مجلس الوزراء وأثناء زيارة محمد سالم باسندوة - رئيس حكومة الوفاق الوطني - إلى محافظة تعز عقد اجتماعاً استثنائياً مع قيادة السلطة المحلية بالمحافظة.
وكان لهذا الاجتماع أن خرج بالعديد من القرارات التي تصب في صالح العمل التنموي في محافظة تعز، وتضع الحلول والمعالجات لعديد قضايا كان لابد من الوقوف عليها؛ كونها ترتبط بحياة المواطن التعزي.
مشكلة المياه.. الكهرباء.. مطار تعز.. ميناء المخا.. المشاريع المتعثرة كالمدينة السكنية والمدينة الرياضية وغيرها من المشاريع الحيوية.
ومع مجمل هذه القضايا التي تم مناقشتها وإعطاؤها حيزاً كبيراً من الاهتمام أغفلت الحكومة ممثلة برئيسها محمد سالم باسندوة قضية لا تقل أهمية عن القضايا الأخرى، ومازالت جراحها دامية ولم تضمد بعد.
أولى هذه القضايا قضية تعويض المتضررين من الأحداث التي شهدتها تعز خلال العام 2011م، وتسببت في تدمير الكثير من ممتلكات المواطنين على اختلافها، وأدت في كثير منها إلى تهجير وتشريد مئات الأسر عن مساكنها وفقدانهم لمصادر رزقهم.
وثاني هذه القضايا - وهي من الأهمية بمكان ولم يتم التطرق إليها - تكريس ثقافة التسامح والمحبة والإخاء بين أبناء المحافظة، والتأكيد على اعتماد البرامج الإعلامية والصحفية التوعوية التي تحث على نبذ ثقافة الحقد والغل والكراهية الدخيلة على أبناء المحافظة ونسيان الماضي والمشاركة الفاعلة في بناء اليمن الجديد.
كنت أتمنى أن يتم الحديث حول هذه القضايا بدلاً من الانشداد للماضي، وتكريس ثقافة العداء، والاستمرار في كيل التهم وتوزيعها يميناً ويساراً، بعيداً عن العقلانية وعن الوفاق الذي يحتم على قيادة الحكومة أن تكون القدوة في تجسيدها وتعزيزها قولاً وفعلاً وسلوكاً.
إن المواطنين في تعز لاسيما المتضررين من الأحداث ينتظرون من الحكومة أن تبادر إلى النظر لكل قضاياهم بشكل متكامل غير مجزأ ودون انتقائية، ومن هذه القضايا تعويض المتضررين الذين طالهم الضرر مما حدث، وإلى الآن مازالوا يقفون في طابور الانتظار لاسيما وقد تم حصر وتوثيق تلك الأضرار عبر لجان تم تشكيلها من السلطة المحلية بالمحافظة، ولم يتم حتى الآن البت بها!..
تعز هي من أكثر المحافظات بعد أمانة العاصمة تضرراً من الأحداث التي شهدتها اليمن في العام 2011م، وتعز وأبناؤها هم الأكثر شوقاً لإنهاء تداعيات الأزمة وإزالة رواسب الاحتقان التي مازالت عالقة في قلوب ونفوس البعض من أبناء الوطن ـ مع كل أسف ـ الذين كانوا يراهنون على جر تعز لأتون الفتنة وإحراق حلمها والإضرار بسلمية ومدنية الحياة السائدة فيها.
ويقيناً فإن تعز وأبناءها المسكونين بالألم والأمل في آن معاً لن يهدأوا إلا بعد إنهاء كل أشكال وألوان ثقافة الكراهية التي صُدرت إلى تعز من بعض قوى التطرف والتشدد والغلو بغية تحقيق أهدافهم ومآربهم البعيدة عن إرادة الشعب وطموحاته.
وفي الوقت الذي نشد فيه على يد المحافظ والابن البار لهذه المحافظة شوقي أحمد هائل ليعيد لتعز وهجها المفقود وابتسامتها المسروقة، فإننا في الوقت نفسه نتمنى على قيادة حكومة الوفاق الوطني دعم ومساندة خطوات وتوجهات المحافظ الهادفة إلى ترجمة تطلعات أبناء المحافظة وحل كل قضاياهم بروح المسؤولية.


راسل عمر القرشي