الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فياايها الاخوة: وَنَحْنُ رَاجِعُونَ لِلتَّوِّ اِلَى بُيُوتِنَا، وَقَدِ انْتَهَتْ خُطْبَتَا الْجُمُعَةِ وَصَلَاتُهَا فِي جَامِعِ السَّلَامِ فِي طَرْطُوسَ، وَكَانَ خَطِيبُ الْجُمُعَةِ يَتَحَدَّثُ عَنِ الْمُسَلْسَلَاتِ التُّرْكِيَّةِ الْهَابِطَةِ الَّتِي تُخَرِّبُ الْبُيُوتَ وَتُفَرِّقُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ؟ لِاَنَّ الْبُيُوتَ لَاتُبْنَى عَلَى الْحُبِّ فَقَطْ كَمَا تَقُولُ هَذِهِ الْمُسَلْسَلَاتُ! وَاِنَّمَا تُبْنَى اَيْضاً عَلَى الرَّحْمَةِ كَمَا يَقُولُ دِينُنَا الْاِسْلَامِيُّ الْحَنِيف، فَاِذَا ذَهَبَ الْحُبُّ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ فَاَيْنَ الرَّحْمَة، وَصَدِّقُونَا كَانَتْ خُطْبَةً رَائِعَةً جِدّاً وَ قَدْ سُعِدْنَا كَثِيراً بِالِاسْتِمَاعِ اِلَيْهَا وَلَكِنْ مَعَ الْاَسَف!!! كَانَ خَطِيبُ الْجُمُعَةِ يَتَحَدَّثُ اَمَامَ الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ لَايَكَلُّونَ وَلَايَمَلُّونَ مِنْ مُتَابَعَةِ هَذِهِ الْمُسَلْسَلَاتِ وَحَلَقَاتِهَا دَفْعَةً وَاحِدَةً اَرْبَعاً وَعِشْرِينَ عَلَى اَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَاعَةً بِمِقْدَارِ عَشْرِ حَلَقَاتٍ مُعَادَةٍ فِي كُلِّ اُسْبُوعٍ اِنْ لَمْ نَكُنْ مُخْطِئِينَ عَلَى الْقَنَوَاتِ الْخَلِيجِيَّةِ وَغَيْرِهَا مَعَ مَايُرَافِقُهُمْ مِنْ خَمْرٍ وَتَدْخِينٍ وَتُنْبَاكٍ وَمُعَسَّل! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: يَدْفَعُونَ مَافَوْقَهُمْ وَمَاتَحْتَهُمْ مِنَ الْاَمْوَالِ مِنْ اَجْلِ اِحْضَارِ الْبِنْزِينِ وَالْمُوَلِّدَاتِ الْكَهْرَبَائِيَّةِ وَلَايَكَلُّونَ وَلَايَمَلُّونَ لِسَاعَاتٍ طَوِيلَةٍ فِي مُشَاهَدَةِ الْكُرَةِ وَالْاَفْلَامِ الْمُلَوَّنَة! وَمِنْهُمْ مَنْ يَتْرُكُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ الْمَفْرُوضَةَ وَلَايُصَلِّيهَا مُطْلَقاً! وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْمَعُ بَيْنَهَا جَمِيعاً جَمْعَ تَاْخِيرٍ وَيُصَلِّيهَا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ بَعْدَ انْتِهَاءِ هَذِهِ الْمُسَلْسَلَاتِ! وَلَايُصَلِّي شَيْئاً اَبَداً مِنْ سُنَنِ رَوَاتِبِهَا وَلَانَوَافِلِهَا لَاحَاضِراً وَلَاقَضَاءً! وَحَدِّثْ وَلَاحَرَجَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ اِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورَا، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِين(نَعَمْ: نَقُولُهَا وَلَانَخْشَى فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ كَمَا قَالَ الله! اِنَّ مَنْ يَهْجُرُ الْقُرْآَنَ هُوَ عَدُوُّ اللهِ وَرَسُولِهِ رَضِيَ بِذَلِكَ اَوْ لَمْ يَرْضَ كَمَا تَقُولُ الْآَيَةُ الْكَرِيمَة وَلَمْ نَاْتِ بِهَذَا الْكَلَامِ مِنْ بِيتْ اَبُونَا! بَلْ هُوَ عَدُوٌّ لِكُلِّ نَبِيٍّ مِنْ اَنْبِيَاءِ الله! وَلِذَلِكَ اِذَا بَقِيَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ فَاِنَّ اللهَ يَخْتِمُ عَلَى سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَجْعَلُ عَلَى قَلْبِهِ غِشَاوَةً بِدَلِيل{اَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ اَمْ عَلَى قُلُوبٍ اَقْفَالُهَا( فَاِذَا اسْتَمَرَّ هَذَا الْاِنْسَانُ عَلَى هَذَا الْحَالِ وَهُوَ يَاْبَى اَنْ يَفْتَحَ قَلْبَهُ لِلهِ وَرَسُولِهِ وَقُرْآَنِهِمَا، فَاِنَّ اللهَ يَخْتِمُ عَلَى قَلْبِهِ بِالشَّمْعِ الْاَحْمَرِ وَرُبَّمَا لَنْ يَسْتَطِيعَ اِلَى فَتْحِهِ بَعْدَ ذَلِكَ سَبِيلاً اَبَداً وَخَاصَّةً هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى قَطِيعَةِ اَرْحَامِهِمْ! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَؤُلَاءِ الْمُصَلُّونَ الَّذِينَ حَضَرُوا مَعَنَا خُطْبَةَ الْجُمُعَةِ مُعْظَمُهُمْ لَايَعْتَذِرُونَ اِلَى اللهِ وَلَايَسْتَغْفِرُونَهُ اسْتِغْفَارَةً وَاحِدَةً عَلَى تَاْخِيرِ الصَّلَوَاتِ عَنْ وَقْتِهَا وَهِيَ كَبِيرَةٌ مِنْ اَكْبَرِ الْكَبَائِرِ كَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّها الْاِخْوَةُ اَنْ يُؤَخِّرُوا الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا! وَمَعَ ذَلِكَ لَايَعْتَذِرُونَ اِلَى اللهِ وَلَايَسْتَغْفِرُونَهُ مِمَّا بَدَرَ مِنْهُمْ! وَلَكِنَّ خَطِيبَ جَامِعِ السَّلَامِ الْمُحْتَرَمِ وَمَاهُوَ فِي حَقِيقَتِهِ اِلَّا شَيْخٌ تَافِهٌ سَخِيف: يَعْتَذِرُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ يَعْشَقُونَ الْمُسَلْسَلَاتِ التُّرْكِيَّةِ وَيَنْتَقِدُهُمْ مِرَاراً وَتَكْرَاراً على تَاَسِّيهِمْ بِهَا فِي زَوَاجِهِمْ وَطَلاقِهِمْ وَتَرْكِهِمُ الْاُسْوَةَ الْحَسَنَةَ بِرَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: خَطِيبُ الْجُمُعَةِ التَّافِهُ السَّخِيفُ: يَعْتَذِرُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ لَايَعْتَذِرُونَ اِلَى اللهِ اَبَداً! وَهَلْ تَدْرِي اَخِي عَلَى مَاذَا يَعْتَذِرُ مِنْهُمْ! وَيَالَيْتَكَ مَادَرَيْت! اِنَّهُ يَعْتَذِرُ مِنْهُمْ عَلَى اِطَالَتِهِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اَبُو اَحْمَد! وَهُوَ اَحَدُ الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ يَجْلِسُونَ مَعَهُمْ! غَيَّرَ قَعْدَتَهُ اَوْ جِلْسَتَهُ مَرَّتَيْنِ لِمَاذَا؟ لِيُعَبِّرَ بِذَلِكَ عَنْ ضَجَرِهِ وَمَلَلِهِ مِنْ اِطَالَةِ خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ كَمَا ذَكَرَ لَنَا ذَلِكَ خَطِيبُ الْجُمُعَةِ الْمُحْتَرَمِ فِي خُطْبَتِهِ، نَعَمْ: لَقَدْ غَيَّرَ قَعْدَتَهُ مَرَّتَيْنِ وَهُوَ يَسْتَمِعُ اِلَى خُطْبَتَيِ الْجُمُعَةِ! وَلَكِنَّ اَبُو اَحْمَد لَايُغَيِّرُ قَعْدَتَهُ اَبَداً لَامَرَّةً وَلَامَرَّتَيْنِ وَلَاسِتِّينَ مَرَّةً حِينَمَا يُشَاهِدُ الْمُسَلْسَلَاتِ التُّرْكِيَّةِ! اَوْ حِينَمَا يُشَاهِدُ مُبَارَاةً فِي كُرَةِ الْقَدَمِ! بَلْ يَبْقَى مُبَسْمِراً فِي مَكَانِهِ لَايَتَحَرَّكُ اَبَداً شَاخِصاً بِبَصَرِهِ، بَلْ{لَقَدْ كَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ(يَااَبُو اَحْمَد{فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد(نَعَمْ بَصَرُهُ حَدِيدٌ عَلَى الْمُسَلْسَلَاتِ التُّرْكِيَّةِ! وَعَلَى كُرَةِ الْقَدَمِ! وَعَلَى اللَّهْوِ! وَعَلَى التِّجَارَةِ! وَ{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لِمُزَة، اَلَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَه(َوَلَكِنَّهُ لَايَجْمَعُ مِنَ الْحَسَنَاتِ شَيْئاً اَبَداً فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِ لِيَوْمٍ{تَشْخَصُ فِيهِ الْاَبْصَارُ! مُهْطِعِينَ مَقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ! لَايَرْتَدُّ اِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ! وَاَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء(نَعَمْ: وَلَكِنَّهُ اَيْضاً لَايُعَدِّدُ وَلَايَحْسُبُ كَمْ فَاتَهُ مِنْ اِقَامَةِ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةِ فِي مَوَاقِيتِهَا جَمَاعَةً! وَلَا كَمْ فَاتَهُ مِنْ دُرُوسِ الْعِلْمَ! وَلَا كَمْ فَاتَهُ مِنْ سُنَنِهَا الرَّوَاتِبِ الْقَبْلِيَّةِ وَلَا الْبَعْدِيَّةِ وَلَانَوَافِلِهَا! وَلَايُعَدِّدُ وَلَايَحْسُبُ بِالْقَلَمِ وَالْوَرَقَةِ نِصَابَ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ الَّتِي عَلَيْهِ{فَوَيُلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُون، اَلَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُون(نَعَمْ: يَمْنَعُونَ مَاعُونَ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ وَهُوَ الْوَزْنُ، وَهُوَ الْكَيْلُ، وَهُوَ مِقْدَارُ النِّصَابِ الَّذِي بَلَغَتْهُ هَذِهِ الزَّكَاةُ اِذَا حَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ(الَّذِينَ لَايُؤْتُونَ الزَّكَاة، بَلْ{وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَايُؤْتُونَ الزَّكَاةَ اَيْضاً(وَهُمْ اَهْلُ الْكِتَابِ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ اَمَرَهُمُ اللهُ اَنْ يَدْفَعُوا الْجِزْيَةَ مِنْ اَمْوَالِهِمْ، وَقَدْ تَاْتِي الْجِزْيَةُ بِمَعْنَى الزَّكَاةِ كَمَا وَرَدَتْ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَايُؤْتُونَ الزَّكَاة(نَعَمْ: لَقَدْ غَيَّرَ اَبُو اَحْمَدٍ قَعْدَتَهُ مَرَّتَيْنِ بِاِشَارَةٍ خَبِيثَةٍ اِلَى خَطِيبِ الْجُمُعَةِ مِنَ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ الْخَبِيثِ بِعَدَمِ اِطَالَةِ خُطْبَتَيِ الْجُمُعَة، وَصَدِّقُونَا اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَنُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَاللهُ عَلَى مَانَقُولُ شَهِيد فِيمَا لَوْ اَنَّ دَبَابِيسَ الْعَالَمِ وَمَسَامِيرَهُ وَشَوْكَهُ وَسَمَّ خِيَاطِهِ اجْتَمَعَتْ جَمِيعُهَا عَلَى مُؤَخِّرَةِ اَبُو اَحْمَدٍ وَمَقْعَدَتِهِ وَخْزاً وَشَوْكاً وَوَجَعاً وَاَلَماً! فَاِنَّهَا لَنْ تُغَيِّرَ مِنْ قَعْدَتِهِ اَبَداً وَخُشُوعِهِ لِلشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فِي اَوْقَاتِ الْمُسَلْسَلَاتِ التُّرْكِيَّةِ وَكُرَةِ الْقَدَم! بَلْ اِنَّهُ يَبْقَى حَاقِناً لِبَوْلِهِ وَخُرَائِهِ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً وَلَايَذْهَبُ اِلَى الْحَمَّامِ مِنْ اَجْلِ قَضَاءِ حَاجَتِهِ اَبَداً اِلَّا فِي وَقْتِ خُطْبَتَيِ الْجُمُعَةِ وَصَلَاتِهَا، وَنَتْرُكُ الْقَلَمَ الْآَنَ لِمَشَايِخِنَا الْمُوَالِينَ قَائِلِين: جَاءَتْنَا رَسَائِلُ كَثِيرَةٌ تُعَانِي مِنْ مُشْكِلَةِ التَّقْنِينِ الصَّارِمِ فِي الْكَهْرَبَاءِ وَتَشْتُمُ وَتَسُبُّ الْمَجْمُوعَاتِ الْمُسَلَّحَةَ الْاِرْهَابِيَّةَ الَّتِي تَقُومُ بِضَرْبِ مُوَلِّدَاتِ الْكَهْرَبَاء! وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ هُنَاكَ فِي تُرْكِيَّا مِنَ الْمُوَلِّدَاتِ الْكَهْرَبَائِيَّةِ مَالَاتَسْتَطِيعُ الْجَمَاعَاتُ الْاِرْهَابِيَّةُ اِلَى ضَرْبِهَا سَبِيلاً، فَلِمَاذَا لَايَقُومُ قَائِدُنَا بَشَّارُ بِاسْتِيرَادِ التَّيَّارِ الْكَهْرَبَائِيِّ مِنْ تُرْكِيَّا بِالْاُجْرَةِ وَلَانَقُولُ بِالْمَجَّان؟ وَاَيْنَ يَذْهَبُ بِهَذِهِ الْاَمْوَالِ الْهَائِلَةِ؟ وَاِلَى مَتَى سَيَبْقَى يَشْتَرِي بِهَا مِنَ الْاَسْلِحَةِ الثَّقِيلَةِ وَالْخَفِيفَةِ الَّتِي يُبِيدُ فِيهَا شَعْبَه! مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ الْمُوَلِّدَاتِ التُّرْكِيَّةَ فِي كَيْلِيكْيَة وَخَلِيجِ اسْكَنْدَرُونَة تَسْتَطِيعُ اَنْ تُغَطِّيَ الْمِنْطَقَةَ السَّاحِلِيَّةَ بِاَكْمَلِهَا! وَنَحْنُ تَعَوَّدْنَا دَائِماً اَنْ نَقُولَ مَالَنَا وَمَاعَلَيْنَا! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ السُّورِيُّون: وَهَذَا اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اَنَّ اِيرَانَ لَايَهُمُّهَا مَصْلَحَةُ الشَّعْبِ السُّورِيِّ اَبَداً وَلَا اَنْ يَعِيشَ فِي رَفَاهِيَةٍ وَلَاسَعَادَةٍ وَلَا اَمَان سَوَاءً كَانَ مِنَ الْمُوَالِينَ اَوِ الْمُعَارِضِين! وَالْجَمِيعُ يَعْرِفُ وَالْعَالَمُ كُلُّهُ يَعْرِفُ اَنَّ اِيرَانَ تَمْلِكُ مِنَ الْاَمْوَالِ وَالثَّرَوَاتِ الْهَائِلَةِ مَايَسْتَطِيعُ تَغْطِيَةَ الْعَالَمِ بِاَكْمَلِهِ بِالطَّاقَةِ الْكَهْرَبَائِيَّة! وَلَكِنَّ اِيرَانَ مَعَ الْاَسَفِ هِيَ الْعَدُوُّ الْاَوَّلُ لِلشَّعْبِ السُّورِيِّ! وَتُرِيدُ اَنْ تُعَامِلَ الشَّعْبَ السُّورِيَّ كَمَا يُعَامِلُ الْيَهُودُ الشَّعْبَ الْفِلَسْطِينِيَّ فِي غَزَّةَ بِهَذَا التَّقْنِينِ الْكَهْرَبَائِيِّ الظَّالِمِ الصَّارِمِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَة، بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ يَقُول: مَارَاْيُكُمْ فِي اسْتِجْرَارِ الطَّاقَةِ الْكَهْرَبَائِيَّةِ هَلْ هُوَ عَمَلٌ مَشْرُوعٌ لِمَنْ هُوَ بِحَاجَةٍ اِلَيْهِ؟ وَهَلْ هُنَاكَ عِلَاجٌ لِهَذِهِ الْمُشْكِلَة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ مَشْرُوعٍ مَهْمَا كَانَتِ الْاَسْبَابُ؟ لِاَنَّهُ يَضُرُّ بِاقْتِصَادِنَا الْوَطَنِيِّ ضَرَراً كَبِيراً فَادِحاً، وَاَمَّا عِلَاجُ هَذِهِ الْمُشْكِلَةِ فَرُبَّمَا يَكُونُ بِنِظَامِ الْبِطَاقَةِ الْكَهْرَبَائِيَّةِ الذَّكِيَّةِ مُسْبَقَةِ الدَّفْعِ وَاللهُ اَعْلَم، وَنَخْتِمُ الْمُشَارَكَةَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مِسْكَ الْخِتَامِ بِطَائِفَةٍ مِنْ مَشَايِخِنَا عَفْواً نَقْصِدُ مِنْ آَبَائِنَا الْمَشْرِقِيِّينَ الْاُورْثُوذُكْسِيِّينَ الَّذِينَ اَحَبُّوا اَنْ يُدَاخِلُوا مَعَنَا فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ (بِعِلِمْ كِرْنَا يَااَبُونَا) فَلْيَتَفَضَّلُوا مَشْكُورِينَ قَائِلِين: نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى اَبْنَائِنَا الْمَسِيحِيِّينَ مِنَ الشَّبَابِ الْمُغَرَّرِ بِهِمْ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ: اَنْ يَاْخُذُوا حِذْرَهُمْ مِنَ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ! وَاَلَّا يَنْخَرِطُوا فِي صُفُوفِهِمْ مَهْمَا كَانَتِ الْاَسْبَابُ وَالدَّوَافِعُ وَالْمُبَرِّرَات، فَلَقَدْ اَحَطْنَا بِمَا لَمْ تُحِيطُوا بِهِ عِلْماً! وَذَلِكَ اَنَّ الدَّوَاعِشَ الْخَوَنَةَ! وَمَعَ الْاَسَفِ يَدْعَمُهُمْ اَيْضاً اِخْوَانٌ لَنَا مِنَ الْكَاثُولِيكِ الْخَوَنَةِ مِثْلَهُمْ! فَحِينَمَا تَنْخَرِطُونَ فِي صُفوُفِهِمْ، فَاِنَّهُمْ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ الْكَاثُولِيكِ الْخَوَنَةِ يُمَارِسُونَ السِّحْرَ وَالشَّعْوَذَةَ وَالتَّنْوِيمَ الْمِغْنَاطِيسِيَّ عَلَى الشَّبَابِ الْمَسِيحِيِّ قَبْلَ الْمُسْلِمِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الصُّوفِيَّةِ الرِّفَاعِيَّة! وَالْاَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ وَالْاَغْرَبُ! اَنَّ لَهُمْ نَظَرَاتٍ حَادَّةً ثَاقِبَةً يَسْتَطِيعُونَ مِنْ خَلَالِهَا اِسْقَاطَ الطَّائِرَاتِ بَعْدَ تَصْوِيبِ اَبْصَارِهِمْ اِلَيْهَا وَتَرْكِيزِهِمْ عَلَيْهَا! وَقَدْ رَوَى لَنَا اَحَدُ اَبْنَائِنَا الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ لَدَيْهِمْ وَرَجَعُوا اِلَى رُشْدِهِمْ وَصَوَابِهِمْ قِصَّةً عَجِيبَةً وَغَرِيبَةً يَقُولُ فِيهَا: اَنَّ الدَّاعِشِيَّ الْخَائِنَ يَنْظُرُ اِلَى الطَّائِرَةِ نَظْرَةً حَادَّةً ثَاقِبَةً وَيَقْرَاُ آَيَةً مِنْ قُرْآَنِهِمْ يَقُولُ فِيهَا{يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَمَا اُوتِيَ (بُوتِينُ) اِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم{يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَمَا اُوتِيَ (بَشَّارُ) اِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم( قَالْ: فَيَاْتِيهِ عَالِمٌ مِنْ عُلَمَاءِ جَبْهَةِ النُّصْرَةِ وَمَشَايِخِهِمْ فَيَقُولُ لَهُ{وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَايُلَقَّاهَا اِلَّا الصَّابِرُون( قَالْ: فَيَقُولُ الدَّوَاعِشُ الْخَوَنَةُ لِعُلَمَاءِ جَبْهَةِ النُّصْرَةِ: لِمَاذَا تُعَيِّرُونَنَا بِالدُّنْيَا! لِمَاذَا لَاتُعَيِّرُونَ صَحَابَةَ رَسُولِ اللهِ الَّذِينَ اَرَادُوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا قَبْلَنَا وَمَعَ ذَلِكَ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ وَقَالَ فِيهِمْ{مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ( قَالْ: فَتَسْقُطُ الطَّائِرَةُ فَوْراً عَلَى الْاَرْضِ وَيَهْبُطُ الطَّيَّارُ مِنْهَا دُونَ اَنْ يَسْتَطِيعَ فَتْحَ الْمَظَلَّةِ اِلَى اَنْ يُصْبِحَ جُثَّةً هَامِدَةً لَاحَرَاكَ فِيهَا مُلْقَاةً عَلَى الْاَرْضِ! قَالْ: ثُمَّ يَقُولُ الدَّوَاعِشُ الْخَوَنَةُ بَعْدَ سُقُوطِ الطَّائِرَةِ وَطَيَّارِهَا(اَللهُ اَكْبَرُ{وَيْكَاَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ لَوْلَا اَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَاَنَّهُ لَايُفْلِحُ الْكَافِرُون(اِنْتَهَى كَلَامُ الْآَبَاءِ الْمَشْرِقِيِّينَ الْاُورْثُوذُكْسُ، وَنَحْنُ بِدَوْرِنَا نَقُول: بَارَكَ اللهُ بِهَذَا الْوَجْهِ الدَّاعِشِ الْفَاحِشِ الْجَاحِشِ الْخَاشِعِ الْمُسْتَغْفِرِ كُلَّمَا اَسْقَطَ طَائِرَةً اَجْنَبِيَّةً غَرِيبَةً عَنْ اَرْضِنَا الْحَبِيبَةِ سُورِيَّا، وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الحمد لله رب العالمين