الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَاِنَّنَا نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى حُكُومَةِ الْمُعَارَضَةِ السُّورِيَّةِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ: اَنَّنَا مَعَ ذَلِكَ نَحْتَاجُ اِلَى التَّنْسِيقِ مَعَكُمْ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِدَفْعِ فَوَاتِيرِ الْكَهْرَبَاء، فَلَقَدْ جَاءَتْنَا شَكَاوَى كَثِيرَةٌ مِنْ مُدِيرِيَّةِ الْكَهْرَبَاءِ اَنَّ كَثِيراً مِنَ الْمُوَاطِنِينَ السُّورِيِّينَ الْمُعَارِضِينَ وَالْمُوَالِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ دَفْعِ فَوَاتِيرِ الْكَهْرَبَاءِ مِمَّا يُلْحِقُ ضَرَراً كَبِيراً بِالدَّوْلَةِ وَمُؤَسَّسَاتِهَا وَاقْتِصَادِهَا الْوَطَنِيِّ، فَمَا رَاْيُكُمْ اَنْ نَجْعَلَ فَوَاتِيرَ الْكَهْرَبَاءِ وَالْمَاءِ وَالْهَاتِفِ الْخِلْيَوِيِّ وَالثَّابِتِ الْاَرْضِيِّ مُسْبَقِ الدَّفْعِ وَلَاحِقِ الدَّفْعِ، مَارَاْيُكُمْ اَنْ نَجْعَلَهُمْ جَمِيعاً مُجْمُوعِينَ فِي فَاتُورَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ فَاتُورَةُ الْهَاتِفِ الْاَرْضِيِّ الثَّابِتِ مَثَلاً، فَاِذَا تَخَلَّفَ أَيُّ مُوَاطِنٍ عَنْ دَفْعِ شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْفَوَاتِيرِ جَمِيعِهَا فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَفْصِلُوا رَقَمَهُ وَتَفْصِلُوا الْبَوَّابَةَadsl الَّتِي هُوَ مُشْتَرِكٌ فِيهَا لِاَسْبَابٍ مَالِيَّةٍ وَهِيَ تَخَلُّفُهُ عَنْ دَفْعِ هَذِهِ الْفَوَاتِير، لَكِنْ لَابُدَّ مِنْ اِعْفَاءِ الْمُوَاطِنِ مِنْ جَمِيعِ الْغَرَامَاتِ الْمَالِيَّةِ فِي حَالِ قَامَ بِتَسْدِيدِهَا جَمِيعاً، كَمَا وَنُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى حُكُومَتَيِ الْمُوَالَاةِ وَالْمُعَارَضَةِ بِتَحْدِيدِ فَتْرَةٍ مُعَيَّنَةٍ اَقْصَاهَا سَنَةٌ كَامِلَةٌ مِنْ اَجْلِ اِلْغَاءِ اشْتِرَاكِ كُلِّ مُوَاطِنٍ لَايُسَجِّلُ اشْتِرَاكَاتِ الْكَهْرَبَاءِ وَغَيْرِهَا بِاَسْمَاءِ الْاَحْيَاء! فَنَحْنُ لَانُرِيدُ اَنْ تَبْقَى هَذِهِ الِاشْتِرَاكَاتُ بِاَسْمَاءِ الْاَمْوَات! لِاَنَّ شَرِكَاتِ الْكَهْرَبَاءِ وَالْمِيَاهِ وَالْهَاتِفِ لَايَحِقُّ لَهَا قَانُونِيَّاً اَنْ تَرْفَعَ دَعَاوَى قَضَائِيَّةً عَلَى الْاَمْوَاتِ مِنْ اَجْلِ تَحْصِيلِ حُقُوقِهَا مِنْ فَوَاتِيرِهِمْ! لِاَنَّ الْاَمْوَاتَ بِمُوجِبِ الشَّرْعِ الْاِسْلَامِيِّ فَقَدُوا مُلْكِيَّتَهُمْ لِهَذِهِ الْاَمْوَالِ وَلِهَذِهِ الِاشْتِرَاكَاتِ اَيْضاً، وَبِهَذَا نَعْرِفُ مَالَنَا وَمَاعَلَيْنَا وَاِلَّا سَنَبْقَى تَائِهِينَ ضَائِعِينَ لَانَدْرِي مِنْ اَيْنَ نَحْصَلُ عَلَى حُقُوقِنَا وَلَنْ نَحْصَلَ عَلَيْهَا اِلَّا بَعدَ عَشَرَاتِ السِّنِينَ فِي وَقْتٍ طَوِيلٍ جِدّاً تَسْتَغْرِقُ فِيهِ مُعَامَلَاتُ حَصْرِ الْاِرْثِ فَتْرَةً هَائِلَةً مِنَ الزَّمَن، وَلِذَلِكَ لَابُدَّ مِنْ اِصْدَارِ قَانُونٍ يَمْنَعُ هَذِهِ الِاشْتِرَاكَاتِ مِنَ الْكَهْرَبَاءِ وَغَيْرِهَا اَنْ يَكُونَ تَحْصِيلُهَا مِنْ عِدَّةِ اَشْخَاصٍ مِنَ الْوَرَثَةِ بِمُوجِبِ حُكْمٍ قَضَائِيٍّ يَسْتَغْرِقُ وَقْتاً طَوِيلاً وَيَجْلِبُ عَلَى الدَّوْلَةِ ضَرَراً كَبِيراً مِنَ الْمُمَاطَلَةِ الْقَضَائِيَّةِ وَالشَّعْبِيَّةِ الْمُحَرَّمَةِ فِي اَدَاءِ حُقُوقِهَا فَنَحْنُ هُنَا لَسْنَا فِي شَعِيرَةٍ يَجُوزُ فِيهَا اَنْ يَشْتَرِكَ عِدَّةُ اَشْخَاصٍ مِنْ اَجْلِ ذَبْحِ بَقَرَةٍ اَوْ نَاقَةٍ فِي عِيدِ النَّحْرِ! وَاِنَّمَا نَحْنُ فِي شَعِيرَةٍ اَقْوَى وَهِيَ تَحْصِيلُ الْحُقُوقِ بِالطَّرِيقَةِ النَّافِعَةِ الَّتِي تَرَاهَا الدَّوْلَةُ تَجْلِبُ مَصْلَحَةً لَهَا وَلِلْاُمَّةِ وَيَنْتَعِشُ اقْتِصَادُهَا فِيهَا وَبِذَلِكَ لَانُصَابُ بِالرُّكُودِ وَالْخُمُولِ وَالشَّلَلِ الِاقْتِصَادِيِّ وَالْعَجْزِ فِي الْمِيزَانِيَّةِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَعَلَى الْوَرَثَةِ اَنْ يَتَّفِقُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ! وَلْيَقُمْ شَخْصٌ مَا مِنَ الْوَرَثَةِ مَثَلاً بِتَحَمُّلِ اَعْبَاءِ فَاتُورَةِ الْكَهْرَبَاءِ! وَلْيَقُمْ شَخْصٌ آَخَرُ مَثَلاً بِتَحَمُّلِ فَاتُورَةِ الْمَاء! وَلْيَقُمْ شَخْصٌ ثَالِثٌ بِتَحَمُّلِ فَاتُورَةِ الْهَاتِف! وَلْيَقُمْ شَخْصٌ آَخَرُ بِتَحَمُّلِ تَكَالِيفِ الْغَاز، وَلْيَقُمْ شَخْصٌ آَخَرُ بِتَحَمُّلِ تَكَالِيفِ الْمَوَادِّ الْغِذَائِيَّةِ، وَهَكَذَا دَوَالَيْكُمْ اِلَى اَنْ يُحَقِّقُوا الْعَدْلَ فِيمَا بَيْنَهُمْ فِي نَفَقَاتِهِمْ وَالْتِزَامَاتِهِمْ وَاُمُورِ مَعِيشَتِهِمْ، وَعَلَى الشَّعْبِ اللُّبْنَانِيِّ اَنْ يَخْجَلَ مِنْ نَفْسِهِ اَوَّلاً قَبْلَ اَنْ يَقُومَ بِالتَّظَاهُرِ مِنْ اَجْلِ النِّفَايَاتِ وَالْقُمَامَة! وَهَذَا اِنْ دَلَّ عَلَى شَيْءٍ فَاِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى قَذَارَةِ اللُّبْنَانِيِّينَ وَوَسَاخَتِهِمْ وَعَدَمِ اهْتِمَامِهِمْ بِالنَّظَافَةِ الْعَامَّةِ وَالشَّخْصِيَّةِ الْخَاصَّة! وَهَلْ يَقُومُ اللُّبْنَانِيُّونَ جَمِيعاً بِتَسْدِيدِ مَاعَلَيْهِمْ مِنْ مُسْتَحَقَّاتٍ لِلدَّوْلَةِ اللُّبْنَانِيَّةِ بِمَا فِيهَا مِنْ فَوَاتِيرِ الْكَهْرَبَاءِ وَالْمَاءِ وَالْهَاتِفِ! وَمِنْ اَيْنَ سَتَجْلِبُ هَذِهِ الدَّوْلَةُ الْفَقِيرَةُ الْمِسْكِينَةُ رَوَاتِبَ لِعُمَّالِ التَّنْظِيفَاتِ حَتَّى يَقُومُوا بِاَدَاءِ وَاجِبِهِمْ عَلَى اَكْمَلِ وَجْه! عَفْواً اَيُّهَا اللُّبْنَانِيُّونَ وَمَعَاذَ الله! فَلَقَدْ كَانُوا يُعَلِّمُونَنَا فِي الْمَدَارِسِ وَنَحْنُ صِغَار: اَنَّ بَعْضَ الْمَسْؤُولِينَ اللُّبْنَانِيِّينَ وَعَلَى رَاْسِهِمْ تَيَّارُ الْمُسْتَقْبَلِ لَوْ اَخْرَجُوا مَافِي جُيُوبِهِمْ مِنَ الدُّولَارَاتِ الْهَائِلَةِ مِنْ اَجْلِ تَدَاوُلِهَا مَعَ هَذَا الشَّعْبِ الْمِسْكِين لَاَصْبَحَتِ اللَّيْرَةُ اللُّبْنَانِيَّةُ تُعَادِلُ اَضْعَافَ اللَّيْرَةِ السُّورِيَّة وَلَاَصْبَحَتِ الدَّوْلَةُ اللُّبْنَانِيَّةُ مِنْ اَقْوَى الدُّوَلِ اقْتِصَادِيّاً وَمَادِّيّاً، وَنَتْرُكُ الْقَلَمَ الْآَنَ لِمَشَايِخِنَا الْمُعَارِضِينَ قَائِلِين: نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى حُكُومَةِ الْمُوَالَاةِ السُّورِيَّةِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ بِاِيدَاعِ التُّجَّارِ الطَّمَّاعِينَ الْاَنَانِيِّينَ فِي السُّجُون: بِمَعْنَى اَنَّ كُلَّ تَاجِرٍ يَرْفُضُ الشِّرَاءَ بِالْعُمْلَةِ السُّورِيَّةِ الْمُهْتَرِئَةِ اِلَّا اِذَا كَانَتْ مُزَوَّرَةً فَيَجِبُ اِيدَاعُهُ فِي السِّجْنِ فَوْراً؟ لِاَنَّ عَدَمَ تَدَاوُلِ الْعُمْلَةِ يُلْحِقُ ضَرَراً كَبِيراً فَادِحاً اَيْضاً بِاقْتِصَادِنَا الْوَطَنِيِّ وَهُوَ الشَّلَلُ الِاقْتِصَادِيُّ وَحِرْمَانُ النَّاسِ جَمِيعاً مِنْ تَبَادُلِ الْمَنَافِعِ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِحُجَّةٍ هِيَ اَقْبَحُ مِنْ ذَنْبٍ وَهِيَ اهْتِرَاءُ الْعُمْلَة! وَلَقَدْ جَاءَتْنَا شَكْوَى مِنْ اَحَدِ الْمُوَاطِنِينَ اَنَّ اَخاً لَهُ اُصِيبَ بِارْتِفَاعٍ قَوِيٍّ فِي ضَغْطِهِ اِلَى اَنْ دَخَلَ مَرْحَلَةَ الْخَطَر! ثُمَّ يَقُولُ هَذَا الْمُوَاطِن: فَوَضَعْتُ يَدِي فِي جَيْبِي لَعَلِّي اَجِدُ فِيهَا نُقُوداً مِنْ اَجْلِ اَنْ اُحْضِرَ لَهُ الدَّوَاء، فَوَجَدْتُّ عُمْلَةً وَرَقِيَّةً مِنْ فِئَةِ 500 لَيْرَةٍ سُورِيَّة، وَبَيْنَمَا اَنَا اَسْتَخْرِجُهَا مِنْ جَيْبِي تَمَزَّقَتْ مِنْ اَحَدِ اَطْرَافِهَا وَسَقَطَتْ قِطْعَةٌ صَغِيرَةٌ مِنْهَا عَلَى الْاَرْضِ، فَنَفَخَتْ رِيحٌ قَوِيَّةٌ وَاَبْعَدَتْهَا عَنِّي اِلَى مَكَانٍ بَعِيدٍ وَبَحَثْتُ عَنْهَا دُونَ جَدْوَى وَلَمْ يَبْقَ لِي مِنْ هَذِهِ الْعُمْلَةِ اِلَّا ثَلَاثَةُ اَرْبَاعِ حَجْمِهَا وَذَهَبَ الرُّبْعُ الْبَاقِي اَدْرَاجَ الرِّيَاح، فَذَهَبْتُ اِلَى اِحْدَى الصَّيْدَلِيَّاتِ لِاَشْتَرِيَ بِهَا الدَّوَاءَ لِاَخِي الْمَرِيض، وَلَكِنَّ الصَّيْدَلِيَّ رَفَضَ اَنْ يُعْطِيَنِي الدَّوَاءَ وَقَالَ لِي: اِنَّ هَذِهِ الْعُمْلَةَ مِنْ فِئَةِ 500 لَيْرَةٍ سُورِيَّةٍ لَايُمْكِنُ صَرْفُهَا اِلَّا فِي الْمَصْرَفِ الْمَرْكَزِيِّ عِنْدَنَا فِي طَرْطُوسَ بِالْقُرْبِ مِنْ شَرِكَةِ الْكَهْرَبَاء، فَقُلْتُ لَهُ: اَرْجُوكَ اِنَّ اَخِي حَالَتُهُ خَطِيرَةٌ جِدّاً وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ طَاعِنٌ فِي السِّنِّ وَرُبَّمَا يَمُوتُ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ اِذَا لَمْ اُحْضِرْ لَهُ الدَّوَاءَ فَوْراً( وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى( ثُمَّ يَقُولُ هَذَا الْمِسكِينُ: فَاَوْقَعْتُ نَفْسِي عَلَى الْاَرْضِ جَاثِياً لِاُقَبِّلَ يَدَيْهِ وَقَدَمَيْهِ وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى! ثُمَّ يَقُولُ هَذَا الْمَنْكُوبُ: فَجَاءَنِي اتِّصَالٌ مِنْ هَاتِفِي الْخِلْيَوِيِّ يُنْذِرُنِي بِاَنَّ اَخِي اَصْبَحَ يُنَازِعُ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَقَدْ حَصَلَتْ مَعَهُ مُضَاعَفَاتٌ خَطِيرَةٌ مِنَ السُّكَّرِي وَالضَّغْطِ وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى، ثُمَّ يَقُولُ هَذَا الْمِسْكِينُ: وَمَعَ الْاَسَفِ فَاِنَّ الْمَصْرَفَ الْمَرْكَزِيَّ يُغْلِقُ اَبْوَابَهُ وَلَايَفْتَحُهَا فِي يَوْمِ الْجُمُعَة، فَذَهَبْتُ اِلَى بَقِيَّةِ الصَّيْدَلِيَّاتِ الْمُنَاوِبَةِ بِهَذِهِ الْعُمْلَةِ الْوَرَقِيَّةِ الْمُمَزَّقَةِ شَيْئاً بَسِيطاً مِنْ اَحَدِ اَطْرَافِهَا وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى، فَجَاءَنِي اتِّصَالٌ مِنْ هَاتِفِي الْخِلْيَوِيِّ اَنَّ اَخَاكَ نَقَلُوهُ اِلَى مَشْفَى الْبَاسِلِ الطَّرْطُوسِيِّ فِي حَالَةٍ خَطِيرَةٍ جِدّاً فَذَهَبْتُ اِلَى مَشْفَى الْبَاسِلِ فَاِذَا بِاَخِي قَدْ فَارَقَ الْحَيَاة! اِنْتَهَى كَلَامُ هَذَا الْمِسْكِينِ! وَنَقُولُ رَدّاً عَلَى هَذِهِ الْقِصَّةِ الْمَاْسَاوِيَّةِ الْمُحْزِنَةِ الْمُؤَثِّرَة: لَاتَعْلِيقَ اِلَّا بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ وَهِيَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ لَايَرْحَمْ لَايُرْحَمْ( وَفِي الْخِتَامِ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى جَلَالَةِ الْمَلِكِ السُّعُودِيِّ سَلْمَانَ حَفِظَهُ الله: اَنَّ الْوَضْعَ فِي طَرْطُوسَ وَاللَّاذِقِيَّةِ وَالسَّاحِلِ السُّورِيِّ بِشَكْلٍ عَامٍّ اَصْبَحَ لَايُحْتَمَل، فَلَاكَهْرَبَاءَ، وَلَامَاءَ، وَلَاغِذَاءَ، وَلَادَوَاءَ، وَلَا كِسَاء، هَلْ تُصَدِّقُ يَاجَلَالَةَ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ: اَنَّ اَهْلَ طَرْطُوسَ الْاَصْلِيِّينَ اَصْبَحُوا اَكْثَرَ فَقْراً مِنَ الَّذِينَ جَاؤُوا اِلَيْهَا نَازِحِين! نَعَمْ اَيُّهَا الْمَلِكُ الْعَظِيم: نَكْتُبُ اِلَيْكَ وَنَحْنُ نَبْكِي الْعَبَرَات، لَقَدْ اَصْبَحُوا يَبِيعُونَ اَعْضَاءَ اَجْسَادِهِمْ مِنْ كَلَاوِيهِمْ وَقَرْنِيَّاتِ عُيُونِهِمْ وَغَيْرِهَا؟ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ، نَعَمْ لَقَدْ اَصْبَحَ اَهْلُ السُّنَّةِ يَبِيعُونَهَا اِلَى الْاَغْنِيَاءِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَذَلِكَ اَبْنَاؤُنَا النُّصَيْرِيُّونَ يَبِيعُونَهَا اَيْضاً اِلَى الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ جَمِيعِ الْمِلَلِ وَالطَّوَائِفِ وَالْمِيلِيشِيَاتِ الشِّيعِيَّةِ الْاِيرَانِيَّةِ الْقَذِرَةِ الَّتِي تُحَاصِرُنَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَتَمْنَعُ عَنَّا اَبْسَطَ مُقَوِّمَاتِ الْعَيْش، فَمَنْ لَنَا اِلَّا اللهَ الرَّحْمَنَ ثُمَّ اَنْتَ اَيُّهَا الْمَلِكُ الرَّحِيم، وَهَلْ تَعْلَمُ يَاسَيِّدِي: اَنَّكَ بِاَمْوَالِكَ وَمَشَارِيعِكَ الِاسْتِثْمَارِيَّةِ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَجْعَلَ مِنْ طَرْطُوسَ جَنَّةَ اللهِ فِي اَرْضِهِ! فَيَا جَلَالَةَ الْمَلِكِ سَلْمَان، نُنَاشِدُكَ اللهَ وَصِلَةَ الرَّحِمِ لِكُلِّ اِنْسَان، مُسْلِماً كَانَ اَوْ غَيْرَ مُسْلِمٍ سَيَّان، فَنَحْنُ جَمِيعاً اَوْلَادُ آَدَمَ وَحَوَّاءَ وَنُوحٍ وَاِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَن، فَيَا جَلَالَةَ الْمَلِكِ سَلْمَان، يَاقَاهِرَ الْحُوثِي وَالْمَخْلُوعِ وَالطُّغْيَان، اَلَّذِي يُمَارِسُهُ عَلَى الشَّعْبِ السُّورِيِّ حَسَنُ نَصْرِ الشَّيْطَان، اَكْرِمْ بِآَلِ سُعُودَ اِغَاثَةً وَنَجْدَةً لِلْمَلْهُوفِ وَالْبَائِسِ الْفَقِيرِ وَالْمَحْرُومِ وَالْجَائِعِ وَالظَّمْآَن، وَالْمَرِيضِ وَالْجَرِيحِ وَالْكَاسِي وَالْعُرْيَان، وَمَاذَا يَنْفَعُ زَئِيرُ الْاَسَدِ السُّورِيِّ وَعُوَاءُ الدُّبِّ الرُّوسِيِّ اَمَامَ نَاقَةٍ يَرْكَبُهَا سَلْمَانُ، مِنَ النُّوقِ الْهِجَان{اَفَلَا يَنْظُرُونَ اِلَى الْاِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَة وَيَخْلُقُ مَالَاتَعْلَمُون{لَقَدْ خَلَقْنَا الْاِنْسَانَ فِي اَحْسَنِ تَقْوِيم(وَاَنْتَ اَيُّهَا الْمَلِكُ الْعَظِيمُ بِكُلِّ مَعْنَى الْكَلِمَةِ اِنْسَان، وَلَكِنْ يَنْقُصُكَ اَيُّهَا الْمَلِكُ الرَّحِيمُ تَقْوِيمٌ مِنْ نَوْعٍ آَخَرَ ذَكَرَهُ اللهُ اَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَرَّةً فِي اَكْثَرِ مِنْ ثَمَانِينَ مَوْضِعاً فِي الْقُرْآَن، اَلَا وَهُوَ تَقْوِيمُ بَدَنِكَ وَنَفْسِكَ وَتَقْوِيمُ مَالِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون(فَهَاهِيَ النَّصِيحَةُ الَّتِي طَلَبْتَهَا مِنْ عُلَمَاءِ الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ وَبَيْتِ اللهِ الْحَرَام، نُقَدِّمُهَا لَكَ الْيَوْمَ عَلَى طَبَقٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَمَاسٍ وَحَرِيرٍ وَكُتَّان، وَنَسْاَلُ اللهَ اَنْ تَعْمَلَ بِهَا لِتَكُونَ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِكَ مَهْراً لِخَيْرَاتٍ حِسَان، وَلِقَاصِرَاتِ طَرْفٍ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ اِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَاجَانّ( وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين