الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الْجَمَاعَاتِ الْاِرْهَابِيَّةِ الْمُتَشَدِّدَةِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ: اَنَّكُمْ تُشَكِّلُونَ خَطَراً كَبِيراً هَائِلاً عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِين! فَاَنْتُمْ تَجْعَلُونَ اَكْثَرَ النَّاسِ يَرْتَدُّونَ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْخُطَّةَ الشَّيْطَانِيَّةَ الْخَبِيثَةَ الَّتِي يَعْمَلُ عَلَيْهَا الْآَنَ اَعْدَاءُ اللهِ وَرَسُولِهِ: هِيَ تَسَامُحُهُمْ مَعَكُمْ وَمَحَبَّتُهُمْ لَكُمْ مَهْمَا قُمْتُمْ مِنْ اَعْمَالٍ اِرْهَابِيَّةٍ وَحْشِيَّةٍ ضِدَّهُمْ! وَبِذَلِكَ تَجْذِبُونَ اَكْثَرَ النَّاسِ اِلَى حَاضِنَتِهِمُ الصّلِيبِيَّةِ الْمُقْرِفَةِ الْمَقِيتَة! وَصَدِّقُونَا: اَنَّهُ فِي حَالِ *اَفْلَحُوا فِي جَعْلِ النَّاسِ يَرْتَدُّونَ عَنْ دِينِهِمْ بِتَسَامِحِهُمُ الْمُنَافِقِ الْكَاذِبِ مُؤَقَّتاً رَيْثَمَا يُشَكِّلُونَ جَبْهَةً قَوِيَّةً جِدّاً ضِدَّ الْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ، *فَقَدِ انْتَصَرَ الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ الْخَوَنَةُ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ انْتِصَاراً سَاحِقاً مُدَوِّياً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّاسَ جَمِيعاً يَفْتَقِرُونَ اِلَى تَسَامُحِكُمْ وَتَسَامُحِ اِسْلَامِكُمْ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَعْشَقُوكُمْ وَيَعْشَقُوا اِسْلَامَكُمْ، وَهَذَا مَايَسْعَى اِلَيْهِ اَيْضاً نِظَامُنَا الْمُجْرِمُ: فَاِنَّهُ يَجْعَلُ حَرَكَةَ التَّبْشِيرِ فِي هَذِهِ الْاَيَّامِ تَنْشَطُ فِي اَرَاضِينَا نَشَاطاً كَبِيراً لَمْ نَعْتَدْ عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ، وَلِذَلِكَ لَاتَلُومُوا اِلَّا اَنْفُسَكُمْ فِي حَالِ حَصَلَتْ هَذِهِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْكُمْ اَنْ تُظْهِرُوا دَائِماً الْجَوَانِبَ الْمُشْرِقَةَ الْوَضِيئَةَ فِي تَارِيخِ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ اَمَامَ الرَّاْيِ الْعَامِّ الْعَالَمِيِّ، وَالَّتِي تَجْذُبُ مَزِيداً مِنَ النَّاسِ مِنْ اَجْلِ اعْتِنَاقِ الْاِسْلَامِ، وَعَلَيْكُمْ اَيْضاً اَنْ تَلْجَؤُوا دَائِماً اِلَى سِيَاسَةِ ضَبْطِ النَّفْسِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ دَائِماً وَالَّتِي تُشَكِّلُ فِي اَيَّامِنَا اَكْبَرَ تَحَدِّي لِلْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يُحَارَبُونَ فِي لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ مِمَّا يَجْعَلُهُمْ يَرْتَدُّونَ عَنْ دِينِهِمْ مُتَجَاهِلِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا، نُوَفِّ اِلَيْهِمْ اَعْمَالَهُمْ فِيهَا، وَهُمْ فِيهَا لَايُبْخَسُون، اُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ اِلَّا النَّارُ، وَحَبِطَ مَاصَنَعُوا فِيهَا، وَبَاطِلٌ مَاكَانُوا يَعْمَلُونَ(مِنْ دِينِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ وَعَقَائِدِهِمُ الْبَاطِلَةِ، وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى يَضَعُ النَّاسَ جَمِيعاً عَلَى الْمَحَكِّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَنْ اَرَادَ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ اَنْ يَعْتَنِقَ الْاِسْلَامَ وَيُثَابِرَ عَلَيْهِ وَيَسْتَمِرَّ فِي اعْتِنَاقِهِ، فَدِينُ اللهِ لَيْسَ سِلْعَةً رَخِيصَةً تُبَاعُ وَتُشْتَرَى مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ، بَلْ اِنَّنَا نَجِدُ فِي تَارِيخِ النَّصَارَى وَآَبَائِهِمْ وَاَجْدَادِهِمْ، تَارِيخاً وَضِيئاً مُشْرِقاً مُنِيراً مُشَرِّفاً يَرْفَعُ رُؤُوسَنَا وَرُؤُوسَهُمْ جَمِيعاً! فَلَقَدْ كَانَ اَجْدَادُهُمْ مِنْ قَبْلِهِمْ يُفَضِّلُونَ اَنْ يَمُوتُوا مِنَ الْجُوعِ عَلَى اَنْ يَتْرُكُوا دِينَ اللهِ اَوْ يَرْتَدُّوا عَنْهُ، وَلَمْ تَكُنْ لُقْمَةُ الْعَيْشِ تَمْنَعُهُمْ مِنْ اِلْقَاءِ اَنْفُسِهِمْ فِي اُخْدُودٍ حُفِرَ لَهُمْ وَاُضْرِمَتْ فِيهِ النِّيرَانُ، بَلْ فَضَّلُوا اَنْ يَحْتَرِقُوا فِيهِ جَمِيعاً مَعَ اَوْلَادِهِمُ الصِّغَارِ الرُّضَّعِ عَلَى اَنْ يَتْرُكُوا دِينَ اللهِ الْمَسِيحِيِّ الصَّحِيحِ الَّذِي يَاْمُرُهُمْ بِلَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ عِيسَى{وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَاْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ اَحْمَد(فَاَيْنَ نَجِدُ هَذَا عِنْدَ السُّورِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ النَّازِحِينَ الَّذِينَ قَامُوا بِالْهِجْرَةِ وَالنُّزُوحِ اِلَى بِلَادِ الْغَرْبِ الصَّلِيبِيِّ الْكَافِر، وَنَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ ونترك القلم الآن لمشايخنا الموالين قائلين: وَبَعْدُ فَاِنَّنَا نُرَجِّحُ بِقُوَّةٍ احْتِمَالَ وُجُودِ عُطْلٍ فَنِّيٍّ فِي الطَّائِرَة مَنَعَ الطَّيَّارَ الرُّوسِيَّ النَّاجِيَ مِنْ تَلَقِّي أَيِّ تَحْذِير! ولذلك فَاِنَّنَا نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الْحَمْقَى الْاَغْبِيَاءِ فِي الْحُكُومَةِ التُّرْكِيَّةِ: بِتَقْدِيمِ رِسَالَةِ اعْتِذَارٍ فَوْرِيٍّ رَسْمِيَّةٍ بِاسْمِ الْحُكُومَةِ التُّرْكِيَّةِ اِلَى الْحُكُومَةِ الرُّوسِيَّةِ وَالشَّعْبِ الرُّوسِيّ: فَنَحْنُ بِصِفَتِنَا مَشَايِخَ لِلطَّائِفَةِ النُّصَيْرِيَّةِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ: يَحِقُّ لَنَا شَرْعاً اَنْ نَخَافَ عَلَى اَمْنِ النُّصَيْرِيِّينَ الْمَوْجُودِينَ فِي تُرْكِيَّا، وَلَنْ نُغَامِرَ وَلَنْ نُجَازِفَ بِحَيَاةِ الشَّعْبِ التُّرْكِيِّ الطَّيِّبِ بِمُخْتَلَفِ اَطْيَافِهِ وَتَيَّارَاتِهِ وَاتِّجَاهَاتِهِ وَمُعْتَقَدَاتِهِ، وَكَمَا يَقُولُ الْمَثَلُ الشَّعْبِيُّ عِنْدَنَا فِي طَرْطُوس: يَازَانِيَة مَعَ مَنْ زَنَيْتِ! فَهَلَّا مِنْ بُوتِينَ اسْتَحَيْتِ! وَحَقِّ الْاِمَامُ عَلِي: اَنَّ الْعَلْقَةَ مَعَ شْلِكَّاتِ حَلَبَ! اَهْوَنُ مِنَ الْعَلْقَةِ مَعَ بُوتِين! وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ: اَنَّنَا نَدْعَمُ رُوسْيَا! وَاَنَّ رُوسْيَا تَدْعَمُنَا! وَلَكِنَّنَا لَمْ نَتَجَاهَلْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَبَداً اَنَّ رُوسْيَا لَايَهُمُّهَا اِلَّا مَصَالِحُهَا! وَاَنَّهَا لَمْ وَلَنْ تُفَكِّرَ بِمَصْلَحَةِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ وَلَا التُّرْكِيّ! بَلْ وَلَا مَصْلَحَةِ الشُّعُوبِ جَمِيعاً! ثُمَّ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الرَّئِيسِ بُوتِينَ وَنَقُول: عَنْ أَيِّ طَعْنَةٍ فِي الظَّهْرِ تَتَحَدَّثُ اَيُّهَا الْمَعْتُوه! فَنَحْنُ يَامَا تَحَمَّلْنَا مِنْ طَعَنَاتٍ فِي ظُهُورِنَا مِنْ تُرْكِيَّا وَمِنَ الْيَهُودِ وَلَمْ نُحَرِّكْ سَاكِناً! هَلْ تَدْرِي لِمَاذَا؟ لِاَنَّ رَئِيسَنَا بَشَّارَ! هُوَ رَجُلٌ بِكُلِّ مَالِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنْ مَعْنَى! بَلْ هُوَ سَيِّدُ الرِّجَالِ! بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرْعَةِ، وَاِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَب(ثُمَّ تَعَالَ مَعَنَا: وَلْنَفْرِضْ جَدَلاً اَنَّ الْاَتْرَاكَ اَخْطَؤُوا بِحَقِّكَ اَوْ بِحَقِّ الشَّعْبِ الرُّوسِيّ! فَمَنْ قَالَ لَكَ فِي جَمِيعِ الْاَعْرَافِ الدُّوبْلُومَاسِيَّةِ وَالْقَانُونِيَّةِ الدَّوْلِيَّةِ! اَنَّهُ يَحِقُّ لَكَ اَنْ تُفْسِدَ صَدَاقَتَكَ وَصُحْبَتَكَ مَعَ الشَّعْبِ وَالْحُكُومَةِ التُّرْكِيَّةِ مِنْ اَوَّلِ خَطِيئَةٍ يُخْطِؤُونَهَا مَعَكَ اَوْ مَعَ طَيِّارِيكَ! يَااَخِي! اَمَا تَسْتَحِي وَتَخْجَلُ مِنْ نَفْسِك! وَلْنَفْرِضْ جَدَلاً اَنَّكَ مَعَ زَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِكَ شَارَكْتُمْ جَمِيعاً فِي تَحْضِيرِ وَجْبَةٍ لَذِيذَةٍ مِنَ الطَّعَامِ! ثُمَّ اَخْطَاْتُمْ جَمِيعاً فِي تَحْدِيدِ مَقَادِيرِ هَذِهِ الْوَجْبَة! فَبَدَلَ اَنْ تَضَعُوا فِيهَا كَمِّيَّةً قَلِيلَةً مِنَ الْمِلْحِ اَوِ السُّكَّرِ! اِذَا بِكُمْ تَضَعُونَ كَمِّيَّةً كَبِيرَةً هَائِلَةً كَادَتْ اَنْ تُفْسِدَ الطَّعَام! اَوْ مَثَلاً بَدَلَ اَنْ تَضَعُوا خَمْسَ بَيْضَاتٍ مِنَ الدَّجَاجِ! اِذَا بِكُمْ تَضَعُونَ عِشْرِينَ بَيْضَةً خَطَاً اَوْ سَهْواً مِنْكُمْ! فَمَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّهُ يَحِقُّ لَكُمْ اَنْ تُحْرِقُوا الطَّبْخَةَ اَوْ تَرْمُوهَا فِي الْقُمَامَة! بَلْ اِنَّ الْعَاقِلَ الْحَكِيمَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَقُومُ بِالتَّعْدِيلِ عَلَى هَذِهِ الطَّبْخَةِ مِنْ اَجْلِ اِصْلَاحِهَا قَدْرَ الْاِمْكَانِ وَتَحْمِيصِهَا وَطَهْوِهَا عَلَى نَارٍ هَادِئَةٍ حَتَّى تَنْضُجَ تَمَاماً! وَاَمَّا اَنْ تَقُومُوا بِاِحْرَاقِ الْاَخْضَرِ وَالْيَابِسِ مِنْ هَذِهِ الطَّبْخَةِ الَّتِي تَطْبُخُونَهَا فِي طَنْجَرَةٍ كَبِيرَةٍ حَجْمُهَا كَحَجْمِ الْكُرَةِ الْاَرْضِيَّةِ وَشَكْلُهَا كَشَكْلِ الْكُرَةِ الْاَرْضِيَّةِ! فَاَنْتُمْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ لَنْ تَاْكُلُوا اِلَّا الْمُرَّ الْعَلْقَمَ مِنْ سُمُومِ الْفَحْمِ الْاَسْوَدِ الْمُحْتَرِقِ الَّذِي يَسْهَرُ عَلَيْهِ اِلَى الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ مَنْ يُدَخِّنُونَ النَّارْجِيلَةَ وَالْمُعَسَّلَ! حَارِقِينَ لِاَمْوَالِهِمْ وَصِحَّتِهِمْ! وَهُمْ يَسْمَعُونَ الْمُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَةً قَائِلاً اَللهُ اَكْبَر! فَيَقُولُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ الرَّجِيمُ: بَلِ النَّارْجِيلَةُ اَكْبَرُ! بَلِ الْمُعَسَّلُ اَكْبَرُ! بَلِ الْخَمْرُ اَكْبَرُ! بَلِ الْمَيْسِرُ اَكْبَرُ! بَلِ الْمُخَدِّرَاتُ اَكْبَرُ! بَلِ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وَالنَّبَوِيُّ وَالْاَقْصَى وَاِخْرَاجُ اَهْلِهِ مِنْهُ اَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ بَلْ هُوَ اَكْبَرُ مِنَ اللهِ وَاَكْبَرُ مِنَ الصَّلَاةِ وَالْخُشُوعِ لَهُ، فَعَلَيْكُمْ اَنْ تُحَرِّرُوا الْمَسْجِدَ الْاَقْصَى اَوّلاً قَبْلَ أَيِّ صَلَاةٍ، وَلَنْ تُحَرِّرُوهُ اَبَداً عَلَى نَغْمَةِ اَللهُ اَكْبَر! اِنَّهَا نَغْمَةُ الدَّوَاعِشِ الْاِرْهَابِيِّينَ وَجَبْهَةِ النُّصْرَةِ الْخَوَنَة! وَمَاذَا تَعْنِي لَكُمْ كَلِمَةُ اَللهُ اَكْبَر! اِنَّهَا لَاتَعْنِي لَنَا نَحْنُ مَعَاشِرَ الشَّيَاطِينِ اِلَّا سِكِّينَةَ دَاعِشْ وَالنُّصْرَة الَّتِي سَتَظَلُّ دَائِماً مُسَلَّطَةً عَلَى رِقَابِنَا! وَلِذَلِكَ فَاِنَّكُمْ لَنْ تُحَرِّرُوا الْمَسْجِدَ الْاَقْصَى اِلَّا عَلَى اَنْغَامِ الْعَنْدَلِيبِ الْاَسْمَرِ وَاُمِّ كُلْثُومَ وَاَنْغَامِ فَيْرُوزَ الصَّبَاحِيَّةِ وَغِنَاءِ هَيْفَا وِهْبِي (التَّافِهِ( وَاَلْحَانِ آَنْدَرْ تَايْكَرْ الْحَانُوتِي الْجَنَائِزِيَّةِ الصَّلِيبِيَّةِ(الْقَذِرَةِ( وَمُشَاهَدَةِ الْاَفْلَامِ التُّرْكِيَّةِ الَّتِي تُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ! وَمُشَاهَدَةِ كُرَةِ الْقَدَمِ وَمَايَجْرِي فِيهَا مِنْ صِرَاعِ الدُّيُوكِ الَّذِي كَانَ يَفْعَلُهُ قَوْمُ لُوطٍ قَدِيماً بَيْنَ بَرْشَلُونَة وَرِيَالْ مَدْرِيدْ! وَاَنْ تَرْفَعُوا رَايَةَ الصَّلِيبِ فَوْقَ اَعْلَى بُرْجٍ مِنْ اَبْرَاجِ دُبَيَّ الْخَلِيجِيَّةِ! وَاَنْ تُشَجِّعُوا اَوْلَادَكُمْ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِمْ عَلَى مُشَاهَدِةِ الْاَفْلَامِ الْهِنْدِيَّةِ الصَّنَمِيَّةِ الَّتِي تَنْشَرِحُ صُدُورُنَا نَحْنُ الشَّيِاطِينَ عِنْدَ مُشَاهَدَتِهَا مُتَجَاهِلِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ! ذَلِكَ بِاَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَة( فَيَقُولُونَ: سَمْعاً وَطَاعَةً! فَاَنْتَ يَااِبْلِيسُ رَبُّنَا ! وَاَنْتَ اَكْبَرُ مِنَ اللهِ الَاْكَبْر! فَيُنَادِيهِمْ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ! فَيَقُولُ لَهُمْ: مَازِلْتُ اِلَى الْآَنَ اَحْتَرِمُكُمْ! وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِمَقَامِ اَبِي! وَلِذَلِكَ اَقُولُهَا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ{يَااَبَتِ لَاتَعْبُدِ الشَّيْطَانَ! اِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيَّا(فَيَقُولُونَ{اَرَاغِبٌ اَنْتَ عَنْ آَلِهَتِنَا يَااِبْرَاهِيمُ! لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَنَرْجُمَنَّكَ! وَاهْجُرْنَا مَلِيَّا(لِمَاذَا يَااِبْرَاهِيمُ لَاتَرْغَبُ بِعِبَادَةِ آَلِهَتِنَا الَّتِي نَعْكُفُ عَلَى عِبَادَتِهَا اِلَى الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ! ثُمَّ تَاْمُرُنَا هَذِهِ الْآَلِهَةُ اَنْ نَخْلُدَ اِلَى النَّوْمِ وَتُرِيحُنَا مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَالظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَلَاتَفْرِضُهَا عَلَيْنَا جَمِيعاً مُتَجَاهِلِينَ لِاَذَانِكَ بِالْحَجِّ الْاَكْبَرِ وَهُوَ قَوْلُ رَبِّكَ{وَاَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَاْتُوكَ رِجَالاً(وَمُتَجَاهِلِينَ اَيْضاً لِقَوْلِ الْمُؤَذِّنِ اَلصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْم! لَا نَحْنُ لَمْ وَلَنْ نَرْضَى اَبَداً اَنْ تَكُونَ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ! بَلِ النَّوْمُ اِلَى اَذَانِ الْعَصْرِ هُوَ خَيْرٌ مِنَ الصَّلَاةِ! بَلِ النَّارْجِيلَةُ خَيْرٌ مِنَ الصَّلَاةِ! بَلِ الْمُعَسَّلُ خَيْرٌ مِنَ الصَّلَاةِ! بَلِ الْخَمْرُ خَيْرٌ مِنَ الصَّلَاةِ! بَلِ الْمَيْسِرُ خَيْرٌ مِنَ الصَّلَاةِ! بَلِ الْمُخَدِّرَاتُ خَيْرٌ مِنَ الصَّلَاةِ! بَلْ اَكْلُ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ خَيْرٌ مِنَ الصَّلَاةِ الَّتِي تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ! فَلِمَاذَا يَااِبْرَاهِيمُ لَاتَرْضَى اَنْ تَعْبُدَ اِلَّا اِلَهاً وَاحِداً تُسَمِّيهِ الرَّحْمَنَ الرَّحِيم! لِمَاذَا لَاتَعْبُدُ آَلِهَتَنَا الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ رَبِّكَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ! فَنَحْنُ يَااِبْرَاهِيمُ لَدَيْنَا مِنَ الْآَلِهَةِ الْكَثِيرُ الْكَثِير! لَدَيْنَا اِلَهٌ لِلْخَمْرِ! وَلَدَيْنَا اِلَهٌ لِلْمَيْسِرِ! وَلَدَيْنَا اِلَهٌ لِلْمُخَدِّرَاتِ! وَلَدَيْنَا اِلَهٌ لِلنَّارْجِيلَةِ بِالتُّنْبَاكِ الْمُعَسَّلِ اللَّاذْقَانِيِّ الْمَشْهُورِ! وَلَدَيْنَا اِلَهٌ لِلنَّارْجِيلَةِ بِالْمُعَسَّلِ بِطَعْمِ التُّفَّاحِ! وَاِلَهٌ آَخَرُ لِلْمُعَسَّلِ بِطَعْمِ اللَّيْمُونِ! وَاِلَهٌ آَخَرُ لِلْمُعَسَّلِ بِطَعْمِ الْاَنَانَاسِ! وَاِلَهٌ آَخَرُ لِلْمُعَسَّلِ بِطَعْمِ الْبُرْتُقَالِ! وَاِلَهٌ آَخَرُ لِلْمُعَسَّلِ بِطَعْمِ الْمَنْجَا! وَاِلَهٌ آَخَرُ لِلْمُعَسَّلِ بِطَعْمِ الْفِسِيخِ! فَمَاذَا لَدَى اِلَهِكَ الْوَاحِدِ يَااِبْرَاهِيم! فَنَحْنُ لَدَيْنَا مِنَ الْآَلِهَةِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي تَسْتَطِيعُ اَنْ تَنْصُرَنَا عَلَى بَشَّارَ بِلَمْحِ الْبَصَرِ! وَاَمَّا اِلَهُكَ يَااِبْرَاهِيمُ فَهُوَ عَاجِزٌ عَنْ نَصْرِنَا! وَلَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى اِلَهٍ عَاجِزٍ [يُمْلِي لِلظَّالِم ِحَتَّى اِذَا اَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ(وَلَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى اِلَهٍ عَاجِزٍ يُهَدِّدُ وَيُهَدِّدُ اِلَى اَنْ تُصْبِحَ تَهْدِيدَاتُهُ جَمِيعُهَا كَفَقَاقِيعِ الصَّابُونِ الَّتِي تَتَلَاشَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً! وَاَكِيدُ كَيْداً! فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ اَمْهِلْهُمْ رُوَيْدَا(نَعَمْ اَيُّهَا الاخوة : بِاللهِ عَلَيْكُمْ! اُمَّةٌ هَكَذَا حَالُهَا اَخْزَى وَاَتْعَسُ مِنْ حَالِ الشَّيْطَانِ! هَلْ يَنْصُرُهَا اللهُ عَلَى بَشَّارَ وَاَعْوَانِهِ!(مِنْ قُوطْ اِمَّاتْنَا سَوْفَ يَنْتَصِرُونَ! وَنَسْاَلُ اللهَ اَنْ يُحْرِقَ اَقْوَاطَ اُمَّهَاتِهِمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ؟ لِاَنَّهَا لَمْ تُنْجِبْ اِلَّا الْمُخَنَّثِينَ الطَّنْطَاتِ الْمَائِعِينَ اَشْبَاهَ الرِّجَالِ! وَاَمَّا اَقْوَاطُ اُمَّهَاتِنَا فَاِنَّهَا سَتُنْجِبُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ اِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَلَايُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً مِنْ رِجَالٍ{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ اَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ اَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَايَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِم( وَقَدْ دَعَا رَسُولُ اللِه قَدِيماً هَذِهِ الدَّعْوَةَ الْمُبَارَكَةَ لِاَجْدَادِنَا الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ! وَكَانَ يَتَمَنَّى اَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ اَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَلَايُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً( وَنُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ: وَاللهُ عَلَى مَانَقُولُ شَهِيدٌ: اَنَّ اَهْلَ السُّنَّةِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ! لَنْ يَنْتَصِرُوا عَلَى وَاحِدٍ مِنَ الظَّالِمِينَ الطُّغَاةِ اَبَداً مَهْمَا كَانُوا يَحْلُمُونَ بِهَذَا النَّصْرِ اِلَّا فِي حَالَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ: اَلَا وَهِيَ اَنْ تَمْتَلِىءَ بُيُوتُ اللهِ بِالْمُصَلِّينَ وَمَجَالِسِ الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاءِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَةً خَاصَّةً{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلهِ قَانِتِينَ( وَعِنْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ خَاصَّةً اَيْضاً(وَلِمَاذَا مَجَالِسُ الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاءِ؟ لِاَنَّ اَشَدَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللهُ! بَلْ هُوَ اَقْوَى سِلَاحٍ خَلَقَهُ اللهُ مُوَجَّهاً عَلَى الشَّيْطَانِ وَاَعْوَانِهِ: هُوَ عَالِمٌ فَقِيهٌ مُتَعَبِّدٌ: وَهُوَ اَيْضاً طَالِبُ عِلْمٍ مُتَعَبِّدٌ! وَلِذَلِكَ فَاِنَّ التَّفَقُّهَ فِي دِينِ اللهِ، هُوَ اَقْوَى عِلَاجٍ لِلشَّيْطَانِ الَّذِي يَجْرِي فِي عُرُوقِنَا مَجْرَى الدَّمِ وَلَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى الْمُشَعْوِذِينَ وَالسَّحَرَة! وَهُوَ اَقْوَى عِلَاجٍ اَيْضاً لِظَاهِرَةِ التَّشَدُّدِ وِلِظَاهِرَةِ التَّسَيُّبِ وَالِانْفِلَاتِ الْاِبَاحِيِّ اللَّاَخْلَاقِيِّ فِي الدِّين[وَمَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ بَعْضَ الْمُتَشَدِّدينَ وَالْمُتَسَيِّبِينَ يَحْسَبُونَ بِسَبَبِ جَهْلِهِمْ اَنَّهُمْ يُوَافِقُونَ شَرْعَ اللهِ فِي تَشَدُّدِهِمْ اَوْ تَسَيُّبِهِمْ فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ الشَّرْعِيَّةِ! وَلَكِنَّهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ يُخَالِفُونَهُ! وَلِذَلِكَ يَحْتَاجُونَ اِلَى عَالِمٍ فَقِيهٍ وَسَطِيٍّ بَيْنَ التَّشَدُّدِ وَبَيْنَ التَّسَيُّبِ يُنِيرُ لَهُمُ الطَّرِيقَ لِيَتَّبِعُوا شَرْعَ اللهِ بِوَعْيٍ وَاِدْرَاكٍ وَدُونَ جَهْلٍ، وَالْجَاهِلُ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِهِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ، فَهُوَ مَعْذُورٌ بِشَرْطِ؟ اَلَّا يَكُونَ مُعَانِداً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْاِنْسَانَ عَدُوٌّ لِمَا يَجْهَلُ، وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ مِنْ تَخْصِيصِ قَنَوَاتٍ فَضَائِيَّةٍ عَلَى التِّلْفَازِ وَالْيُوتْيُوبِ تُنِيرُ الطَّرِيقَ اَمَامَ هَؤُلَاءِ الْمُتَشَدِّدِينَ وَالْمُتَسَيِّبِينَ مَعاً فِي آَنٍ وَاحِدٍ، وَعلَى الدُّعَاةِ اِلَى اللهِ اَنْ يَعْلَمُوا جَمِيعاً اَنَّكُمْ لَنْ تُفْلِحُوا فِي الدَّعْوَةِ اِلَى اللهِ اَبَداً اِذَا اقْتَصَرْتُمْ دَائِماً عَلَى تَسْلِيطِ الْاَضْوَاءِ عَلَى الْمُتَشَدِّدينَ وَاَهْمَلْتُمْ جَانِبَ الْمُتَسَيِّبِينَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمُتَسَيِّبِينَ الْاِبَاحِيِّينَ اَخْطَرُ بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً عَلَى الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ مِنَ الْمُتَشَدِّدِينَ لِمَاذَا؟ بِسَبَبِ مَايَجْلِبُونَهُ عَلَى النَّاسِ مِنْ لَعْنَةٍ وَغَضَبٍ مِنَ اللهِ لَامَثِيلَ لَهُ وَهُوَ اَقْوَى بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً مِنَ الْغَضَبِ الْاِلَهِيِّ الَّذِي يَجْلِبُهُ الْمُتَشَدِّدُونَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى النَّاسِ الَّذِينَ يَنْضَمُّونَ اِلَيْهِمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمُتَشَدِّدِينَ اَبَاحُوا دِمَاءَ النَّاسِ بِحَقٍّ وَبِغَيْرِ حَقٍّ، وَاَمَّا الْمُتَسَيِّبُونَ فَقَدْ اَبَاحُوا اَعْرَاضَ النَّاسِ وَكَرَامَاتِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ اَبَداً؟ بِسَبَبِ الِاسْتِعْبَادِ الْجِنْسِيِّ بِكُلِّ اَشْكَالِهِ الَّذِي يُبِيحُونَهُ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً مِمَّا يُؤَدِّي اِلَى اِرَاقَةِ الدِّمَاءِ وَسَفْكِهَا مِنْ جَانِبِ الْمُتَسَيّبِينَ الْاِبَاحِيِّينَ اَكْثَرَ مِنْ اِرَاقَتِهَا وَسَفْكِهَا مِنْ جَانِبِ الْمُتَشَدِّدِينَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّاسَ جَمِيعاً مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ يُؤْمِنُونَ اِيمَاناً قَاطِعاً جَازِماً بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: لَايَسْلَمُ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ مِنَ الْاَذَى حَتَّى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبِهِ الدَّمُ! وَلِذَلِكَ نَقُولُ لِلرَّئِيسِ الرُّوسِيِّ بُوتِينَ: اِنَّ تَعْدِيلَكَ عَلَى هَذِهِ الطَّبْخَةِ بِاِصْلَاحِهَا! خَيْرٌ لَكَ مِنْ اَنْ تُحْرِقَهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ لَنْ تَجْلِبَ اِلَى الْبَشَرِيَّةِ اِلَّا مَزِيداً مِنَ الْبُؤْسِ وَالشَّقَاءِ وَالدَّمَارِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّارَ مَهْمَا طَالَتِ الْاَيَّامُ لَابُدَّ اَنْ تُحْرِقَ مَنْ يَلْعَبُ بِهَا اَوّلاً قَبْلَ غَيْرِهِ، وَلَابُدَّ اَنْ يَرْتَدَّ عَلَيْهِ وَلَوْ شَيْءٌ بَسِيطٌ مِنْ شَرَرِهَا مَهْمَا طَالَتِ الْاَيَّامُ، وَلِذَلِكَ نَنْصَحُكَ اِذَا كُنْتَ مَظْلُوماً فِعْلاً: اَنْ تَلْجَاَ اِلَى اللهِ وَتَتَضَرَّعَ اِلَيْهِ بِالدُّعَاءِ وَالْبُكَاءِ كَمَا يَفْعَلُ قَائِدُنَا بَشَّارُ حَفِظَهُ الله! فَاِنَّ اللهَ سَيَاخُذُ لَكَ حَقَّكَ مِمَّنْ ظَلَمَكَ وَظَلَمَ شَعْبَكَ وَلَوْ بَعْدَ حِين! وَصَدِّقْنَا: فَاِنَّ اللهَ يَقْبَلُ الدَّعْوَةَ فِي شَرْعِنَا الْاِسْلَامِيِّ مِنَ الْمَظْلُومِ وَلَوْ كَانَ كَافِراً عَدُوّاً لِلهِ وَرَسُولِه، وَلِذَلِكَ عَلَيْكَ اَنْ تَدْفَعَ الضَّرَرَ الْاَشَدَّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَلَى الْبَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ، بِضَرَرٍ اَخَفَّ! وَهُوَ عَدَمُ اِفْرَاطِكَ فِي اسْتِعْمَالِ الْقُوَّةِ وَالْقِصَاصِ الْعَادِلِ قَدْرَ الْاِمْكَان! وَاَنْ تَتَجَنَّبَ الْمَظْلُومِينَ الْاَبْرِيَاءَ قَدْرَ الْاِمْكَان عَمَلاً بقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْعَهْدِ الْاَخِيرِ وَهُوَ الْقُرْآَنُ الْكَرِيم{ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلَايُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ اِنَّهُ كَانَ مَنْصُورَا(فَعَلَيْكَ يَابُوتِينُ وَعَلَيْكَ يَابَشَّارُ اَلَّا تُسْرِفَا فِي الْقَتْلِ عَلَى مَنْ لَا يَسْتَحِقُّهُ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَنْصُرَكُمَا اللهُ وَهَذَا شَرْطٌ ضَرُورِيٌّ جِدّاً مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ نَصْرِكُمَا عِنْدَ الله، بَلْ لَايَجُوزُ لَكُمَا شَرْعاً اَنْ تُسْرِفَا فِي الْقَتْلِ عَلَى مَنْ يَسْتَحِقُّهُ اَيْضاً بِقَتْلِ اَوْلَادِهِ الْاَبْرِيَاءِ اَوْ قَتْلِ اِخْوَانِهِ اَوْ قَتْلِ عَشِيرَتِهِ بَلْ وَلَاقَتْلِهِ هُوَ اَيْضاً بِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ شَرَعَ الدِّيَةَ اَوِ الْعَفْوَ لِمَصْلَحَةِ اَخِيكُمَا الْقَاتِل، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ اَنْ تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمَ لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ(أَيْ فِي حِمَايَتِهِ وَاَمْنِهِ{ مَنْ يَشَاء(بِمَعْنَى اَنَّ هَذِهِ اِرَادَةُ اللهِ الَّتِي لَايَجُوزُ لِمَنْ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ يُكَافِحُونَ الْاِرْهَابَ اَنْ يَتَجَاهَلُوهَا وَلَوِ اخْتَلَطَ الْحَابِلُ بِالنَّابِلِ! وَمَعَ الْاَسَفِ فَاِنَّهُمْ يَتَجَاهَلُونَهَا بِحُجَّةٍ هِيَ اَقْبَحُ مِنْ ذَنْبٍ عِنْدَ اللهِ! وَهِيَ اَنَّ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ وَالنَّسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَقُومُونَ بِاِيوَاءِ الْجَمَاعَاتِ الْاِرْهَابِيَّةِ اِلَى حَاضِنَتِهِمْ! طَيِّبْ مَنْ يَضْمَنُ لَنَا اَنَّ هَذَا الْكَلَامَ صِدْقٌ وَلَيْسَ كَذِباً وَافْتِرَاءً عَلَى الله!{هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ(اسْتِخْبَارَاتِيٍّ اَمْنِيٍّ{ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا(اَيُّهَا الظَّالِمُونَ الْفَجَرَةُ الْاَوْغَادُ الْحُثَالَةُ الْمُكَافِحُونَ الْاِرْهَابَ بِاِرْهَابٍ وَغْدٍ حَقِيرٍ مُجْرِمٍ اَكْبَرَ تُمَارِسُونَهُ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً وَلَايَقِلُّ شَاْناً عَنْ نَدَالَتِكُمْ وَخِسَّتِكُمْ وَحَقَارَتِكُمْ وَعُهْرِكُمْ وَفُجُورِكُمْ وَاِرْهَابِكُمْ وَاِجْرَامِكُمْ(عَلَيْكُمْ اَنْ تُكَافِحُوا اِرْهَابَكُمْ عَلَى النَّاسِ بِغَيْرِ حَقٍّ اَوّلاً وَاَنْ تُكَافِحُوا فَسَادَ جَمِيعِ مُؤَسَّسَاتِكُمُ الْاَمْنِيَّةِ اَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ قَبْلَ اَنْ تُكَافِحُوا أَيَّ اِرْهَابٍ آَخَرَ! وَاِلَّا فَمَاهِيَ الْفَائِدَةُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَان، اَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَان، وَاَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَاتُخْسِرُوا الْمِيزَان{وَلَاتَبْخَسُوا النَّاسَ(الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرَ الْمُسْلِمِينَ{اَشْيَاءَهُمْ(فَاَيْنَ مِيزَانُ الْعَدْلِ عِنْدَكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ الَّذِينَ تَقُومُونَ بِالْقِصَاصِ مِنْهُمْ ظُلْماً وَعُدْوَاناً مَااَنْزَلَ اللهُ بِهِمَا مِنْ سُلْطَان! وَحَقِّ الْاِمَامُ عَلِي تَنْتَظِرُكُمْ اَيَّامٌ سَوْدَاءُ تَجْعَلُكُمْ لَاتَنَامُونَ اللَّيْلَ اَبَداً اِذَا لَمْ تَقُومُوا بِضَبْطِ هَذَا الْمِيزَانِ عَلَى الشَّعْرَةِ وَالنَّقِيرِ وَالْقِطْمِيرِ وَالْفَتِيل! وَلَنْ نَرْضَى بَعْدَ الْيَوْمَ اَنْ تَقُومُوا بِظُلْمِ اَحَدٍ مِنَ النَّاسِ اَبَداً مُسْلِماً كَانَ اَوْ غَيْرَ مُسْلِم! بَلْ لَنْ نَرْضَى اَيْضاً اَنْ تَقُومُوا بِظُلْمِ الْحَيَوَانِ وَلَا الشَّجَرِ وَلَا الْحَجَر! وَلِذَلِكَ نَحْنُ مِنْ حَقِّنَا الشَّرْعِيِّ وَالْقَانُونِيِّ اَنْ نَقُومَ بِمُحَاسَبَتِكُمْ عَلَى الشَّعْرَةِ وَالنَّقِيرِ وَالْقِطْمِيرِ وَالْفَتِيلِ مِنْ اِرْهَابِكُمْ وَقِصَاصِكُمْ غَيْرِ الْعَادِل! فَهَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ دَلِيلٍ قَاطِعٍ لَاشُبْهَةَ فِيهِ عَلَى اَنَّ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ فِعْلاً يَقُومُونَ بِاِيوَاءِ هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ اِلَى حَاضِنَتِهِمْ وَحِمَايَتِهِمْ! لِمَاذَا اِذاً جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{لَوْ تَزَيَّلُوا(بِمَعْنَى اَنَّ هَؤُلَاءِ الْاَبْرِيَاءِ لَوِ اسْتَطَاعوُا اَنْ يَهْرُبُوا وَيُفْلِتُوا مِنْ قَبْضَةِ الْمُشْرِكِينَ الْاِرْهَابِيِّينَ الْقُرَشِيِّينَ فِي مَكَّةَ{لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ(أَيْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{عَذَاباً اَلِيماً(فَكَيْفَ تَتَّهِمُونَهُمْ بِالْاِرْهَابِ وَهُمْ تَحْتَ سَطْوَةِ الْاِرْهَابِ وَقَبْضَتِهِ وَجَبَرُوتِهِ وَطُغْيَانِهِ وَعُنْفِهِ وَالْمَسَاكِينُ لَايَسْتَطِيعُونَ اَنْ يُحَرِّكُوا سَاكِناً{وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين