الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَاِنَّ مَايَحْصَلُ لِاُولْمَرْتَ الْآَنَ فِي السِّجْنِ مِنَ الْقَهْرِ وَالْاِذْلَالِ: هُوَ دَلِيلٌ آَخَرُ يُضَافُ اِلَى الْاَدِلَّةِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى وَحْشِيَّةِ دَوْلَةِ اِسْرَائِيلَ الَّتِي لَمْ تَرْحَمْ شَيْخُوخَتَهُ وَلَمْ تَرْحَمْ ضَعْفَهُ حِينَمَا اَوْدَعَتْهُ السِّجْنَ بِاَدِلَّةٍ غَيْرِ كَافِيَةٍ وَغَيْرِ قَاطِعَةٍ وَغَيْرِ دَامِغَةٍ عَلَى فَسَادِهِ! وَنَحْنُ وَاِنْ كُنَّا نَسْتَنْكِرُ مَايَجْرِي لِاُولْمَرْتَ فِي سِجْنِهِ مِنْ قَهْرٍ وَاِذْلَالٍ كَمَا يَجْرِي لِمُرْسِي فِي سُجُونِ السِّيسِي مَارُبَّمَا نِهَايَتُهُ مَشْفَى الْمَجَانِين، وَلَكِنْ عَبَثاً نَسْتَنْكِرُ! وَبِلَا فَائِدَةٍ! فَلَاحَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي! فَاَيْنَ حُقُوقُ الْاِنْسَانِ الْيَهُودِيِّ فِي مُجْتَمَعِكُمُ الْاِسْرَائِيلِيِّ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْيَهُود! هَلْ ضَاعَتْ اِلَى الْاَبَدِ كَمَا ضَاعَتْ حُقُوقُ اِنْسَانِنَا الْعَرَبِيِّ الْمُسْلِمِ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِ!! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: بَعْدَ ذَلِكَ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الرَّاْيِ الْعَامِّ الْعَالَمِيِّ وَنُرِيدُ مِنْهُمْ اَنْ يَبْحَثُوا مَعَنَا فِي هَذِهِ النُّقْطَةِ الْمُهِمَّةِ الْحَسَّاسَةِ؟ مِنْ اَجْلِ التَّوَصُّلِ الْعَاجِلِ اِلَى حَلٍّ لِلْاَزْمَةِ السُّورِيَّةِ وَهِيَ التَّالِيَة: مَاهُوَ الضَّرَرُ الْمُحْتَمَلُ وَالْمُتَوَقَّعُ مِنَ التَّنْسِيقِ مَعَ قَائِدِنَا بَشَّارَ مِنْ اَجْلِ مُكَافَحَةِ الْاِرْهَابِ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَمَااسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ اِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ(الَّذِينَ يَتَّقُونَ اللهَ فِي عُهُودِهِمْ مِنَ الْجَانِبَيْنِ مَعاً{وَاِنْ نَكَثُوا اَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا اَئِمَّةَ الْكُفْرِ(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ: قَاتِلُوا جَمِيعَ الْاَعْدَاءِ مِنَ الَّذِينَ لَاذَنْبَ لَهُمْ، بَلْ قَاتِلُوا مُجْرِمِي الْحَرْبِ مِنْهُمْ فَقَطْ{اِنَّهُمْ لَا اَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُون(فَاِذَا انْتَهَوْا عَنْ نَكْثِ الْاَيْمَانِ وَالْعُهُودِ وَالطَّعْنِ فِي دِينِكُمْ، فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَعُودُوا اِلَى تَفْعِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَمَااسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ( وَاِذَا انْتَهَوْا عَنْ كُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللهِ وَاسْتِهْزَائِهِمْ بِهَا وَخَاضُوا فِي َحَدِيثٍ غَيْرِهِ، فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَعُودُوا اِلَى الْجُلُوسِ وَالْقُعُودِ مَعَهُمْ بِدَلِيلِ{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ اَنْ اِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَاُ بِهَا فَلَاتَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ(فَمَا هُوَ الضَّرَرُ الْمَحْظُورُ شَرْعاً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ فِي قُعُودِ الزُّعَمَاءِ الْعَرَبِ وَغَيْرِ الْعَرَبِ مَعَ قَائِدِنَا بَشَّارَ عَلَى طَاوِلَةٍ وَاحِدَةٍ؟ مِنْ اَجْلِ التَّوَصُّلِ اِلَى حَلٍّ لِلْاَزْمَةِ السُّورِيَّةِ، فَاِذَا كَانَ هُنَاكَ ضَرَرٌ مَحْظُورٌ شَرْعاً، فَرُبَّمَا كَانَتِ الْمَنَافِعُ اَكْبَرَ وَتَصُبُّ فِي مَصْلَحَةِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ الْمُوَالِي وَالْمُعَارِضِ مَعاً، بَلْ وَتَصُبُّ فِي مَصْلَحَةِ الْعَالَمِ، وَلِذَلِكَ عَلَى الزُّعَمَاءِ الْعَرَبِ اَنْ يُبَادِرُوا بِالْمَجِيءِ اِلَى طَاوِلَةِ قَائِدِنَا بَشَّارَ فِي دِمَشْقَ؟ مِنْ اَجْلِ التَّفَاوُضِ وَالتَّنْسِيقِ، فَمَنْ جَاءَ مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِلَاجَدْوَى وَاجْتَهَدَ بِمَجِيئِهِ وَاَخْطَاَ، فَلَهُ اَجْرٌ وَاحِدٌ، وَمَنْ اَصَابَ: فَلَهُ اَجْرَانِ مُضَاعَفَانِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ اِلَّا مَنْ اَمَرَ بِصَدَقَةٍ اَوْ مَعْرُوفٍ اَوْ اِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيماً( بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه: فَوَائِدُ الْبُنُوكِ الرِّبَوِيَّةِ مَالٌ حَرَامٌ اُحِبُّ وَاُرِيدُ اَنْ اَتَخَلَّصَ مِنْهُ، فَكَيْفَ السَّبِيلُ اِلَى ذَلِكَ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: هُوَ الْفُقَرَاءُ الْمُضْطَّرُّونَ اِلَى الِاقْتَرِاضِ بِالرِّبَا؟ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ مَسَاكِنَ لَهُمْ تُؤْوِيهِمْ؟ اَوْ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ؟ وَمَا اِلَى هُنَالِكَ: فَهَؤُلَاءِ هُمْ اَحَقُّ النَّاسِ بِهَذِهِ الْاَمْوَالِ مِنَ الْفَائِدَةِ الرِّبَوِيَّةِ الَّتِي تُرِيدُ اَخِي اَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْهَا: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ اَمْوَالِكُمْ لَاتَظْلِمُونَ وَلَاتُظْلَمُونَ، وَاِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ اِلَى مَيْسَرَةٍ، وَاِنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ اِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون( فَهَذِهِ الْآَيَةُ الْكَرِيمَةُ تَاْمُرُكَ اَخِي: بِالتَّخَلُّصِ مِنْ هَذِهِ الْاَمْوَالِ مِنَ الْفَائِدَةِ الرِّبَوِيَّةِ فِي سِيَاقِ حَدِيثِهَا عَنِ الْغَارِمِينَ الْفُقَرَاءِ الْمُضْطَّرِّينَ اِلَى الِاقْتَرِاضِ بِالرِّبَا، وَلَيْسَ فِي سِيَاقِ حَدِيثِهَا عَنِ الْيَتَامَى وَالْاَرَامِلِ وَالْمَسَاكِينِ وَمَااِلَى هُنَالِكَ: بِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: جَعَلَ لِهَؤُلَاءِ الْغَارِمِينَ زِيَادَةً عَلَى اَمْوَالِ الْفَائِدَةِ الْحَرَامِ الَّتِي اَشَرْنَا بِهَا عَلَيْكَ اَنْ تُعْطِيَهُمْ اِيَّاهَا؟ لِاَنَّ هَذَا الْمَالَ الْحَرَامَ عَلَيْكَ اَخِي هُوَ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِهِمْ وَلَيْسَ حَقّاً لَكَ اَخِي، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الزَّيَادَةُ الَّتِي هِيَ حَقٌّ آَخَرُ لَهُمْ اَيْضاً: فَهِيَ سَهْمٌ فِي الصَّدَقَاتِ الَّتِي ذَكَرَهَا سُبْحَانَهُ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ فِي مَعْرِضِ الْحَدِيثِ عَنِ{الْفُقَرَاءِ، وَالْمَسَاكِينِ، وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا، وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَفِي الرِّقَابِ، وَ***الْغَارِمِينَ*** وَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَابْنِ السَّبِيلِ، فَرِيضَةً مِنَ اللهِ( وَلِذَلِكَ هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاءُ الْمُضْطَّرُّونَ اِلَى التَّعَامُلِ بِالرِّبَا قَهْراً وَقَسْراً وَعُنْوَةً وَاِجْبَاراً تَحْتَ ضَغْطِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ الْقَاتِلَةِ: هُمْ فِي الدَّرَجَةِ الْاُولَى اَحَقُّ النَّاسِ بِهَذِهِ الْاَمْوَالِ مِنَ الْفَائِدَةِ الْحَرَامِ الَّتِي تُرِيدُ اَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْهَا مَهْمَا كَانَتْ قَلِيلَة، نَعَمْ اَخِي: فَيَجِبُ الْبَحْثُ عَنْ هَؤُلَاءِ فِي جَمِيعِ بِلَادِ الْعَالَمِ، نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا بَحَثْتَ عَنْهُمْ وَلَمْ تَجِدْ اَحَداً مِنْهُمْ، فَعَلَيْكَ بِالدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ: وَهُمْ صِغَارُ الْاَغْنِيَاءِ الْمُبْتَدِئِينَ الْمُقْتَرِضِينَ بِالرِّبَا عُنْوَةً وَقَسْراً وَيُخْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ الْاِفْلَاسِ اِنْ لَمْ تُعْطِهِمْ مِنْ هَذِهِ الْفَائِدَةِ الْحَرَامِ، فَاِذَا بَحَثْتَ عَنْ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ وَلَمْ تَجِدْ اَحَداً مِنْهُمْ، فَعَلَيْكَ بِالْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَبَقِيَّةِ الْاَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ الَّذِينَ ذَكَرَتْهُمُ الْآَيَةُ الْكَرِيمَة، لَكِنْ اَخِي فِي جَمِيعِ الْاَحْوَالِ اِذَا اَرَدْتَّ الْبَحْثَ: فَعَلَيْكَ اَوّلاً اَنْ تَبْدَاَ بِالْمُقَرَّبِينَ اِلَيْكَ مِنَ الْوَالِدَيْنِ، وَاَوْلَادِكَ وَالْاَرْحَامِ، وَالْجِيرَانِ وَالْفُقَرَاءِ الْمُضْطَّرِّينَ اِلَى الِاقْتِرَاضِ بِالرِّبَا، وَالْخُلَاصَةُ: اَنَّ اَمْوَالَ الْفَائِدَةِ الرِّبَوِيَّةِ فِي الْبُنُوكِ هَلْ هِيَ حَلَالٌ اَمْ حَرَام؟ وَنَقُولُ لَكَ اَخِي: مَازَالَ الْجَوَابُ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ مَوْضِعَ خِلَافٍ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ! لَكِنَّنَا نَمِيلُ اِلَى الرَّاْيِ الَّذِي يَقُولُ عَنْهَا اَنَّهَا اَمْوَالٌ حَرَامٌ، وَمَازِلْنَا اِلَى الْآَنَ نُطَالِبُ الْفَرِيقَ الْآَخَرَ الَّذِي يَقُولُ بِحَلَالِيَّةِ هَذِهِ الْاَمْوَالِ: بِتَقْدِيم ِالْاَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ الْقَاطِعَةِ عَلَى مَايَقُولُ وَاَنْ يَبْدَاَ بِسَرْدِهَا فَوْراً عَلَى الْفَضَائِيَّاتِ وَالْيُوتْيُوبِ، فَرُبَّمَا نَقْتَنِعُ بِهَذِهِ الْاَدِلَّةِ، فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِمَا عِنْدَ الْفَرِيقِ الْآَخَرِ مِنْ قَوْلِهِ اَنَّ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ شَعْرَةً، لَكِنْ عَلَى الْفَرِيقِ الْآَخَرِ اَنْ يُزِيلَ هَذِهِ الشَّعْرَةَ بِمَلْقَطِ شَعْرٍ، عَفْواً نَقْصُدُ بِخَيْطٍ رَفِيعٍ يُوصِلُنَا اِلَى الدَّلِيلِ الْقَاطِعِ عَلَى حَلَالِيَّةِ هَذِهِ الْاَمْوَالِ لِيَحْلِقَ لَنَا بَعْدَ ذَلِكَ شَعْرَاتٍ كَثِيرَةً مِنْ اَدِلَّتِنَا عَلَى حُرْمَتِهَا لِنَحْتَفِظَ بِهَا فِي اَرْشِيفِ الْقُرْآَنِ كَاسْتِدْلَالٍ خَاطِىءٍ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ عَلَى مَاقُلْنَاهُ فِي حُرْمَتِهَا، وَاِلَّا فَاِنَّ الْحَلَالَ اَوِالْحَرَامَ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ عِنْدَ الْفَرِيقَيْنِ مَعاً رُبَّمَا يَحْلِقُ الدِّينَ اِذَا اَصَرَّ وَاحِدٌ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ عَلَى التَّسَيُّبِ فِي اِبَاحَتِهَا اَوِ التَّشَدُّدِ فِي تَحْرِيمِهَا، فَنَحْنُ نُرِيدُ قَوْلاً فَصْلاً بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَةِ، اَوْ قَوْلاً مُعْتَدِلاً يُبِيحُهَا لِلْمُضْطَّرِّ اِلَيْهَا عَلَى قَدْرِ ضَرُورَتِهِ، وَيُحَرِّمُهَا عَلَى غَيْرِ الْمُضْطَّرِّ، وَنَتْرُكُ الْقَلَمَ الْآَنَ لِمَشَايِخِنَا الْمُعَارِضِينَ قَائِلِين: مِنْ عَجَائِبِ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ الْخَبِيثِ الْفَاجِرِ: اَنَّهُ يُقَاتِلُ مِنْ اَجْلِ اِقَامَةِ حُكْمٍ ذَاتِيٍّ لِلْاَكْرَادِ مُنْفَصِلٍ عَنْ سُلْطَتِهِ وَكُرْسِيِّهِ اللَّعِينَةِ الْمَشْؤُومَةِ عَلَى الشَّعْبِ السُّورِيِّ بِمُخْتَلَفِ اَطْيَافِهِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَلْاَكْرَادُ الْخَوَنَةُ يُبِيحُ لَهُمُ النِّظَامُ الْمُجْرِمُ مَسَاحَةً كَبِيرَةً جِدّاً مِنَ الْاَرْضِ السُّورِيَّةِ! وَيُعْطِيهِمْ كَامِلَ الْحُقُوقِ وَالصَّلَاحِيَّاتِ فِي اِقَامَةِ حُكْمٍ ذَاتِيٍّ مُسْتَقِلٍّ لِيَحْكُمُوا اَنْفُسَهُمْ بِاَنْفُسِهِمْ فِي دَوْلَةٍ دَاخِلَ دَوْلَةٍ كَمَا يَحْكُمُ حِزْبُ الشَّيْطَانِ فِي لُبْنَان، وَاَمَّا اِخْوَانُنَا الْمَسَاكِينُ فِي الْمُعَارَضَةِ الْمُعْتَدِلَةِ، فَلَاصَلَاحِيَةَ لَهُمْ فِي التَّحَكُّمِ بِشِبْرٍ مِنَ الْاَرْضِ السُّورِيَّةِ، بَلْ يَقُومُ بِاضْطِّهَادِهِمْ وَالتَّنْكِيلِ بِهِمْ وَقَتْلِهِمْ وَتَشْرِيدِهِمْ وَتَهْجِيرِهِمْ وَاِبْعَادِهِمْ اِلَى اَبْعَدِ نُقْطَةٍ فِي الْعَالَمِ فِي اُورُوبَّا وَغَيْرِهَا، فَلِمَاذَا هَذَا الْكَيْلُ بِمِكْيَالَيْنِ عَلَى الْعَرَبِ السُّورِيِّينَ اَصْحَابِ الْاَرْضِ السُّورِيَّةِ وَمَالِكِيهَا الْحَقِيقِيِّينَ لِمَصْلَحَةِ الْخَوَنَةِ غَيْرَ الْعَرَبِ مِنَ الْاَكْرَادِ الْمُوَالِينَ لِاِجْرَامِهِ وَظُلْمِهِ وَاضْطِّهَادِهِ وَتَنْكِيلِهِ بِالشَّعْبِ السُّورِيّ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ: تَزْدَادُ قَنَاعَتُنَا بِمَشْرُوعِيَّةِ هَذِهِ الثَّوْرَةِ السُّورِيَّةِ وَقَضَايَاهَا الْعَادِلَةِ وَاَحَقِّيَّتِهَا بِهَذِهِ الْاَرْضِ السُّورِيَّةِ فِي مُقَاوَمَةِ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ الَّذِي يَعْمَلُ عَمَلَ الْيَهُودِ فِي تَهْجِيرِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ وَجَذْبِ الْيَهُودِ مِنْ جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ لِلِاسْتِيطَانِ فِي فَلَسْطِين، بَعْدَ ذَلِكَ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الْمَسْؤُولِينَ الْاَتْرَاكِ اَنَّ الْخَوَنَةَ الرُّوسَ لَنْ يُوقِفُوا قَصْفَهُمْ عَلَى حَلَبَ وَلَوْ تَمَّ التَّوَصُّلُ اِلَى وَقْفٍ لِاِطْلَاقِ النَّارِ فِي سُورِيَّا وَذَلِكَ مِنْ اَجْلِ اسْتِفْزَازِ تُرْكِيَّا عَلَى الْحُدُودِ وَجَرِّهَا اِلَى الْحَرْبِ مَعَ الْخَوَنَةِ الرُّوسِ حُثَالَةِ الشُّيُوعِيَّةِ وَالْاُورْثُوذُكْسِيَّةِ فِي الْبَشَرِيَّةِ وَنَحْنُ كَمْ نَتَمَنَّى اَنْ تَنْجَرَّ تُرْكِيَّا اِلَى الْحَرْبِ مَعَ طَائِرَاتِهِمْ فِي الْجَوِّ مِنْ طَائِرَةٍ لِطَائِرَةٍ وَمِنْ مُضَادٍّ اَرْضِيٍّ تُرْكِيٍّ لِطَائِرَةٍ رُوسِيَّةٍ خَائِنَةٍ حَقِيرَةٍ لِتَرَوْا بِاَعْيُنِكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ الرُّوسَ هُمْ اَجْبَنُ خَلْقِ اللهِ وَاَحْقَرُهُمْ وَاَضْعَفُهُمْ عَلَى الْاِطْلَاق، بَعْدَ ذَلِكَ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ بِاَنَّ مُجْتَمَعَنَا النُّصَيْرِيَّ دَائِماً يَصِفُكُمْ بِالْغَوْغَائِيَّةِ وَالْفَوْضَى وَالتَّخَلُّفِ وَالْجَهْلِ وَيُطَالِبُكُمْ بِاَنْ تُرُوهُ مَهَارَتَكُمْ فِي الدَّعْوَةِ اِلَى اللِه بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَاِلَّا فَلَنْ يَقْتَنِعَ بِدَعْوَتِكُمُ الْعَنِيفَةِ اِلَى الله، لَكِنَّهُ يَتَقَبَّلُ أَيَّ رِسَالَةٍ مُقْنِعَةٍ تُرْسِلُونَهَا مَدْعُومَةٍ بِالْاَدِلَّةِ وَالْبَرَاهِينِ وَالْحِجَجِ الشَّرْعِيَّةِ غَيْرِ الْقَابِلَةِ لِلرَّدِّ عَلَيْهَا بِحَجَجٍ اَقْوَى مِنْهَا، بَعْدَ ذَلِكَ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الْحُكُومَةِ الْمِيلِيشْيَوِيَّةِ الطَّائِفِيَّةِ الشِّيعِيَّةِ فِي الْعِرَاقِ! لِمَاذَا لَاتَقُومُونَ اَيُّهَا الْخَوَنَةُ بِتَدْمِيرِ الْاَنْفَاقِ الَّتِي يَتَنَقَّلُ فِيهَا اِخْوَانُكُمْ مِنَ الدَّوَاعِشِ الْاَكْرَادِ وَالشِّيعَةِ الْخَوَنَةِ بِاَسْلِحَتِهِمْ مُهَرِّبِينَ لَهَا بِحُرِّيَّة؟! هَلْ مِنْ اَجْلِ اَنْ تُمَكِّنُوهُمْ مِنْ قَتْلِ اَهْلِ السُّنَّةِ الْاَبْرِيَاءِ فِي الْعِرَاق؟ اَمْ تُرِيدُونَ تَهْدِيداً شِيعِيّاً حُسَيْنِيّاً لِاَهْلِ السُّنَّةِ لَايَزَالُ قَائِماً مُنْذُ اَنْ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضَ اِلَى قِيَامِ السَّاعَة، وَنَحْنُ نَرَى رُؤُوساً خَائِنَةً مُجْرِمَةً قَدْ اَيْنَعَتْ وَحَانَ حَصَادُهَا وَلَنْ نَقُولَ لَكُمْ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِك، وَاَخِيراً هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ الْمَصْرِيِّينَ يَقُولُ فِيه: اَنَا قِبْطِيٌّ فِرْعَوْنِيٌّ! وَمُوسَى اِسْرَائِيلِيٌّ عِبْرَانِيٌّ يَهُودِيٌّ! فَهَلْ اَعْتَزُّ بِيَهُودِيَّةِ مُوسَى وَاِسْرَائِيلِيَّتِهِ وَعِبْرَانِيَّتِهِ! اَمْ اَعْتَزُّ بِقِبْطِيَّتِي الْفِرْعَوْنِيَّةِ وَعُرُوبَتِي! وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اِيَّاكَ اَنْ تَدْخُلَ مِنْ هَذَا الْبَابِ الْخَطِيرِ جِدّاً عَلَى عُرُوبَتِكِ وَاِسْلَامِكَ، بَلْ عَلَى يَهُودِيَّتِكَ وَمَسِيحِيَّتِكَ اَيْضاً اِنْ كُنْتَ غَيْرَ مُسْلِمٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ( وَلِذَلِكَ اِنْ كُنْتَ عَرَبِيّاً مُسْلِماً: فَلَنْ يَنْفَعَكَ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يُنْجِيَكَ مِنْ حَرِيقِ الْجَحِيمِ وَعَذَابِهَا عُرُوبَتُكَ الَّتِي تَتَجَاهَلُ مُوسَى، وَاِنْ كُنْتَ غَيْرَ عَرَبِيٍّ وَلَا مُسْلِمٍ: فَلَنْ يَنْفَعَكَ كَذَلِكَ تَجَاهُلُكَ لِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَلَنْ يُنْجِيَكَ مِنْ اَشَدِّ الْعَذَابِ فِي هَاوِيَةِ الْجَحِيمِ اِلَّا قَوْلُهُ تَعَالَى{لَانُفَرِّقُ بَيْنَ اَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ(وَعَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ عَلَى حَذَرٍ شَدِيدٍ جِدّاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ، وَيُرِيدُونَ اَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ، وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ، وَيُرِيدُونَ اَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، اُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً، وَاَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِينَا(وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَاِنَّ الْقَائِمِينَ عَلَى قَنَاةِ فَضَائِيَّةٍ يُسَمُّونَهَا الْفَرَاعِينَ! وَيَعْتَزُّونَ بِهَا عَلَى حِسَابِ الْاِسْلَامِ الَّذِي لَايَعْتَزُّونَ بِهِ وَلَايَرْفَعُونَ بِهِ رَاْساً: هُمْ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ، وَسَيَقُودُهُمْ شَيْطَانُهُمُ الْاَكْبَرُ عَادِلُ اِمَامِ الشَّيَاطِينِ: اِلَى هَاوِيَةِ الْجَحِيمِ اِنْ لَمْ يَتُوبُوا اِلَى اللهِ بِالنَّصُوحِ مِنَ التَّوْبَةِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَكَذَلِكَ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ اَيْضاً مَنْ يَعْتَزُّونَ بِمَا يَنْسُبُونَهُ اِلَى مَدِينَةِ حِمْصَ مِنْ نَسَبِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الَّذِي قَالَ اللهُ فِيهِ{وَلَاتُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ، هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ، مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ اَثِيمٍ، عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ، اَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ، اِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ اَسَاطِيرُ الْاَوَّلِينَ، سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطَوم{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً، وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً، وَبَنِينَ شُهُوداً، وَمَهَّدْتُّ لَهُ تَمْهِيداً، ثُمَّ يَطْمَعُ اَنْ اَزِيدَ، كَلَّا اِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيداً، سَاُرْهِقُهُ صَعُوداً، اِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ قُتْلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ نَظَرَ، ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ، ثُمَّ اَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ، فَقَالَ اِنْ هَذَا اِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ، اِنْ هَذَا اِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ، سَاُصْلِيهِ سَقَرَ، وَمَااَدْرَاكَ مَاسَقَرُ، لَاتُبْقِي وَلَاتَذَرُ، لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ، عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ{وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين