الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَاِنَّنَا نَقُولُ تَعْقِيباً عَلَى كَلَامِ الشَّيْخِ الْمُنْجِدِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْبُنُوكِ الرِّبَوِيَّةِ: نَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكَ فِي رِبَوِيَّةِ الْفَائِدَةِ الثَّابِتَةِ: وَيَشْهَدُ اللهُ اَنَّنَا نُحِبُّكَ فِي اللهِ وَنُكِنُّ لَكَ مِنَ الِاحْتِرَامِ وَالتَّقْدِيرِ الشَّيْءَ الْكَثِيرَ: وَلَكِنْ لِمَاذَا يَاسَمَاحَةَ الشَّيْخِ لَاتُرْشِدُ هَذِهِ الْبُنُوكَ الرِّبَوِيَّةَ اِلَى مَافِيهِ خَيْرُ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ: فَنَحْنُ السُّورِيِّينَ يَقْتُلُ بَعْضُنَا بَعْضاً بِسَبَبِ هَذِهِ الْبُنُوكِ وَمَااَعْلَنَ اللهُ تَعَالَى مِنْ حَرْبٍ لَاهَوَادَةَ فِيهَا عَلَى الْمُتَعَامِلِينَ مَعَهَا تَطَالُ الظَّالِمِينَ الْمُعْتَدِينَ وَالْمَظْلُومِينَ الْاَبْرِيَاءَ مَعاً؟ نَتِيجَةَ فِتْنَةٍ رِبَوِيَّةٍ عَظِيمَةٍ ذَكَرَهَا اللهُ فِي آَلَ عِمْرَانَ فِي مَعْرِضِ الْحَدِيثِ عَنْ هَزِيمَةِ الْمُسْلِمِينَ بِسَبَبِ التَّعَامُلِ بِالرِّبَا حَتَّى جَعَلَهُمْ سُبْحَانَهُ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فِي غَزْوَةِ اُحُدٍ بِقَوْلِهِ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَاتَاْكُلُوا الرِّبَا اَضْعَافاً مُضَاعَفَة{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَاتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا اَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب(لِمَاذَا اَيُّهَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ لَاتُرْشِدُ هَذِهِ الْبُنُوكَ اِلَى مَابَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مِنْ شَعْرَةٍ: وَهِيَ اَنْ تُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَعَامُلِهَا فِي اِصْدَارِ هَذِهِ الْفَوَائِدِ؟ لِتُصْبِحَ فَوَائِدَ مَشْرُوعَةً حَلَالاً زَلَالاً لَاشُبْهَةَ فِيهَا بِالطَّرِيقَةِ التَّالِيَة: فَمَثَلاً نَحْنُ فِي سَنَةِ 2017 مِيلَادِيَّة: تَصْدُرُ الْفَوَائِدُ فِيهَا فِي الشَّهْرَيْنِ الْاَوَلِ وَالسَادِسِ بِنِسْبَةٍ ثَابِتَة: لَكِنْ مَاذَا لَوْ جَعَلْنَا هَذِهِ الْفَوَائِدَ تَصْدُرُ فِي الشَّهْرِ الْاَوَّلِ بِنِسْبَةٍ ثَابِتَةٍ: ثُمَّ جَعَلْنَاهَا تَصْدُرُ فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ بِنِسْبَةٍ مُتَغَيِّرَةٍ مَعْدُومَةٍ: اَوْ اَقَلَّ: اَوْ اَكْثَرَ مِنَ النِّسْبَةِ الثَّابِتَةِ السَابِقَةِ: ثُمَّ جَعَلْنَاهَا فِي السَّنَةِ الْقَادِمَةِ فِي شَهْرِهَا الْاَوَّلِ بِنِسْبَةِ صِفْرٍ فِي الْمِائَةِ: ثُمَّ رَفَعْنَاهَا فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ اِلَى نِسْبَةِ عَشَرَةٍ فِي الْمِائَةِ مَثَلاً: ثُمَّ اَنْزَلْنَاهَا اِلَى الْحَضِيضِ فِي السَّنَةِ الْقَادِمَةِ بِنِسْبَةِ نَاقِصْ خَمْسَة فِي الْمِائَةِ؟ لِيَتَحَمَّلَ رَاْسُ الْمَالِ الْمُودَعِ شَيْئاً مِنَ الْخَسَارَةِ: مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ الشَّرِيعَةَ الْاِسْلَامِيَّةَ: لَاتُلْزِمُنَا اَنْ نَضَعَ الْخَسَارَةَ دَائِماً نُصْبَ اَعْيُنِنَا مُتَجَاهِلِينَ لِفَوَائِدِ الْاَرْبَاحِ فِي رُؤُوسِ الْاَمْوَالِ الْمُودَعَةِ اِلَى اَنْ تَاْكُلَهَا الْخَسَارَةُ مِنْ جِهَةٍ: وَالصَّدَقَةُ مِنَ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ مِنْ جِهَةٍ اُخْرَى: وَضَرَائِبُ الدَّخْلِ مِنْ جِهَةٍ ثَالِثَةٍ: مُتَجَاهِلِينَ لِقَاعِدَةٍ شَرْعِيَّةٍ اُخْرَى: وَهِيَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: لَاضَرَرَ وَلَاضِرَارَ: وَهَذَا الَّذِي نَقُولُهُ: يَحْتَاجُ اِلَى دِرَاسَةٍ عَمِيقَةٍ مُتَاَنِّيَةٍ: مِنْ خُبَرَاءَ فِي تَدَاوُلِ رُؤُوسِ الْاَمْوَالِ الْمُودَعَةِ وَالْمُسْتَرَدَّةِ؟ لِيُصْبِحَ تَدَاوُلاً مَشْرُوعاً بَعِيداً وَلَوْ بِشَعْرَةٍ عَنْ لَعْنَةِ الرِّبَا وَمَحْقِهَا وَهَذِهِ نَاحِيَة: وَاَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ الْاُخْرَى: فَاِنَّنَا نَقُولُ اَيْضاً تَعْقِيباً عَلَى كَلَامِ الشَّيْخِ الْجَلِيلِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ مِنْ مُرَاقَبَةٍ لِمَا تَفْعَلُهُ هَذِهِ الْبُنُوكُ مِنِ اسْتِثْمَارٍ لِهَذِهِ الْاَمْوَالِ فِي الْحَلَالِ اَوْ فِي الْحَرَامِ: نَحْنُ لَسْنَا مُلْزَمِينَ بِهَذِهِ الْمُرَاقَبَةِ وَالتَّحَقُّقِ مِنْ هَذِهِ الشُّبْهَةِ اِنْ لَمْ نَسْتَطِعْ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ عَمَلاً بِالْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَقُول: نَحْكُمُ بِالظَّاهِرِ وَاللهُ يَتَوَلَّى السَّرَائِرَ؟ وَلِعُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَاتَسْاَلُوا عَنْ اَشْيَاءَ اِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ(لَكِنْ اِنِ اسْتَطَعْنَا اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً: وَتَبَيَّنَ لَنَا بِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ اَنَّ هَذِهِ الْبُنُوكَ تَسْتَثْمِرُ هَذِهِ الْاَمْوَالَ عُلُوّاً فِي الْاَرْضِ وَفَسَاداً: مِنْ اَجْلِ تَرْوِيجِ الْمُخَدِرَاتِ مَثَلاً: اَوْ لِشِرَاءِ اَسْلِحَةٍ مِنْ اَجْل ِاَنْ يَقْتُلَ اَبْنَاءُ الْوَطَنِ الْوَاحِدِ بَعْضَهُمْ بَعْضاً: فَعَلَى الْمُودِعِينَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ سَحْبُ هَذِهِ الْاَمْوَالِ فَوْراً: كَمَا اَنَّنَا لَسْنَا مُلْزَمِينَ بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الْمُعَلَّبَاتِ الَّتِي تَاْتِينَا مِنَ الْخَارِجِ مِنْ طَعَامِ اَهْلِ الْكِتَابِ اِنْ كَانَتْ قَدْ ذُبِحَتْ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ: اِلَّا اِذَا عَلِمْنَا بِذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ الصُّدْفَةِ: وَاللهُ وَرَسُولُهُ اَعْلَمُ: ونترك القلم الآن لمشايخنا المعارضين قائلين: نَقُولُ تَعْقِيباً عَلَى كَلَامِ مَشَايِخِنَا الْمُوَالِينَ فِي مُشَارَكَةٍ سَابِقَةٍ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْاَمْرِ شَيْءٌ(هَذِه ِالْآَيَةُ الْكَرِيمَةُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ فِي سُورَةِ آَلَ عِمْرَانَ: لَيْسَتْ عَلَى اِطْلَاقِهَا: بِمَعْنَى اَنَّهُ اِنْ اَرَادَ اللهُ اَنْ يُعَذِّبَهُمْ: فَلَكَ يَارَسُولَ اللهِ مِنَ الْاَمْرِ الشَّيْءُ الْكَثِيرُ: اِنْ اُوحِيَ اِلَيْكَ اَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ اِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ: فَلَكَ هُنَا يَارَسُولَ اللهِ اَنْ تَدْعُوَ عَلَيْهِمْ بِمَاشِئْتَ: وَاَنْ تَقوُلَ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ: وَكَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهَذِهِ نَاحِيَة: وَاَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ الْاُخْرَى: فَاِنَّ لَكَ يَارَسُولَ اللهِ اَيْضاً مِنَ الْاَمْرِ الشَّيْءَ الْكَثِيرَ اِنْ اَرَادَ اللهُ اَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ: وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيمَا: فَلَاوَرَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَايَجِدُوا فِي اَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً(بَلْ{مَاكَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَامُؤْمِنَةٍ اِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ اَمْراً اَنْ يَكوُنَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ اَمْرِهِمْ{وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمينالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَاِنَّنَا نَقُولُ تَعْقِيباً عَلَى كَلَامِ الشَّيْخِ الْمُنْجِدِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْبُنُوكِ الرِّبَوِيَّةِ: نَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكَ فِي رِبَوِيَّةِ الْفَائِدَةِ الثَّابِتَةِ: وَيَشْهَدُ اللهُ اَنَّنَا نُحِبُّكَ فِي اللهِ وَنُكِنُّ لَكَ مِنَ الِاحْتِرَامِ وَالتَّقْدِيرِ الشَّيْءَ الْكَثِيرَ: وَلَكِنْ لِمَاذَا يَاسَمَاحَةَ الشَّيْخِ لَاتُرْشِدُ هَذِهِ الْبُنُوكَ الرِّبَوِيَّةَ اِلَى مَافِيهِ خَيْرُ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ: فَنَحْنُ السُّورِيِّينَ يَقْتُلُ بَعْضُنَا بَعْضاً بِسَبَبِ هَذِهِ الْبُنُوكِ وَمَااَعْلَنَ اللهُ تَعَالَى مِنْ حَرْبٍ لَاهَوَادَةَ فِيهَا عَلَى الْمُتَعَامِلِينَ مَعَهَا تَطَالُ الظَّالِمِينَ الْمُعْتَدِينَ وَالْمَظْلُومِينَ الْاَبْرِيَاءَ مَعاً؟ نَتِيجَةَ فِتْنَةٍ رِبَوِيَّةٍ عَظِيمَةٍ ذَكَرَهَا اللهُ فِي آَلَ عِمْرَانَ فِي مَعْرِضِ الْحَدِيثِ عَنْ هَزِيمَةِ الْمُسْلِمِينَ بِسَبَبِ التَّعَامُلِ بِالرِّبَا حَتَّى جَعَلَهُمْ سُبْحَانَهُ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فِي غَزْوَةِ اُحُدٍ بِقَوْلِهِ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَاتَاْكُلُوا الرِّبَا اَضْعَافاً مُضَاعَفَة{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَاتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا اَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب(لِمَاذَا اَيُّهَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ لَاتُرْشِدُ هَذِهِ الْبُنُوكَ اِلَى مَابَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مِنْ شَعْرَةٍ: وَهِيَ اَنْ تُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَعَامُلِهَا فِي اِصْدَارِ هَذِهِ الْفَوَائِدِ؟ لِتُصْبِحَ فَوَائِدَ مَشْرُوعَةً حَلَالاً زَلَالاً لَاشُبْهَةَ فِيهَا بِالطَّرِيقَةِ التَّالِيَة: فَمَثَلاً نَحْنُ فِي سَنَةِ 2017 مِيلَادِيَّة: تَصْدُرُ الْفَوَائِدُ فِيهَا فِي الشَّهْرَيْنِ الْاَوَلِ وَالسَادِسِ بِنِسْبَةٍ ثَابِتَة: لَكِنْ مَاذَا لَوْ جَعَلْنَا هَذِهِ الْفَوَائِدَ تَصْدُرُ فِي الشَّهْرِ الْاَوَّلِ بِنِسْبَةٍ ثَابِتَةٍ: ثُمَّ جَعَلْنَاهَا تَصْدُرُ فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ بِنِسْبَةٍ مُتَغَيِّرَةٍ مَعْدُومَةٍ: اَوْ اَقَلَّ: اَوْ اَكْثَرَ مِنَ النِّسْبَةِ الثَّابِتَةِ السَابِقَةِ: ثُمَّ جَعَلْنَاهَا فِي السَّنَةِ الْقَادِمَةِ فِي شَهْرِهَا الْاَوَّلِ بِنِسْبَةِ صِفْرٍ فِي الْمِائَةِ: ثُمَّ رَفَعْنَاهَا فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ اِلَى نِسْبَةِ عَشَرَةٍ فِي الْمِائَةِ مَثَلاً: ثُمَّ اَنْزَلْنَاهَا اِلَى الْحَضِيضِ فِي السَّنَةِ الْقَادِمَةِ بِنِسْبَةِ نَاقِصْ خَمْسَة فِي الْمِائَةِ؟ لِيَتَحَمَّلَ رَاْسُ الْمَالِ الْمُودَعِ شَيْئاً مِنَ الْخَسَارَةِ: مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ الشَّرِيعَةَ الْاِسْلَامِيَّةَ: لَاتُلْزِمُنَا اَنْ نَضَعَ الْخَسَارَةَ دَائِماً نُصْبَ اَعْيُنِنَا مُتَجَاهِلِينَ لِفَوَائِدِ الْاَرْبَاحِ فِي رُؤُوسِ الْاَمْوَالِ الْمُودَعَةِ اِلَى اَنْ تَاْكُلَهَا الْخَسَارَةُ مِنْ جِهَةٍ: وَالصَّدَقَةُ مِنَ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ مِنْ جِهَةٍ اُخْرَى: وَضَرَائِبُ الدَّخْلِ مِنْ جِهَةٍ ثَالِثَةٍ: مُتَجَاهِلِينَ لِقَاعِدَةٍ شَرْعِيَّةٍ اُخْرَى: وَهِيَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: لَاضَرَرَ وَلَاضِرَارَ: وَهَذَا الَّذِي نَقُولُهُ: يَحْتَاجُ اِلَى دِرَاسَةٍ عَمِيقَةٍ مُتَاَنِّيَةٍ: مِنْ خُبَرَاءَ فِي تَدَاوُلِ رُؤُوسِ الْاَمْوَالِ الْمُودَعَةِ وَالْمُسْتَرَدَّةِ؟ لِيُصْبِحَ تَدَاوُلاً مَشْرُوعاً بَعِيداً وَلَوْ بِشَعْرَةٍ عَنْ لَعْنَةِ الرِّبَا وَمَحْقِهَا وَهَذِهِ نَاحِيَة: وَاَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ الْاُخْرَى: فَاِنَّنَا نَقُولُ اَيْضاً تَعْقِيباً عَلَى كَلَامِ الشَّيْخِ الْجَلِيلِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ مِنْ مُرَاقَبَةٍ لِمَا تَفْعَلُهُ هَذِهِ الْبُنُوكُ مِنِ اسْتِثْمَارٍ لِهَذِهِ الْاَمْوَالِ فِي الْحَلَالِ اَوْ فِي الْحَرَامِ: نَحْنُ لَسْنَا مُلْزَمِينَ بِهَذِهِ الْمُرَاقَبَةِ وَالتَّحَقُّقِ مِنْ هَذِهِ الشُّبْهَةِ اِنْ لَمْ نَسْتَطِعْ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ عَمَلاً بِالْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَقُول: نَحْكُمُ بِالظَّاهِرِ وَاللهُ يَتَوَلَّى السَّرَائِرَ؟ وَلِعُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَاتَسْاَلُوا عَنْ اَشْيَاءَ اِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ(لَكِنْ اِنِ اسْتَطَعْنَا اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً: وَتَبَيَّنَ لَنَا بِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ اَنَّ هَذِهِ الْبُنُوكَ تَسْتَثْمِرُ هَذِهِ الْاَمْوَالَ عُلُوّاً فِي الْاَرْضِ وَفَسَاداً: مِنْ اَجْلِ تَرْوِيجِ الْمُخَدِرَاتِ مَثَلاً: اَوْ لِشِرَاءِ اَسْلِحَةٍ مِنْ اَجْل ِاَنْ يَقْتُلَ اَبْنَاءُ الْوَطَنِ الْوَاحِدِ بَعْضَهُمْ بَعْضاً: فَعَلَى الْمُودِعِينَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ سَحْبُ هَذِهِ الْاَمْوَالِ فَوْراً: كَمَا اَنَّنَا لَسْنَا مُلْزَمِينَ بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الْمُعَلَّبَاتِ الَّتِي تَاْتِينَا مِنَ الْخَارِجِ مِنْ طَعَامِ اَهْلِ الْكِتَابِ اِنْ كَانَتْ قَدْ ذُبِحَتْ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ: اِلَّا اِذَا عَلِمْنَا بِذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ الصُّدْفَةِ: وَاللهُ وَرَسُولُهُ اَعْلَمُ: ونترك القلم الآن لمشايخنا المعارضين قائلين: نَقُولُ تَعْقِيباً عَلَى كَلَامِ مَشَايِخِنَا الْمُوَالِينَ فِي مُشَارَكَةٍ سَابِقَةٍ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْاَمْرِ شَيْءٌ(هَذِه ِالْآَيَةُ الْكَرِيمَةُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ فِي سُورَةِ آَلَ عِمْرَانَ: لَيْسَتْ عَلَى اِطْلَاقِهَا: بِمَعْنَى اَنَّهُ اِنْ اَرَادَ اللهُ اَنْ يُعَذِّبَهُمْ: فَلَكَ يَارَسُولَ اللهِ مِنَ الْاَمْرِ الشَّيْءُ الْكَثِيرُ: اِنْ اُوحِيَ اِلَيْكَ اَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ اِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ: فَلَكَ هُنَا يَارَسُولَ اللهِ اَنْ تَدْعُوَ عَلَيْهِمْ بِمَاشِئْتَ: وَاَنْ تَقوُلَ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ: وَكَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهَذِهِ نَاحِيَة: وَاَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ الْاُخْرَى: فَاِنَّ لَكَ يَارَسُولَ اللهِ اَيْضاً مِنَ الْاَمْرِ الشَّيْءَ الْكَثِيرَ اِنْ اَرَادَ اللهُ اَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ: وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيمَا: فَلَاوَرَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَايَجِدُوا فِي اَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً(بَلْ{مَاكَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَامُؤْمِنَةٍ اِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ اَمْراً اَنْ يَكوُنَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ اَمْرِهِمْ{وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين