كانت سياسة الدولة العثمانية تتلخص في(كل واشرب واعبد الله ثم اختم يومك بالذهاب إلى التكيات) أما ألان وبعد إن ظننا بأننا تخلصنا من تلك السياسة البهيمية،التي جعلتنا نتخبط في ظالمات الجهل ووحشة الانعزال عن العالم وما يحدث فيه، نجد أننا نرضخ لسياسة لا تكاد تختلف عن سابقتها كثيراً، بل إنها اكثر منها وقاحة، فعلى الأقل عملت الدولة العثمانية على احترام مشاعرنا بإفهامه لنا بان ما أمرتنا به هو الوضع الأمثل لنا والأقرب إلى التقوى، أما سياسة أمريكا والتي وافق عليها الغرب بأكمله، فإنها تقول لنا بصراحة و بكل وضوح، بأنها لا تمانع في السماح لنا بتعلم القراءة والكتابة واستخدام عقولنا بما يكفي لتعلم طريقة استخدام التكنولوجيا السلمية البسيطة(وذلك حتى تجد أسواق تبيع فيها منتجاتها) أما فيما غير ذلك من المجالات كصناعة الأسلحة مثلاً فقد رأت أمنا(الغولة) بأننا لسنا بحاجة لها، وما الحاجة إلى ذلك وقد سخر لنا الله تعالى أمريكا لتصنعها لاعدائنا، الذين لا ندري من هم حتى تقرر هي ذلك، فمن منا كان يعلم بان طالبان واسامة بن لادن يشكلان خطراً كبيراً، قبل أن تأتي أمريكا(جزاها الله خيراً) وتعلمنا بذلك.
ومن منا كان يعلم مدى ما يسببه كلا من الكشميريون والشيشان وحزب الله وحماس والجهاد من أضرار بأعمالهم الإرهابية( التي كنا نظن بأنها حركات مقاومة مشروعه) قبل أن تعلمنا أمريكا بذلك.
والحق يقال إن كان حقاً بان أمريكا قد احتملت غبائنا بما فيه الكفاية، فها نحن منذو اكثر من خمسين عاما كنا نظن بان إسرائيل دولة إرهابية، وذلك لقتلها للأطفال والنساء والشيوخ والشباب الفلسطينيون وهدمها لبيوتهم فوق رؤوسهم وتشريدهم من بلادهم، فتاتي أمريكا كالعادة لتطلعنا على حقيقة الأمر، وهي إن إسرائيل كانت طوال الوقت مجرد ضحية بريئة آنا لها أن تدافع عن نفسها، ضد هؤلاء الانتحاريين(الاستشهاد ين) الذين يقتلون الأطفال والمدنين الإسرائيلي الأبرياء مع سبق الإصرار والترصد، وليس كما قتل الأطفال الفلسطينيون، مجرد عن طريق الخطاء (غير المقصود) نتيجة القصف الإسرائيلي بالطائرات والدبابات، وكالعادة أيضا لا يملك كلا منا سوي أن يضرب رأسه بالحائط لأنه لم يفهم تلك الحقائق الجلية وحده ( وهذا يبين لنا وبوضوح بأننا بلا أمريكا مجرد أطفالا أيتام الأم...... والأب أيضا).
فكما ترون قد كنا في عصر الخلافة العثمانية لا نفهم شئ، واليوم في ظل أمريكا نفهم كل شئ، ولكن أليس خيراً لنا ألا نفهم من أن نفهم دون فائدة تذكر من وراء ذلك سوى مزيد من الإذلال والمهانة، أليس خيراً لك أن يقال عنك ....
ومن اعجب الأشياء انك لا تدري وانك لا تدري بأنـك لا تدري
من أن يقال لك ...
فإذا تطاولت الرؤوس فغط رأسك ثم طاطه
Bookmarks