الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم الى يوم الدين وبعد: فقد بعث الينا حسن نصر الشيطان برسالة يقول فيها: مابال هؤلاء الدواعش الْمُهَرِّجُون؟ لَقَدْ جَعَلُونَا نَقْلِبُ عَلَى قَفَانَا مِنْ كَثْرَةِ الضَّحِكِ وَالسُّخْرِيَةِ وَالِاسْتِهْزَاءِ مِنْ هَذِهِ الْفَتْوَى الْمُثِيرَةِ لِلشَّفَقَةِ وَهِي قَوْلُهُمْ عَنِ الْحُجَّاجِ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْحَجِّ اَنَّهُمْ لَايُصَلَّى عَلَيْهِمْ وَلَايُدْفَنُونَ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِين، ثم يقول الشيطان: وَ نَحْنُ يَهُمُّنَا اَنْ نَعْرِفَ رَاْيَكُمْ اَيُّهَا الْمَشَايِخُ الْمُعَارِضُون، وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجَ فِعْلاً اَخْطَؤُوا خَطَاً شَنِيعاً كَمَا يَقُولُ الدَّوَاعِشُ الْخَوَنَةُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ غَيَّرُوا اتِّجَاهَ الْبُوصِلَةِ الرَّحْمَانِيَّةِ اِلَى بُوصِلَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ كَانَ مِنَ الْمَفْرُوضِ بِهِمْ اَنْ يَحُجُّوا اِلَى كَرْبُلَاءَ! لِمَاذَا كَرْبُلَاء! لِاَنَّ كَرْبَلَاءَ هِيَ كَعْبَةُ اللهِ وَكَعْبَةُ الْمُسْلِمِينَ فِي الْاَرْضِ قَاطِبَةً وَهِيَ الْبَيْتُ الْجَدِيدُ لِلْمُسْلِمِينَ سُنَّةً وَشِيعَة، وَاَمَّا الْكَعْبَةُ الْمَوْجُودَةُ فِي بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ فَلَا قِيمَةَ لَهَا! لِاَنَّهَا بَيْتُ اللهِ الْعَتِيق، اَضِفْ اِلَى ذَلِكَ اَنَّ هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجَ مَاتُوا مِيتَةً جَاهِلِيَّةً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ لَمْ يَحُجُّوا اِلَى الْكَعْبَةِ الْاُولَى قَبْلَ اَنْ يَحُجُّوا اِلَى الْكَعْبَةِ الْجَدِيدَةِ فِي كَرْبُلَاءَ وَقَبْلَ اَنْ يَحُجُّوا اَيْضاً اِلَى الْكَعْبَةِ الْعَتِيقَةِ فِي بَيْتِ اللهِ الْحَرَام، فَهَلْ تَدْرِي يَاحَسَنْ نَصْرِ الشَّيْطَان مَاهِيَ هَذِهِ الْكَعْبَةُ الْاُولَى! اِنَّهَا سِرْدَابُ الْبَغْدَادِيِّ الَّذِي يَعْمَلُ تَحْتَ رَايَةِ الشِّيعَةِ الصَّفَوِيِّينَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِين، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اِنَّ الَّذِي يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ الدَّوَاعِشُ الْخَوَنَةُ اَوْلَادُ الْمُتْعَةِ وَالزِّنَى لَايَخْرُجُ اِلَّا مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَة؟ اِنَّهَا مِشْكَاةُ الشِّيعَة، اِنَّهَا مِشْكَاةُ الْاِمَامَةِ وَالْخِلَافَةِ الَّتِي يُحَارِبُونَ الْعَالَمَ كُلَّهُ بِاَسْرِهِ مِنْ اَجْلِ فَرْضِهَا بِالْقُوَّةِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ النَّاسِ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ اِلَى اَنْ يَخْرُجَ مَهْدِي الشِّيعَةِ وَالْيَهُودِ الْمَلْعُونِ وَهُوَ الْمَسِيحُ الْاَعْوَرُ الدَّجَّالُ مِنْ سِرْدَابِهِ الْمَشْؤُومِ لِيُكْمِلَ عَنْهُمْ مُسَلْسَلَ اِجْرَامِهِمْ وَانْتِقَامِهِمْ وَسَفْكِ دِمَائِهِمْ وَدِمَاءِ مَنْ يُخَالِفُهُمْ وَغِلِّهِمْ وَحِقْدِهِمْ عَلَى الْبَشَرِيَّةِ جَمْعَاء، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ الشِّيعَةَ الصَّفَوِيِّينَ هُمْ شَيَاطِينُ الْاِنْسِ لِاَنَّهُمْ اَتْبَاعُ عَدُوِّنَا الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، نَعَمْ وَمُهِمَّتُهُمُ الْاُولَى هِيَ اَنْ يُشْبِعُوا وَيُرْضُوا عَدَاوَتَهُ وَحِقْدَهُ عَلَى بَنِي آَدَمَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، نعم ايها الاخوة وَلَهُمْ مَهَمَّةٌ اُخْرَى اَيْضاً وَهِيَ اَنْ يُشْبِعُوا حِقْدَ اِخْوَانِهِمْ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ مِنْ اَحْفَادِ الْقُرُودِ الْيَهُودِ وَخَنَازِيرِهِمْ مِنَ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ عَلَى الْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ، وَلِذَلِكَ مَاجَاءَ الرُّوسُ الْخَنَازِيرُ الْاُورْثُوذُكْسُ الْخَوَنَةُ اِلَّا بَعْدَ اَنِ افْتُضِحَ اَمْرُ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ وَفَشِلَتْ مَهَمَّتُهُمْ فِي التَّنْكِيلِ بِالْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ فَجَاؤُوا لِيُكْمِلُوا عَنْهُمْ هَذِهِ الْمَهَمَّةَ مِنَ التَّنْكِيلِ وَيَسْتَاْنِفُوهَا مِنْ جَدِيدٍ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ لِمَاذَا، لِاَنَّ الْحَقِيرَ بُوتِين لَايُنَاسِبُهُ اَبَداً اَنْ يَسْقُطَ النِّظَامُ الْمُجْرِمُ فِي سُورِيَّا لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ يَخَافُ مِنْ شَعْبِهِ الرُّوسِيِّ اَنْ يَثُورَ عَلَيْهِ وَيُسْقِطَهُ اَيْضاً، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اِنَّهَا مِشْكَاةُ الْامَامَةِ وَالْخِلَافَةِ الَّتِي مَاتَ بِسَبَبِهَا هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجُ الشُّهَدَاءُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً بِزَعْمِهِمْ لِاَنَّهُمْ لَمْ يُبَايِعُوا ابْنَ الْمُتْعَةِ وَالزِّنَى الْبَغْدَادِي وَهَذَا اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اَنَّ هَؤُلَاءِ الدَّوَاعِشَ الْخَوَنَةَ يَعْمَلُونَ تَحْتَ اِمْرَةِ اَعْدَاءِ اللهِ الشِّيعَةِ الصَّفَويِيِّنَ وَرَايَتِهِمْ؟ لِاَنَّ هَؤُلَاءِ الْخَوَنَةَ الصَّفَويِّينَ اَعْدَاءَ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ حَدِيثٍ فِي دِينِهِمُ الْبَاطِلِ اِلَّا الْخِلَافَةَ وَالْاِمَامَةَ اَلَيْسَ كَذَلِكَ يَاحَسُّون الْكَلْب؟ اَلَيْسَ هَؤُلَاءِ الْخَوَنَة هُمْ اُولَئِكَ الَّذِينَ كُنْتَ تُهَدِّدُ اُورُوبَّا وَالْعَالَمَ بِهِمْ وَبِاَجْسَادِهِمُ الْمُفَخَّخَةِ وَعَمَلِيَّاتِهِمُ الِانْتِحَارِيَّة فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَنَهِيبُ بَجِميعِ الْمُسْلِمِينَ بِاِقَامَةِ صَلَاةِ الْغَائِبِ عَلَى اَرْوَاحِ هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجِ الشَّهَدَاءِ نَكَايَةً بِالدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ وَنَتْرُكُ الْقَلَمَ الْآَنَ لِمَشَايِخِنَا الْمُوَالِينَ قَائِلِين: بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه: مَامَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَاْوِيلِهِ(وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ هَذَا مَوْضُوعٌ طَوِيلٌ جِدّاً يَطُولُ شَرْحُهُ وَلَكِنَّنَا نَقُولُ بِاخْتِصَار: اَنَّ هَؤُلَاءِ الزَّائِغِينَ فِي قُلُوبِهِمْ يَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَضْرِبُونَ الْقُرْآَنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ: بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَخْلِطُونَ بَيْنَ اَوْرَاقِهِ وَآَيَاتِهِ فِي الْمَعْنَى فَقَطْ لِمَصْلَحَةِ الْبَاطِلِ لِاَنَّهُمْ لَايَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً اَبَداً اِلَى تَحْرِيفِ الْقُرْآَن ِفِي اَلْفَاظِهِ وَلَوِ اجْتَمَعُوا بِاِنْسِهِمْ وَجِنِّهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاِنَّمَا يُحَرِّفُونَ مَعْنَى الْقُرْآَنِ عَنْ مَوْضِعِهِ الَّذِي اَرَادَهُ اللهُ لَهُ وَمَعَ ذَلِكَ نَقُولُ اَنَّ لُعْبَتَهُمْ مَكْشُوفَةٌ بِفَضْلِ هَذَا الْعَقْلِ الْمِيزَانِ الَّذِي خَلَقَهُ اللهُ لَنَا وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مِثَالاً: فَمَثَلاً خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ يُحَرِّفُونَ الْمَعْنَى مِنْ اَجْلِ مَصْلَحَةِ الْبَاطِلِ وَالشِّرْكِ وَالْكُفْرِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ فَمَثَلاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ اَلْقَاهَا اِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ(بِمَعْنَى اَنَّهُ خَلْقٌ مَنْفُوخٌ مِنْ رُوحِ اللهِ كَمَا اَنَّ آَدَمَ عَلَيْهِ وَعَلَى الْمَسِيحِ السَّلَامُ هُوَ اَيْضاً خَلْقٌ مَنْفُوخٌ مِنْ رُوح ِاللهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ وَهُوَ يَخْلُقُ آَدَمَ{ فَاِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين( نَعَمْ اَخِي فَهَذِهِ آَيَةٌ مُتَشَابِهَةٌ اِبْتَلَانَا اللهُ بِهَا وَابْتَلَاهُمْ لِاَنَّهَا تَتَشَابَهُ مَعَ اَهْوَائِهِمْ وَكُفْرِهِمْ وَبَاطِلِهِمْ كَمَا اَنَّ هُنَاكَ فِي السُّنَّةِ الشَّرِيفَةِ مِنَ الْاَحَادِيثِ الْمُتَشَابِهَةِ الَّتِي ابْتَلَانَا اللهُ بِهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَخْتَبِرَنَا وَيَخْتَبِرَهُمْ، نَعَمْ اَخِي وَمَعَ الْاَسَفِ فَنَحْنُ النُّصَيْرِيَّةَ وَالشِّيعَةَ وَقَعْنَا فِي فَخِّ الشَّيْطَانِ وَحَبَائِلِهِ اَكْثَرَ مِنْهُمْ وَاَشَدَّ فَاَصْبَحَ لِلْقُرْآَنِ عِنْدَنَا مَفْهَومٌ بَاطِنِيٌّ وَمَفْهُومٌ ظَاهِرِيّ، اَللَّهُمَّ سَخِّرْ لَنَا مَنْ يَهْدِينَا اِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِين، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا دَلِيلُ اخْتِبَارِ اللهِ لَنَا وَلَهُمْ بِهَذِهِ الْآَيَاتِ الْمُتَشَابِهَةِ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَحَسِبُوا اَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُون لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَم{اَحَسِبَ النَّاسُ اَنْ يُتْرَكُوا اَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَايُفْتَنُون( فَمَاذَا فَعَلَ الصُّلْبَانُ الْخَنَازِير؟ خَلَطُوا بَيْنَ مَفْهُومِ الرُّوحِ بِمَعْنَى نَفْخِهَا وَاِضَافَتِهَا اِلَى عِيسَى وَتَسْمِيَتِهِ بِهَا تَسْمِيَةَ التَّشْرِيفِ لَهُ مِنْ اللهِ خَالِقِهِ وَهُوَ الْمَفْهُومُ الصَّحِيحُ كَمَا نَقُولُ مَثَلاً: اِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الله، نَاقَةُ صَالِح هِيَ نَاقَةُ الله، فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ هَذِهِ النَّاقَةَ هِيَ جُزْءٌ مِنَ الله، وَاللِه الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ اِنَّ اَعْدَاءَ اللهِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ فِي الْهِنْدِ مَازَالُوا اِلَى الْآَنَ يَسْتَحُونَ وَيَخْجَلُونَ اَنْ يَقُولُوا مِثْلَ هَذَا الْكَلَامِ عَنِ الْبَقَرَةِ اَنَّهَا جُزْءٌ مِنَ الله، بَلْ يَسْتَحُونَ وَيَخْجَلُونَ اَنْ يَفْهَمُوا هَذَا الْمَفْهُومَ الْغَبِيَّ الْبَلِيدَ الْمُهَرْطِقَ الْمُجَدِّفَ الْجَحَوِيَّ الَّذِي يَفْهَمُهُ الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ مِنْ كِتَابِنَا وَكِتَابِهِمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الصُّلْبَانَ هَرْطَقُوا وَجَدَّفُوا وَخَلَطُوا اَيْضاً بَيْنَ الْمَفْهُومِ الْآَخَرِ الْبَاطِلِ لِلرُّوحِ وَهُوَ بِمَعْنَى اَنَّ الْمَسِيحَ اِذَا كَانَ رُوحَ اللهِ كَمَا فِي قُرْآَنِكُمْ فَاِنَّنَا نَحْتَجُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ قُرْآَنِهِمْ بِاَنَّهُ جُزْءٌ مِنَ الْاَقَانِيمِ الثَّلَاثَةِ وَهِيَ الْآَبُ وَالِابْنُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ بِمَعْنَى اَنَّ الْمَسِيحَ جُزْءٌ مِنَ اللهِ بِزَعْمِهِمْ فَهُوَ بِالنَّتِيجَةِ الْمَنْطِقِيَّةِ الَّتِي تَتَّفِقُ مَعَ مَنْطِقِ الْبَاطِلِ عِنْدَهُمْ اِبْنُ اللهِ بِزَعْمِهِمْ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيرَا، نَعَمْ اَخِي وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مِثَالاً آَخَرَ فِي آَيَةٍ مُتَشَابِهَةٍ اَيْضاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّكُمْ وَمَاتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ اَنْتُمْ لَهَا وَارِدُون(فَمَاذَا فَعَلَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ فِي مَكَّة(خَلَطُوا بَيْنَ اَصْنَامِهِمُ الَّتِي يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ وَبَيْنَ مَايَعْبُدُهُ الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ مِنْ عِيسَى وَاُمِّهِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ كَلِمَةَ {مَا} فِي الْآَيَةِ تُسْتَعْمَلُ فِي لُغَتِهِمْ لِلْعَاقِلِ وَغَيْرِ الْعَاقِلِ وَاَنَّ اللهَ تَعَالَى مَااَرَادَ بِهَا الْعَاقِلَ مِنْ عِيسَى وَلَا اُمِّهِ فِي الْآَيَةِ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَاِنَّمَا اَرَادَ بِهَا غَيْرَ الْعَاقِلِ مِنْ اَصْنَامِهِمْ وَمَعْبُودَاتِهِمُ الَّتِي سَتَكُونُ وَقُوداً تُحْرِقُهُمْ حِينَمَا يَدْخُلُونَ{نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ اُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين( فَقَالُوا اِذَا كَانَ مُحَمَّدٌ يَزْعُمُ اَنَّنَا مَعَ مَعْبُودَاتِنَا فِي الْجَحِيمِ فَالنَّصَارَى مَعَ مَعْبُودَاتِهِمْ مِنْ عِيسَى وَاُمِّهِ اَوْلَى مِنَّا اَنْ يَكُونَا حَطَباً مُحْتَرِقاً فِي الْجَحِيم، نَعَمْ اَخِي وَمَعَ ذَلِكَ وَبَعْدَ كُلِّ هَذَا الْكَلَامِ عَنْ عِيسَى وَاُمِّهِ وَحَاشَاهُمَا فَنَحْنُ نَحْتَجُّ عَلَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ فِي مَكَّةَ الْوَثَنِيِّينَ وَعَلَى النَّصَارَى الْوَثَنِيِّينَ اَيْضاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً اِنْ اَرَادَ اَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَاُمَّهُ وَمَنْ فِي الْاَرْضِ جَمِيعَا( بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه: اَيُّ الْاَضَاحِي اَفْضَلُ عِنْدَ الله؟ هَلْ هِيَ الْغَنَمُ اَمِ الْمَاعِزُ اَمِ الْاِبِلُ اَمِ الْبَقَر؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ اَفْضَلَ الْاَضَاحِي عِنْدَ اللهِ هِيَ الْبَقَرُ لِمَاذَا؟ نكَايَةً بِاَعْدَاءِ اللهِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ وَاِغَاظَةً لَهُمْ، نعم ايها الاخوة بعد ذلك احد الاخوة يقول: ذَكَرْتُمْ فِي الْمُشَارَكَةِ السَّابِقَةِ اَنَّ اللهَ لَايَغْفِرُ لِلْاَطْهَارِ وَالْاَشْرَافِ مِنَ النَّاسِ{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْاِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ( فَلِمَاذَا لَايَغْفِرُ اللهُ لَهُمْ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ اللهَ فِعْلاً لَايَغْفِرُ لَهُمْ لِمَاذَا؟! لِاَنَّهُمْ لَايُحِبُّونَ اَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ! وَالسُّؤَالُ الَّذِي يَطْرَحُ نَفْسَهُ الْآَنَ: لِمَاذَا لَايُحِبُّونَ اَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لِاَنَّهُمْ{اِذَا مَاغَضِبُوا هُمْ (لَا{يَغْفِرُونَ( لِلنَّاسِ اَخْطَاءَهُمْ مَعَهُمْ وَلَا مَعَ غَيْرِهِمْ، وَلِذَلِكَ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا(وَاَمَّا هَؤُلَاءِ الْاَشْرَافُ الْاَطْهَارُ فَلَايَعْفُونَ وَلَايَصْفَحُونَ(وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى مُسْتَنْكِراً عَلَيْهِمْ{اَلَا تُحِبُّونَ اَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورُ رَحِيم(فَقَالُوا بِلِسَانِ حَالِهِمْ: نَعَمْ نَحْنُ لَانُحِبُّ اَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَنَا وَلَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى مَغْفِرَةِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ كَمَا اَنَّ النَّاسَ لَيْسُوا بِحَاجَةٍ اِلَى مَغْفِرَتِنَا وَرَحْمَتِنَا لَهُمْ وَلَا اِلَى طَعَامِنَا وَشَرَابِنَا وَلَا اَحَدَ يَمُوتُ مِنَ الْجُوعِ فِي هَذِهِ الْاَيَّام وَالَّذِي يَزْعَلُ بَيْتُهُ يُرَاضِيهِ وَيَاجَارِي مَالَكَ وَمَالِي اَنْتَ بِدَارِكَ وَاَنَا بِدَارِي وَاَنْتَ بِحَالِكَ وَاَنَا بِحَالِي فَلَمْ يَعُدْ بَيْتُ الضِّيقِ يَسَعُ اَلْفَ صَدِيقٍ وَاَصْبَحَ الضَّيْفُ حِمْلُهُ ثَقِيلٌ وَلَوْ جَاءَ مُحَمَّلاً وَلَامَعْنَى لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ[مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَلِذَلِكَ{اِذَا قِيلَ لَهُمْ اَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ اَطْعَمَه(اَنَعْفُو عَمَّنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ عَفَا عَنْهُ اَنَغْفِرُ لِمَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ غَفَرَ لَهُ اَنَغْفِرُ لَهُ وَنَعْفُو عَنْهُ وَنَحْنُ نَكَادُ نَمُوتُ مِنَ الْغَيْظِ مِنْهُ فَلَا مَعْنَى لِاِنْفَاقِنَا عَلَيْهِ وَعَلَى اَمْثَالِهِ مِنَ النَّاسِ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَلَسْنَا مُضْطَّرِّينَ اِلَى اَنْ نَكُونَ مِنَ الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَلَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى مَحَبَّةِ اللهِ لَنَا لِاَنَّنَا لَنْ نَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ عَلَيْهِ وَعَلَى اَمْثَالِهِ بَلْ رَبِّي كَلْبِ بِيِنْفَعَكْ وَاَمَّا ابْنُ آَدَمَ فَاِذَا رَبَّيْتَهُ يَقْلَعَكْ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة لَقَدْ اَصْبَحَ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ يُنْفِقُونَ اَمْوَالَهُمْ عَلَى الْكِلَابِ وَالْقِطَطِ الْمُدَلَّلَةِ تَارِكِينَ النَّاسَ يَمُوتُونَ مِنَ الْجُوعِ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَشْتَهِي اَنْ يَكُونَ كَلْباً مِنْ كِلَابِهِم الْمُدَلَّلَةِ قَبْلَ اَنْ يَمُوت، فَهَلْ هَؤُلَاءِ الْاَطْهَارُالْاَشْرَافُ مِنَ النَّاسِ الَّذِين طَهَّرُوا شَرَفَهُمْ وَعِرْضَهُمْ وَلَمْ يُطَهِّرُوا اَمْوَالَهُمْ مِنْ حُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ وَالْاَرْحَامِ وَالْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْيَتَامَى وَالْاَرَامِلِ وَلَمْ يُطَهِّرُوا قُلُوبَهُمْ مِنَ الْغِلِّ وَالضَّغِينَةِ وَالْحِقْدِ عَلَى النَّاسِ فَهَلْ سَيَغْفِرُ اللهُ لَهُمْ؟ هَلْ حِينَمَا يَجْعَلُونَ النَّاسَ يُغَامِرُونَ بِشَرَفِهِمْ وَبِعِرْضِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ مِنْ اَجْلِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ الَّتِي يَحْرِمُونَهُمْ مِنْهَا وَيُطْعِمُونَهَا لِكِلَابِهِمُ الْمُدَلَّلَةِ فَهَلْ هَؤُلَاءِ سَيَغْفِرُ اللهُ لَهُمْ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ وَاضِحٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَمَّا مَنْ اُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ اُوتَ كِتَابِيَهْ، وَلَمْ اَدْرِ مَاحِسَابِيَهْ، يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة، مَااَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه، خُذُوهُ فَغُلُّوه، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوه، ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوه، اِنَّهُ كَانَ لَايُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ، وَلَايَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ، فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ، وَلَاطَعَامٌ اِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ، لَايَاْكُلُهُ اِلَّا الْخَاطِئُون{اَرَاَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وَلَايَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين{كَلَّا بَلْ لَاتُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ، وَلَاتَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ(بَلْ تُحَارِبُونَهُ فِي لُقْمَةِ عَيْشِهِ بِجَمِيعِ اَسَالِيبِ الْحَرْبِ وَالْاَسْلِحَةِ وَالتَّفَنُّنِ فِي اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِل{وَتَاْكُلُونَ التُّرَاثَ اَكْلاً لَمّاً، وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً، كَلَّا اِذَا دُكَّتِ الْاَرْضُ دَكّاً دَكّاً، وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ، يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْاِنْسَانُ وَاَنَّى لَهُ الذِّكْرَى، يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي، فَيَوْمَئِذٍ لَايُعَذِّبُ عَذَابَهُ اَحَدٌ، وَلَايُوثِقُ وَثَاقَهُ اَحَد{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة، اِلَّا اَصْحَابَ الْيَمِينِ، فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ، عَنِ ***الْمُجْرِمِينَ*** مَاسَلَكَكُمْ فِي سَقَر، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ، وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ، حَتَّى اَتَانَا الْيَقِينُ، فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِين( نعم ايها الاخوة[اَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَاَفْشُوا السَّلَامَ فِي قُلُوبِكُمْ قَبْلَ اَنْ تُفْشُوهُ فِي النَّاسِ، وَاجْعَلُوهَا خَالِيَةً مِنَ الْحِقْدِ وَالضَّغِينَةِ وَالْغِلِّ وَالْحَسَدِ وَالرِّيَاءِ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَام {وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين