صورة ارشيفية
مع انتهاء مهلة التصحيح التي حددتها السعودية للعمالة غير المشروعة بات كابوس الترحيل يهدد الاف اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم بين غربة من دون كرامه ووطن بدون لقمة عيش ... أحد المغتربين كتب هذه الرسالة يعبر عن حالته ..كتبها فؤاد اليماني السيد عبد ربه منصور هادي ..رئيس الجمهورية
السيد محمد سالم باسندوة رئيس مجلس الوزراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قبل عشرات السنيين بدأ المواطن اليمني يشد الرحال الى أرض المهجر بحثا عن لقمة عيش ومستقبل آمن وحياة كريمة ,, تركنا الوطن وهجرنا الأهل والخلان .. وقلوبنا تتقطع كمدا وأعيننا تفيض من الدمع .. لم نرحل مخيرين .. ولكنا مجبرين . كانت أحلامنا وكل أمانينا أن نعود إلى وطننا وقد استقام عودة وتحسنت أوضاعه لنبنيه بسواعدنا ونرسم البسمة على شفاه اطفالنا .. في بلاد المهجر , كل يوم تهفو قلوبنا إلى الوطن وتتقطع كمدا كلما أثخنته الجراح وتكالب عليه الأعداء .. شاركناكم أفراحكم الضئيله ,, وشاركناكم أحزانكم الكثيرة ,,, وسرنا معا في مركب واحد اسمه مركب الأوطان ,,, وتفاجئنا اليوم أننا أصبحنا في مركب الخذلان ,,,
صمت مريب ,, وتجاهل مستمر لأحوالنا وهمومنا ومشاكلنا ,,, والسبب مجهول ..أيها السادة ,, نحن لا نريد منكم خاتم سليمان أو عصى موسى السحرية ,, مجرد تضامن منكم كان كفيل بأن يشعرنا بالأمان ... كلمة تنديد كانت كافية بأن تزرع فينا احساس بأن هناك وطن يحمينا ويفتح أحضانه لنرتمي فيها عندما يحدق بنا الخطر ,,,
ربما كانت كافيه بان تزيح عنا وشاح المجهول الذي ينتظرنا ... ولكن ... يبدو أنكم توليتم مسؤولية لستم أهلا لها ,,السيد رئيس الجمهورية .. نحن نعلم أن تلك القرارات التي اتخذتها المملكة تعتبر قرارات سيادية وخاصه بوطنهم وليس لنا ولكم الحق في اعتراضها ,, وتلك صفحات تاريخهم فليسطروها بما يشاؤون ,, ولكن دبلوماسيتك كانت تستطيع أن تفعل الكثير بصفتك رئيس لدولة مجاورة ,,, كنت تستطيع أن تمتلك محبة اثنين مليون مغترب يمني غالبيتهم ينتظرون الآن المجهول ,, ولكن للأسف ,,, لا نعرف سر صمتك .. أخبرنا ياسيادة الرئيس ,, ماذا فعلت الدولة من أجل استقبال هؤلاء المرحلين ,, أم أن المجهول سيكون سيد الموقف ... أخبرنا يا سيادة الرئيس .. ماذا فعل وزير المغتربين الذي يتغنى كل يوم بإنجازاته الواهية ,,,وعن يده التي يمدها كل يوم أمام المنظمات الدولية طلبا للمساعدة باسم المغتربين الذي يتبرؤون منه تبرأ الذئب من دم يوسف ,,, أخبرنا يا سيادة الرئيس ماذا فعلت بشأن سفارة اليمن في المملكة والتي كانت ومازالت السبب الاول في كل مشاكلنا ومعاناتنا .. واخر فضائحها تصاريح المرور التي استغلت فيها المواطنين الحالمين بالعودة إلى وطنهم بكرامة ,,, وانتهت المهلة وهم أمام السفارة المثخنة بالفساد ينتظرون غيثها ,,,, أخبرنا ماذا بشأن أولئك المساجين منذ سنوات وسفارتنا الغير محترمة ترفض الإستجابة لهم ,,,. وماذا فعلت أيها السيد الرئيس لوزارة الخارجية التي عفى على وزيرها الزمن وأصبحت الوزارة أحد املاكه الخاصة.
أيها السيد الرئيس .... ظلمتنا وقتلت أحلامنا يوم أن عينت لنا وزيرا تاريخه ملطخ بالفساد .. ظلمتنا يوم أن وقفت صامتا أمام فساد سفارتنا في المملكة وسفارة الخارجية القريبة من منزلك ,, فلا تقتلنا اليوم بصمتك ,, فالطعن في ظهر الميت حرام ... وإلى السيد رئيس الوزراء ,,,
نحن أحق بدموعك الطاهرة اليوم ,,, مئات الآلاف من المغتربين بحاجة إلى دموع البراءة منك ,, فلماذا تخذلنا ونحن من رأينا في عينيك ملاك الرحمة ,,, كيف طاب لك أن تجلس مع وزير قتل كل أحلامنا ودمر بقايا كرامتنا في بلد الاغتراب ,,, أخبرنا أيها السيد ,, أين ذهب المجلس الأعلى للمغتربين الذي منحته تصريح المزاولة وأين ذهب رئيسة الذي جلست معه على مائدة واحدة فاستغل طيبة قلبك وصفاء سريرتك ليمر بفساده فوق عش وطنيتك ... أخبره الان أن المغتربين على حافة الهاوية وهو يمارس هواياته في اسطنبول ...؟ سنترحل نحن!! لا مشكلة في ذلك ,, ولكن ,, ستحمل أنت وحكومتك وزر ذلك.السادة رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء ... نحملكم تبعات ما سيحدث للمغتربين فأنتم ولات الأمر ,,, ولتعلموا أن مئات الآلاف من المغتربين المهددين بالترحيل لن يعودوا إلى ديارهم ,, ولكن سنعود إلى ميادين الحرية والإباء لنقود ثورة جديدة تخرج الحق من الباطل ونبني دولة مدنية تحفظ للمواطن كرامته في الداخل والخارج ,,, الوطن ليس بحاجه إلى مزيد من الجراح والمشاكل فلا تتجاهلون صيحاتنا .. فحقوقنا سنأخذها من مخالب الذئاب ولو بعد حين .... وستبقى كرامتنا مصانة ما بقيت قلوبنا تنبض بالحياة.
Bookmarks