من كان ليتوقع أن أوراق الوصولات التي تستخدمها الصرافات الالية والمطاعم وحتى المحال التجارية قد تسبب إصابتنا في العديد من الأمراض الصحية؟ اعرف أكثر عن الموضوع من خلال المقال التالي.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



كشفت دراسة جديدة ان المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة اوراق الوصولات قد ترفع خطر الاصابة بامراض صحية معينة

منها السكري والسمنة وحتى السرطان، وبالاخص عند استخدام معقمات اليدين او الكريمات، والتي تجعل الايدي رطبة.

ان المواد الكيميائية الموجودة في الاوراق والتي تستخدم في الصرافات الالية، او الوصولات التي تاخذها من المطاعم والمحلات التجارية عند دفع الحساب، من المحتمل ان تمتص من الجلد لتدخل الى مجرى الدم الخاص بك. حيث اشار الباحثون الى ان مادة ثنائي الفينول ا- bisphenol-A، والمعروفة باسم BPA، بامكانها ان تعطل الهرمونات، بالتالي رفع خطر الاصابة بامراض صحية متعددة!
وكان قد منع استخدام هذه المادة الكيميائية في صناعة الزجاجات الخاصة بالاطفال، في اوروبا، وذلك من اجل الحفاظ على سلامتهم. الا انه لا تزال هذه المادة تدخل في صناعة الصمغ الشفاف المستخدم في تجميع المواد البلاستيكية، بالاصافة الى استخدامها في ورق تغليف الاطعمة.
الا ان هذه الدراسة اوضحت، ان التركيز المرتفع لمادة ثنائي الفينول ا، في صناعة اوراق الوصولات، تشكل خطرا مختلف في اندساسها بالجسم. حيث تستطيع هذه المادة الدخول الى مجرى الدم عن طريق الجلد. واشار الباحثون ان الخطر يزداد بسبب سهولة امتصاص هذه المادة مع مواد اخرى مثل الكريم، الصابون وحتى مطهر ومعقم الايدي. كما حذر الباحثون ان ملامسة الفم بعد ملامسة اوراق الوصولات، وبالاخص في المطاعم وعند تناول الوجبات الغذائية، من شانه ان يسهل عملية امتصاص هذه المادة الكيميائية الخطرة.
وتشكل هذه الاوراق خطرا كبيرا بسبب احتوائها على كمية عالية من مادة BPA، حيث اوضح البروفيسور فريدريك فوم سال Professor Frederick vom Saal، في الدراسة التي نشرت في مجلة PLOS One، ان بامكان هذه المادة ان تؤثر على هرمون الاستروجين oestrogen، وهرمون خصوبة المراة، بالاضافة الى توازن المواد الكيميائية الموجودة في جسم الانسان. وعقب البروفيسور: "المشكلة الكبرى التي تواجهنا كمستهلكين، وكمتلقين لهذه الوصولات، بانه قد يكون على ايدينا كريمات مختلفة مثل كريم واقي الشمس، او حتى معقم يدين عند امساكنا بهذه الوصولات، مما يسهل عملية امتصاص كمية اكبر من مادة ثنائي الفينول ا".
لكن كيف اكتشف الباحثين هذا الامر؟

من اجل بحث اثر مادة ثنائي الفينول ا على صحة الانسان، قام الباحثون بعمل اختبارين:

  1. كان الاول عبارة عن اختبار لاشخاص استخدموا معقم اليدين من ثم امسكوا اوراق الوصولات.
  2. اما الثاني، تم فيه اعطاء الوصولات الى مجموعة من الاشخاص، من ثم طلبوا منهم تناول رقائق الشبس دون تنظيف اليدين.

وقام الباحثين باخذ عينات من البول والدم من المشتركين لفحصها. بالاضافة الى جمع حوالي 50 ورقة وصولات من اماكن مختلفة لفحصها.
والامر المقلق، انهم وجدوا ان امتصاص مادة ثنائي الفينول ا، كانت سريعة الامتصاص، على حد تعبير البروفيسور، وكانت النتائج كالتالي:

  • التعامل مع هذه الاوراق بيدين رطبتين، بسبب استخدام المعقم والكريمات، يزيد من امتصاص مادة ثنائي الفينول ا.
  • ان لمس الوصولات التي تحتوي على هذه المادة، من شانه ان ينقلها الى يدينا، من ثم الى الطعام المتناول في نفس الوقت، بالتالي امتصاصها بطريقة اسرع عبر الجلد.
  • ان مادة ثنائي الفينول الموجودة في ورق الوصولات، يتم امتصاصها بسرعة فائقة، مما يزيد من خطر الاصابة في امراض مختلفة مثل السكري والسمنة.
  • 22 ورقة من اصل 50 احتوت على نسبة عالية من مادة ثنائي الفينول ا.

ان ما يجعل هذا الامر بالغ الاهمية، هو استخدامنا وتعاملنا مع هذا الورق باستمرار في حياتنا اليومية، مما يضعنا في خطر كبير للاصابة بامراض متعددة. حيث بامكان مادة ثنائي الفينول ا، ان تؤثر على عمل وخصائص الهرمونات المختلفة، مسببة بذلك مشاكل في تطور ونمو الاجنة والرضع وصغار السن وحتى البالغين، الا ان اثرها تعدى هذه التشوهات، ليصل الى رفع خطر الاصابة بالسرطان ومشاكل في الجهاز المناعي، بالاضافة الى الامراض القلبية.
مادة ثنائي الفينول ا ومنتجات كثيرة!

للاسف لا يقتصر وجود مادة ثنائي الفينول ا على اوراق الوصولات والاوراق الحرارية، فهي تدخل في صناعة عبوات المياه البلاسيتيكية، علب الطعام وغيرها الكثير.
بالتالي نحن نواجه خطر التعرض لهذه المادة بشكل كبير من ادوات وامور متعددة، مما يزيد من خطر الاصابة لدينا بامراض مختلفة. وبالاخص للعاملين في البنوك والمحاسبين في المطاعم، حيث يتطلب عملهم التعامل مع هذه الاوراق باستمرار.