كلما اتجه لتناول الافطار بشارع جمال بمدينة تعز ألاحظ العميد المتقاعد علي السعيدي الذي صار مديراً لأمن تعز بسيارته الممتلئة بالمرافقين وأخرى تكتظ بالمسلحين تقف مخالفة لخط السير.. أدرك أن السعيدي بهذه المظاهر المسلحة والسلوك المخالف للقانون غير جدير لإدارة أمن تعز.. وها هو الانفلات الأمني في تعز يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك فشله وأنه أصبح يمثل عبئاً ثقيلاً على أداء قيادة المحافظة التي يعول عليها جميع أبنائها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.. وبالتأكيد أية تنمية أو تطوير يتطلب أمناً قوياً، غير أن السعيدي أصبح يقف ضد أحلام ابناء تعز فهو الذي فكفك الأمن وأضعفه وفقاً لأجندة حزبية محضة.. كما اتخذ قرارات عشوائية وارتجالية وحزبية ساهمت بتردي الأوضاع الأمنية ما يجعلنا نترحم على عكفي الإمام الذي نعتقد أنه كان متطوراً أمنياً وعلمياً أكثر من السعيدي.
اليوم تعز مع محافظها الشاب المتميز شوقي هائل تفتقد فعلاً الى ادارة أمنية قوية وشجاعة للحد من انتشار الجريمة والانفلات الأمني.. فمدير الأمن الذي أعطى أكثر من فرصة الى اليوم لم يحقق نجاحاً واحداً كما أن قراراته دمرت الجهاز الأمني والذي كان يشيد به المواطنين، لكن للأسف ها هي الفوضى اليوم تبلغ مداها بإدخال الأسلحة الى السجناء في السجن المركزي بتعز.. نعم اصبحت ادارة أمن تعز عبئاً ثقيلاً على السلطة المحلية والمحافظة في كل الجوانب بدءاً من مدير المرور الى الاصدار الآلي الى غير ذلك حيث تقف أمامك كل سلبيات الجهاز الأمني.. كما تمكن السعيدي بأن ينقل المواطن من البحث الجنائي مباشرة الى أجواء قندهار أو كأنك في أحد كهوف طالبان.. أما الاهمال والتسيب في المعمل الجنائي فقد فاق أي تصور.
زد على ذلك أنه لم يستطع خلق الفريق الواحد على مستوى قيادة ادارته.. فكيف سينجح في أن يخلق أجواء عمل تساهم في استتباب الأمن والاستقرار على مستوى المحافظة.. والأسوأ من ذلك أنه يرمي فشله على الغير وان ظهرت بادرة طيبة قفز لوسائل الاعلام يحكي بطولاته.
إن الاخطاء التي يرتكبها العميد المتقاعد علي السعيدي لم تحدث في تاريخ إدارة أمن تعز منذ خمسون عاماً من حيث انتشار ظاهرة الرشوة التي وصلت حداً لا يمكن السكوت عنه حيث صار يطلب من المواطنين شراء وجبه عشاء لجنود وحراسة بوابة ادارة الأمن.. وأمام وضع كهذا لا غرابة أن يكون ابن مدير سجن تعز السابق وراء الأحداث الدامية بالسجن المركزي ومحاولة تهريب آلاف السجناء وهو الذي اتخذه السعيدي مثلاً أعلى له وجعل من توجيهات ابنه أقوى من مساعديه من ضباط الأمن.. فكيف يحاسب الأكحلي ويترك السعيد فكلاهما مذنبان بفعلهما وقد وصل فسادهما الى منح أولادهم رواتب خلافاً للقانون؟!
ولعل الحملة الفوضوية التي يقودها الاصلاح اليوم ضد المحافظ شوقي هائل تكشف أن هذا الحزب لا يريد الخير لأبناء تعز.. فالتهديدات وعودة المسلحين الى شوارع المدينة.. قد استفزت مشاعر جميع أبناء المحافظة الذين صاروا يقفون صفاً واحداً ويهتفون تأييداً لقرارا المحافظ.


نزار علي الخالد