تخيلت بلقيس مهاجره عن ارضها فاستحضرت ما قال ايليا ابو ماضي
واسقطت فحوى القصيد على واقع بلقيس المهاجره ، وكاني انا شاعرها
الذي يحس بما يجول بتفكيرها وافهم لغة عيونها ، لا تستغربوا ذلك
فكل مهاجر منا وان كان سعيداً في حياته الا ان هناك في اعماقه
خوف وهلع من شيء يخاف عليه وتنتابه احياناً طعنات خناجر
لا جروح او دماء لها ولكنها احاسيس تنتاب جسده المنهك من هول
اخبار ترد اليه عن وطن يعشقه حد الجنون
السحــــــب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين
والشمــــــــــــــــــس تـــــــــــبـــــــدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
والبحـــــــــــــــــــــر ساجٍ صامـــــــــــــــــتٌ فيه خشوع الزاهدين
لكنما عـــــــــيناك باهتتان في الأفـــــــــــــــــــــق البعـــــــــــــيد
سلمى …بماذا تفكرين؟
سلمى …بماذا تحلميـــــــن؟
الا ترين يا بلقيس ان لك شبيه هي سلمى ؟
احلام طفولتنا كانت هناك بين الروابي والسهول
كنا نلعب ونمرح فلا حدود ولا خوف من الاتي البعيد
تطرب المسامع بصوت ناي راعي الغنم في السهول
وتغريد فلاح خلف محراث يزرع الارض حبوب
وصوت مؤذن يسبح لله اذا حل المساء والسكون
الا ترين يا بلقيس لماذا اهيم في وطني ولا احيد
أرأيت أحلام الطفــــــــــــــــــــولة تختفي خلف التخوم؟
أم أبصرتْ عيناك أشــــــــــــــــباح الكهولة في الغيوم؟
أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجـــــــــــاني ولا تأتي النجوم؟
أنا لا أرى ما تلمـــــــــحـــــــــــــــــــــين من المــشــــاهد إنما
أظلالـــــها في ناظريك
تنم ، ياســـلمى ، عليك
من هي سلمى ؟ اني اخاطبك يا بلقيس
وطني يا بلقيس ليس سلعة تباع في سوق النخاسة
وطني يا بلقيس ليس تركة تقسم بين ورثه
وطني يا بلقيس ليس منصب اسعى لنيل كرسيه
وطني يا بلقيس هواء اتنفسه
ودماء في شرايين للحياه تنعشه
وقصائد شعر في مناجاتي اكتبه
وطني يا بلقيس دره نادره
وحبي له لايقارن في الامثله
اعشقه حد الجنون
ثم ياتي احدهم ويقول
لاجل الحقوق دعني امزقه ؟؟
إن كان قد ســــــــــــــــــتر البلاد سهـــــولها ووعورها
لم يسلـــــــــــــب الزهر الأريج ولا المياه خـــــــريرها
كلا ، ولا منعَ النســــــــــــــــــــائم في الفضاءِ مسيرُهَا
ما زال في الــــوَرَقِ الحفــــيفُ وفي الصَّبَا أنفــــــاسُها
والعــــــــندليب صداحُه
لا ظفـــــــــــرُهُ وجناحهُ
فاصغي إلى صـــــــــوت الجداول جارياتٍ في السفوح
واســــــتنشـــــــــقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح
وتمتعي بالشــــــــــــــهـــــب في الأفلاك مادامتْ تلوح
من قــــــبل أن يأتي زمان كالضـــــــــــــباب أو الدخان
لا تبصرين به الغــدير
ولا يلـــــــذُّ لك الخرير
بلقيس اني احب اليمن
الرياشي
Bookmarks