بينما كانت عقارب ساعة اليد الخاصه بي تتدحرج بأنسجام تام.. الصغير يُشير إلى الرقم 11 ومتجاوزه كثيراً لكن العقرب الكبير في تِلك اللحظه يُشير إلى الرقم 45 تقريباً .. و المساء هنا يعانق صباح اليوم التالي ..
و عندما كُنت متجهاً إلى منزلي الذي يبعُد عن عملي في حدود خمسا عشر حركه من حركات العقرب الكبير أي ربع ساعه تقريباً بوسيله من وسائل المواصلات التي في صنعاء و التي تحس وانت على متنها انك على مُدرعه وليس وسيلة نقل و يخرج الشخص منها وهو مريض نفسياً حتى لو إستعمل حزام الامان الذي لا نعرفه في اليمن ..
في ذلك اليوم فقط لم أحضر معي معطفي الاسود و الذي قال من أهداني إياه ان أنه مصنوع من الجلد الفاخر العراقي حتى أني عندما البسه أتخيل نفسي القائد العربي ( صدام حسين ) و اتخيل في أصابعي نوع من أنواع السيجار الفاخر ( الكوبي ) الخاص الذي كان يصل لصدام حسين خصيصاً من كوبا ..
ولأن جو صنعاء غدار لا أمان له فقد تحس بحراره الجو في لحظات ثم يتغير في لحظه أخُرى .. دغدغني مُلوحاً لي بوجوب لبس معطفي ..
دائماً عندما اريد ان افكر وان اتخذ قرار اخرج في الليل و افكر بكل هدوء بعيداً عن ضجة أخوتي الصغار ومشاغل البيت ...
فحبيت ان أُفَكِر في تلك الليله ... ولاني بت أخاف من المقوله التي تقول ( يستاهل البرد من ضيع دفاه ) لانها باتت تُزعجني هذه الايام حتى بعيداً عن البرد ..!!
فهبيت مهرولاً إلى المنزل وانتشلت صديق الشتاء معطفي الاسود مع أخذ غطاء اسود أيضاً للوجه .. وخرجت إلى الحي و انا مدجج بالسلاح الذي استطيع ان ادافع به عن نفسي من البرد ... هنا تخيلت نفسي صدام حسين وانا انفث من فمي بخار الهواء الناتج من الهواء الدافئ الذي يخرج من فمي ويصتدم بالهواء البارد فيكون بخار على شكل دخان و هو دخان السيجار الكوبي الذي اخبرتكم اعلاه عنه ..
ذهبت إلى احد الاصدقاء في الحي وتطمنت على حاله و تواعدنا للقاء في اليوم التالي ..
من ثم خلوت بنفسي .. أمشي أنتظر القمر الذي وعدني او المح لي انه سيحظر .. لكني نسيت ان القمر شبه هلاً هذه الأيام و إحتمال انه لن يحظر حتى نفكر سوياً في الأمور التي تشغلني ..
بينما الهدوء يسود المكان كُنت اسمع خطوات قدماي واحاول ان اصنع نغمة تثنيني في التفكير عن ما يحدث ولماذا اختفى القمر ولم يظهر ..
يداي في وسط الجيوب التي هي جانبا المعطف و تارتاً رأسي إلى الاسفل افكر و تارتاً إلى السماء احدق في النجوم و احاول ان اتكهن كما يتكهن العرافون و اقول لنفسي ( لما لم يحظر القمر ؟) ..
هرولت الدقائق حتى وصلت و تجاوزت حدود الساعه الوحده و النصف ليلاً و انا لا زلت اتغنى على نغمات عبد المجيد عبد الله
( عمري ما فكرت فيك ) .. و كنت لا زلت افكر فيما يشغل بالي ..
هل مللت يا طبينا الغالي ؟ .. هانت فتابع فقد وصلنا ..!!
فجئه أحسست بقشعريره في جسمي الدافئ .. قشعريرة تحذير ..!!
أحسست ان الوقت قد داهمني وان لا مجال لتفكير في هذا الوقت و لاحتى القمر سيأتي ويفكر معي ..
و انا عائداً فقط احسست بالبرد الشديد فقد اصابتني سهامه رغم الدروع التي كُنت البسها ..
كل هذا بالأمس يا طبيبنا .. و اليوم بحر مصاب بضربة برد حاده ..
فهلا أعطيتني الدواء ؟ فقد اخبرتك بملابسات ما حصل بالتفصيل يا طبيبنا ..!!
هلا اعطيتني دواء لضربة البرد هذه التي اتت بسبب التفكير الليلي وانتظار القمر ليفكر معي ؟
Bookmarks