اَلْحَمْدُ لِله وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُول ِالله وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَمَسَّكَ بِهَدْيِهِمْ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِمْ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ نُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِه وَنُحَذّرُهَا مِنْ مُخَالَفَتِهِ وَعِصْيَانِ اَوَامِرِه لَهُ الْعُتْبَى حَتَّى يَرْضَى وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِالله؟ وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير؟ وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه يُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاء بِيَدِهِ الْخَيْر وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه كَانَ اَتْقَى النَّاس وَاَنْقَى النَّاس؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمُ وَبَارِكْ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيم وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِين وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ اِلَى يَوْمِ الدِّين وَسَلّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله؟ فَمِنْ سُورَةِ الرُّوم قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{اَللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ؟ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً؟ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَة؟ يَخْلُقُ مَايَشَاءُ؟ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير؟ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَالَبِثُوا غَيْرَ سَاعَة؟ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُون؟ وَقَالَ الَّذِينَ اُوتُوا الْعِلْمَ وَالْاِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ اِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ؟ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَاتَعْلَمُون(صَدَقَ اللهُ الْعَظِيم؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَلْاِنْسَانُ مِنَّا فِي غَفْلَةٍ عَنْ اَمْرِه؟ وَاَزْمَتُنَا الِاجْتِمَاعِيَّة اَزْمَة وَاحِدَة؟ وَمَاهِيَ هَذِهِ الْاَزْمَة؟ اِنَّهَا عَدَمُ تَقْوَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ تَقْوَى اللهِ هُوَ الْحَاجِزُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَعْصِيَةِ اللهِ يَااَخِي وَيَااُخْتِي؟ اِنَّهَا الْحَاجِزُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الشَّرّ؟ لِاَنَّكَ اَخِي بِتَقْوَى اللهِ تَقِي نَفْسَكَ وَتَحْمِيهَا مِنْ غَضَبِ اللهِ لِتَفُوزَ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة؟ وَلِذَلِكَ يُنَبِّهُ الْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ هَؤُلَاءِ الْغَافِلِينَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ لِيَسْاَلُوا اَنْفُسَهُمْ مِنْ أيِّ شَيْءٍ خَلْقُهُمْ؟ فَيَاْتِي جَوَابُ الْقُرْآنِ طَالِباً مِنْهُمْ اَنْ يَصْحُوا مِنْ غَفْلَتِهِمْ بِسُرْعَةٍ قَبْلَ فَوَاتِ الْاَوَانِ وَلَايَغْتَرُّوا بِقُوَّتِهِمْ قَائِلاً{اَللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْف(نَعَمْ اَخِي رُبَّمَا لَمْ تَشْعُرْ بِهَذَا الضَّعْفِ مُنْذُ اَنْ خَلَقَكَ الله؟ وَرُبَّمَا لَمْ تَشْعُرْ اَيْضاً بِنَفْسِكَ وَاَنْتَ تَحْبُو حِينَمَا كُنْتَ طِفْلاً صَغِيراً؟ ثُمَّ اَصْبَحْتَ بِفَضْلِ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ تَقُومُ وَتَمْشِي؟ وَرُبَّمَا لَمْ تَشْعُرْ اَيْضاً بِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ مَرَّتْ عَلَيْكَ مِنْ مَرَاحِلِ طُفُولَتِكَ اِلَى اَنِ اشْتَدَّ سَاعِدُكَ وَاَصْبَحْتَ فَتىً يَافِعاً كَبِيراً ذَا عَضَلَاتٍ مَفْتُولَة؟ وَرُبَّمَا لَمْ تَشْعُرْ بِالْمُنْعِمِ الْمُتَفَضِّلِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ الَّذِي اَعْطَاكَ هَذِهِ الْقُوَّةَ بَعْدَ ضَعْفٍ شَدِيدٍ وَنَمَّاهَا لَكَ شَيْئاً فَشَيْئاً؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لَاحُجَّةَ لَكَ عِنْدَ اللهِ؟ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ يُقُولُ لَكَ فِي هَذِهِ الْآيَة؟ اِذَا لَمْ تَتَمَكَّنْ مِنْ مُشَاهَدَةِ نَفْسِكَ حِينَمَا كُنْتَ ضَعِيفاً لَاحَوْلَ لَكَ وَلَاقُوَّة؟ فَشَاهِدْ غَيْرَكَ مِمَّنْ جَعَلَهُمُ اللهُ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً؟ حَتَّى تَشْكُرَ اللهَ عَلَى نِعْمَةِ الْبَصَرِ وَالسَّمْعِ وَالنُّطْقِ الَّتِي اَعْطَاكَ اِيَّاهَا مِنْ جُمْلَةِ نِعَمٍ هَائِلَةٍ كَثِيرَةٍ عَلَيْكَ وَعَلَى النَّاسِ جَمِيعاً لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ نَعَمْ اَخِي شَاهِدْ غَيْرَك؟ شَاهِدْ عَلَى الْبَرَامِجِ التَّعْلِيمِيَّةِ وَالْوَثَائِقِيَّةِ وَالْفَضَائِيَّاتِ؟ هَذَا الْمَاءَ الضَّعِيفَ مِنَ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنَ الْوَالِدَيْن؟ نَعَمْ هَذَا الْمَاءُ الْمَهِينُ الضَّعِيفُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ مِنْهُ وَاَوْدَعَهُ فِي صُلْبِ اَبِيكَ؟ ثُمَّ اَصْبَحْتَ مُسْتَقِرّاً وَمُسْتَقَرّاً فِي مَكَانٍ مَكِينٍ فِي رَحِمِ اُمِّك{اَفَرَاَيْتُمْ مَاتُمْنُون؟ اَاَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ اَمْ نَحْنُ الْخَالِقُون{اَلَمْ نَخْلُقْكُّمْ مِنْ مَاءٍ مَهِين؟ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِين؟ اِلَى قَدَرٍ مَعْلُوم؟ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُون؟ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذّبِين(وَيْلٌ لِمَنْ يُكَذّبُ بِهَذَا الْقُرْآن؟ وَيْلٌ لِمَنْ يَتَغَافَلُ عَنْ هَذَا الْقُرْآنِ وَلَايُلْقِي لَهُ بَالاً؟ نَعَمْ اَخِي اَنْتَ ضَعِيفٌ مَهْمَا اَصْبَحْتَ قَوِيّاً؟ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اَصْلَكَ ضَعِيف؟ فَانْظُرْ اِلَى ضَعْفِ جِسْمِ غَيْرِكَ مِنَ النَّاسِ حِينَمَا يُولَد؟ لَقَدْ كُنْتَ مِثْلَهُ؟ فَقَذَفَكَ رَحِمُ اُمِّكَ اِلَى هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ لِتَتَدَرَّجَ بِهَا شَيْئاً فَشَيْئَا؟ نَعَمْ لَقَدْ كُنْتَ فِيمَا مَضَى طِفْلاً مَوْلُوداً صَغِيراً لَكَ يَدَانِ؟ وَلَكِنْ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَبْطِشَ بِهِمَا؟ وَلَكَ رِجْلَانِ؟ وَلَكِنْ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَسْعَى بِهِمَا؟ وَلَكَ اَسْنَانٌ؟ وَلَكِنْ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَقْطَعَ الطَّعَامَ بِهِمَا؟ فَمَنِ الَّذِي هَدَاكَ اَخِي الْغَافِل اَيُّهَا الْمُتَكَبِّرُ الْمُتَجَبِّر؟ مَنِ الَّذِي هَدَاكَ لِتَلْتَقِمَ ثَدْيَيْ اُمِّك؟ اِنَّهُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِين{فَلْيَنْظُرِ الْاِنْسَانُ مِمَّ خُلِق؟ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ؟ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِب{اَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْن؟ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْن؟ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَين(نَعَمْ هَدَاكَ لِيُبْقِيَ عَلَيْكَ حَيَاتَك؟ لِتَكُونَ عُنْصُرَ خَيْرٍ فِي هَذِه الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ تَزْرَعُ الْخَيْرَ؟ وَتَنْشُرُ الْاَمْنَ وَالْاَمَانَ فِي رُبُوعِ هَذِهِ الْاَرْض؟ نَعَمْ هُوَ الَّذِي هَدَاكَ لِهَذَا سُبْحَانَه؟ وَهَلْ تَدْرِي اَخِي الْغَافِلُ عَنْ شُكْرِ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ فِي الْمَاضِي وَالْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَل؟ اِنْتَبِهُوا اَيُّهَا الْغَافِلُونَ وَالْمُغْتَرُّونَ بِقُوَّتِكُمْ سَوَاءٌ كَانَتْ مَادِّيَّة اَوْ مَعْنَوِيَّة؟ هل تَدْرِي اَخِي لِمَاذَا لَمْ تَظْهَرْ اَسْنَانُكَ فِي مَرْحَلَةِ الرَّضَاع؟ حَتَّى لَاتَخْدِشَ ثَدْيَيْ اُمِّك؟ نَعَمْ يَامَنْ تَحْتَفِلُونَ بِعِيدِ الْاُمِّ غَيْرِ الشَّرْعِيِّ؟؟ وَتَذْكُرُونَ فَضْلَهَا وَتَنْسَوْنَ فَضْلَ اللهِ عَلَيْهَا وَعَلَيْكُمْ؟ نَعَمْ يَامَنْ لَاتَحْتَفِلُونَ بِعيِدِ الْاَضْحَى الشَّرْعِيّ اِحْتِرَاماً لِمَشَاعِرِ اَبْنَاءِ الشُّهَدَاءِ بِزَعْمِكُمْ؟ ثُمَّ تَقُولُونَ وَبِكُلِّ وَقَاحَةٍ مَعَ الله؟ لِمَاذَا لَايَنْصُرُنَا الله؟ لِاَنَّكُمْ لَاتَحْتَرِمُونَ شَعَائِرَ اللهِ وَمَنَاسِكَهُ كَمَا تَحْتَرِمُونَ مَشَاعِرَ اَبْنَاءِ الشُّهَدَاء؟ وَلِاَنَّكُمْ تَنْسَوْنَ فِي هَذَا الْعِيدِ الشَّرْعِيِّ الْاَكْبَرِ؟ اَكْبَرَ فَضْلٍ لِلهِ عَلَيْكُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ؟ وَاَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي؟ وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاِسْلَامَ دِينَا{قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا؟هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون(اَلَيْسَتِ الشَّهَادَةُ فِي سَبِيلِ اللهِ اَيْضاً هِيَ اَكْبَرُ نِعْمَةٍ اَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى الشُّهَدَاءِ وَاَبْنَائِهِمْ؟ لِمَاذَا اِذاً تَدْعُونَ اللهَ دَائِماً اَنْ يَرْزُقَكُمُ الشَّهَادَة؟ نَعَمْ اِنَّهَا رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْاِنْسَانُ؟ فَتَفَكَّرْ فِي هَذَا لِتُطَامِنَ وَلِتُخَفّفَ مِنْ كِبْرِيَائِكَ وَمِنْ غَطْرَسَتِك؟ فَتَفَكَّرْ فِي بَدْءِ خَلْقِك؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَنْتَهِي فَتْرَةُ الرَّضَاعِ؟ فَتَظْهَرُ لَكَ اَسْنَانٌ تُسَمَّى الْاَسْنَانَ اللَّبَنِيَّة؟ وَلَهَا فَتْرَةٌ زَمَنِيَّةٌ مُحَدَّدَةٌ اَنْتَ لَاتَسْتَطِيعُ فِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ اَنْ تُنَظّفَ اَسْنَانَكَ؟ فَيَجْعَلُهَا اللهُ بِفَضْلِهِ وَنِعْمَتِهِ عَلَيْكَ اَسْنَاناً مُؤَقَّتَة؟ ثُمَّ تَسْقُطُ هَذِهِ الْاَسْنَانُ اللَّبَنِيَّة؟ وَتَظْهَرُ الْاَسْنَانُ الدَّائِمَةُ الَّتِي تَسْتَطِيعُ اَنْ تُنَظّفَهَا وَتَقْطَعَ عَلَيْهَا الطَّعَام؟ فَلِمَاذَا لَاتَشْعُرُ بِنِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ هُنَا يَااَخِي؟ لِمَاذَا لَاتَتَذَكَّرُ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكَ حِينَمَا كُنْتَ تَحْبُو؟ فَاِذَا بِكَ تَنْهَضُ لِتَسِيرَ؟ فَتَقَعُ عَلَى الْاَرْض؟وَكُلُّ مَنْ حَوْلَكَ مِنَ الْوَالِدَيْنِ وَالْاَقْرِبَاءِ وَالْمَلَائِكَةِ الْمُعَقّبَاتِ؟ يُحِيطُكَ بِعِنَايَتِهِ وَرِعَايَتِه؟ وَالْاَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ كُلّهِ؟ هُوَ عَيْنُ الله؟ فَاِذَا كَانَتْ عَيْنُ اُمِّكَ تَنَامُ رَغْماً عَنْهَا؟ فَاِنَّ عَيْنَ اللهِ تُحِبُّكَ وَتَسْهَرُ عَلَيْكَ لِتَرْعَاكَ؟ وَلَاتَاْخُذُهَا سِنَةٌ مِنْ نُعَاسٍ وَلَانَوْم؟ نَعَمْ اَخِي؟ مَنِ الَّذِي اَوْدَعَ الرَّحْمَةَ فِي قَلْبِ الْاُمّ؟ اِنَّهُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِين؟ مَنِ الَّذِي اسْتَفَزَّ قَلْبَ وَالِدِكَ وَاسْتَنْفَرَهُ رَحْمَةً وَحَنَاناً وَحُبّاً بِكَ لِيَشْقَى لَيْلَ نَهَارَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُؤَمِّنَ لَكَ حَاجِيَاتِكَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَاب؟ اِنَّهُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِين؟ فَكَيْفَ تُنْكِرُ نِعْمَةَ الله؟ وَكَيْفَ لَاتَرْكَعُ وَلَاتَسْجُدُ وَلَاتُزَكِّي مِنْ اَمْوَالِكَ شَاكِراً لِاَنْعُمِهِ؟ مُظْهِراً ضَعْفَكَ اَمَامَهُ وَحَاجَتَكَ اِلَى مَزِيدٍ مِنْ نِعْمَتِهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْك؟ هَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكَ لَسْتَ بِحَاجَةٍ اِلَى مَزِيدٍ مِنْ نَعْمَائِهِ يَامِسْكِين؟ وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُو؟ اَنْتَ بِحَاجَتِهِ؟ وَلَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَسْتَغْنِيَ عَنْهُ؟ وَلَوْ رَزَقَكَ سُبْحَانَهُ مَا فِي الْاَرْضِ جَمِيعاً مِنْ اَمْوَالٍ وَذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَمَاسٍ وَمُجَوْهَرَات؟ وَقَدْ بَعَثَ اِلَيّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ النَّصَارَى فِي الْغَرْبِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا؟ نَحْنُ نَعِيشُ فِي حَضَارَةٍ وَرَفَاهِيَةٍ وَنَعِيمٍ وَمُتْعَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا؟ وَلَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى نَعْمَاءِ اللِه فِي قُرْآنِكُمُ الَّذِي يَقُولُ فِي سُورَةِ الْمَائِدَة{وَلَوْ اَنَّ اَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا؟ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْاَرْض{لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّآتِهِمْ وَاَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيم؟ وَلَوْ اَنَّهُمْ اَقَامُوا التَّورَاةَ وَالْاِنْجِيلَ(وَهُوَ الْعَهْدُ الْقَدِيمُ وَالْعَهْدُ الْجَدِيد{وَمَااُنْزِلَ اِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ(وَهُوَ الْعَهْدُ الْاَخِير وَاَعْنِي بِهِ الْقُرْآنَ الْكَرِيم{لَاَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ اَرْجُلِهِمْ(وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ بَلْ اَنْتُمْ مِنْ اَشَدِّ النَّاسِ حَاجَةً اِلَى رَحْمَةِ اللهِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ وُجُودِ الْحَضَارَةِ الْمَادِّيَّةِ الْهَائِلَةِ الَّتِي تَعِيشُونَ فِي نَعِيمِهَا الزَّائِف؟ وَلَكِنَّ لَعْنَةَ اللهِ كَانَتْ دَائِماً مُرَافِقَةً لِهَذَا النَّعِيمِ الزَّائِف ِالْفَانِي الَّذِي تَتَشَدَّقُونَ بِهِ حِينَمَا سَلَبَكُمْ رَاحَةَ بَالِكُمْ وَطَمَاْنِينَتَكُمْ؟ وَحَرَمَكُمْ مِنَ الْهُدُوءِ وَالِاسْتِقْرَارِ النَّفْسِي؟ وَسَلَّطَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَوْفِ وَالرُّعْبِ وَالْهَلَعِ وَالْقَلَقِ وَالْاَمْرَاضِ النَّفْسِيَّةِ وَالْجَسَدِيَّةِ وَالْعُضْوِيَّةِ؟ مَاجَعَلَكُمْ تَتَمَنَّوْنَ لَوْ اَنَّكُمْ لَمْ تُرْزَقُوا بِهَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ نَقْمَةً عَلَيْكُمْ وَغُصَّةً وَحُرْقَةً فِي قُلُوبِكُمْ؟ فَتَبّاً لَكُمْ؟ وَتَبّاً لِحَضَارَتِكُمْ وَمَا فِيهَا مِنْ مُنَغّصَاتٍ هَائِلَة؟ وَتَبّاً لِهُولِوُدِيَّتِكُمْ؟ وَتَبّاً لِبُولِوُدِيَّتِكُمْ؟ وَتَبّاً لِلْمَخْدُوعِينَ بِحَضَارَتِكُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ مُسْلِمُونَ وَمَااَشَدَّ اِعْجَابَهُمْ بِحَضَارَتِكُمْ ضَارِبِينَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى عَرْضَ الْحَائِط{وَلَاتُعْجِبْكَ اَمْوَالُهُمْ وَلَا اَوْلَادُهُمْ؟ اِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ اَنْ يُعَذّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ اَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُون(نَعَمْ لِتَزْهَقَ اَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ؟ لِاَنَّهُمْ يَصْرِفُونَ الْاَمْوَالَ الْهَائِلَةَ الَّتِي يَحْرِمُونَ مِنْهَا الْمُسْلِمِينَ؟ عَلَى الْاَفْلَامِ الْهِنْدِيَّةِ الصَّنَمِيَّةِ الْوَثَنِيَّةِ وَالصَّلِيبِيَّةِ التَّبْشِيرِيَّةِ الَّتِي يَجْعَلُونَ صُدُورَهُمْ وَصُدُورَ اَبْنَائِهِمْ تَنْشَرِحُ بِمُشَاهَدَتِهَا مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِمْ؟ ضَارِبِينَ بِعُرْضِ الْحَائِطِ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً؟ فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ؟ وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم؟ ذَلِكَ بِاَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَة؟ وَاللهُ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين(نَعَمِ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ؟ بِاِحْيَائِهِمْ لِلْاَمْجَادِ الْيَهُودِيَّةِ وَالصَّلِيبِيَّةِ وَالْوَثَنِيَّةِ الْكَافِرَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام عَلَى حِسَابِ الْاَمْجَادِ الْاِسْلَامِيَّةِ الَّتِي كَانَ الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ اَنْفُسُهُمْ يُمَجِّدُونَهَا اَفْضَلَ مِنْ تَمْجِيدِ الْمُسْلِمِينَ لَهَا؟ فَهَا هُوَ الْمُؤَرِّخُ الصَّلِيبِي غُوسْتَافْ لُوبُّون يَقُول ؟لَمْ يَعْرِفِ التَّارِيخُ فَاتِحاً اَرْحَمَ مِنَ الْعَرَبِ الْمُسْلِمِين؟ وَاَمَّا الْمُسْلِمُونَ فِي اَيَّامِنَا؟ فَمَاذَا جَلَبُوا لِلْاِسْلَامِ اِلَّا الْخِزْيَ وَالْعَار؟ بِشَتْمِهِمْ لِلْاِسْلَام؟ بَلْ تَجَرَّؤُوا عَلَى شَتْمِ رَبِّ الْاِسْلَامِ اَيْضاً؟ بَلْ اِنَّ الْوَاحِدَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَقْذَار اَصْبَحَ يَخْجَلُ وَيَسْتَحِي اَنْ يَقُولَ فِي الْمَحَافِلِ الدَّوْلِيَّةِ اَنَا مُسْلِم؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَرَى الْعَجَبَ الْعُجَابَ فِي قَوْلِهِمْ؟ لِمَاذَا لَايَنْصُرُنَا اللهُ عَلَى بَشَّارَ وَزَبَانِيَتِه؟ اَسْاَلُ اللهَ اَنْ يُسَلّطَ بَشَّارَ عَلَى اَوْلَادِ الْعَاهِرَةِ الَّذِينَ يَشْتُمُونَ اللهَ لِيَقْطَعَ اَلْسِنَتَهُمْ؟ اَللَّهُمَّ اِنْ لَمْ تَكْتُبْ لَهُمُ الْهِدَايَةَ؟ فَخُذْهُمْ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر؟ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ شَرَّ انْتِقَام؟ وَاجْعَلْهُمْ عِبْرَةً لِمَنْ يَعْتَبِر؟ نَعَمْ اَخِي النَّصْرَانِي الْمَسِيحِي؟ اَنْتَ تَقْرَاُ هَذِهِ الْآيَةَ؟ وَلَكِنَّكَ تَتَجَاهَلُ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى{فَلَمَّا نَسُوا مَاذُكِّرُوا بِهِ؟ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ اَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ(مِنَ الْاَمْوَالِ وَالشَّهَوَاتِ وَالنَّعِيمِ وَالتَّرَفِ الَّذِي لَمْ يَحْلُمْ بِهِ اِبْلِيس؟ لَكِنْ هَلْ سَيَبْقَى هَذَا النَّعِيمُ وَمَا فِيهِ مِنْ مُنَغّصَاتٍ مُرَافِقاً لَكُمْ اِلَى الْاَبَد؟ بَلْ اِنَّ الْمُنْغّصَاتِ الْهَائِلَةَ الْمُرْعِبَةَ الْمُفْزِعَةَ الْاُخْرَى الَّتِي لَمْ تَكُونُوا تَتَوَقَّعُونَهَا وَلَمْ تَدْخُلْ فِي حُسْبَانِكُمْ؟ مَاَتزَالُ فِي انْتِظَارِكُمْ{لِيَجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ*(النَّعِيمَ الْمَادِّيَ الَّذِي اَعْطَاكُمْ اِيَّاهُ؟ طُعْماً مُغْرِياً؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَصْطَادَكُمْ وَيَجْذِبَكُمْ بِقُوَّةٍ وَشِدَّةٍ وَعُنْفٍ؟ لِتَقَعُوا فِي الْفَخِّ الْاَكْبَرِ فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ بِشَرِّ اَعْمَالِكُمْ؟ وَلِيَتْرُكَ{*حَسْرَةً فِي قُلُوبِكُمْ( عَلَى هَذِهِ الْحَضَارَةِ وَالنَّعِيم؟ وَلِيَاْخُذَكُمْ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ وَاَنْتُمْ فِي قِمَّةِ فَرَحِكُمْ بِمَجْدِكُمْ وَحَضَارَتِكُمُ الَّتِي بَنَيْتُمُوهَا عَلَى جَمَاجِمِ وَهَيَاكِلِ الْمَوْتَى الْاَبْرِيَاءِ الْمَظْلُومِين؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{حَتَّى اِذَا فَرِحُوا بِمَا اُوتُوا؟ اَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَايَشْعُرُون؟ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا؟ وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين(لِمَاذَا{وَمَنْ اَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي(اَعْرَضَ عَنْ مَجَالِسِ الْعِلْمِ اِلَى مَجَالِسِ الشَّيْطَانِ مِنَ الْفَنِّ وَاللَّهْوِ وَالرَّقْصِ وَالْغِنَاء(فَاِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَا(نَكِدَة لَايَذُوقُ فِيهَا طَعْمَ السَّعَادَةِ اِلَّا بِنَارِ الْغُصَّةِ وَالْحُرْقَةِ وَالْحَسْرَةِ وَالْحَسَدِ وَالضَّغِينَةِ وَالْغِلِّ وَالْحِقْدِ الْاَعْمَى الَّذِي يَاْكُلُ قَلْبَهُ جَمِيعاً(وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اَعْمَى؟ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي اَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرَا؟ قَالَ كَذَلِكَ اَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا؟ وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى(نَعَمْ اَخِي الْمَسِيحِي؟ لَنْ يَجِدَ طَعْمَ السَّعَادَةِ اِلَّا الْمُؤْمِنُ التَّقِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله؟ اَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب(وَذِكْرُ اللهِ هُوَ مَجَالِسُ الْعِلْمِ فِي الْمَسَاجِدِ؟ وَفِي قِرَاءَةِ الْكُتُبِ الْعَادِيَّةِ وَالاِلِكِتْرُونِيَّةِ؟ وَفِي التَّوَاصُلِ عَبْرَ مَوَاقِعِ التَّوَاصُل ِالِاجْتِمَاعِيِّ بِمَا يُرْضِي اللهَ مِنْ تَبَادُلِ الْمَعْلُومَاتِ وَالثَّقَافَةِ الدِّينِيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ؟ وَفِي الِاسْتِمَاعِ اِلَى الْفَضَائِيَّاتِ وَمُشَاهَدَتِهَا؟ وَهَنِيئاً لِمَنْ يُثِيرُ مَوْضُوعاً مَا فِي فَلْسَفَةِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ وَفِي الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ وَيُخَصِّصُ مِنْ اَجْلِهِ جَوَائِزَ مَالِيَّةً مُشَجِّعَةً؟ مِنْ اَجْلِ تَشْجِيعِ النَّاسِ عَلَى الْاِجَابَةِ عَلَى بَعْضِ الْاَسْئِلَةِ؟ لِيَخْتَبِرَ فَهْمَ النَّاسِ فِيمَا قَرَؤُوهُ اَوِ اسْتَمَعُوا اِلَيْهِ مِنْ هَذَا الْمَوْضُوع؟ لِاَنَّهُ الْاُسْلُوبُ الْاَنْجَحُ فِي اِيصَالِ هَذِهِ الْفَلْسَفَةِ الرَّائِعَةِ اِلَى عُقُولِ النَّاس؟ بِدَلِيلِ النَّخْلَةِ الَّتِي كَانَ يَسْاَلُ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ اَصْحَابَهُ بِمَا يُشَوِّقُهُمْ اِلَى مَعْرِفَتِهَا وَيَجْذِبُهُمْ وَلَوْ بِاُسْلُوبٍ مِنَ اللُّغْزِ الْمُحَيِّرِ الظَّرِيفِ الَّذِي لَاقَى اسْتِحْسَاناً رَائِعاً وَقَبُولاً هَائِلاً فِي نُفُوسِ النَّاس حَتَّى اَنَّهُمْ جَعَلُوهُ مِنَ التَّرْبِيَةِ الْحَدِيثَةِ النَّاجِحَةِ الْهَادِفَةِ الَّتِي سَبَقَهُمْ اِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ مُنْذُ مِئَاتِ السِّنِين؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ اَحَدُ الصَّحَابَةِ؟ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي اَنَّهَا النَّخْلَة؟ وَلَكِنِّي اسْتَحْيَيْتُ مِنَ الْاِجَابَةِ اَمَامَ الْحَاضِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ؟ بِسَبَبِ صِغَرِ سِنِّي؟ وَاَمَّا النَّاسُ فِي اَيَّامِنَا؟ فَقَدْ اَصْبَحُوا لَايَسْتَحُونَ وَلَايَخْجَلُونَ مِنَ الْاِجَابَةِ؟ بَلْ يُجِيبُونَ عَبَّاسَ النُّورِي رِجَالاً وَنِسَاءً عَنْ اَخَصِّ خُصُوصِيَّاتِهِمْ؟ وَلَايَسْتَحُونَ وَلَايَخْجَلُونَ اَنْ يَكْشِفُوا اَمَامَ النَّاسِ جَمِيعَ عَوْرَاتِهِمْ وَاَسْرَارِهِمْ؟ بَلْ اِنَّ عَبَّاسَ النُّورِي؟ حَرِيصٌ جِدّاً عَلَى كَشْفِ هَذِهِ الْعَوْرَاتِ وَتَوْثِيقِهَا جَيِّداً عَلَى جِهَازِ فَحْصِ الْكَذِبِ وَمِقْيَاسِهِ بِمَا لَايَدَعُ مَجَالاً لِلشَّكِّ؟ مِنْ اَجْلِ تَوْثِيقِ الْكَرَاهِيَةِ وَزَرْعِهَا بَيْنَ الْاَرْحَامِ وَبَيْنَ الْمُتَصَاهِرِينَ؟ وَبِمَا لَايَخْدِمُ الْاِسْلَامَ؟ وَلَايَخْدِمُ عَقِيدَةَ التَّوْحِيدِ؟ وَلَايَخْدُمُ الْمُسْلِمِينَ اِلَّا بِمَزِيدٍ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ عَلَيْهِمْ؟ وَمَزِيدٍ مِنَ الْكُفْرِ بِنِعْمَةِ اللهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْرَا؟ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرَا{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطّعُوا اَرْحَامَكُمْ؟ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ{اِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ اَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا؟ لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة(نَعَمْ لَقَدْ قَامَ اَرْدُوغَان بَارَكَ اللهُ فِيهِ بِحَجْبِ مَوَاقِعَ هَائِلَةٍ مِنَ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِي؟ لِاَنَّهَا مَوَاقِعُ شَيْطَانِيَّة؟ حَرِيصَة عَلَى زَرْعِ بِذْرَةِ الشِّقَاقِ وَالتَّفْرِقَةِ وَالْحِقْدِ وَالْكَرَاهِيَةِ بَيْنَ اَبْنَاءِ الْاُسْرَةِ الْوَاحِدَة؟ وَاَمَّا نَحْنُ الْعَرَب؟ فَمَا زِلْنَا حَرِيصِينَ عَلَى تَوَافِهِ الْاُمُورِ وَسَفَاسِفِهَا؟ بَلْ نُنْفِقُ عَلَيْهَا مَلَايِينَ الرِّيَالَاتِ السُّعُودِيَّةِ وَالْخَلِيجِيَّة؟ وَالْاَطْفَالُ فِي سُورِيَّا يَمُوتُونَ جُوعاً حَتَّى قَامَتْ اُمُّهُمْ بِاِحْرَاقِ جَسَدِهَا؟ لِاَنَّ الْمُجْرِمِينَ مِنَ الْعَاهِرِينَ وَالْعَاهِرَاتِ الَّذِينَ يُجِيعُونَ اَطْفَالَهَا؟ حَرَقُوا قَلْبَهَا لَوْعَةً عَلَى اَطْفَالِهَا؟ قَبْلَ اَنْ يُحْرِقُوا جَسَدَهَا؟ فَتَبّاً لَكُمْ؟ وَتَبّاً لِفُنُونِكُمْ وَغِنَائِكُمْ؟ وَتَبّاً لِمَنْ يُصَوِّتُ مِنْ اَجْلِكُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ قُسَاةِ الْقُلُوبِ الَّذِينَ لَمْ يَجْمَعُوا الْفُقَرَاءَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ؟ وَلَمْ يُصَوِّتُوا يَوْماً مِنْ اَجْلِ نَجْدَةِ فَقِيرٍ جَائِع؟ وَلَا جَرِيحٍ يَنْزِفُ حَتَّى الْمَوْتِ وَيَحْتَاجُ اِلَى عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ مُكْلِفَة؟ وَعِلَاجُهُ اَوْلَى مِنْ عِلَاجِ مَرْضَى السَّرَطَانِ الَّذِينَ يَحْتَاجُونَ اِلَى فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ مِنَ الْعِلَاج؟ وَاَمَّا الْجَرِيحُ؟ فَاِنَّهُ يَحْتَاجُ اِلَى السُّرْعَةِ الْقُصْوَى الْعَاجِلَة؟ مِنْ اَجْلِ عِلَاجِهِ وَاِنْقَاذِهِ مِنَ الْمَوْت؟ نَعَمْ اَخِي؟ كَيْفَ تُنْكِرُ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْك؟هَلْ اَنْتَ مِنَ الَّذِينَ{يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا(فَكَيْفَ تُنْكِرُ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكَ وَقَدْ كُنْتَ تَحْبُو؟ ثُمَّ اَصْبَحْتَ تَشُبُّ شَيْئاً فَشَيْئاً؟ وَلَايُؤَاخِذُكَ اللهُ حَتَّى تَبْلُغَ سِنَّ الرُّشْدِ وَهُوَ سِنُّ التَّكْلِيف؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ سَتُسْاَلُ اَخِي عَنْ فِعْلِكَ؟ وَعَنْ عَمَلِكَ؟ وَعَنْ قَوْلِكَ؟ وَعَنْ سُلُوكِكَ؟ نَعَمْ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ سَتُسْاَلُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ نَعَمْ اَخِي مِنْ هُنَا يَبْدَاُ تَكْلِيفُ اللهِ لَك؟ وَاَنْتَ كَذَلِكَ اَخِي يَجِبُ اَنْ تُكَلّفَ اَبْنَاءَكَ؟ وَاَنْ تُعَلّمَهُمُ الرُّجُولَةَ مُنْذُ الصِّغَر؟ لَا كَمَا يَفْعَلُ الْمُسْلِمُونَ فِي اَيَّامِنَا مِنَ الْخِزْيِ وَالْعَارِ فِي تَرْبِيَةِ اَبْنَائِهِمْ؟ حِينَمَا يُطِيلُونَ طُفُولَتَهُمْ؟ فَيَبْلُغُ الْوَلَدُ مِنْ اَوْلَادِهِمُ الْخَامِسَةَ وَالْعِشْرِينَ مِنْ عُمُرِهِ؟ وَمَازَالَ وَالِدُهُ يُغَنِّجُهُ وَيُدَلّعُهُ وَيُمَسِّدُ لَهُ بَيْضَاتِهِ فِي خُصْيَتَيْهِ وَاَعْضَائِهِ التَّنَاسُلِيَّةِ وَلَايَرُدُّ لَهُ طَلَبَا؟ بَلْ يَجْعَلُهُ كَالْاَمِيرِ الضَّارِط؟ بَلْ اُقْسِمُ بِالله وَحَاشَ لِله؟ اَنِّي سَمِعْتُ بَعْضَ الْآبَاءِ يَقُولُونَ لِاَبْنَائِهِمْ؟ سَاَزْرَعُ فِجْلاً عَلَى خُرَائِكَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ يَاوَلَدِي اَوَّلُهُ مَنَافِع وَآخِرُهُ مَدَافِع وَسَآكُلُ مِنْه؟ فَيَبْقَى الْوَلَدُ كَمَا يَقُولُ الْعَوَام (اَكْلُ وْمَرْعَى وْقِلّة صَنْعَة( يَاْكُلُ وَيَرْعَى وَيَخْرَى عَلَى لِحْيَةِ وَالِدَيْه؟ فَاَبْشِرُوا اَيَّهَا الْاِخْوَة؟ وَانْعَمُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ بِطَنْطَاتِ الْمُسْتَقْبَلِ الَّذِينَ لَايُجِيدُونَ اسْتِعْمَالَ السِّلَاح؟ بَلْ لَايُجِيدُونَ اسْتِعْمَالَ السَّكَاكِين؟ وَالْعَدُوُّ يَتَرَبَّصُ بِنَا مِنْ كُلِّ جَانِب؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّهَا نِعْمَةٌ كُبْرَى اَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْنَا؟ اَنْ جَعَلَنَا نَقْتُلُ بَعْضَنَا بَعْضاً{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ(لِمَاذَا؟لِاَنَّنَا حِينَمَا نَقْتُلُ بَعْضَنَا بَعْضاً؟ نُصْبِحُ اَمْواتاً تَحْتَ التُّرَاب؟ وَلَكِنَّ اَحْفَادَ الْقِرَدَةِ الْيَهُود وَالصُّلْبَانَ الْخَنَازِيرَ الْخَوَنَة؟ لَايَعْرِفُونَ شَيْئاً عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ؟وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيّ(وَلِذَلِكَ فَهُمْ يَجْهَلُونَ مَايَنْتَظِرُهُمْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ؟ مِنَ الضَّرَبَاتِ الْقَاضِيَةِ الَّتِي سَتَجْعَلُهُمْ يَتَمَنَّوْنَ؟ لَوْ اَنَّهُمْ مَااَشْعَلُوا نَاراً لِلْحَرْبِ الْاَهْلِيَّةِ يَوْماً مِنَ الْاَيَّام؟ لِاَنَّ الْحَرْبَ الْاَهْلِيَّةَ عَلَى الرَّغْمِ مِمَّا جَلَبَتْهُ لَنَا مِنْ مَآسِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ رَغْماً عَنْهُمْ؟ تُدَرِّبُ الْجَيْشَ النِّظَامِي وَالْجَيْشَ الْحُرَّ؟ عَلَى اسْتِعْمَالِ السِّلَاحِ الثَّقِيلِ وَالْخَفِيفِ بِكُلِّ اَنْوَاعِهِ؟ مِمَّا يَجْعَلُهُمَا اَقْوَى جَيْشَيْنِ فِي الْعَالَمِ كُلّهِ؟ وَمَابَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الْيَهُودِ اِلَّا مَسَافَاتٍ قَلِيلَة؟ وَمَنْ يَدْرِي؟ فَقَدْ يَعُودُ اِلَيْهِمَا رُشْدُهُمَا وَصَوَابُهُمَا يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ؟ وَيَمْشِيَانِ فِي الِاتِّجَاهِ الصَّحِيحِ؟ وَيَقُومَانِ بِتَصْحِيحِ اتِّجَاهِ الْبُوصِلَةِ الْعَشْوَائِيَّةِ؟ مِنْ صُدُورِ اَهْلِهَا الَّذِينَ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ اِلَى صُدُورِ اَعْدَائِهَا الْيَهُود؟
Bookmarks