اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ: نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اَوّلاً اِلَى الْمُعَارَضَةِ بِعَدَمِ قَبُولِهَا بِالتَّحَالُفِ مَعَ الرُّوسِ مِنْ اَجْلِ مُكَافَحَةِ الْاِرْهَابِ اِلَّا بَعْدَ اَنْ تَنْتَزِعُوا اعْتِرَافاً مِنْ بُوتِينَ بِاَنَّ الثَّوْرَةَ السُّورِيَّةَ عَلَى النِّظَامِ الْمُجْرِمِ هِيَ ثَوْرَةٌ شَرْعِيَّةٌ لَاغُبَارَ عَلَيْهَا،بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه: مَامَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ( وَالَّذِي وَرَدَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَافِي قَلْبِهِ وَهُوَ اَلَدُّ الْخِصَام، وَاِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْاَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ، وَاللهُ لَايُحِبُّ الْفَسَاد( وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ الْحَرْثَ هُمُ النِّسَاء! بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ(وَاَمَّا النَّسْلُ فَهُوَ نَسْلُ الرَّجُلِ الْمُفْسِدِ فِي الْاَرْضِ، وَالْمَعْنَى اَنَّ هَذَا الرَّجُلَ سَعَى فِي الْاَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا بِاِهْلَاكِ الْحَرْثِ مِنَ النَّسَاءِ! وَذَلِكَ بِمَا يَفْعَلُهُ مِنْ فَاحِشَةِ اللِّوَاطِ الَّتِي تُؤَدِّي غَالِباً اِلَى بَقَاءِ النِّسَاءِ مُتَعَطِّشَاتٍ حَتَّى الْمَوْتِ وَبِحَاجَةٍ لِمَنْ يُمَارِسُ الْجِنْسَ الْحَلَالَ مَعَهُنَّ مِنَ الرِّجَالِ، وَذَلِكَ اَيْضاً بِمَا يَفْعَلُهُ هَذَا الرَّجُلُ الْمُفْسِدُ فِي الْاَرْضِ مِنَ الزِّنَى الَّذِي نِهَايَتُهُ اللِّوَاطُ مِمَّا يُؤَدِّي اِلَى هَلَاكِ نَسْلِهِ وَ نَسْلِ غَيْرِهِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَضَيَاعِهِ وَاِهْدَارِهِ وَالْاِسْرَافِ فِيهِ بِالزِّنَى وَاللِّوَاطِ وَالسِّحَاقِ وَنِكَاحِ الْمَحَارِمِ وَالْبَهَائِمِ وَالْاَيْدِي اِلَى مَاهُنَالِكَ وَالْعَيَاذُ بِالله! وَلِذَلِكَ قَالَ نَبِيُّ اللهِ لُوطٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِقَوْمِهِ:{اِنَّكُمْ لَتَاْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ !بَلْ اَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ( أَيْ تَهْدِرُونَ شَهْوَتَكُمْ وَتَجْعَلُونَهَا تَذْهَبُ اَدْرَاجَ الرِّيَاحِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِاِفْرَاغِهِ فِيهِ بِالْحَلَالِ وَهُوَ رَحِمُ الْمَرْاَة، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ الَّذِينَ{يَتَعَلَّمُونَ* مَايُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ( مِنَ السِّحْرِ وَالشَّعْوَذَةِ فَهَؤُلَاءِ هُمْ اَيْضاً مِمَّنْ{اِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْاَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ(نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ النَّاسَ فِي اَرْزَاقِهِمْ وَفِي لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ وَلَايُسَاعِدُونَهُمْ عَلَى تَاْمِينِهَا وَلَا عَلَى تَاْمِينِ زَوَاجِهِمْ مُتَجَاهِلِينَ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَاَنْكِحُوا الْاَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَاِمَائِكُمْ{وَلَايَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين( بَلْ يَحْرِمُونَهُ اَنْ يَذُوقَ لُقْمَةَ الْعَيْشِ وَيَحْرِمُونَ الْمِسْكِينَ وَالْمِسْكِينَةَ اَنْ [تَذُوقَ عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا(عَنْ طَرِيقِ الزَّوَاجِ الْمَشْرُوعِ كَذَلِكَ هَؤُلَاءِ اَيْضاً مِنَ الَّذِينَ اِذَا تَوَلَّوْا سَعَوْا فِي الْاَرْضِ لِيُفْسِدُوا فِيهَا وَيُهْلِكُوا الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَايُحِبُّ الْفَسَاد، نَعَمْ اَخِي وَحَدِّثْ وَلَاحَرَجَ عَنِ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ الْحَقِيرِ الْخَبِيثِ اللَّعِينِ الْفَاجِرِ الْعَاهِرِ وَالْوَسِخِ وَالنَّتِنِ الْقَذِرِ الْمُتَعَفِّنِ وَاَسْلِحَتِهِ الْفَتَّاكَةِ وَالثَّقِيلَةِ وَالْكِيمَاوِيَّةِ وَالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يُهْلِكُ حَرْثَ الابرياء وَنَسْلَهُمْ {وَاللهُ لَايُحِبُّ الفْسَاد( وَهَذَا هُوَ الْفَسَادُ الْحَقِيقِيُّ الْاَكْبَرُ الَّذِي يَجِبُ اَنْ نُعَالِجَهُ فِي سُورِيَّا قَبْلَ مُعَالَجَةِ أَيِّ فَسَادٍ آَخَر؟ اِنَّهُ فَسَادُ النِّظَامِ الطَّائِفِيِّ الشُيُوعِيِّ الْاُورْثُوذُكْسِيِّ الْمُجْرِم، نَعَمْ اَخِي: كَذَلِكَ الْحُجَّاجُ الَّذِينَ يَحُجُّونَ حَجَّ النَّافِلَةِ مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ عَدِيدَةً فِي اَعْوَامٍ مَدِيدَةٍ كَذَلِكَ هَؤُلَاءِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ مِمَّنْ يُهْلِكُونَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَايُحِبُّ الْفَسَاد{نَعَمْ اَخِي كَذَلِكَ هَؤُلَاءِ{مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا( وَهُوَ قَوْلُهُمْ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَاشَرِيكَ لَكَ لَبَّيْك (بَلْ{اِذَا رَاَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ اَجْسَامُهُمْ وَاِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ{وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَافِي قَلْبِهِ( اَنَّهُ مَاحَجَّ رِيَاءً وَلَاسُمْعَةً وَلَا فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ{وَهُوَ اَلَدُّ الْخِصَام{بِمَعْنَى اَنَّهُ يُجَادِلُ مِنْ اَجْلِ الشَّحْنَاءِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْخُصُومَةِ لَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَتَعَلَّمَ مَنَاسِكَ الْحَجِّ بَلْ ضَرَبَ بِعُرْضِ الْحَائِطِ قَوْلَهُ تَعَالَى{فَلَا رَفَثَ وَلَافُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ(كَمَا يَقُولُ الْمُتَصَوِّفَةُ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ لِمَنْ يُعَلِّمُهُمْ مَنَاسِكَ الْحَجِّ: نَحْنُ نَحْمِلُ فِي جُعْبَتِنَا عِلْمَ الْحَقِيقَةِ وَنُدْرِكُ حَقِيقَةَ الْحَجِّ الَّتِي لَنْ تَسْتَطِيعُوا اَنْتُمْ اِلَى اِدْرَاكِهَا سَبِيلاً وَلِذَلِكَ لَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى عِلْمِ الشَّرِيعَةِ الَّذِي فِي جُعْبَتِكُمْ؟! لِاَنَّ هَذَا الْعِلْمَ مِنَ الشَّرِيعَةِ وَاِنْ اَحَاطَ بِمَنَاسِكِ الْحَجِّ وَلَكِنَّهُ لَايُحِيطُ بِحَقِيقَةِ الْحَجِّ وَلَايَفْهَمُهَا اَبَداً عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ كُلَّمَا اخْتَرَعوُا دِيناً جَدِيداً مِنْ تِلْقَاءِ اَنْفُسِهِمْ لَمْ نَسْمَعْ بِهِ مِنْ قَبْل، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ وَاِذَا قِيلَ لِهَؤُلَاءِ اتَّقُوا اللهَ(فِي هَذَا الشَّبَابِ الْمُقْبِلِ عَلَى الزَّوَاجِ{اَخَذَتْهُمُ الْعِزَّةُ بِالْاِثْمِ(وَهُمْ عَلَى صَعِيدِ جَبَلِ عَرَفَاتَ مَعَ الْاَسَف! فَيَقُولُ اللهُ لَهُمْ: لَا لَبَّيْكُمْ وَلَا سَعْدَيْكُمْ حَجُّكُمْ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اَبْغَضَ الْحَلَالِ اِلَى اللهِ هُوَ الطَّلَاقُ، وَلَكِنَّ الزَّوْجَ اِذَا كَانَ مُضْطَّرّاً اِلَى الطَّلَاقِ، فَلَاحَرَجَ وَلَا اِثْمَ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ؟ خَوْفاً مِنْ اَنْ تُصْبِحَ حَيَاتُهُ مَعَ زَوْجَتِهِ جَحِيماً لَايُطَاقُ، وَاَمَّا هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجُ: فَمَا هُوَ الَّذِي يَجْعَلُهُمْ مُضْطَّرِّينَ اِلَى اَنْ يُبَذِّرُوا اَمْوَالَهُمُ الْحَلَالَ تَبْذِيرَ الشَّيَاطِينِ فِي حَجِّ النَّافِلَةِ وَيَحْرِمُونَ مِنْهَا هَذَا الشَّبَابَ الْمُقْبِلَ عَلَى الزَّوَاجِ الْحَلَال!؟ وَلِذَلِكَ يَاْتِيهِمُ الرَّدُّ الْقُرْآَنِيُّ الْمُفْحِمُ الْمُحْرِقُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ:{اِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا اِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ(أَيْ اَنَّ هَؤُلَاءِ الشَّيِاطِينَ مِنَ الْحُجَّاجِ الْاِنْسِيِّينَ هُمْ اِخْوَانٌ لِلشَّيَاطِينِ الْجِنِّيِينَ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ لِمَاذَا؟لِاَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ وَالْقَرَابَةِ هِيَ اَعْظَمُ بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً عِنْدَ اللهِ مِنْ حَجِّ النَّافِلَةِ وَمَعَ ذَلِكَ يَقُولُ اللهُ {وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَاتُبَذِّرْ تَبْذِيراً اِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا اِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ(الْاِنْسِيُّ وَالْجِنِّيُّ{ لِرَبِّهِ كَفُوراً(بِنِعْمَةِ اللهِ الَّتِي اَنْعَمَهَا عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الْاَمْوَالِ الَّتِي يُبَذِّرُهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا الَّذِي اَرَادَهُ اللهُ مِنَ الْاَوْلَوِيَّاتِ الَّتِي هِيَ اَوْلَى مِنْ حَجِّ النَّافِلَةِ وَلِذَلِكَ لَايُعِينُ النَّاسَ عَلَى الزَّوَاجِ بِهَا، وَنَتْرُكُ الْقَلَمَ الْآَنَ لِمَشَايِخِنَا الْمُوَالِينَ قَائِلِين: هَلُمُّوا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ بَعْدَ ذَلِكَ اِلَى سُؤَالٍ يَقُولُ فِيهِ السَّائِل: اِسْمَعُوا يَامَشَايِخَ النُّصَيْرِيَّة! اُسْلُوبُكُمْ فِي الدَّعْوَةِ اِلَى اللهِ لَايُعْجِبُنِي اَبَداً! فَمَرَّةً نَسْمَعُكُمْ تَطْعَنُونَ بِالْمُسْلِمِينَ وَتَقُولُونَ عَنْ مَشَايِخِهِمْ وَاصِفِينَ اِيَّاهُمْ بِاَنَّهُمْ مَشَايِخُ ضَلَال! وَمَرَّةً نَسْمَعُكُمْ تَطْعَنُونَ بِالْيَهُودِ وَاصِفِينَ اِيَّاهُمْ بِاَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِير! وَمَرَّةً اُخْرَى نَسْمَعُكُمْ تَطْعَنُونَ بِالنَّصَارَى وَاصِفِينَ اِيَّاهُمْ بِخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ! فَمَاذَا دَهَاكُمْ!؟ هَلْ تُرِيدُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اَنْ يَكْرَهُوا الْاِسْلَام!؟ اَمَا تَعْلَمُونَ اَنَّهُ مَنْ يُرِيدَ اَنْ يَدْخُلَ الْاِسْلَامَ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاِنَّهُ يَكْرَهُ الْاِسْلَامَ وَيَنْفُرُ مِنْهُ نُفُوراً لَامَثِيلَ لَهُ حِينَمَا يَقْرَاُ مُشَارَكَاتِكُمُ الَّتِي تَقُولُونَ فِيهَا مَاتَقُولُونَ مِنْ اَلْفَاظٍ قَاسِيَةٍ نَابِيَةٍ وَاللهُ تَعَالَى يَاْمُرُكُمْ فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ بِقَوْلِهِ{ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(أَيْ قَوْلاً حَسَناً غَيْرَ سَيِّءٍ، وَنَقُولُ رَدّاً عَلَى سُؤَالِهِ: اِنَّ الْآَيَةَ الَّتِي ذَكَرْتَ مِنْ كَلَامِ رَبِّنَا الَّذِي نَضَعُهُ عَلَى رُؤُوسِنَا وَبَيْنَ اَعْيُنِنَا، بَلْ نَرْفَعُ بِهِ رُؤُوسَنَا فَخْراً وَاعْتِزَازاً بِقُدْسِيَّةِ كَلَامِ اللهِ، وَنَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكَ وَلَنْ نَزِيدَكَ مِنَ الشِّعْرِ بَيْتاً؟ لِاَنَّ الْقُرْآَنَ لَايَمُتُّ اِلَى الشِّعْرِ بِصِلَةٍ اَبَداً وَلَا اِلَى النَّثْرِ اَيْضاً، وَلَكِنْ نَزِيدُكَ مِنَ الْقُرْآَنِ آَيَةً اُخْرَى وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{ اُدْعُ اِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ اَحْسَن(نَعَمْ اَخِي: هُنَاكَ قَالَ تَعَالَى فِي آَيَةٍ مُتَشَابِهَةٍ {قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(وَهُنَا قَالَ تَعَالَى فِي آَيَةٍ مُحْكَمَةٍ{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ اَحْسَن( فَاِنْ كَانَ الْجِدَالُ بِالْكَلَامِ الْقَاسِي اَحْسَنَ مِنَ الْجِدَالِ بِالْكَلَامِ اللَّيِّنِ، فَعَلَيْكَ اَخِي بِالْكَلَامِ الْقَاسِي عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاتَّبِعُوا اَحْسَنَ مَااُنْزِلَ اِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ(وَاِنْ كَانَ الْجِدَالُ بِالْكَلَامِ اللَّيِّنِ اَحْسَنَ، فَعَلَيْكَ بِالْكَلَامِ اللَّيِّنِ عَمَلاً بِالْآَيَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا اَيْضاً، وَنَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكَ اَخِي فِي اَنَّ الْغَالِبَ عَلَى جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ خَلَقَهُمُ اللهُ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ اَنَّهُمْ لَايَتَقَبَّلُونَ اِلَّا الْكَلَامَ اللَّيِّنَ، وَلَكِنْ لِمَاذَا تُرِيدُ مِنَّا وَمِنْ قُرْآَنِكَ اَنْ يَحْجُرَ عَلَى الْكَلَامِ الْقَاسِي وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ مَهْمَا وَعَظْتَهُ بِالْكَلَامِ الْهَيِّنِ اللَّيِّنِ، فَاِنَّهُ لَايَتَاَثَّرُ اَبَداً اِلَّا بِالْكَلَامِ الْقَاسِي، وَالْعَكْسُ صَحِيحٌ اَيْضاً، وَعُلَمَاءُ النَّفْسِ وَالْاَمْرَاضِ النَّفْسِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِ يَعْلَمُونَ ذَلِكَ جَيِّداً، فَلِمَاذَا وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً وَالْاَطِبَّاءُ يَعْلَمُونَ جَيِّداً: اَنَّ اَقْسَى عِلَاجٍ لِمَرَضِ السَّرَطَانِ هُوَ الْعِلَاجُ الْكِيمَاوِي وَمَعَ ذَلِكَ لَايُمْكِنُ اَنْ يَحْجُرَ عَلَيْهِ طَّبِيبٌ اَبَداً وَلَوْ اَدَّى اِلَى وَفَاةِ الْمَرِيضِ؟ لِاَنَّهُ مَازَالَ هُناكَ وَلَوْ اَمَلٌ ضَئِيلٌ فِي شِفَاءِ الْمَرِيض، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ الْكَلَامُ الْقَاسِي يُعْطِي اَمَلاً وَلَوْ ضَئِيلاً فِي هِدَايَةِ النَّاسِ وَعَوْدَتِهِمْ اِلَى صَوَابِهِمْ، وَرَحِمَ اللهُ الشَّيْخَ الْوَهَّابِيَّ الْمُنْجِدَ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ: فَقَدْ قَرَاْنَا لَهُ مُشَارَكَةً تُكْتَبُ بِمَاءِ الذَّهَبِ وَهِيَ قَوْلُهُ: اَنَّ اللِّينَ يَنْبَغِي اَنْ يَسْبِقَ الْغِلْظَةَ فِي الدَّعْوَةِ اِلَى الله، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ اَرْسَلَ اللهُ مُوسَى وَهَارُونَ اِلَى فِرْعَوْنَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ اَوْ يَخْشَى( وَقَدْ كَانَ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ مُسْبَقاً اَنَّ فِرْعَوْنَ لَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُمَا، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَبْخَلِ الطَّبِيبُ الْخَالِقُ سُبْحَانَهُ عَلَى فِرْعَوْنَ بِالْقَوْلِ اللَّيِّنِ قَبْلَ الْقَاسِي، كَمَا اَنَّ الطَّبِيبَ الْمَخْلُوقَ لَايَبْخَلُ عَلَى مَرِيضِهِ بِعِلَاجِ الْوَدَاعِ وَلَوْ كَانَ يَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ مَرِيضَهُ لَنْ يَسْتَجِيبَ لِهَذَا الْعِلَاجِ بِجِسْمِهِ وَشَحْمِهِ وَلَحْمِهِ، فَاِذَا كَانَ هَذَا حَالُ الطَّبِيبِ الْمَخْلُوقِ فَمَابَالُكَ اَخِي بِالطَّبِيبِ الْخَالِقِ اَكْرَمِ الْاَكْرَمِينَ سُبْحَانَه؟ هَلْ يَبْخَلُ عَلَى عَبْدِهِ الْكَافِرِ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَاْنِهِ بِعِلَاجِ الْوَدَاعِ وَالْحَسْرَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَايَاْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ اِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون(نَعَمْ: اَلسَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ لَمْ تَتَحَسَّرْ جَمِيعُهَا عَلَى هَذَا الْكَافِرِ، وَلَمْ تَنْزِلْ مِنْهَا عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ دَمْعَةٌ وَاحِدَة، وَلَكِنَّ خَالِقَهُمَا سُبْحَانَهُ تَحَسَّرَ عَلَيْهِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ بِدَلِيل{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْاَرْضُ وَمَاكَانُوا مُنْظَرِين( نَعَمْ اَخِي: وَلَكِنْ اَلَا تَتَّفِقُ مَعَنَا فِي اَنَّنَا نَرَى اَعْدَاداً هَائِلَةً مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى يَدْخُلُونَ الْاِسْلَامَ وَهُمْ يَسْمَعُونَ مِنَ الْاِسْلَامِ وَقُرْآَنِهِ لَيِّناً مِنَ الْقَوْلِ مُؤَثِّراً وَمُحَرِّكاً لِمَشَاعِرِهِمْ وَعَوَاطِفِهِمْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً{وَمِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ اُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُون{وَمِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ اِنْ تَاْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ اِلَيْكَ( وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ اَلَا تَتَّفِقُ مَعَنَا اَيْضاً اَنَّ اَهْلَ الْكِتَابِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْاِسْلَامَ بِاَعْدَادٍ هَائِلَةٍ لَايَدْخُلُونَهُ اِلَّا بَعْدَ اَنْ يَسْمَعُوا كَلَاماً نَابِياً قَاسِياً وَبِسَبِبِهِ{تَرَى اَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَالَنَا لَانُؤْمِنُ بِاللِه وَمَاجَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ اَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ، فَاَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَار( وَكَمْ نَحْسُدُكُمْ اَيُّهَا الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ عَلَى هَذِهِ الْآَيَة!!! وَهَنِيئاً لَكُمْ بِجَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ اِذَا دَخَلْتُمْ فِي الْاِسْلَام وَمُتٌّمْ عَلَيْهِ! وَاَنْتُمْ اَيُّهَا الْيَهُودُ اَيْضاً دَاخِلُونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَتَجِدَنَّ اَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا اِنَّا نَصَارَى( اِلَى آَخِرِ الْآَيَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمَسِيحَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُرْسَلٌ اِلَى بَنِي اِسْرَائِيلَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِهِ{وَرَسُولاً اِلَى بَنِي اِسْرَائِيلَ( وَلِذَلِكَ فَاِنَّ النَّصَارَى الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْمَسِيحِ وَبِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هُمْ مِنْ بَنِي اِسْرَائِيل، نَعَمْ اَخِي: اَلَا تَتَّفِقُ مَعَنَا اَنَّ النَّصَارَى لَايَنْفُرُونَ مِنَ الْاِسْلَامِ وَلَايَشْمَئِزُّونَ مِنْهُ وَلَايَدْخُلُونَ الْاِسْلَامَ بِاَعْدَادٍ هَائِلَةٍ اِلَّا بَعْدَ اَنْ يَسْمَعُوا مِنَ الْاِسْلَامِ كَلَاماً نَابِياً قَاسِياً تَشْمَئِزُّ مِنْهُ حَضْرَتُكَ مِنْ مِثْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ! قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً اِنْ اَرَادَ اَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ وَاُمَّهُ وَمَنْ فِي الْاَرْضِ جَمِيعاً!{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي اِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ! اِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللِه فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ! وَمَاْوَاهُ النَّارُ! وَبِئْسَ الْمَصِير{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَة! وَمَامِنْ اِلَهٍ اِلَّا اِلَهٌ وَاحِدٌ! وَاِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ اَلِيم! اَفَلَا يَتُوبُونَ اِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيم(وَهَذِهِ الْآَيَةُ هِيَ اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اَنَّ اللَهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْمُشْرِكِ الَّذِي جَعَلَ اللهَ فِي عِبَادَتِهِ اِيَّاهُ آَباً شَرِيكاً مَعَ الْاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُس ِكَمَا يَزْعُمُ النَّصَارَى كَذِباً وَزُوراً وَافْتِرَاءً عَلَى اللهِ وَعَلَى الْمَسِيحِ وَاُمِّهِ وَعَلَى دِينِهِمَا التَّوْحِيدِيِّ الْحَقّ، لَاحِظْ مَعَنَا اَخِي جَيِّداً كَيْفَ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ دَائِماً يَجْمَعُ بَيْنَ الْكَلَامِ اللَّيِّنِ وَبَيْنَ الْكَلَامِ الْقَاسِي فِي جَمِيعِ آَيَاتِ الْقُرْآَنِ لِمَاذَا؟ لِيُعَلِّمَنَا سُبْحَانَهُ اَنَّ اُسْلُوبَ الدَّعْوَةِ اِلَى الله لايَكُونُ نَاجِحاً اَبَداً اِلَّا بِالْجَمْعِ بَيْنَ الْاَمْرَيْن،
نَعَمْ اَخِي: اَلَا تَتَّفِقُ مَعَنَا اَيْضاً اَنَّ كَثِيراً مِنَ الْيَهُودِ لَايَدْخُلُونَ الْاِسْلَامَ بِاَعْدَادٍ كَبِيرَةٍ اِلَّا بَعْدَ اَنْ يَسْمَعُوا قَوْلَهُ تَعَالَى مَثَلاً {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَاَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَاَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ اَخْلَدَ اِلَى الْاَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوت{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ اَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللهِ وَاللهُ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين(وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّهُمْ يَهْتَدُونَ؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَتَدَخَّلْ هُنَا وَاِنَّمَا اَوْكَلَ اَمْرَ هِدَايَتِهِمْ اِلَى اَنْفُسِهِمْ دُونَ اَنْ يُسَاعِدَهُمْ عَلَى الْهِدَايَةِ وَاِنَّمَا هُمْ سَاعَدُوا اَنْفُسَهُمْ بِاَنْفُسِهِمْ فَاسْتَحَقُّوا فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ لَايُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِاَنْفُسِهِمْ( فَاهْتَدَوْا اِلَى الْحَقِّ وَاِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ وَانْطَفَاَ غَضَبُ اللهِ عَلَيْهِمْ، نَعَمْ اَخِي: اَلْيَهُودُ وَالنَّصَارَى لَا يَدْخُلُونَ الْاِسْلَامَ بِاَعْدَادٍ هَائِلَةٍ اِلَّا بَعْدَ اَنْ يَسْمَعُوا شَتَائِمَ الْاِسْلَامِ عَلَى آَبَائِهِمْ وَاَجْدَادِهِمْ بِشَكْلٍ مُهِينٍ بَشِعٍ! وَاَمَّا نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ عِشْنَا مَعَ الْاِسْلَامِ دَهْراً طَوِيلاً مُنْذُ اَنْ خَلَقَنَا اللهُ وَلَمْ يَعِشِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى الْاِسْلَامَ الَّذِي عِشْنَاهُ وَمَعَ ذَلِكَ يَدْخُلُونَ الْاِسْلَامَ بِاَعْدَادٍ هَائِلَةٍ وَيَحْسُنُ اِسْلَامُهُمْ! وَاَمَّا نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ فَنُرِيدُ اَنْ نَخْرُجَ مِنَ الْاِسْلَامِ بِاَعْدَادٍ هَائِلَةٍ لِمُجَرَّدِ هَفْوَةٍ اَوْ شَتِيمَةٍ صَغِيرَةٍ شَتَمَنَا اِيَّاهَا اَحَدُ الْاَغْبِيَاءِ الدُّعَاةُ اِلَى الله ثُمَّ نُحَمِّلُ الْاِسْلَامَ اَوْزَارَ هَؤُلَاءِ الْاَغْبِيَاء! نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ نَحْنُ مَاذَا نُرِيدُ مِنَ الْاِسْلَامِ حَتَّى نَعْشَقَه!؟ هَلْ نُرِيدُ مِنْ دُعَاتِهِ اِلَى اللهِ اَنْ يَقُومُوا بِتَمْسِيدِ اَعْضَائِنَا التَّنَاسُلِيَّةِ عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ يَحْصَلَ عِنْدَنَا انْتِصَابٌ اَوْ تَحْرِيضٌ جِنْسِيٌّ عَلَى الْاِيمَانِ وَعِشْقِ الْاِسْلَامِ! اَمْ نَحْنُ نُرِيدُ اَنْ نَخْرُجَ مِنَ الْاِسْلَامِ بِاَعْدَادٍ هَائِلَةٍ لِمُجَرَّدِ هَفْوَةٍ اَوْ غَلْطَةٍ صَغِيرَةٍ قَامَ بِهَا اَحَدُ هَؤُلَاءِ الدُّعَاةِ الْاَغْبِيَاءِ حِينَمَا جَعَلَ جَمِيعَ مَوَاعِظِهِ لَاتَخْلُو مِنَ الْكَلَامِ الْقَاسِي الْمُرِّ اَبَداً وَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الْكَلَامِ اللَّيِّنِ السُّكَّرِ الْحُلْوِ اَبَداً فَمَا هُوَ ذَنْبُ الْاِسْلَام!؟ ثُمَّ تَعَالَ مَعَنَا اَخِي الْمُشْمَئِزُّ النَّافِرُ مِنْ دِينِ الْاِسْلَام: وَلْنَفْرِضْ اَنَّ هَؤُلَاءِ الدُّعَاةِ اِلَى اللهِ اَخْطَؤُوا وَاَخْطَاْنَا نَحْنُ مَعَهُمْ اَيْضاً، فَهَلْ يَحِقُّ لَكَ شَرْعاً اَنْ تُعَامِلَهُمْ وَتُعَامِلَنَا مَعَهُمْ وَكَاَنَّنَا جَلَبْنَا مَعَنَا دُبّاً كَبِيراً اِلَى كَرْمِكَ لِيَاْكُلَ مِنْ عَسَلِكَ قَبْلَ اَنْ يَاْكُلَكَ اَنْتَ اَيْضاً اَيُّهَا الْبَخِيلُ الَّذِي تَاْبَى دَائِماً وَاَبَداً اَنْ تَكُونَ مُسَامِحاً كَرِيماً مَعَنَا وَمَعَهُمْ وَمَعَ غَيْرِهِمْ مِنَ الدُّعَاةِ اِلَى الله!؟ بِاللهِ عَلَيْكَ هَلْ اَنْتَ جَادٌّ فِيمَا تَقُول!؟ هَلْ خَطَؤُهُمْ شَنِيعٌ اِلَى دَرَجَةٍ كَبِيرَةٍ تَجْعَلُكَ تَشْمَئِزُّ وَتَنْفُرُ مِنْهُمْ وَمِنْ اِسْلَامِهِمْ وَقُرْآَنِهِمْ!؟ وَنَقُولُ لَكَ اَخِي: نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْاَسَفِ: شَعْبٌ اِذَا ضُرِبَ الْحِذَاءُ بِرَاْسِهِ، صَاحَ الْحِذَاءُ بِاَيِّ ذَنْبٍ اُضْرَبُ! وَنَحْنُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْاَسَفِ{مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَاِنْ اَصَابَهُ خَيْرٌ(مِنَ الْمَالِ وَالْكَلَامِ الْمَعْسُولِ{اطْمَاَنَّ بِهِ وَاِنْ اَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ*( مِنْ نَقْصِ الْمَالِ وَكَثْرَةِ الْكَلَامِ الْقَاسِي الَّذِي يُوَبِّخُهُ عَلَى اسْتِهْتَارِهِ فِي اِضَاعَةِ اَمْوَالِهِ مَثَلاً اَوْ اَصَابَهُ اخْتِبَارٌ وَابْتِلَاءٌ مِنَ اللهِ بِهَؤُلَاءِ الدُّعَاةِ الْاَغْبِيَاءِ الَّذِينَ لَاتَجِدُ فِي مَوَاعِظِهِمْ اَبَداً تَطْيِيباً لِخَاطِرِهِ وَحَثّاً لَهُ عَلَى الِاسْتِعَانَةِ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَعَدَمِ الْعَوْدَةِ اِلَى هَذَا الِاسْتِهْتَارِ الْفَظِيعِ بَلْ لَاتَجِدُ فِي كَلَامِهِمْ اِلَّا تَوْبِيخاً قَاسِياً جِدّاً وَنَحْنُ لَانُرِيدُ اَنْ نَظْلِمَهُمْ فَرُبَّمَا تَكُونُ نَوَايَاهُمْ سَلِيمَةً وَيَقْسُونَ عَلَيْهِ لِمَصْلَحَتِهِ وَلَكِنَّ مَنْ يَسْمَعُ هَذَا التَّوْبِيخَ الْقَاسِيَ مِنْهُمْ يَظُنُّ اَنَّهَا شَمَاتَةٌ مِنْهُمْ بِهِ وَبِمَا اَصَابَه{*اِنْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِين( نَعَمْ اَخِي وَاَخِيراً نَقُولُ لَكَ جَوَاباً اَخِيراً عَلَى سُؤَالِكَ: فَاِذَا كُنْتَ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ تَعْشَقُ الْاِسْلَامَ وَدُخُولَ النَّاسِ فِي الْاِسْلَامِ وَتَخْشَى عَلَيْهِمْ نُفُورَهُمْ مِنَ الْاِسْلَامِ بِهَذِهِ الْاَلْفَاظِ الْقَاسِيَةِ النَّابِيَةِ الَّتِي نَكْتُبُهَا فِي مُشَارَكَاتِنَا بِحَقِّهِمْ! فَلِمَاذَا اِذاً تَدْعُو يَوْمِيّاً عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي صَلَوَاتِكَ الْمَفْرُوضَةِ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ وَفِي صَلَوَاتِكَ الرَّوَاتِبِ وَالنَّافِلَةِ اَيْضاً!؟ لِمَاذَا تَدْعُو عَلَيْهِمْ بِاَحْقَرِ الْاَلْفَاظِ وَاَشْنَعِهَا فِي سُورَةِ الْفَاتِحَةِ وَالَّتِي يَسْتَحِقُّهَا الْبَعْضُ مِنْهُمْ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{غَيْرِ الْمَغُضَوبِ عَلَيْهِمْ(وَهُمُ الْيَهُود(وَلَا الضَّالِّينَ{وَهُمُ النَّصَارَى( وَنَحْنُ سَنُجِيبُ عَنْكَ وَنَقُولُ لَكَ:{اِنَّ اللهَ لَايَسْتَحْيِي اَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا( أيْ فَمَا فَوْقَ الْبَعُوضَةِ فِي الْحَقَارَةِ! وَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ الدُّعَاةُ يَنْبَغِي عَلَيْهِمْ اَيْضاً اَلَّا يَسْتَحُوا وَلَايَخْجَلُوا مِنْ تَحْقِيرِ مَنْ حَقَّرَهُ اللهُ لِمَاذَا{لِيَكُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كَانُوا يُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كَانُوا يَدْرُسُون( فَاِذَا كُنْتَ اَخِي تَخْشَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُفُورِهِمْ مِنَ الْاِسْلَامِ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ فَهَلْ يَحْرُمُ عَلَيْكَ شَرْعاً اَنْ تُسْمِعَهُمْ اَوْ تَقْرَاَ اَمَامَهُمْ سُورَةَ الْفَاتِحَة!؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ لِاَنَّهُ لَايَصِحُّ اِلَّا الصَّحِيحُ وَلِاَنَّ الْحَقَّ اَحَقُّ اَنْ يُتَّبَعَ وَلَوْ كَانَ كَلَامُهُ مُرّاً عَلْقَماً، وَلِذَلِكَ نَقُولُ لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى: لَاشِفَاءَ لَكُمْ فِي الْغَالِبِ اِلَّا بِهَذَا الدَّوَاءِ مِنَ الْحَقِّ الْمُرِّ الْعَلْقَمِ! وَعَلَيْكُمْ اَلَّا تَنْفِرُوا اَوْ تَشْمَئِزُّوا مِنْ صَيْدَلِيَّةِ الْقُرْآَنِ الَّتِي شِعَارُهَا دَائِماً هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ( وَكَمَا اَنَّ الدَّوَاءَ الشَّافِيَ النَّافِعَ يُسْتَخْرَجُ مِنْ سُمُومِ الْاَفَاعِي، فَكَذَلِكَ الدَّوَاءُ النَّافِعُ الشَّافِي اَيْضاً يُسْتَخْرَجُ مِنْ سُمُومِ الْقُرْآَن ِالْكَرِيمِ الَّتِي هِيَ بِحَقّ مِنَ الدَّوَاءِ النَّافِعِ الشَّافِي الْحَصْرِيِّ الْوَحِيدِ لِاَمْرَاضِكُمُ الْجَسَدِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ وَالَّتِي لَوْ بَحَثْتُمْ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ عَنْ اَدْوِيَةٍ تَشْفِيكُمْ غَيْرَهَا فَلَنْ تَجِدُوا اِلَّا اِيَّاهَا دَوَاءً حَصْرِيّاً وَحِيداً شَافِياً نَافِعاً لَكُمْ مَهْمَا كَانَ عَلْقَماً مُرّاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّكُمْ اَيُّهَا الْيَهُودُ: وَاَيُّهَا النَّصَارَى: اَوْلَادُ اَفَاعِي بِحَقٍّ كَمَا وَصَفَكُمْ مَسِيحُكُمْ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِحَقّ، وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين