يعترفون بتعرض النساء للعنف

بقلم : موقع امان/ بواسطة الشرق الاوسط


الشرق الأوسط-المنامة- سلمان الدوسري : كشفت دراسة علمية حديثة ان 80% من البحرينيين يرون أن المشاكل الجنسية سبب رئيسي لحالات العنف ضد المرأة في البحرين. وذكرت الدراسة ان اختلال العلاقة الجنسية بين الازواج والزوجات، لعبت الدور الاساسي في العنف المادي والنفسي ضد النساء، فضلاً عن تعدد العلاقات الجنسية للزوج خارج إطار الزواج. وأوضحت نتائج الدراسة التي أجراها المجلس الأعلى للمرأة في البحرين حول العنف ضد النساء على عينة شملت 500 شخص (50% للإناث، 50% للذكور)، توزعت على جميع محافظات البحرين الخمس، وتحتفظ الشرق الأوسط بنسخة منها، أن غالبية كاسحة من العينة التي أجريت عليها الدراسة، اكدوا انتشار العنف ضد المرأة في البحرين، إذ قال 95% من مجموع العينة ان النساء يتعرضن للعنف. وفاقت نسبة النساء المؤيدات نسبة الرجال، اذ اكدت 48.
4% من النساء انتشار العنف، في مقابل 46.6% للرجال. وتهدف الدراسة الى التعرف على مدى انتشار ظاهرة العنف ضد المرأة في البحرين، مع تحديد أسبابها، وانعكاساتها سواء على المرأة أو المجتمع ككل، ونظراً لتعدد المجالات الاجتماعية التي من المحتمل ان يمارس في سياقها العنف، فقد اقتصرت الدراسة على مجالين، وهما العنف الاسرى، وفي مجال العمل. وأكدت الدراسة أن الزوج هو أكثر الممارسين للعنف، وان ذلك لا يرتبط بطبقة اجتماعية معينة. كما اشارت الدراسة الى انه كلما قل مستوى دخل الأسرة، كلما زاد اللجوء للعنف. غير ان الدراسة، اوضحت إن ممارسة العنف الجسدي ضد النساء، ترتبط بمستوى الدخل، ففيما كان العنف الجسدي ظاهرة موجودة بين الطبقات الفقيرة والمتوسطة، قل بين لدى فئات الدخل الأعلى. وذكرت الدراسة ان العنف ضد الزوجات في فئات الدخل الاعلى تمحور بالأساس حول العنف اللفظي والنفسي.
وفقا للدراسة فإن أكثر صور العنف الذي مورس على أفراد العينة عموما، كان الشتائم حيث بلغت نسبتها 12.1%، يليه التحقير 11.6%، ثم الخصام 9.3%، وتقاربت نسب الطرد، والضرب المبرح، والحرمان من المصروف، يليها الهجر، والتجاهل، والدفع واللطم على الوجه، والضرب الخفيف، وأقلها كان الحبس الطوعي، وغير الطوعي، والاغتصاب، والضرب بآلة. وأشارت الدراسة إلى أن من أهم أسباب ممارسة الأزواج للعنف ضد الزوجات بحسب رأى النساء اللواتي تم استقصاء رأيهن هو رغبة الرجل في الهيمنة، والتنشئة الاجتماعية التي تشجع على ممارسة العنف. وركزت العينة على دور الموروثات الثقافية والتراث والتنشئة الاجتماعية كعوامل مسؤولة عن عنف الرجل ضد المرأة وخاصة في النطاق الأسري، وذلك اضافة الى بعض التفسيرات الدينية المحددة التي تبرر حق الزوج في تأديب الزوجة من أجل الحفاظ على كيان الأسرة واستمرارها، فالقوامة كما يتمثلها بعض من رجال الدين، ترتبط بحق التأديب، وكلاهما يتحولان في الممارسة الاجتماعية اليومية إلى عنف ضد الزوجات. أشارت بعض نساء العينة إلى مسؤولية الأم عبر التنشئة الاجتماعية للرجال، حيث يعاد إنتاج العنف الممارس على نساء أخريات وذلك من خلال إكسابهم الصورة المثالية للرجل. ولعل أبرز النتائج غير المتوقعة للدراسة هو تحويل بعض النساء لتجربة العنف اللاتي تعرضن لها، ومع ما صاحبها من طلاق إلى عامل الثقة بالنفس وبالحياة، وتقول الدراسة إن المقاومة تمنح فرص أخرى للحياة الاجتماعية والإنجاز، وهذه صورة لا يتم التركيز عليها إعلامياً. وشددت نساء العينة على ان هناك دور للتنشئة الاجتماعية يحفز قدرة المرء على مواجهة هذه الظروف، حيث تلعب الأم دوراً في تشكيل مقاومة الفتيات لهذا العنف.