حتل السيرة النبوية المرتبة الثانية بعد القرآن في زاد الدعاة، زادا شخصيا، وزادا دعويا، حين يعرضون الدعوة للناس، ومن خلال كتب السيرة يلحظ الداعية أن كثيرًا من المؤلفين، عند الحديث أو الكتابة عن حياة النبي صلي الله عليه وسلم وسيرته، يتخذون شكلا معينا ومنهجا محددا، نلحظ أنه متكرر منذ كتاب سيرة ابن هشام الذي جاء اختصارا من كتاب سيرة ابن إسحق، بوصفه من أقدم الكتب التي تحدثت عن السيرة النبوية، وأفردت لها مصنفا، إذ يقدم فيه صاحبه الحديث عن أحوال العرب قبل الإسلام، مشيرا إلى الأحوال الاقتصادية والسياسية والدينية للعرب قبل الإسلام، وحالة السواد التي كان يعيشها العرب، مع خلافي لهذا التحليل من حيث التفاصيل الجزئية، فحياة العرب في الجاهلية لم تكن كلها سوادا، مع ما فيها من معايب ملحوظة، فالأخلاق العربية من الكرم والشجاعة والشهامة وغيرها كان لها نصيب كبير في حياتهم، بل ما كان العرب أصحاب رذيلة أخلاقية كما تصور لنا الكتب .
Bookmarks