الحياة الزوجية تفاعل اجتماعي بين من جمع الله قلبيهما على
السكن والرحمة ، ويتم ذلك عبر تفاعل حسي وعقلي ووجداني
بين الزوجين ، فالزوج عندما يلاحظ سلوك الزوجة يفهم ويدرك مدى إخلاصها ومودتها ويستجيب له بسلوكيات تفهمها وتستجيب لها ...
ومن الناحية النفسية يعتبر المظهر الحسن والرائحة الزكية والكلام الطيب المتبادل بين الزوجين من اهم المثيرات الايجابية للتفاعل الزوجي ، ولذلك ينصح كل من الزوجين بالتزين للآخر ، فيريه منه ما يشرح صدره ويسمعه من الكلام ما يعجبه ويرضيه من ثناء وتقدير ويشممه من الروائح ما يعجبه حتى يجذبه اليه ولا ينفره منه ...
وعلماء المسلمين دعوا الى ضرورة تزين الزوجة لزوجها حتى تجدبه اليها ، بل ايضا على الزوج ان يتحمل لزوجته حتى لا تنفر منه ..
وقد طالب عبد الله بن جعفر بن ابي طالب عندما كان يوصي إبنته العروس قبل زفافها ، حيث قال لها : "عليك بالكحل فانه أزين الزينة واطيب الطيب الماء " ويقول ابو الفرج في كتاب تحفة العروس للاستانبولي : " تحظى المرأة بقلب زوجها بعد تمام خلقها ، وكما حسنها ، عندما تكون مواظبة على الزينة والنظافة ، وعاملة بما يزيد من حسنها من انواع الحلي واختلاف الملابس ووجوه الزينة التي توافق زوجها ، ويستحسنه منها ، ولتحذر الزوجة كل الحذر أن يقع بصر زوجها على شيء مما يكره من وسخ او رائحة
مستنكرة "
ويخطئ من يعتقد من الازواج أن التزين والتجمل والتطيب مطلوب من الزوجة لزوجها وغير مطلوب من الزوج لزوجته ..
وهذا المعتقد يخالف شرع الله ، الذي جعل للمرأة من الحقوق مثل الذي عليها من الواجبات .
قالى تعالــــــى : {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف }
ومن حيث واجب المرأة التزين لزوجها ، فعلى الزوج ان يتزين لها ، فلا تراه الا في صورة حسنة ولا تشتم منه الا راتحة زكية .
ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة ، حيث قال صلى الله عليه وسلم :
( خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي ) وكان اول ما يفعله عند دخول البيت السواك ....
وعن ابن عباس رضى الله عنهما ما جاءمن قول : " إني اتزين لامرأتي كما تتزين لي ".
وكان لسيدنا عمر بن الخطاب امير المؤمنين رضي الله عنه بصيرة بالعلاج النفسي في المشكلات الزوجية فعندما دخل عليه رجل اشعث أغبر ومعه زوجته تقول يا أمير المؤمنين لا اريد هذا الرجل .
فأمره عمر بالاستحمام وتهذيب شعره وتقليم اظافره .. ففعل الزوج فلما راته زوجته رجعت عن طلبها .
فقال عمر : " هكذا فاصنعوا لهن ، فواللــه إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم ".
Bookmarks