الحليله:- حقيقه ام خيال

[حبان الحوار]

هنا دعونا نطرح امامكم قضية طال الجدال فيها حول حقيقة الوجود او عدمه . انها (الحليله)كلمة تطلق في البوادي والارياف .مرتبطه بالشاعر. فاذا كان الشاعر حاضر الجواب يقول الشعر بسرعة البديهه دون صعوبة ..فانه يقال بانه شاعر يمتلك حليله.
ولكن ماهي الحليله :- يقال بان الحليله هي قرينه من الجن(جنيه) امتلكها هذا الشاعر فاصبحت توحي اليه الشعر وهذا راي تؤمن به اغلبية العامة في الارياف والبوادي . لكن ماصحة هذا القول وهل هناك دليل على وجود هذه الحليله ام انها من نسج الخيال .
نطرح هذا الموضوع للنقاش معكم . للوصول الى نتيجه .علما بان هناك من يقول بان كلمة حليله هي تصغير للكلمة حاله والحاله هنا يعرفونها بانها حاله شعوريه . اي انها عندما تنتاب المرء حاله شعوريه في مكان ما وزمن ما يقول الشعر . فارتبطة كلمة الحليله مع الشاعر
اطرح هذا ونحن في انتظار مداخلاتكم

[Dr.waleed]

سأعود إن شاء الله وأرد لاحقاً

[barywi]

موضوع يختلف فيه العلم والمنطق والاساطير والاقوال

فيه من ياكد ان الحليه موجودة والعلم وينفي ذالك

والله الناس في الارياف يكدون ان فلان جاتة الحليه

وقالت كذا وقالها كذا هذا مانسمعه اما مانقراه

يختلف وكثير من فطاحلت الشعر ينفو انها موجودة

واعتقد انت ياخي اكثر واحد مننا عندك خليفيه

عن هذا الموضوع والاخ الشيخ جهيمان

ونتابع الاعضاء الثانين يمكن نعرف ماكنا نجله

تحياتي

[جهيمان]

حياك الله اخي حبان الحوار
ومشكور على هذا الموضوع

والان قبل ان ادلي بدلوي واطرح ادلتي وبراهيني
اجد انه من الاجدر والانجع ان يلج من يقول بالنفي
وجود الحليلة لدى بعض من شعرائناء تؤكده روايات من تراثنا
واقوال لشعرائنا .

دمتم في حفظ الباري وبعد اهل العلم ساتي

[جهيمان]

اخي العزيز حبان الحوار حياك الله .. مشاركة من بدر بامحرز
اخي لقد اثرت موضوع جدير بالاهتمام وهو موضوع يستحق منا اكثر من وقفة كي نخرج منه بالعديد من الخلاصات الموضوعية التي يستفيد منها الجميع ،فمثل هذه المواضيع جديرة بأن نتأنى فيها قبل ان نقوم باصدار احكام قطعية فيها، وان نبحثها من اكثر من زاوية ونعدك بالعودة الى الموضوع لاثراءهبالبحث والنقاش.

تقبل تحياتي
اخوك بدر بامحرز

[فارس طموح]

أخي العزيز حبان الحوار كنت قد وعدتك بالعودة مرة أخرى الى الموضوع الذي اثرته لأغنائه بالبحث والحوار وها انا أفي بوعدي فأقول:-
ان اعتقاد العامة من الناس لدينا في مو ضوع الحليلة بالنسبة للشاعر وهي ما يعرف لدى الآخرين ( بربة الشعر ) ليس أمرا يتفرد به مجتمعنا اليمني فقط بل هو شائعا في الموروث الثقافي لدى الكثير من شعوب العالم فهم ينظرون الى الملكات والقدرات التي يتمتع بها بعض الشعراء بانها قدرات خارقة أو غير طبيعية ولا تفسير لها الا بالعودة الى مثل هذه الإعتقادات الشعبية التي يفسر بها العامة الكثير من الأمور الخارقة أو الغير متاح لهم تفسيرها وفق للمنطق.
وقد تحدث العرب عن هذه الأمور منذ القدم وذكروا ذلك عند حديثهم عن بعض شعراء العرب بل وقاموا بذكر أسماء الجن المرتبطين ببعض شعراء العرب كـــ إمرؤ القيس وعبيد بن الأبرص وغيرهم ولو كانت المراجع التي تتحدث عن ذلك بين يدي الآن لأوضحت الأمر بشكل أكبر ولذكرت لك بعضا من تلك الأسماء.
إذا فهذه الظاهرة موجودة منذ القجم بصرف النظر عن مدى مصداقيتها من عدمه.
ويقول العامة من الناس في مناطقنا أن الشعراء ينقسمون الى ثلاثة أقسام وهم:-
الأول : شاعرا لديه هاجس
الثاني : شاعرا لديه حليلة
الثالث : شاعرا لديه هاجسا وحليلة
وفي نظرهم أن الشاعر الذي يمتلك الهاجس والحليلة هو أكثرهم مقدرة فنية وحضورا في قول الشعر وأنه لا يعلى ولا يشق له غبار ويفسرون ذلك الى أن الشاعر الذي يمتلك الهاجس والحليلة يكون جامعا بين رب الشعر وربته أي بين انثاه وذكره ويرون ان الهاجس يمثل الجانب الذكوري في الشعر أما الحليلة فانها تمثل الجانب الانثوي فيه ويرون ان المرتبة الثانية في عالم الشعر يحتلها من يمتلك الحليلة ثم يليه في المرتبة الثالثة الشاعر الذي يمتلك هاجسا أما من يمتلك الأثنين معا هاجسا وحليلة فيعد الأعلى مرتبة فيهم كلهم على ان من الضروري هنا أن نقف امام هذان المصطلحان لدى العامة وهما مصطلحي الهاجس والحليلة لتفسير معناهما وما يرمزان اليه ولتفسير السبب مما يجعل الحليلة في نظرهم أقوى من الهاجس كي يتضح الأمر للجميع ونبدأ بالحليلة:-
فالحليلة في معناها الزوجة التي يتم الإرتباط بها وتصبح عشيرة لك وتشاركك في كافة امورك الحياتية وتأتمر بأمرك مثلما تأتمر بأمرها وهي بهذا المعنى تعبيرا عن التلازم والحضور المستمر بين الشاعر وحليلته أي استمرارية الحالة الإبداعية وتمكنها منه وتمكنه منها الى الحد الذي لايمكن عن بعض ومن هنا تأتي قوة الحلية وتميها على الهاجس أما الهاجس فهو حالا مؤقت قد يمتلك المرء فيجعله قادرا على الإبداع وقول الشعر لكنه غير مستمر يأتي ويذهب وكأن الهاجس هنا هو القرين الشعري للشاعر يأتيه فيجعله من أبدع ما يكون في الشعر ويذهب عنه فيصبح غير قادر على قول كلمة واحدة أو جملة أو بيت شعري أما عند ما يكون الشاعر مرتبطا بحليلته وبشكل مستمر ويحدث أن يكون لديه هاجسا يحضر أو يستحضره لاى عالمه وإن بشكل مؤقت فإن في ذلك تكثيفا وارتقاء من حالة الى حاله إبداعية قد تكون خارقة بالنسبة لنا وفي مقاييسنا.
على أن العامة من الناس قد أشاروا الى قسم رابع في عالم الشعر وهم الشعراء المتهجسون ويتبادر الى أذهاننا أن كلمة المتهجس وجمعها متهجسين التي تطلق على بعض الشعراء إنما المراد بها من يجيدون نظم الشعر وقوله ولكن بتكلف دون أن يكون الشعر سجية أو فطرة متأصلة فيهم وهؤلاء كثر وقد أشار المتنبي الى هؤلاء في بيتا من أبياته الشعرية حيث يقول :

أنام ملئ جفوني عن شواردها ويسهر الناس جراها ويختصم

وهو في بيته الشعري هذا لا يشير فقط أولائك الذين يجهدون أنفسهم ويسهرون الليالي لنظم الشعر وإنما يشير الى ما يتمتع به من سجية في قول الشعر وعدم إجهاد نفسه فيه والواقع ان بيئة الشعر العامي في مناطقنا بها من التقاليد والأشكال الفنية الشعرية ما يمكن أن نشببه ببؤر إختبار فني حقيقي لقدرات الشعراء وهي كالماء الذي يبين الغطاس ففي المساجلات الشعرية المباشرة بين الشعراء في الزوامل والمحفّات الشعبية وحفلات الدان والسمرات ما يبين قدرات الشاعر من عدمها ويظهر مستواه الحقيقي.
وفي مثل تلك البيئة قد يعجز الكثير من الشعراء الكبار أو الذين نراهم كذلك وتُغنى قصائدهم ونطرب لكلماتهم لأن هؤلاء إنما يقولون أشعارهم ويكتبونها في جلسات مطوله وعلى مهلٍ منهم فيحذفون ويضيفون في شيء من التأنّي حتى تكتمل قصائدهم فتظهر للناس وتنشر بعد أن تكون قد أخذت وقتا طويلا من الشاعر وهذا أمر آخر غير الأمر الذي نتحدث عنه في بيئتنا المشرقية التي تعتمد على سرعة البديهة والحوار الشعري المباشر أما حول اعتقاد العامة لدينا في موضوع الحليلة بالنسبة للشعراء وأنها جنيه أو ما الى ذلك وسؤالك عن مدى مصداقية ما يقوله العامة في هذا الشأن :-
ان ما يقوله العامة في هذا الجانب لا يعتد به وقد ذكرت لك أعلاه واحدا من أهم الأسباب التي تجعل العامة يربطون القدرات الفائقة التي يتمتع بها بعضا من الشعراء بالجن ولو كان الأمر كما يقول العامة من الناس في هذا الجتنب لما ارتبطت التجربة الشعرية لدى الشعراء بموضوع الخبرة والصقل والاحتكاك في الحياة العملية والفنية ولما خضعت للشروط الموضوعية التي تتحكم في تطورها كمن الأساس لأنها غير لازمة لها فهي قدرة خارقة ومكتملة منذ البدء وفي مثل هذه الحالة لا يكون للشاعر دخلا في ما ينتجه وهو ليس سوى أداة فقط في تلك العملية الإبداعية وهذا ما لا يمكن القبول به من وجهة نظري على الأقل.
وقد إلتقيت منذ بضع سنوات بشاعرنا الشعبي الكبير السيد محسن بن بوبكر البغدادي في منزله بقرية تفر قبل وفاته ببضع سنوات وسألته من بين أساله كثيرة عن موضوع الحليلة وهل هي جنيه وهل يذكر شيء من ذلك وقد انتصب لسؤالي واجاب عليه بالقول إن هذا الكلام فيه مبالغة وانه لا يذكر أي شيء من ذلك إطلاقا بله يقول :- انه يذكر ذات مره وهو صغير في السن وكان وحيدا في منزلهم وهو مابين الصحو والمنام انه قد شبهت له إمرأة دخلت عليه فرفعت رأسه وأسقته فنجان لا يعلم ما بداخله ولا شيء غير ذلك.
ومن هنا نقول أن ملكت الشعر واحدة من الملكات التي يوهبها الخالق للإنسان منذ خلقه وهي تختلف في درجتها من شخص لآخر وتخضع وتتأخر بشروط الإحياء والإماته التي تتلقاها وإن توفرت شروط إبرازها فإنها قد تصل الى حالة تكثيف خاصة يصعب تفسيرها وإلى ما يشبه التقمص الداخلي الذ يرتقي بصاحبه من حالة الى حالة أخرى غير محسوبة بحسابات المنطق ومقتضياته المعروفة.
على أن الأجمل من كل هذا أن نسوق بعضا مما تختزنه الذاكرة من قصص وروايات شعبية في ذلك الأمر لما تحويه من صور صادقة عن طبيعة ذلك المجتمع وخصب خياله وما تحويه تلك القصص من طرف ونواد شعبية جميلة ومنها حكاية الشاعر الكبير علي بن عقيل باحاج الذي يقال أن الجن قد إختطفوه لحضور زواج ابن كبير الجن وفي ذلك الزواج جرت مساجلة شعرية بين كبير شعراء الجن والذي يسمى عبدالله وشاعرنا الكبير علي بن عقيل وقد أخبروه انه في حالة تغلبه على شاعرهم فسوف يعيدوه الى أهله بعد انقضاء الزواج أما إذا إنغلب من شاعرهم فلن يعيدوه الى أهله وقد جرت تلك المساجلة وابتدائها شاعر الجن فقال :
يقول عبدالله اني قد ذريت الطين ذريت مبقل سبوله جا ميه واربعين
وهناك أبيات اخرى على هذا المنوال قالها شاعر الجن لا تحضرني الآن

وقد أجاب شاعرنا الكبير بن عقيل على تلك الأبيات قائلا :

أنا على في معيلي في علي علعله أنا علي سن سيفي للبلاء واصقله
البحر لانويت بالقيه عمه والجبل بامهده
والأرض لانويت بالقيها ملا مزبده والكور لا نويت بالقيه بيدي كما المعضده
قبلت حبان شليت اقرفه واكبده حصلت ذره وسط في الواد متبرده
جزيت لي من شعرها بالحف وابجده
ذبحت قمله وعشيت الدخل لفوده وانطيت عبدالله الخاطر ولا عوده
بنيت لي بيت بين الشحر والقفده عوارضه خوص والماء من لبن خفرده
والقيت ريشة جرادة لا اصطعى تسنده
ويمكننا تصنيف مثل هذا اللون من الأدب الشعبي في قائمة الأدب المعرف باسم اللا معقول


ودمتم مع خالص تحياتي أخيكم بدر بامحرز

وأيضا تقبلوا تحاتي فارس طموح

[الرياشي]

لان الموضوع قيم وبناء على طلب الاخوان لياخذ هذا الموضوع حقه
في النقاش وبما ان القسم العام هو اكثر الاقسام ارتيادآ
يتم نقل الموضوع الى القسم العام مع بقاء الرابط .

[جهيمان]

شكراً اخي الكريم الرياشي

شكراً على نقل الموضوع

نتمنى ان يتفاعل الجميع

مع الموضوع

دام الجميع في حفظ الباري

[الطبيب البهلولي]

يروي لي احد الشعراء
وكان مقلا في شعره قبل حديثه هذا
انه كان يستطيع ان يقول الشعر
الى حد عشره خمسة عشر بيت
---------
ثم بعد ذلك كانت تاتيه في المنام حالات
يقول الشعر في منامه القصائد الطوال
فاذا اتا الصباح لم يتذكر من ذلك شيئ
فاحزنه هذا الامر
وفي ليلة من الليالي اتاه احد الرجال وهوا في منامه
وقال له اذا رددت كلمه كذا فسوف تحفظ الشهر وتقوله
وبشكل سريع فردد هذه الكلمه
ومن ليلتها فكل ماكان يردده من اشعار في منامه
كلن ياتي الصباح وهوا حافظ له
واذا مر بعرس من الاعراس وسمع الباله
فانه ياتيه راجف وتزداد دقات قلبه
ولا يرتاح الا اذا شارك القوم في الباله والزامل والحال
والان يعد هذا الشاعر من الشعراء في قول الشعر الشعبي المترجل

[جهيمان]

واذا مر بعرس من الاعراس وسمع الباله
فانه ياتيه راجف وتزداد دقات قلبه
ولا يرتاح الا اذا شارك القوم في الباله والزامل والحال
والان يعد هذا الشاعر من الشعراء في قول الشعر الشعبي المترجل

اخي الطبيب البهلولي حياك الله

كنا قبل خمسة اشهر اقمنا معرض للموروث الشعبي في محافظة شبوة

وكان من ضمن برنامجنا فقرات للشعراء فقدم اثنين من الشعراء فقرة
تسمى الدان عباره عن مساجلة بين الشاعرين برفقة مغني الدان
كان موجود شاعر اعرفه شباب وكنا واضعين اسمه في فقره اخرى لليوم الثاني
راقبته واذا به يخرج من القاعة متغير بل ان عيونه ممتلأة بالدموع سألت واحد من اصحابي
وقال لي هذا اذا سمع الدان مايقدر يمسك نفسه اما يدخل ويقول شعر او يغادر
تابعت الشاعر وعندما وجدته اخبرته ان يستعد لتقديم فقرة الدان مع زملائه في اليوم الثاني
والله يا اخي سبحان الله ..في اليوم الثاني كأنه عريس متهلل لابس الجديد وفعلاً شارك مع زملأه.

اعود للحلية.. كثير من الشواهد والقصص والروايات تقول بوجودها وكذلك الهاجس ولكن الحليلة
اقوى .
قبل طرح هذا الموضوع من قبل الاخ حبان الحوار كان يحدثني احد الاخوة ويقول لي كنت شبه نائم
وقد جاتني الحليله سألته كيف جاتك قال دخلت علي فتاه وسلمت وبقية واقفه وقالت كلام يشبه الشعر وعندما هميت بالنهوض اذا بأخ0ي يطرق الباب ويدخل .. المهم هذا الشاب بدا يقول بعض الشعر الجيد وهو الان موجود معنا (( يترقب ان تاتيه مره ثانية مع العلم ان اخوه في شبوة وهوه في صنعاء الا انه منعه ان يتصل به وقت النوم هههههههههه))

دمت في حفظ الباري

[عقلي هو فلسفتي]

في البداية احب ان اقول ان الموضوع شد انتباهي ودائماً جملة الحقيقة ولخيال تثير اهتمامي ونتباهي

عندما قرئت الموضوع ولتسائلات الموجودة فية وقرئت الردود الجميلة من الاخوة ولنقاش الرائع زاد فضولي بأن اشارك واقول ما عندي

في الحقيقة ان هذا الأمر ثار تسائلاتي اانا ايضاً في السابق وهو ما يسمى لدى بعض الادباء او في العصر الجاهلي ((بشيطان الشعر)) احيانا

في الحقيقة ان هنالك تفسيارات علمية الأسباب التي وضعها علماء الوعي وعلماء النفس
وهو ان الشاعر تدفعة الوقائع الحياتية ولمواقف التي يمر بها ولمراحل الشعورية الى مرحلة يصبح فيها شاعراً

اي ان الشعراء يقولون شعرهم بسبب حالة شعورية يصلون اليها تجمع ما بين الوعي وجزء من اللاوعي لذالك نجد ان الشاعر عندما يكتب قصيدتة يكون شارداً عن وعية ..كالذي يكون في حالة تنويم ايحائي ..وهي مرحلة الوصول بالشعور ما بين الوعي ولا وعي في هذة المرحلة يصبح الشخص قادراً على ترتيب المعاني ولمفردات ولخبرات ولأحاسيس التي بداخلة بشكل رهيب جداً وبشكل يسمح لة ان ينتقي المعاني الاعمق من احساسة وان يرتبها بطريقة تعتبر حساسبية لدى العقل ..وعلى حسب نمط القافية لدية ...كل هذة الترتيبات ولكلمات ولمعاني تكون موجودة في اللاوعي ولمسأول عن خزن كل ما مررنا بة من احاسيس وتجارب بحياتنا وجمل سمعناها وقصائد قرئناها ومعانات مررنا بها ..
كل هذا الموجود فعندما يصل الشخص الى حالة شعورية يصل من خلالها الى دمج الوعي باللاوعي يكون قادر على استخاراج تلك المعاني ولمفردات ولأحاسيس بسهولة ومن ثم ترتيبها
لذالك هناك مثل يقول (( احفظ الف قصيدة تصبح شاعراً )) اي ان الشعر وكتساب الشعر يكون بسبب المخزون الداخلي لدينا من المعاني ولخبرات ولأحاسيس ولمفردات

فمثلاً عند تنويم شخص تنويم ايحائي نقوم بأيصالة الى حالة اللاوعي فنقوم بستخراج اي شيئ من الذاكرة حتى ان هنالك حالات تستطيع ان تتكلم الانجليزية في حالة اللاوعي التي تكون في التنويم الايحائي يتكلم الانجليزية وفقاً للكلمات ولمفردات الموجودة لدية سابقاً في الذاكرة ولسبب اننا كما قلنا عند وصولنا لهذة الحالة نكون قادرين على استرجاع وترتيب اي شيئ موجود في الذاكرة

لذالك صنف بعض علماء النفس على ان حالة الشعراء وقوة الشعراء تكون بسبب وصولهم الى مراحل متقدمة من اللاوعي . وقد يرجع سبب تسمية الحليلة الى المفردة المشتقة منها وهي الحالة ..اي الحالة الشعورية .

اما ما قالة اخي الطبيب البهلولي فهذا قد يحدث ولسبب العلمي لهذا الشيئ هو ان في حالة النوم نصل الى مرحلة يكون اللاوعي فيها نشط جداً بينما الوعي ينام لذالك عندما يستيقض الشخص من منامة ينسى ما رأة في منامة احيانا

وقد حدثت نفس القصة التي وضعها اخي الطبيب البهلولي مع الشاعر ولأديب شكس بير ايضاً
حيث هنالك سيفونية من سيفونياتة كتبها من خلال نومة اي انة حلم بأنة يلقي قصيدة فعندما استيقض مباشرة اخذ قلم وكتب تلك القصيدة التي حلم بها ..وهي الان من السيفونيات التي تدرس في الجامعات .

لذالك كان هذا هو رئيي في تحليل بعض اسباب هذة الظاهرة مع كل احترامي لكل الاراء التي طرحت وقد تطرح

مع تمنياتي للجميع بالتوفيق
وشكراً لصاحب الموضوع الرائع

[صدى الأمواج]

السلام عليكم

وبعد ..

في البداية موضوع قيم للأخ حبان الحوار ومداخلات رائعة قرأتها هنا تؤكد على أن ثقافتنا تزداد تألقا وهذا ما نفخر به يوما بعد يوم .

كثير هو الحديث عن مسمى (الحليلة ) أو قريحة الشعر أو سرعة ارتجاله..

يجب علينا عند البحث أو التفكر في جانب ما مثل قريحة الشعر أن نطرح جوانب عدة حتى نستنبط منها حقيقة ذلك المسمى (الحليلة )

وفي الحقيقة أن لمعظم الأشياء تفسير علمي ، وأيضا ديني ، وتاريخي .

وقريحة الشعر وسرعة ارتجاله ، لا أعتقد أنها تخرج عن تلك الأطر .. فلو تساءلنا .. أو طرحنا عدة جوانب مهمة في تكوينات الشاعر أو بيئته ..

ثقافة الشعر .. وسعة إطلاعه وقراءته ..وإلمامه باللغة ومفرداتها .. سواء كانت تلك الثقافة واسعة أو ثقافة محصورة في بيئة الشاعر وحدود مجتمعه .

توارث الشعر ، من خلال الهرم الأسري أو لنقل انتقال الشعر من الأجداد والآباء إلى الأبناء ، لان توارثه يعني أن كل أفراد الأسرة شعراء أو على الأقل اغلبهم ، وهذا لا يحدث عادة .

بدايات الشعر لدى الشاعر والأسس التي جعلت منه شاعرا ، بالطبع لم يحدث أن (ربما نادرا ) وسوف أعود للحديث عن هذه النقطة (نادرا ) أن ظهر شاعرا بشكل مفاجئ .

تراكمات المسار الشعري ومحاولات قوله وصقل الموهبة ومدتها الزمنية ، تشدنا إلى القول أن معظم الشعراء تكونت لديهم (ثقافة ) الشعر وليس كما يُطلق عليها (حليلة ) وليس في هذا إنكار كلي لعدم وجود قرين من الجن أو شيطان للشعر .

من خلال ما سبق يتضح لنا ولو بشكل بسيط ، أن الشعر هو نوع من الثقافة التي تراكمت في عقلية الشاعر سواء كانت تلك التراكمات مفردات لغوية ، أو أحاسيس وصور ذهنية أو جانب نظم وقافية الشعر ، أو رفع مستوى إلمام الشاعر ببيئة ثقافية معينة ..

لن أختلف مع بعض الأخوة في الطرح ، كالأخ الطبيب ..فارس طموح .. وبارسيكلوجي ، حول بعض النقاط ..

وحول رواية الأخ الطبيب ، فقد يحصل ذلك لأسباب علمية .. مثلها مثل الأحلام في المنام .. والتي كثير منها نحلم بها ثم نصحوا ولا نتذكرها .. وقد نستطيع من خلال بعض تلك الأحلام إذا ما قمنا بكتابتها أن تكون قصة قصيرة أو حتى رواية .. ويخال النائم نفسه في بعض الأحيان جزء من فلم (هوليودي ) يشاهده وقد يكون أحد أبطاله . ذلك حينما يستيقظ .

وقد سمعت الكثير عن الشاعرين (السيد وباسرده ) الذين بلغ صيتهما آفاق واسعة في أرجاء اليمن .. وليس محافظة شبوة وفقط . بل وسمعت بعض إشعارهما المسجلة على أشرطة الكاسيت .
وانتشر الكلام حول أنهما يملكان ما يسمى (بالحليلة ) . وقد يكون في ذلك جانب من الصواب لان عالم الجن ليس ببعيد عن عالم البشر ..

وسمعت قصة قبل فترة ، جلست أضحك كثيرا حينما سمعتها .. وهو أن (نجارا ) كان يمتهن النجارة ويعمل عليها وليس لديه الكثير من العلم ولا يستطيع حتى القراءة والكتابة .. وكان الكل يعرفونه على هذه الحالة .. ويشاهدونه في عمله بشكل دائم ..

وفي أحد الأيام قام بعد احد الصلوات وألقى كلمة مطولة (محاضرة ) فتبين بعد فترة أنه قد التبسه جني .. وقصص أخرى .. بعضهم فجأة يتحدث الإنجليزية ، وهو لا يعرف عنها شي .. وحكاية طفل مغربي لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره .. كان يتحدث الألمانية .. وقد شاهدت هذا الطفل من خلال برنامج بُث في قناة الجزيرة قبل فترة ..

لن نستطيع أن نقول أن تلك خرافات ولكنها أقرب إلى أعمال الجن .

لكن ما أستطيع أن أؤكده وبشكل كبير في أن معظم أو غالبية الشعراء امتلكوا هواية الشعر ووجدوا الأسباب التي توصلهم إلى إتقانها. وكلُ بحسب مستوى ثقافته واطلاعه وإلمامه ..

وحتى من يقول أن الشعر وراثة .. فإنما يعود ذلك في الأصل إلى أن بعض الأبناء يجالس أباه الشاعر كثيرا ويتعلم منه الشعر .

والمغزى من قول أحفظ ألف بيت شعر حتى تصبح شاعرا .. فهو يشير إلى أن من يريد أن يكون شاعرا فسوف يسعى إلى حفظ الكثير منه .. ويواصل هوايته وتتعود قريحته على النظم ثم بعد ذلك تتطور قريحته وبديهية إلقاءه الشعر .. وينطلق ..


أطلت ... ولكن العذر والسموحه منكم .. أردت أن أضع رأي متكامل حول هذه المسألة..


تحياتي لكم جميعا ..


الصدى