اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ:فَاِنَّنَا نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الشَّبَابِ الْفِلَسْطِينِيِّ الْغِلْمَانِ الْمُرْدِ ذَوِي الْوُجُوهِ الْوَضِيئَةِ كَفَلْقَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ تَبَارَكَ اللهُ اَحْسَنُ الْخَالِقِينَ وَمَاشَاءَ اللهُ لَاقُوَّةَ اِلَّا بِالله اَللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقَهُمْ فَحَسِّنْ خُلُقَهُمْ، ثُمَّ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الَّذِينَ يُشَيِّعُونَ الْجَنَائِزَ مِنْهُمْ وَنَقُول: اِنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ نَهَى عَنِ الْقَزَع؟ قِيلَ يَارَسُولَ اللهِ مَاالْقَزَعْ؟ قَالَ: اَنْ يُحْلَقَ بَعْضُ رَاْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكَ الْبَعْضُ الْآَخَرُ دُونَ حِلَاقَة، فَاِمَّا اَنْ تَكُونَ الْحِلَاقَةُ عَلَى سَوِيَّةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ الْحِلَاقَةُ الشَّرْعِيَّةُ الْمَطْلُوبَة، وَاِلَّا فَاِنَّهَا حِلَاقَةٌ مُحَرَّمَةٌ وَلَنْ يَتَقَبَّلَكُمُ اللهُ تَعَالَى بَيْنَ الشُّهَدَاءِ اِنْ لَمْ نَكُنْ مُخْطِئِين، وَمِنْ بَابِ الْاَمَانَةِ الْعِلْمِيَّةِ نَقُول: نَحْنُ لَانَدْرِي اِذَا كَانَ نَهْيُ رَسُولِ اللهِ بِمَعْنَى الْكَرَاهَةِ التَّنْزِيهِيَّةِ الَّتِي تَحُثُّ عَلَى مَاهُوَ اَوْلَى مِنْهَا مِنَ الْحِلَاقَاتِ الشَّرْعِيَّةِ اَوْ هُوَ بِمَعْنَى الْكَرَاهَةِ التَّحْرِيمِيَّة،هَذَا وَلَابُدَّ مِنَ التَّذْكِيرِ اَنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يُحِبُّ مُخَالَفَةَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي اَكْثَرِ الْاُمُورِ وَخَاصَّةً فِي هَذِهِ الْحِلَاقَاتِ الْانْكِلِيزِيَّةِ وَالْفَرَنْسِيَّةِ اِلَّا مَاوَرَدَ فِيهِ نَصٌّ شَرْعِيٌّ يَسْمَحُ بِمُوَافَقِتِهِمْ، وَذَلِكَ حَتَّى تَكُونَ لَنَا شَخْصِيَّتُنَا الْاِسْلَامِيَّةُ الْمُسْتَقِلَّةُ عَنِ الشَّخْصِيَّةِ الْكِتَابِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ وَحَتَّى نَكُونَ شَامَةً أَيْ عَلَامَةً فَارِقَةً مُمَيَّزَةً بَيْنَ النَّاس، وَالشَّامَةُ الْاِسْلَامِيَّةُ الْمُمَيَّزَةُ لَاتَكُونُ مُشَابِهَةً لِغَيْرِهَا مِنَ الشَّامَاتِ الْكِتَابِيَّة، وَنَحْنُ لَانَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ بَابِ كُرْهِهِمْ اَوِ احْتِقَارِهِمْ لَا، فَرَسُولُ اللهِ اَرْفَعُ مِنْ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ وَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنِ احْتِقَارِ أَيِّ اِنْسَانٍ سَوَاءً كَانَ مُسْلِماً اَوْ غَيْرَ مُسْلِمٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَمَااَرْسَلْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين(وَمَنْ اَرْسَلَهُ رَبُّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ لَايَحْتَقِرُ النَّاسَ اَبَداً، ونترك القلم الآن لمشايخنا الموالين قائلين: وَبَعْدُ فَاِنَّنَا نَحْنُ مَشَايِخَ النُّصَيْرِيَّةِ الْمُوَالِينَ نَقُولُ لِاَهْلِ السُّنَّةِ: آَهٍ ثُمَّ آَهٍ ثُمَّ آَهْ! اَللهُ اَكْبَرُ عَلَيْكُمْ يَااَهْلَ السُّنَّة! وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ لَوْ اَنَّكُمْ تَجْتَهِدُونَ فِي الدُّعَاءِ لِلهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ وَبِاِخْلَاصٍ وَبِدُمُوعٍ مِنَ النَّدَمِ وَالنَّصُوحِ مِنَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَبِمَطْعَمٍ حَلَالٍ وَمَشْرَبٍ حَلَالٍ وَمَلْبَسٍ حَلَالٍ وَمَسْكَنٍ حَلَالٍ وَدُونَ اَكْلٍ لِاَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ، فَوَاللِه الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ لَوْ اَنَّكُمْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَام، لَنَصَرَكُمُ اللهُ عَلَى الطَّائِرَاتِ الرُّوسِيَّةِ وَعَلَى مَاهُوَ اَكْبَرُ مِنَ الطَّائِرَاتِ الرُّوسِيَّة، وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ حِينَمَا يَكُونُ مَطْعَمُكُمْ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُكُمْ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُكُمْ حَرَامٌ، وَغُذِّيتُمْ بِالْحَرَامِ، فَاَنَّى يُسْتَجَابُ لَكُمْ، بَلْ لَايَتَقَبَّلُ اللهُ مِنْ اَحَدِكُمْ صَلَاةَ اَرْبَعِينَ يَوْماً؟ بِسَبَبِ لُقْمَةٍ صَغِيرَةٍ مِنَ الْحَرَامِ يَقْذِفُهَا فِي جَوْفِهِ، اَلَمْ نَقُلْ لَكُمْ يَااَهْلَ السُّنَّةِ اَنَّكُمْ لَاتُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ، وَلَاتَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ، بَلْ تُحَارِبُونَهُ فِي لُقْمَةِ عَيْشِهِ وَلَاتُخَصِّصُونَ مِنَ الْجَمْعِيَّاتِ الْمُتَخَصِّصَةِ الَّتِي تَقُومُ بِالتَّوْزِيعِ الْعَادِلِ غَيْرِ الْعَشْوَائِيِّ لِلْمَعُونَاتِ الَّتِي تَاْتِي مِنَ الْهِلَالِ الْاَحْمَرِ وَغَيْرِهِ، بَلْ كُلُّ فَقِيرٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاءِ الْمُتَعَجْرِفِينَ الظَّالِمِينَ يَغُبُّ مِنْهَا غَبّاً ثُمَّ يَقُول: اَلْفُ اُمٍّ تَبْكِي وَلَااُمِّي تَبْكِي، بَلْ اِنَّ هَذِهِ الْمَعُونَاتِ تَذْهَبُ اَيْضاً اِلَى مَنْ هُوَ لَيْسَ بِحَاجَةٍ اِلَيْهَا مِنَ الْاَغْنِيَاء! ثم تَاْكُلُونَ التُّرَاثَ اَكْلاً لَمّاً، وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمَّا، اَلَمْ يَقُلْ لَكُمُ الْقًرْآَنُ يَااَهْلَ السُّنَّةِ اَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ! حِينَمَا تَدُعُّونَ الْيَتِيمَ! وَلَاتَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين! وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللَّحْمَ الَّذِي نَبَتَ مِنَ الْحَرَامِ لَايُطَهِّرُهُ اِلَّا الْحَرِيقُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَالْعَيَاذُ بِالله، ثُمَّ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى قَنَاةِ هَلَا مُصَارَعَة! وَنَسْتَحْلِفُكُمْ بِاللهِ! وَلَانُرِيدُ اَنْ نَتَّهِمَكُمْ؟ لِاَنَّنَا لَانَمْلِكُ دَلِيلاً قَاطِعاً يَدِينُكُمْ، لَكِنْ مِنْ حَقِّنَا فِي كُلِّ الْاَحْوَالِ اَنْ نَتَّهِمَكُمْ حَتَّى تُثْبِتُوا لَنَا الْعَكْسَ تَمَاماً، وَلِذَلِكَ مَنْ قَالَ اَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ هُوَاةِ الْغِشِّ التِّجَارِيِّ وَالرِّبْحِ السَّرِيع؟ مَنْ قَالَ اَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ هُوَاةِ الْغِشِّ التِّجَارِيِّ الَّذِي يَمْنَعُ دُعَاءَكُمْ وَيَحْجُبُهُ عَنِ الْوُصُولِ اِلَى اللهِ بَلْ يَضْرِبُ بِهِ وُجُوهَكُمْ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: بَعْدَ ذَلِكَ فَقَدْ جَاءَتْنَا رَسَائِلُ تَهْدِيدٍ كَثِيرَةٌ؟ وَلَانَدْرِي هَلْ هِيَ مُوَجَّهَةٌ اِلَيْنَا؟ اَمْ اِلَى غَيْرِنَا؟ وَمِنْ جُمْلَتِهَا هَذِهِ الرِّسَالَةُ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا مَجْهُول:هَلْ تَظُنُّونَ يَااَحْفَادَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ الْيَهُودِ اَنْتُمْ وَحُلَفَاؤُكُمْ مِنَ الرُّوسِ اَنَّ غَارَاتِكُمْ تُخِيفُنَا؟ وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ لَنْ تَنْعَمُوا بِالْاَمْنِ وَالسَّلَامِ اَبَداً حَتَّى نَنْعَمَ بِهِ نَحْنُ فِي سُورِيَّا وَلِصَالِحِ الْمُعَارَضَةِ وَتَنْتَظِرُكُمْ اَيَّامٌ سَوْدَاءُ وَانْتِفَاضَةٌ فِلَسْطِينِيَّةٌ وَعَرَبِيَّةٌ مُخِيفَةٌ تَجْعَلُكُمْ لَاتَنَامُونَ اللَّيْلَ اَبَداً: وَيَنْتَهِي كَلَامُ الْمُهَدِّدِينَ عِنْدَ هَذَا الْحَدّ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه: هُنَاكَ مِنْ سُفَهَاءِ النَّاسِ مَنْ يُنَادُونَنِي بِقَوْلِهِمْ: اَنْتَ حَاجُّ اَوْلَاد! وَلَسْتَ حَاجَّ بَيْتِ اللهِ الْحَرَام! ثُمَّ يَقُولُ السَّائِل: وَقَدْ حَجَجْتُ اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ فِعْلاً، وَمَاهُوَ ذَنْبِي اِذَا كَانَ اللهُ قَدْ خَلَقَنِي مُخَنَّثاً! وَلَدَيَّ مِنَ الْمُيُولِ الْخَاطِئَةِ الشَّاذَّةِ اللُّوطِيَّةِ! وَصَدِّقُوا اَوْ لَاتُصَدِّقُوا: اَنِّي مَعَ ذَلِكَ اُحَافِظُ عَلَى طَهَارَتِي وَشَرَفِي، وَلَا اُمَارِسُ فَاحِشَةً مِنَ الْفَوَاحِشِ لَا مَعَ الرِّجَالِ وَلَا مَعَ النِّسَاءِ، وَاَسْتَطِيعُ ضَبْطَ نَفْسِي، وَهُنَا يَنْتَهِي سُؤَالُ السَّائِل، وَنَقُولُ رَدّاً عَلَى سُؤَالِهِ: بَارَكَ اللهُ فِيكَ يَابُنَيَّ وَنَحْنُ نُصَدِّقُك، وَلَكِنَّنَا مَعَ ذَلِكَ نَقُولُ لَكَ: حَاوِلْ اَنْ تَعْتَدِلَ فِي حَرَكَاتِكَ وَفِي مِشْيَتِكَ اَمَامَ النَّاسِ قَدْرَ الْاِمْكَانِ وَدُونَ اَنْ تَتَكَسَّر، وَنَقُولُ لِاَعْدَاءِ اللهِ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ بِقَوْلِهِمْ اَنْتَ حَجُّ اَوْلَادٍ وَلَسْتَ حَجَّ بَيْتِ اللهِ الْحَرَام: مَابَالُكُمْ اَيُّهَا الْاَوْغَادُ الْحُثَالَةُ الْقُمَامَةُ الزُّبَالَةُ الْاَوْسَاخ لَاتَتْرُكُونَ رُكْناً مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ اِلَّا وَتَسْتَهْزِؤُونَ بِهِ! فَهَاهِيَ شَهَادَةُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا الله وَاَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله وَهِيَ الرُّكْنُ الْاَعْظَمُ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ، تَسْتَهْزِؤُونَ بِهَا بِقَوْلِكُمْ: يَااَللهُ بِلَا يَاعَلِي شِرْك! وَاَمَّا يَا اَللهُ مَعَ يَاعَلِي فَهُوَ تَوْحِيد! وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْمُتَصَوِّفَةِ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِين: اَلْغَوْثُ الْاَعْظَمُ وَالْبَازُ الْاَشْهَبُ سِيدِي عَبْدُ الْقَادِرِ الْجِيلَانِي! فَمَا هُوَ هَذَا الِاسْتِهْزَاءُ الَّذِي لَامَثِيلَ لَهُ بِعَقِيدَةِ التَّوْحِيد! وَمِنْ اَيْنَ اَتَيْتُمْ بِهِ مِنْ كُتُبِ الْمُوَحِّدِين؟! ( نَعَمْ اَيُّهَا الْمُجْرِمُون:وَهَاهُوَ الصَّوْمُ الَّذِي هُوَ رُكْنٌ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ تَسْتَهْزِؤُونَ بِهِ بِاِفْطَارِكُمْ عَلَناً اَمَامَ النَّاسِ، وَتَشْرِيعِكُمْ لِلسِّيجَارَةِ وَالنَّارْجِيلَةِ عَلَناً وَاَنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ بِمَشَاعِرِ الصَّائِمِين، بَلْ وَقَوْلِكُمْ عَنِ التَّدْخِينِ اَنَّهُ غَيْرُ مُفْطِرٍ فِي رَمَضَانَ، وَقَوْلِكُمْ عَنِ الْجِمَاعِ الْجِنْسِيِّ اَنَّهُ غَيْرُ مُفْطِرٍ اَيْضاً، نَعَمْ اَيُّهَا الْمُجْرِمُون: وَهَاهِيَ الزَّكَاةُ الَّتِي هِيَ رُكْنٌ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ وَهِيَ بِدَوْرِهَا لَمْ تَنْجُ مِنْ سُخْرِيَتِكُمْ اَيْضاً بَلْ تَسْتَهْزِؤُونَ بِهَا عَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَايَجِدُونَ اِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ، سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم، اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ اَوْ لَاتَسْتَغْفِرْ لَهُمْ، اِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ، ذَلِكَ بِاَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ(كُفْراً لَايُخْرِجُهُمْ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ فِي حَالَةِ جَهْلِهِمْ بِالْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ وَمِنْهَا الْكُفْرُ الَّذِي يُخْرِجُ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام اِلَّا اِذَا عَرَفُوا حَقِيقَةَ هَذِهِ الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ فَعَانَدُوا وَ تَعَمَّدُوا هَذِهِ السُّخْرِيَةَ وَالِاسْتِهْزَاءَ وَالطَّعْنَ عَنْ عِلْمٍ بِهَا جَمِيعاً وَبَصِيرَةٍ فِي اَنَّهَا تُخْرِجُ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام فَاِنَّهُمْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَخْرُجُونَ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ وَيَحْتَاجُونَ اِلَى النُّطْقِ بِالشَّهَادَتَيْنِ مِنْ جَدِيدٍ مَعَ اِرْفَاقِهِمَا بِاِسْلَامٍ جَدِيدٍ وَتَوْبَةٍ نَصُوحٍ جَدِيدَة، نعم ايها الاخوة: اَمَّا الْمُسْتَهْزِئِينَ الْجَاهِلِينَ الَّذِينَ لَمْ يَخْرُجُوا عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ بِسَبَبِ جَهْلِهِمْ فَاِنَّ اللهَ سَيَغْفِرُ لَهُمْ بِتَوْبِتِهِمُ النَّصُوح، وَاَمَّا الْمُسْتَهْزِئِينَ الْمُتَعَمِّدِينَ غَيْرَ الْجَاهِلِينَ الَّذِينَ خَرَجُوا عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ، فنَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَة: لَانَجْزِمُ اَنَّ اللهَ سَيَغْفِرُ لَهُمْ، لَكِنَّنَا بِالْمُقَابِلِ اَيْضاً لَانَجْزِمُ أَيْ لَانُؤَكِّدُ اَنَّ اللهَ لَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ مُسْتَدِلِّينَ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ، وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاء{وَلَئِنْ سَاَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ اِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ! قُلْ اَبِاللهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُون!؟ لَاتَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ اِيمَانِكُمْ(وَاَمَّا دَلِيلُنَا الثَّانِي اَيُّهَا الْاِخْوَة فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى الْمُتَمِّمُ لِلْآَيَة{اِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِاَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِين( وَلَكِنَّنَا بِصَرَاحَةٍ اَيُّهَا الْاِخْوَة: نَخْشَى عَلَيْهِمْ كَثِيراً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى الَّذِي ذَكَرْنَاه{اِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً، فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ( نعم ايها الاخوة: وَلَقَدْ تَصَدَّقَ رَجُلٌ فَقِيرٌ بِصَاعٍ قَلِيلٍ مِنَ تَمْرٍ، فَنَظَرَ اِلَيْهِ الْمُنَافِقُونَ بِاسْتِهْزَاءٍ وَسُخْرِيَةٍ! وَقَالُوا: اِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آَخَرُ فَتَصَدَّقَ بِاَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ هَائِلَةٍ! فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ بِسُخْرِيَةٍ وَاسْتِهْزَاءٍ اَيْضاً: مَااَرَادَ هَذَا اِلَّا رِيَاءً، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآَيَةُ السَّابِقَةُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا تُوَبِّخُهُمْ وَتُشَنِّعُ عَلَيْهِمْ اَشَدَّ التَّشْنِيعِ وَالتَّوْبِيخِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَلَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِين( نَعَمْ اَيُّهَا الْمُجْرِمُون: وَهَاهِيَ الصَّلَاةُ الَّتِي هِيَ عِمَادُ الدِّينِ تَسْتَهْزِؤُونَ بِهَا اَيْضاً بِقَوْلِكُمْ: صَلِّ الْعِشَاءَ وَافْعَلْ مَاتَشَاء! فَمَاذَا بَقِيَ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ رُكْناً لَمْ تَسْتَهْزِؤُوا بِهِ اَيُّهَا الْمُجْرِمُون{اِنَّ الَّذِينَ اَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُون، وَاِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُون، وَاِذَا انْقَلَبُوا اِلَى اَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِين، وَاِذَا رَاَوْهُمْ قَالُوا اِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّون، وَمَااُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِين(نَعَمْ مَااَرْسَلَكُمُ اللهُ لِتَعُدُّوا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ اَخْطَاءَهُمْ وَفَوَاحِشَهُمْ وَتُحْصُوهَا عَلَيْهِمْ! بَلْ اِنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ اَيْضاً مَااَرْسَلَهُ اللهُ لِيُحْصِيَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلَاعَلَيْكُمْ اَخْطَاءَهُمْ وَاَخْطَاءَكُمْ وَلَا لِيَتَصَيَّدَهَا وَلَا لِيُعَيِّرَ النَّاسَ بِهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَذَكِّرْ اِنَّمَا اَنْتَ مُذَكِّرٌ، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرْ(ثُمَّ تَعَالَوْا مَعَنَا يَااَعْدَاءَ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَر! هَلْ تُرِيدُونَ اِنْسَاناً مَعْصُوماً طَاهِراً لَايَحْتَاجُ اِلى مَنْ يَعِظُهُ وَيَنْصَحُهُ لِيَعِظَكُمْ وَيَنْصَحَكُمْ وَيَاْمُرَكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ لِتَقْتَدُوا بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ فِي دِينِكُمْ وَصَلَاتِكُمْ وَعِبَادَاتِكُمْ وَفِي اَخْلَاقِكُمْ! وَنَتَحَدَّاكُمْ اَنْ تَجِدُوا مِثْلَ هَذَا الْاِنْسَانِ عَلَى وَجْهِ الْاَرْضِ بَلْ فِي الْكَوْنِ كُلّهِ، فَاِذَا لَمْ تَجِدُوهُ فَمَاذَا دَهَاكُمْ؟! هَلْ يَحِقُّ لَكُمْ شَرْعاً اَنْ تَقُومُوا بِتَعْطِيلِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ بِسَبَبِ غِيَابِ هَذَا الْاِنْسَانِ وَاَمْثَالِهِ عَنْ طَرِيقَةِ الدَّعْوَةِ اِلَى اللهِ بِالْقُدْوَةِ الْحَسَنَة؟! فَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ لَايُعَطِّلُ الْاَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَايَقِفُ عَقَبَةً فِي وَجْهِهِمَا اِلَّا مَنْ كَانَ شَيْطَاناً رَجِيماً مَلْعُوناً بَلْ هُوَ اَوْسَخُ مِنْ شَيْطَان، وَكَمَا قُلْنَا لَكُمْ نَتَحَدَّاكُمْ اَنْ تَجِدُوا اَمْثَالَ هَذَا الْاِنْسَانِ مِنَ الْقُدْوَةِ الْحَسَنَةِ اِلَّا رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَاِلَّا عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ الْاَطْهَارِ الَّذِينَ مَاكَانُوا لِيَكُونُوا طَاهِرِينَ اَبَداً لَوْلَا اَنْ طَهَّرَهُمُ الله، وَمَا كَانُوا لِيَكُونُوا بَعْدَ ذَلِكَ مَعْصُومِينَ اَبَداً لَوْلَا اَنْ عَصَمَهُمُ اللهُ بِقَوْلِهِ{لَايَعْصُونَ اللهَ مَااَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَايُؤْمَرُون( ثُمَّ مَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّ الطَّاهِرَ الْمَعْصُومَ لَايَحْتَاجُ اِلَى مَنْ يَعِظُهُ وَيَنْصَحُهُ وَيَاْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ مَلَاكاً مَعْصُوماً طَاهِراً مُقَرَّباً اِلَى الله! اَمَا تَقْرَؤُونَ قَوْلَهُ تَعَالَى{قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْاَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولَا(وَلِذَلِكَ نَحْنُ نُلْزِمُكُمْ بِمَا اَلْزَمْتُمْ بِهِ اَنْفُسَكُمْ وَهُوَ حُجَّتُنَا فِي هَذِهِ الْآَيَةِ الْكَرِيمَةِ، وَبِمَا اَنَّكُمْ لَاتَقْبَلُونَ نَصِيحَةَ غَيْرِ الْمَعْصُومِ لِاَنَّهُ بِحَاجَةٍ اِلَى مَنْ يَنْصَحُهُ، فَنَحْنُ اَيْضاً لَانَقْبَلُ نَصِيحَةَ الطَّاهِرِ الْمَعْصُومِ لِاَنَّهُ بِحَاجَةٍ اِلَى مَنْ يَنْصَحُهُ اَيْضاً بِدَلِيلِ الْآَيَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا وَالَّتِي تَقُولُ اَنَّ الْمَلَكَ الطَّاهِرَ الْمَعْصُومَ يَحْتَاجُ اِلَى مَلَكٍ رَسُولٍ يَعِظُهُ وَيَنْصَحُهُ، بَلْ اِنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ الْمَعْصُومُ يَحْتَاجُ اِلَى مَنْ هُوَ اَدْنَى مِنْهُ مَنْزِلَةً مِنَ الْاَنْبِيَاءِ لِتَكُونَ قَصَصُهُمْ عِبْرَةً وَمَوْعِظَةً وَنَصِيحَةً لِرَسُولِ الله، وَهَكَذَا نَحْنُ وَاَنْتُمْ نَقْضِي قَضَاءً تَامّاً عَلَى الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ بِحُجَّةِ عَدَمِ وُجُودِ الْمَعْصُومِ الَّذِي لَايَحْتَاجُ اِلَى نَصِيحَةٍ، وَهَذَا مَايُرِيدُهُ الشَّيْطَانُ الرَّجِيمُ تَمَاماً تَمْهِيداً لِلْقَضَاءِ عَلَى هَذَا الدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ الْعَظِيمِ بِرُمَّتِه، ثُمَّ كَيْفَ اَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ تَتَكَبَّرُونَ عَلَى النَّصِيحَةِ مِنْ غَيْرِ الْمَعْصُومِ وَاللهُ تَعَالَى لَمْ يَتَكَبَّرْ عَلَيْهَا؟! فَهَلْ تَتَكَبَّرُونَ عَلَى مَالَمْ يَتَكَبَّرْ سُبْحَانَهُ عَلَيْه؟! هَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكُمْ تَتَكَبَّرُونَ عَلَى اللهِ وَقَدْ اَوْحَى اِلَى رَسُولِهِ بِقَوْلِهِ[اَلدِّينُ النَّصِيحَة؟ قُلْنَا لِمَنْ يَارَسُولَ الله؟ قَالَ: لِلهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِاَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ( ثُمَّ تَعَالَوْا مَعَنَا اَيُّهَا الْمُجْرِمُون:وَلْنَفْرِضْ اَنَّ مَنْ يَقُومُ بِنُصْحِكُمْ هُوَ حَاجُّ اَوْلَادٍ كَمَا تُسَمُّونَهُ وَتَزْعُمُونَهُ اَوْ هُوَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ وَيَفْعَلُ مَايَشَاءُ كَمَا يَحْلُو لَكُمْ اَنْ تَسْتَهْزِؤُوا بِهِ وَبِدِينِهِ! فَمَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّهُ يَحِقُّ لَكُمْ شَرْعاً اَنْ تُعِينُوا الشَّيْطَانَ عَلَيْهِ بَدَلَ اَنْ تُعِينُوهُ عَلَى الشَّيْطَانِ يَاعَبَدَةَ الشَّيْطَان، نعم ايها الاخوة: هَلْ سَمِعْتُمْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَحَدَ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ مِنْ اَعْدَاءِ اللهِ يَقُولُ لِمَنْ يُصَلّي الْعِشَاءَ وَيَفْعَلُ مَايَشَاءُ مِنَ الْفَاحِشَةِ مَعَ الْغِلْمَانِ وَالنِّسَاء، فَهَلْ سَمِعْتُمُوهُ يَقُولُ لَهُ{اَتَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ اَنْفُسَكُمْ وَاَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ اَفَلَا تَعْقِلُون(وَنُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَاللهُ عَلَى مَانَقُولُ شَهِيدٌ اَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ لَايَحْفَظُونَهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ! بَلْ لَايُحْسِنُونَ قِرَاءَتَهَا! بَلْ لَايُحْسِنُونَ قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ اَيْضاً! وَلَايُحْسِنُونَ اَنْ يَقُولُوا لِاَمْثَالِ هَذَا الَّذِي يُصَلِّي الْعِشَاءَ وَيَفْعَلُ مَايَشَاءُ وَيَحُجُّ عَلَى ظَهْرِ الْغُلَام{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَالَاتَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ اَنْ تَقُولُوا مَالَاتَفْعَلُون(نَعَمْ هُمْ لَايُحْسِنُونَ اَبَداً اَنْ يَقُولُوا لِاَمْثَالِ هَؤُلَاءِ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا( وَاِنَّمَا يَقُولُونَ لَهُ نَظِّفْ شَرْجَكَ مِنَ الْفَاحِشَةِ الَّتِي فَعَلَهَا بِكَ الرِّجَالُ اَمْثَالُكَ قَبْلَ اَنْ تَاْتِيَ اِلَى الْجَامِعِ لِتُصَلِّي! فَاَنْتَ تُنَجِّسُ الْجَامِعَ! وَاللهُ تَعَالَى لَيْسَ بِحَاجَةٍ اِلَى صَلَاةِ الْاَنْجَاس! نَعَمْ اَيُّهَا الْمُجْرِمُون: وَهَاهُوَ الْحَجُّ اَيْضاً لَمْ يَسْلَمْ مِنْ سُخْرِيَتِكُمْ وَاسْتِهْزَائِكُمْ وَاَنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا السَّائِلِ: اَنْتَ حَجُّ اَوْلَادٍ وَلَسْتَ حَجَّ الْبَيْتِ الْحَرَامِ بَلْ اِنَّكَ تَرَكْتَ حَجَّتَكَ عَلَى الطَّرِيقِ وَلَمْ تَرْجِعْ مِنْهَا اِلَّا بِخُفَّيْ حُنَيْن، نعم ايها الاخوة: وَهَذَا السَّائِلُ الَّذِي يُسَمُّونَهُ حَجَّ اَوْلَاد بَعَثَ لَنَا هَذِهِ الرِّسَالَةَ يَشْكُو فِيهَا اَمْثَالَ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ اِلَى اللهِ وَهُوَ يَدْعُو عَلَيْهِمْ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْاَخِيرِ بِدُمُوعِ عَيْنَيْهِ وَقَدْ بَعَثَ لنا بِرِسَالَةٍ مُؤَثِّرَةٍ جِدّاً فَضَّلْنَا اَلَّا نَقُومَ بِعَرْضِهَا كَامِلَةً وَلَكِنَّنَا سَنَعْرِضُ لَكُمْ دَعْوَةً وَاحِدَةً مِنْ دَعَوَاتِهِ عَلَيْكُمْ وَهِيَ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ يَقُولُ فِيهَا: اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَاقَدَّمْتُ وَمَااَخَّرْتُ وَمَااَسْرَرْتُ وَمَااَعْلَنْتُ وَمَااَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنِّي اَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَاَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا اِلَهُ اِلَّا اَنْتَ وَاَحْبِطْ اَعْمَالَهُمْ يَارَبّ، يَقُولُ السَّائِل: مَااَزَالُ اُكَرِّرُهَا عَلَيْهِمْ بِدُمُوعِ عَيْنَيَّ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ بِسَبَبِ مَاكَسَرُوهُ مِنْ خَاطِرِي كَسْراً لَايَجْبُرُهُ اِلَّا الله وَهُوَ قَوْلُهُ الَّذِي يُكَرِّرُهُ دَائِماً فِي دُعَائِه عَلَيْهِمْ: اَللَّهُمَّ اَحْبِطْ اَعْمَالَهُمْ، نعم ايها الاخوة: وَنَحْنُ بِدَوْرِنَا لَانَدْعُو عَلَيْهِمْ كَمَا يَدْعُو الْاَخُ السَّائِلُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَاِنَّمَا نَدْعُو بِدُعَاءِ رَسُولِ اللهِ عَلَى قَوْمِهِ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِهِ:[اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَاِنَّهُمْ لَايَعْلَمُون {وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.