِمَشَاعِرِ الْكُفَّارِ اَنْ يَتَحَلَّلَ وَيَنْحَرَ الْهَدْيَ وَيَرْجِعَ اِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى اَنْ يَعُودَ اِلَى الْحَجِّ فِي السَّنَةِ الْقَادِمَةِ قَائِلاً سُبْحَانَهُ{لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ اِنْ شَاءَ اللهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ(فَلِمَاذَا اَيُّهَا الْمَلِكُ السُّعُودِيُّ الْاَخُ سَلْمَانُ لَاتَكُونُ وَقَّافاً عَلَى كِتَابِ اللهِ كَمَا كَانَ سَلَفُكَ الصَّالِحُ مِنَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَعَلَى رَاْسِهِمْ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَقَّافِينَ عَلَى كِتَابِ اللهِ وُسُنَّةِ رَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: بَلْ اِنَّ رَسُولَ اللهِ لَمْ يَنْزِعْ مَفَاتِيحَ الْكَعْبَةِ مِنَ الْكُفَّارِ مُرَاعَاةً لِمَشَاعِرهِمْ: بَلْ اَبْقَاهَا لِعُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ وَمَنْ عَلَى شَاكِلَتِهِ وَقَالَ لَا يَنْزِعُهَا مِنْكُمْ اِلَّا ظَالِمٌ: فَلِمَاذَا اَيُّهَا الْاَخُ الْمَلِكُ لَاتُرَاعِي مَشَاعِرَ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ الْمُؤْمِنَةِ فِي دَوْلَةِ قَطَر: اَلَيْسَتْ مُرَاعَاةُ مَشَاعِرِهَا اَوْلَى مِنْ مُرَاعَاةِ مَشَاعِرِ الْكُفَّارِ الْبَاغِين: مَنْ قَالَ لَكَ اَيُّهَا الْاَخُ الْمَلِكُ الرَّفِيقُ اَنَّ مُكَافَحَةَ التَّطَرُّفِ وَالْبَغْيِ وَالْاِرْهَابِ مَشْرُوعَةٌ مَهْمَا كَانَ فِيهَا مِنَ الْمَصَالِحِ مُتَجَاهِلِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى(قَبْلَ اَنْ{يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ(وَمِنْهُ الظُّلْمُ وَالتَّطَرُّفُ وَالْاِرْهَابُ( اَمَا عَلِمْتَ اَيُّهَا الْمَلِكُ الْحَكِيمُ اَنَّ دِرْهَمَ وِقَايَةٍ مِنَ الْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى: خَيْرٌ لَكَ وَلِشَعْبِكَ وَلِلْعَالَمِ اَجْمَعَ مِنْ قَنَاطِيرَ مُقَنْطَرَةٍ مِنْ مُكَافَحَةِ الْاِرْهَابِ وَالتَّطَرُّفِ وَالْبَغْيِ وَالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ:اَلَسْتُمْ تَقُولُونَ يَاجَلَالَةَ الْمَلِكِ فِي قَاعِدَةٍ هِيَ مِنْ اَعْظَمِ قَوَاعِدِكُمُ الشَّرْعِيَّةِ: دَرْءُ الْمَفَاسِدِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلْبِ الْمَصَالِحِ: لَكِنْ مَنْ قَالَ لَكَ يَاسِيَادَةَ الْمَلِكِ اَنَّ كَلِمَةَ الْعَدْلِ هِيَ كَلِمَةٌ سَهْلَةٌ هَيِّنَةٌ لَيِّنَة: اَلَسْتَ تَشْعُرُ بِحَرَجٍ كَبِيرٍ لَامَثِيلَ لَهُ حِينَمَا تَقْرَاُ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَلَايَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ(اَيْ لَايَحْمِلَنَّكُمْ بُغْضُكُمْ لِقَوْمٍ وَلَوْكاَنوُا مِنَ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ الْمُتَطَرِّفَةِ{عَلىَ اَلَّا تَعْدِلُوا(اَيْ عَلَى تَرْكِ الْعَدْلِ فِيهِمْ: بَلْ اِنَّ الْاِحْسَانَ اَيْضاً مَطْلُوبٌ مَعَهُمْ: وَهُوَ اَلَّا تَتَعَامَلَ مَعَهُمْ عَلَى قَاعِدَةِ 1+1=2: بل1+0=1: نعم ايها الاخوة: اِلَى مَتَى سَنَبْقَى نَنْتَظِرُ قُدُومَ الْمَهْدِيِّ الَّذِي يَمْلَاُ الدُّنْيَا قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً وَاللهُ تَعَالَى اَعْطَانَا الدَّوَاءَ وَالتُّرْيَاقَ الشَّافِي فِي اَنْ نَقُومَ نَحْنُ بِاَنْفُسِنَا بِمُقْتَضَيَاتِ الْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَمُتَطَلَّبَاتِ كُلٍّ مِنْهُمَا دُونَ اَنْ نَنْتَظِرَ زَمَانَ الْمَهْدِيِّ: بَلْ نَنْظُرُ بِجِدِّيَّةٍ اِلَى اَوَامِرِ اللهِ الْحَاضِرَةِ مَعَنَا فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى(اِلَى مَتَى اَيُّهَا الْاِخْوَةُ سَنَبْقَى وَاقِعِينَ فِي غَلْطَةٍ قَاتِلَةٍ: وَهِيَ تَجَاهُلُنَا لِمَا يَاْمُرُ اللهُ بِهِ مِنْ سِيَاسَةِ عَدَمِ الْكَيْلِ بِمِكْيَالَيْنِ فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ(نَعَمْ اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ اَنْ يَكُونَ سَارِيَ الْمَفْعُولِ عَلَى الْجَمِيعِ مِنْ دُونِ اسْتِثْنَاءٍ لِاَحَدٍ: نَعَمْ اَنْ يَكُونَ سَارِيَ الْمَفْعُولِ عَلَى الْمُتَطَرِّفِينَ وَعَلَى الْمُعْتَدِلِينَ: وَعَلَى الْاِرْهَابِ وَعَلَى الَّذِينَ يُكَافِحُونَ الْاِرْهَابَ: فَلَا اَحَدَ مِنْ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً مَعْصُومٌ مِنَ الْغَلَطِ اَبَداً: بَلْ مَااَكْثَرَ الْمُغَالَطَاتِ فِي اَيَّامِنَا بِكَلامٍ مِنَ الْحَقِّ اَرَادَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْمُغَالِطُونَ بَاطِلاً مِنَ الْقَوْلِ وَمُنْكَراً وَزُوراً: وَاِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ اِذَا تَرَاجَعُوا وَتاَبوُا مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِمْ لِلنَّاسِ وَاَصْلَحُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ كَمَا يَفْعَلُ جُورْجْ قِرْدَاحِي: نَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَرْزُقَهُ حُسْنَ الْخِتَامِ وَالْمَوْتَ عَلَى الْاِسْلَامِ: فَهَلْ تَجِدُ اَيُّهَا الْاَخُ الْمَلِكُ سَلْمَانُ الْخَيْرِ حَرَجاً مِنْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ عَنْ رَبِّ الْعِزَّةِ وَعَنْ رَسُولِ اللهِ وَاَنْتَ تَقْرَاُ قَوْلَهُ تَعَالَى{فَلَاوَرَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَايَجِدُوا فِي اَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً( وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين