لم يكن أشدّ المتفائلين بغلطة سراي التركي يتوقّع وصوله هذا العام إلى الدور رُبع النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، خاصةً أنّ أبناء إسطنبول لم يجمعوا سوى نقطة وحيدة في مرحلة الذهاب من دور المجموعات جاءت بعد خسارتين (أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي 0-1 وسبورتينغ براغا البرتغالي 0-2).
ومع بزوغ النجم بوراك يلماز، الذي أهدى التعادل لفريقه أمام (كلوج الروماني 1-1) قبل ثلاث عشرة دقيقة من نهاية المباراة الأخيرة في مرحلة ذهاب المجموعات، كان لغلطة طموحٌ مختلفٌ في البطولة، فالهدف الأوّل كشف عن انطلاقةٍ جديدة لضيفٍ ثقيل الظلّ على الأندية التي واجهها في البطولة، علماً بأنّ بوراك نفسه فشل في تدوين اسمه بدوري الأبطال مع ناديه السابق طرابزون سبور الموسم الماضي.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





هدف يلماز كان الشرارة الأولى لإطلالته القويّة في البطولة الأوروبية فسجّل بعده مباشرةً ثلاثة أهداف قاد بها غلطة سراي للفوز على كلوج خارج أرضه (3-1)، ثم وقّع على الهدف الوحيد الذي أهدى النقاط الثلاث لفريقه أمام مانشستر، قبل أن يسجّل هدف التعادل في لقاء براغا، الذي انتهى لصالح تلاميذ فاتح تريم (2-1).
لم تؤثّر تعاقدات الفريق التركي في الانتقالات الشتوية على نجومية صاحب الـ27 عاماً، فطغى بريقه في أرض الملعب على الإيفواري ديديه دروغبا والهولندي ويسلي شنايدر وسجّل هدفين آخرين في لقاءي شالكه الألماني ذهاباً وإياباً ضمن الدور ثُمن النهائي من دوري الأبطال، ليعبّد الطريق أمام زملائه للوصول لرُبع نهائي المسابقة ويتربّع الوافد إلى غلطة هذا الموسم على صدارة هدّافي البطولة بثمانية أهداف بالاشتراك مع البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد الإسباني.
صاحب الـ188 سم امتاز بالكرات الهوائية بشكلٍ ملفت فسجّل نصف أهدافه الثمانية من ضربات رأس ومعظمها من وضعيات صعبة، كما أصبح صاحب النسبة الأفضل في البطولة من خلال نسبة دقائق المشاركة والأهداف المسجّلة بهدفٍ في كلّ 84.6 دقيقة متفوّقاً على أبرز نجوم العالم ابتداءً من رونالدو ثمانية أهداف في 720 دقيقة (هدف كلّ 90 دقيقة)، والأرجنتيني ليونيل ميسي 7 أهداف في 662 دقيقة ( هدف كل 94.5)، دون احتساب من سجّل أربعة أهداف في البطولة.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



في تركيا قلّما نجد مُدرّباً أو حارساً أو مدافعاً لا يخشى بوراك وخطورته الكبيرة سواءً في الكرات العالية أو الهجمات المرتدّة، حتى التصويبات من داخل وخارج منطقة الجزاء، فصاحب الأهداف المميّزة فرض نفسه بقوةٍ في الموسم الماضي، عندما تصدّر لائحة الهدّافين بـ33 هدفاً مع طرابزون سبور، الذي حلّ معه في المركز الثالث، علماً بأنّ جميع لاعبي الفريق سجّلوا 60 هدفاً بالدوري التركي.
اللاعب الرحّال تنقّل بين سبعة أندية وجميعها في تركيا (أنطاليا سبور وبيشكتاش ومانيسا سبور وفنربهتشه وإسكيشيهير سبور وطرابزون وغلطة) وهو ما زال في السابعة والعشرين من عمره، مما يعني أنّه كثير التملمُل أو ما زال يبحث عن التجربة التي تلبّي طموحه، حيث كانت أطول فترة له في أنطاليا الذي قضى معه أربعة مواسم كاملة.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ستكون مهارة بوراك على المحكّ في لقاءي رُبع النهائي أمام ريال مدريد بالثالث والتاسع من الشهر القادم، خاصةً أنّ هدّاف الدوري التركي حتى الآن بـ16 هدفاً، سيواجه حصاراً قويّاً من سيرجيو راموس والفرنسي رافائيل فاران أوالبرتغالي بيبي، بحسب رغبة مدرّبهم البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي لن تكون مهمّته سهلة أمام الخبير دروغبا وظاهرة دوري الأبطال الجديدة بوراك الموقّع على ثمانية أهداف من أصل أحد عشر سجّلها فريقه في البطولة.