لم يشهد وادي حضرموت و مناطق أخرى من الجنوب المحتل فعاليات و أنشطة للحراك الجنوبي منذ انطلاق الثورة الجنوبية المباركة في 7/7/2007 م و حتى انطلاق ثورة شباب التغيير في اليمن الشقيق في 3/2/2011 م .

و لا يرجع ذلك إلى : نقص الروح الوطنية عند أهل هذه المناطق ، إنما لعده أسباب أهمها : تركيز قيادة الصف الأول في الحراك الجنوبي نشاطها في المناطق التي تتواجد بها قواعدها بحجم كبير في بدايات مراحل الثورة الجنوبية ؛ فدشنت في تلك المناطق ثورة الحراك ، و تطورت تدريجيا : طرحا ، و حجما ، و تنظيما ؛ حتى وصل الحراك الجنوبي إلى ما هو عليه اليوم في تلك المناطق .

و كان أبناء وادي حضرموت يشعرون بالغبطة مما يحدث في مناطق الثورة في الوطن الجنوبي ، و يتمنون : أن تصل الثورة إلى مناطقهم ؛ ليؤدوا واجبهم و يشاركوا فيها ، غير أنهم لم يجدوا من يتقدمهم و يجمعهم في ذلك السبيل . و خشيت كل مجموعة من أنصار الحراك تتعارف فيما بينها في الوادي : من تقدم الصفوف و تنظيم الفعاليات المؤيدة للحراك خوفا : من تأخر تأييد و التحاق سكان وادي حضرموت بهم ؛ فيظهرون بفردهم في الساحة ، و يعود ذلك بالضرر على الحراك في وادي حضرموت و عليهم .

غير أن الجميع تفاجأ عندما ظهر الحراك في مناطق من الجنوب لم تشهد حراكا من قبل كـ : وادي حضرموت ، و مناطق تمكن العدو من تقييد نشاط الحراك فيها كـ : العاصمة عدن ، فكيف حدث ذلك ؟!!

بعد انطلاق ثورة شباب التغيير في اليمن الشقيق في 3/2/2011 م المطالبة بتغيير النظام حاول نظام صنعاء تنشيط الحراك الجنوبي و توقف عن محاربته ؛ حتى يفهم الأشقاء في اليمن : أن تغيير النظام سوف يؤدي إلى استقلال الجنوب العربي عن اليمن .

فقام بـ : طباعة عدد كبير من أعلام دولة الجنوب ؛ وزعت و رفعت في كافة محافظات الجنوب المحتل ، و قام عناصر مخابرات العدو بـ : رسم أعلام دولة الجنوب على جدران العديد من المباني في المدن و البلدات الجنوبية ، بما في ذلك المباني العسكرية و الأمنية !. و قام العدو باعتقال عدد من الرموز الوطنية من أمثال : الزعيم القائد / حسن أحمد باعوم ، و المناضلة الفاضلة / زهراء صالح في سبيل تهييج ثوار الجنوب و دفعهم لتصعيد الاحتجاجات . بل و تعدى الأمر إلى : إخراج العدو المحتل بنفسه لمظاهرات للحراك الجنوبي .

إلا أن التوجيهات التي أصدرها دولة الرئيس / حيدر أبو بكر العطاس على تلفاز الـ BBC Arabic بـ : وقف نشاط الحراك الجنوبي ، و انضمام أفراده إلى ثورة شباب التغيير في اليمن ؛ حتى يتم إسقاط النظام اليمني ، و بعد ذلك يستأنف الحراك نشاطه في سبيل قضية شعب الجنوب العربي – أدت إلى : توفق نشاط الحراك في جميع مناطق الجنوب باستثناء : المناطق التي لم تشهد حراكا قبل ثورة شباب التغيير في اليمن الشقيق ؛ و لا يوجد بها قياده للحراك تتبع مكونات الحراك على مستوى الجنوب ، و كان وادي حضرموت أحد هذه المناطق .

فاستمرت الفعاليات الحراكية في وادي حضرموت التي لم تكن تهدف فقط إلى استهداف ثورة شباب التغيير اليمني ، بل كانت أيضا تستهدف الحراك الجنوبي ، من خلال القيام بأعمال تشوه صورة الحراك الجنوبي ، و تثير الفتنه بينه و بين مكونات الشعب الجنوبي في وادي حضرموت. أعمال لم يسبق بها في تاريخ الحراك الجنوبي منذ انطلاقه .

حيث قامت مظاهرات حراك العدو ( الحراك الذي أخرجه نظام صنعاء ) بـ : الاعتداء على بعض المقيمين من أبناء اليمن الشقيق بوادي حضرموت بالضرب المبرح ، و مهاجمه سياراتهم و محلاتهم و بساطهم التي يقتاتون منها . و أخرجت مظاهرات في مناطق النفوذ القبلي بالوادي ترفع شعارات :
يا جنوبي صحي النوم ==== لا قبيلي بعد اليوم
يــا قـبائل يـــا يــهـود ==== الاشتراكي با يعود
مما أدى إلى : مهاجمه بعض أبناء القبائل لهذه المظاهرات ، و فضها بالقوة .

و من الطبيعي : عدم قيام من تزعم حراك العدو في تلك الفترة – و ما زال بعضهم يشغل مراكز قيادية في الحراك حتى الآن – بـ : درء الفتنة ؛ و إصدار بيانات ينفون من خلالها صله الحراك بالشعارات التي استهدفت قبائل حضرموت ، و يعتذرون فيها للقبائل عن هذه الشعارات التي رددت في المظاهرات التي نظموها بأنفسهم . بل قاموا بالعمل على تأجيج الفتنة عن طريق : كتابتهم مقالات يهاجمون و يتوعدون من خلالها قبائل حضرموت ، و إصرارهم على تنظيم المظاهرات في مناطق التواتر .

و المؤسف في الأمر : فرحة بعض قادة مكونات الحراك على مستوى الوطن الجنوبي بـ : انضمام قادة حراك العدو و من يتبعهم إلى مكوناتهم ، ظنا منهم أنهم حصلوا على قواعد في مناطق جديدة . مما أدى إلى ذكر أسمائهم في كل فاتنة تثار ، و تحميلهم مسؤوليتها ، و وضع الكثير من علامات التعجب الاستفهام أمام أسمائهم ، خارج الحراك و داخله .

و بالرغم من كل ذالك : أدى حراك العدو في وادي حضرموت إلى : تشجيع أهل الوادي , و دخولهم في الحراك أفواجا ، مكونين حراكا وطنيا حقيقيا ، أفرز و أبرز قيادات وطنية ، تعمل على القيام بأمره و تنظيمه ، بالرغم من : كل المؤامرات التي تتعرض لها من قبل قيادة حراك العدو و عناصره ، الذين يعملون على ضرب الحراك من الداخل .

أتمنى في الختام من قادة الصف الأول في الحراك الجنوبي : أن يتعاملوا بحكمة مع المولود الجديد الذي ولد في وادي حضرموت و مناطق أخرى من الجنوب بعد طول انتظار على يد العدو المحتل ؛ فلا ينبغي أن تنسيها فرحة ولادته كيفيه كانت الولادة ، و لا ينبغي أن تعاديه و تقف ضده ، أو تهمله و تدعه وشأنه ، بل عليها : أن تحتضنه و تهتم و تركز على رعايته و متابعته و تقويم سلوكه و تصرفاته ، و تنقية جسده من الطفيليات و الفيروسات التي علقت به عند ولادته ؛ حتى يصبح كغيرة من أفراد العائلة .

رامي غالب الكثيري
وادي بن علي – 16 يونيو 2012 م