بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

ماذا إذا كنت يتيماً....؟

أن تشعر انك مهم جميل ...وعظيم بل قمة في العظمة ...ولكن يزداد الإنسان فخراًً وزهواً إذا كان أباه ذو شأن ومكانه في المجتمع هذه هي الطبيعة الإنسانية ..ولكن لكل قاعدة خصوصيات وعموميات.

أن يذكر أباك وأنت بين أقرانك و أصحابك وزملائك ويقال هذا ابن فلان ..فأباه من قام بإنشاء أو بعمل أو ساهم أو قدم ....يجعلك تشعر بأن لك قيمه تختلف عن غيرك من بني جنسك ويجعلك تشمخ بأنفك ورأسك نحو السماء ...يجعلك تفتح فمك بأكمله مبتسم ..تشعر بأن الأرض لم تعد تسعك ..

أن يكون أباك مسئولاً هنا أو هناك يجعلك تشعر أن لك سنداً يحميك من تلك الأقزام التي تبطش هنا وهناك ......ويجعلك تشعر أن مستقبلك صار واضح المعالم فقد فرش بالزهور والورود الدنيوية التي سرعان ما تذبل وتتقاذفها الرياح هنا وهناك ..كل ذلك يشعرك بأن هناك من يقف معك في الطريق ..

أن يكون أباك موظف له دخل يغطي متطلبات المعيشة وتقلبات الأحوال مع مرور الأزمان ...يشعرك بأن أباك يحاول بكل ما أوتى من قوة أن يوفر لك المتطلبات اللازمة والضرورية في الحياة فيجعلك تكافح في هذه الدنيا لتأخذ ما كتب لك فيها ......يجعلك تقف كل صباح مع نفسك وتسأل من أين هذا المال الذي بحوزتي كيف وصل ألي تسألات تشعرك بالنهاية بالدفئ بأن هناك أبا ينضال ويكافح من اجل معيشة كريمة لك و لإخوانك...


أن يكون أباك فقيراً لا عمل ثابت له ..يوم يعمل و آخر يجلس فهو ...((على باب الله ))..كما يقال بالعامية ...ولكن الرزق على الحي القيوم الفرد الصمد الكريم المعطي....فهو الذي يرزق الطير...ومع فقر أباك وكبر سنه... فأنك تشعر بوجوده وقربه ودفئه وحنانه وعطفه ...كل ذلك يشعرك بالأمان النفسي الذي يدفعك أن تكون رقماً في هذه الدنيا الزائلة...


كما هو رائع أن تشعر بوجود أباك بجانبك بحلك وترحالك ...كم يسرك أن يشعر أباك بتفوقك في دراستك أو عملك ...فوجوده يشعرك بالطمأئينة النفسية الحقيقية ...رغم ما يقال ..((رغم أنى يتيماً ولكن ما شعرت يوماً بأن أبى توفي هذا صحيح لا جدال فيه ولا اختصام ...ولا احب أن ادخل بصدام ولا أريد أن أكون من اللئام ..فهذا واقع لا يختلف فيه اثنان ..وبيان فيه العبرة والتبيان)) ....ولكن لوجوده طعماً آخر.... فهو يشعرك بأنك صرت اليوم كبيراً ...فهو يرسم معك حياتك المستقبلية فهو يناقش معك أحوالك و أمورك ومشاكلك ...فهو معك في الفرح والحزن ...لأنكما في قارب واحد فالربان واحد فهو من يوجه الدفة لتتجه شمالاً أو جنوباً فأنتما تخوضا البحر سوياً و تتغلبا على العواصف والصعوبات سوياً ..رغم كل تلك التقلبات في الأحوال فأنت لا تشعر بشي من دوار البحر ..لان الربان ساهراً ..على راحتك..فهو بمهارة يدير الدفة ...كل ذلك بفضل من الله ثم بوجود أباك معك...

قد يقال هناك من كانوا أيتام في هذه الدنيا وكانت لهم أمور عظام ..فهذا واقع لاجدال فيه ..ويكفينا فخرا ً ..وعزاء.. لنا و للأيتام ..أن رسولنا صلى الله عليه وسلم هو أبو الأيتام فقد استطاع أن يقود الأمة نحو العزة و الكرامة..صلوات ربي وسلامه عليه.....

ولكن الذي أردت أن اصل إليه ..هو أن أحاور عقولكم وقلوبكم قبل عواطفكم ...أردت بالفعل أن أقول..




ماذا إذا كنت يتيما.... ماذا كنت ستتمنى ؟

طعام ...مال ...شراب..ملبس...أو.. رحلة ...أو. سفر ....أو أن يعود أباك.................

إذا كنت يتيما... كيف كنت ستتصرف ؟

ستتعلم ..أو تعمل لتساعد أسرتك..أو ستتصرف وكأن أباك موجود...........
إذا كنت يتيما... كيف ستحل مشاكلك و تتخلص من همومك ؟


تستعين بإخوانك..... بأصدقائك.... بجيرانك ....أقربائك...أو انك ستتذكر كيف كان أباك يحل مشاكلك...

إذا كنت يتيما... ماذا كنت ستحب أن تهديه وماذا كنت تحب أن تكون؟

شهادتك..هديه من أول راتب ....دكتورا..مهندسا....أو تجلس تبكي أباك وتقول لو أن أبى كان حي.....

تسألات قد تكون مؤلمة للبعض.... وتكون للبعض الاخر مجرد تسألات ليس لها أية قيمه حقيقة معنوية في النفس ..والفرق أن الأول قد فقد أباه وصار يتيما ..و الاخر مازال يحمد ربه أن أباه مازال حياً..ولكن ما أردته ..((هو أن تغلق عينيك وتتفكر بتك الأسئلة)) ...ماذا لو كانت حقيقة ...ثم إذا كنت ممن فقد أباه فعلم انك تستطيع أن تبره و أن تفرحه ...وذلك بدعائك له ..أو بزيارة من كان يحب ..وتفرحه بأن تحقق ما كان يحب أن يراك فيه...وان كنت ممن لا يزال أباه حياً فحمد الله ولزم رجله فهو خيراً لك في الدنيا و الآخرة ........و أخيرا......أقول..ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ...أنا وكافل اليتيم في الجنة ..و أشار انه يلازمه صلوات ربي وسلامه عليه.......

إذا كنت يتيما................ ماذا كنت ستحتاجه ؟
أجابه موجودة عندكم ..

اسأل الله أن يرحم آبائنا..وان يشفيهم وان يحسن إليهم كما احسنوا معنا واسأل الله أن يعيننا أن نرد إليهم ولو قليل مما قدموه لنا........

المخرج :أيتام المسلمين.
التكيف :ريح الشتاء.
مكياج:هموم الدنيا.

لكم كامل احترامي...

أخوكم قيصر بن صويلح

_________________