التميز خلال 24 ساعة

 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميز لهذا اليوم 
قريبا Im glad I finally signed up
بقلم :    
قريبا


صفحة 2 من 10 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 13 إلى 24 من 109

الموضوع: إشراقة ( لنكون افضل )

  1. #13

    الصورة الرمزية أمـ من الشرق ـيرة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    المشاركات
    3,108
    معدل تقييم المستوى
    395
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lemask
    التـــوبــــة


    منقــــول للأستفادة

    أخواني أخواتي :

    إن الأيام تمر والأعوام تتوالى والعمر ينصرم وينقضي * فهل أخذنا العبرة من ذلك ؟!!000 هل فكرنا في وقوفنا أمام الله سبحانه وتعالى يوم يبعث الأوليين والآخرين * يوم يحاسب كل منا على ماقدم.

    فالواجب علينا المبادرة بالتوبة من جميع الذنوب والمعاصي قبل فوات الأوان * فباب التوبة الآن مفتوح * ونحن مازلنا في زمن الأمهال والعمل والتوبة * والله جل وعلا حثنا على التوبة فقال عز من قائل : ( ياإيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً)0

    لا أحد منا يعلم يوم موته وانتقاله إلى الآخرة * فلربما جاء أحدنا الموت وهو على ماهو عليه من الذنوب والمعاصي * ثم يندم أشد الندم على التفريط: ( أن تقول نفس ياحسرتا على مافرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين)0

    يا أصحاب العقول إذا لم نتب الآن فمتي نتوب * أنتوب عندما يأتينا الموت؟!! أم نتوب عندما تطلع الشمس من مغربها؟!!00 أم متي نتوب00؟!

    أبشر وتب إلى الله فإن الله يفرح بتوبة العبد مهما بلغت ذنوبه ومعاصيه * وعلى المسلم أن لايقنط من رحمة الله * قال تعالى: ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )0

    فالبدار البدار بالتوبة والعمل الصالح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل * حتى تطلع الشمس من مغربها )0

    فلنحسن استغلال أوقات فراغنا وشبابنا وصحتنا بالتوبة والعمل سوياً لعزة الأسلام

    اللهم ارزقنا التوبة النصوح قبل الموت وراحة بعد الموت * والاستقامة على دينك * واهدي شبابنا وفتياتنا إلى مافيه الخير والصلاح * اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه * اللهم اجعلنا من الناجين يوم الدين ......آمـــــــــــــين0

    وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.....

    جزاك اخي خيرا اخي على النقل القيم

    احترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يا قارئ خطي لا تبكي على موتي..
    فاليوم أنا معك وغداً في التراب..
    فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى..!
    ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري..
    بالأمس كنت معك وغداً أنت معي..
    أمـــوت و يـبـقـى
    كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
    فيـا ليت
    كـل من قـرأ خطـي دعا لي
    *************
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #14
    الصورة الرمزية barywi
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    73,465
    معدل تقييم المستوى
    2335
    بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع إعرابياً يقول : يا كريم

    فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلفه : يا كريم

    فمضى الإعرابي إلى جهة الميزاب وقال : يا كريم

    فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلفه : يا كريم

    فالتفت الإعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال :

    يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابياً ؟‎

    والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك إلى حبيبي محمد صلى الله
    عليه وآله وسلم

    فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال : أما تعرف نبيك يا أخا العرب ؟
    قال الإعرابي : لا

    قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فما إيمانك به ؟

    قال : اّمنت بنبوته ولم أره وصدقت برسالته ولم ألقاه

    قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا أعرابي، إعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة

    فأقبل الإعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : مه يا أخا العرب
    لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها،

    فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً

    فهبط جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    وقال له : يا محمد، السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك : قل للإعرابي،‎

    لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا، فغداً نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقطمير

    فقال الإعرابي : أو يحاسبني ربي يا رسول الله ؟

    قال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم يحاسبك إن شاء

    فقال الإعرابي : وعزته وجلاله، إن حاسبني لأحاسبنه

    فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب ؟

    قال الإعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته،

    وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه،

    وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه

    فبكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى إبتلت لحيته

    فهبط جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال :

    يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويقول لك :

    يا محمد قلل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم

    وقل لأخيك الإعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #15
    الصورة الرمزية عـــــــادلــــ
    تاريخ التسجيل
    Dec 2002
    الدولة
    السعودية -جدة
    المشاركات
    12,714
    معدل تقييم المستوى
    697
    نعم السعادة الحقيقية في طاعة الله والأيمان يزداد بالطاعة وكلما زاد المؤمن إيماننا زاد سعادة يقول أحد السلف في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة عندما حبس شيخ الإسلام أبن تيمية قال فيما معنا ظن حابسي أنهم يقيدوني ولم يعلموا أن حريتي في قلبي وسعادتي تكتمل عندما أخلوا بري لا القصور ولا أموال الدنيا تصنع السعادة الحقيقية السعادة يصنعها الإيمان شكر وتقدير لصاحبة القلم المميز سومي


    تحياتي للجميع
    إذا فاتني عصــر السيف
    فــالقــلم هــــو سـلاحــي
    المحبرة هي جراب سهامي
    وعلى الورق سطرت مقتل أعدائي
    كلمة الحـــق هـي أحـد
    من السيف عــلى الأعــناقــي
    من كلمات عادل الكثيري

  4. #16

    الصورة الرمزية أمـ من الشرق ـيرة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    المشاركات
    3,108
    معدل تقييم المستوى
    395
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر
    عندما يضع الإنسان له أهداف في حياته ، فإن أي فعل يقدم علية ، أما تجعله يقترب من هذه الأهداف أو تجعله يبتعد عنها فأنت من يقرر الاقتراب من الهدف أو الابتعاد عن الهدف ؟
    لماذا نجح صلاح الدين في تحرير القدس وفلسطين؟!

    لو سمحتم لي أولاً توضيح بسيط ..............
    عندما يضع الإنسان له أهداف في حياته ، فإن أي فعل يقدم علية ، أما تجعله يقترب من هذه الأهداف أو تجعله يبتعد عنها فأنت من يقرر الاقتراب من الهدف أو الابتعاد عن الهدف ؟

    نجح صلاح الدين الأيوبي في تحرير القدس في 27 رجب 583هـ/ 2 أكتوبر 1187م، أي بعد 88 سنة ميلادية من سقوطها في أيدي الصليبيين، وبعد أيام يكون قد مضى على سقوط القدس في أيدي الصليبيين الجدد 'الإنجليز' ثم في أيدي اليهود من بعدهم 88 سنة ميلادية، إذ استولى عليها الإنجليز في 9 ديسمبر 1917م، وقال قائدهم أللنبي وقتها في خطابه: 'اليوم انتهت الحروب الصليبية'، أما القائد الفرنسي الذي احتل سوريا فقد توجه إلى قبر صلاح الدين وركله بقدمه وقال: 'ها قد عدنا يا صلاح الدين'.

    والسؤال الذي يجب أن يطرح دائمًا ويشغل أذهان وأبحاث القادة والعلماء والمفكرين في زماننا، ويُجاب عنه بأمانة وموضوعية هو: لماذا نجح صلاح الدين في تحرير القدس بالرغم من مرور 88 سنة على احتلالها، وفشل قادة أمتنا في تحقيق ذلك، بل صار اليهود بعد 88 سنة من اغتصابها أكثر إحكامًا لقبضتهم عليها؟!

    إن الإجابة الكاملة الأمينة على هذا السؤال تتطلب دراسات طويلة معمقة، لكنني سأحاول اختصارها بالنقاط الموجزة الآتية:
    أولاً: لأن القدس الطاهرة المباركة المقدسة لن تحرر إلا على أيدي المجاهدين الطاهرين الربانيين الأتقياء الذين يعرفون قدرها ومكانتها، فيبذلون من أجلها أموالهم وأرواحهم وأوقاتهم وجهودهم، وقد اتصف صلاح الدين بهذه الصفات؛ إذ تربى منذ طفولته على التقوى وحب الجهاد، حيث ولد في بيت مجاهد بقلعة تكريت أثناء ولاية والده عليها، ثم انتقل مع أسرته إلى الموصل ثم إلى بعلبك التي تولاها أبوه بتكليف من نور الدين محمود، وفيها تعلم القرآن والحديث والفقه والنحو والتاريخ والأدب* إضافة إلى الفروسية وفنون القتال. وقد وصفه أحد المؤرخين المعاصرين له بأنه 'حسن العقيدة، كثير الذكر، شديد المواظبة على صلاة الجماعة، ويواظب على السنن والنوافل، ويقوم الليل، وكان يحب سماع القرآن، وينتقي إمامه، وكان رقيق القلب، خاشع الدمعة، إذا سمع القرآن دمعت عيناه، شديد الرغبة في سماع الحديث، كثير التعظيم لشعائر الله، وكان حسن الظن بالله، كثير الاعتماد عليه، عظيم الإنابة إليه، عادلاً رءوفًا رحيمًا ناصرًا للضعيف على القوي، كريمًا حسن العشرة، لطيف الأخلاق، طاهر المجلس لا يُذكر أحد بين يديه إلا بخير، طاهر السمع، طاهر اللسان، طاهر القلم، فما كتب إيذاءً لمسلم قط، وكان شجاعًا شديد البأس، قال يومًا وهو قرب عكا: 'في نفسي أنه متى يسر الله تعالى فتح بقية السواحل قسمت البلاد وأوصيت وودعت، وركبت هذا البحر إلى جزرهم أتتبعهم فيها حتى لا أبقي على وجه الأرض من يكفر بالله أو أموت'، وقد مات رحمه الله ولم يكن لديه من الأموال ما تجب فيه الزكاة، فقد استنفدت صدقة النوافل جميع ما ملكه، ولم يخلف في خزائنه من الذهب إلا 47 درهمًا ناصرية، ودينارًا واحدًا ذهبيًا، ولم يخلف ملكًا ولا دارًا ولا عقارًا ولا مزرعة، وقد عزم على الحج في السنة التي توفي فيها، ولكنه تعوق بسبب ضيق ذات اليد وضيق الوقت.

    ثانيًا: لأنه حدد هدفه منذ طفولته، وجعله واضحًا سامقًا، وهو تحرير المسجد الأقصى، وأيقن أن هدفه لن يتحقق إلا بالإعداد والجهاد، فدعا إليه وحرض عليه، وطلب من كبار وزرائه وكتابه أن يؤلفوا له كتبًا عدة في موضوع الجهاد، فيبينوا فضائله وآدابه، يقول العماد الأصفهاني: 'وكنت قد جمعت له كتابًا في الجهاد بدمشق'، ويقول القاضي الفاضل: 'وأنا ممن جمع له في الجهاد كتابًا جمعت فيه آدابه وكل آية وردت فيه وكل حديث روي فيه'، وكان يحث الأمراء التابعين له على الجهاد، ويرسل الرسل إلى الحكام غير التابعين له ليدعوهم إلى التمسك بالجهاد، ومن ذلك سفارته إلى دولة الموحدين بالمغرب لاستنفارهم بعد سقوط عكا في أيدي الصليبيين وهناك عبرة يجب علينا أن نتوقف عندها " عن قصة سقوط عكا " . كما طالب العلماء بالقيام بواجبهم في دعوة الناس وترغيبهم في الجهاد، وكان حريصًا على شن المعارك في أيام الجمع، لا سيما في أوقات صلاة الجمعة، تبركًا بدعاء الخطباء على المنابر. وكان الشعار الذي ينادي به عندما يشتد القتال في ساح الوغى هو: 'يا للإسلام'، وكثيرًا ما يدعو جنوده قبل أن تبدأ المعركة إلى البيعة على الجهاد والاستشهاد.

    ثالثاً: لأنه لم ينسَ الجرائم والمجازر التي ارتكبها الأعداء ضد المسلمين، بل جعل منها وقوداً يشعل حماسه وحماس جنوده، وكان دائمًا يهب لنصرة المسلمين وينتقم من المعتدين، وبالرغم من أنه ولد بعد أربعين سنة من المذبحة الرهيبة التي ارتكبها الصليبيون في المسجد الأقصى، حيث قتلوا غدرًا أكثر من سبعين ألفًا من المسلمين بينهم كثير من الأئمة والفقهاء والقراء والعباد، إلا أنه لم ينسها، وأصر على دخول القدس عنوة والانتقام للمسلمين الذين غدر بهم قبل 88 سنة، ولم يعطهم الأمان الذي طلبوه إلا بعد أن هددوا بحرق المسجد الأقصى وكنائسهم وأموالهم وقتل خمسة آلاف أسير مسلم كانوا في أيديهم، ثم الخروج للقتال حتى الموت. وبعد الانتصار الكبير الذي حققه المسلمون في معركة حطين، حيث قتلوا ثلاثين ألف صليبي وأسروا ثلاثين ألفًا، وكان بين الأسرى ملوك وأمراء صليبيين، أصر صلاح الدين على ذبح أرناط حاكم الكرك بيده انتقامًا للحجاج المسلمين الذين قتلهم أرناط، وللنبي محمد – صلى الله عليه وسلم - الذي شتمه ذلك الصليبي الحاقد.

    رابعًا: لأنه علم أن الأمة لن تحرر القدس وتطرد الصليبيين من بلاد المسلمين إلا إذا توحدت تحت عقيدة واحدة وخلافة واحدة وقيادة واحدة، فقضى بذكاء ودون إراقة دماء على المذهب الشيعي في مصر، وعلى الخلافة الفاطمية الشيعية التي كانت كثيرًا ما تتآمر مع الصليبيين، ضد المسلمين السنة، وسبق أن عرضت على الصليبيين منذ أن بدءوا غزوهم لبلاد الشام أن تتنازل لهم عن القدس مقابل تركهم في مصر وبعض مناطق الشام، وقد أدى تخاذلهم إلى سقوط القدس سنة 492هـ/ 1099م، وكانت وقتها تحت حكمهم، وقد عينوا عليها واليًا يدعى افتخار الدولة. كما خاض قتالاً ضد الأمراء الذين أصروا على فرقة الأمة، وتحالفوا مع الصليبيين للمحافظة على كراسيهم، وتمكن من توحيد مصر والشام تحت حكمه، فواجه الصليبيين بأمة واحدة وعقيدة واحدة وهزمهم.
    تلكم بعض الأسباب التي مكنت المسلمين من تحرير القدس وفلسطين تحت قيادة صلاح الدين؛ والأمة وقادتها مدعوون لدراسة هذه التجربة والإفادة منها في معركة تحرير القدس من أيدي المغتصبين اليهود، وعليهم أن يعلموا أن الله قد وعدهم بهذا التحرير في قوله تعالى:

    {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً}،

    لكن هذا الوعد لن يتحقق مهما طال الزمن إلا إذا أخذنا بأسباب النصر وسرنا في الطريق الذي سار فيه عمر بن الخطاب ففتحها، وسلكه صلاح الدين فحررها.................


    يا قدس.. أقبل وجهك فوق الجبين.. وأبكي فيك الزمان الحزين
    وأصرخ لألمك ولا أستكين.. فعذرا لأني وحيدٌ بين رجال ليسوا صلاح الدين

    الرؤية ............... غداً سيكون منطقاً لجماد


    لذا ....... دائماً فكر كيف تكون عنصر مؤثر إيجابي في الحياة فأنت أكثر مما تتوقع
    د. ماهر صالح الصيفي
    مؤسس الهيئة العالمية للاستشارات والتدريب والبحوث

    شكرا لك


    احترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يا قارئ خطي لا تبكي على موتي..
    فاليوم أنا معك وغداً في التراب..
    فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى..!
    ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري..
    بالأمس كنت معك وغداً أنت معي..
    أمـــوت و يـبـقـى
    كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
    فيـا ليت
    كـل من قـرأ خطـي دعا لي
    *************
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #17

    الصورة الرمزية أمـ من الشرق ـيرة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    المشاركات
    3,108
    معدل تقييم المستوى
    395
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر
    عندما يضع الإنسان له أهداف في حياته ، فإن أي فعل يقدم علية ، أما تجعله يقترب من هذه الأهداف أو تجعله يبتعد عنها فأنت من يقرر الاقتراب من الهدف أو الابتعاد عن الهدف ؟
    لماذا نجح صلاح الدين في تحرير القدس وفلسطين؟!

    لو سمحتم لي أولاً توضيح بسيط ..............
    عندما يضع الإنسان له أهداف في حياته ، فإن أي فعل يقدم علية ، أما تجعله يقترب من هذه الأهداف أو تجعله يبتعد عنها فأنت من يقرر الاقتراب من الهدف أو الابتعاد عن الهدف ؟

    نجح صلاح الدين الأيوبي في تحرير القدس في 27 رجب 583هـ/ 2 أكتوبر 1187م، أي بعد 88 سنة ميلادية من سقوطها في أيدي الصليبيين، وبعد أيام يكون قد مضى على سقوط القدس في أيدي الصليبيين الجدد 'الإنجليز' ثم في أيدي اليهود من بعدهم 88 سنة ميلادية، إذ استولى عليها الإنجليز في 9 ديسمبر 1917م، وقال قائدهم أللنبي وقتها في خطابه: 'اليوم انتهت الحروب الصليبية'، أما القائد الفرنسي الذي احتل سوريا فقد توجه إلى قبر صلاح الدين وركله بقدمه وقال: 'ها قد عدنا يا صلاح الدين'.

    والسؤال الذي يجب أن يطرح دائمًا ويشغل أذهان وأبحاث القادة والعلماء والمفكرين في زماننا، ويُجاب عنه بأمانة وموضوعية هو: لماذا نجح صلاح الدين في تحرير القدس بالرغم من مرور 88 سنة على احتلالها، وفشل قادة أمتنا في تحقيق ذلك، بل صار اليهود بعد 88 سنة من اغتصابها أكثر إحكامًا لقبضتهم عليها؟!

    إن الإجابة الكاملة الأمينة على هذا السؤال تتطلب دراسات طويلة معمقة، لكنني سأحاول اختصارها بالنقاط الموجزة الآتية:
    أولاً: لأن القدس الطاهرة المباركة المقدسة لن تحرر إلا على أيدي المجاهدين الطاهرين الربانيين الأتقياء الذين يعرفون قدرها ومكانتها، فيبذلون من أجلها أموالهم وأرواحهم وأوقاتهم وجهودهم، وقد اتصف صلاح الدين بهذه الصفات؛ إذ تربى منذ طفولته على التقوى وحب الجهاد، حيث ولد في بيت مجاهد بقلعة تكريت أثناء ولاية والده عليها، ثم انتقل مع أسرته إلى الموصل ثم إلى بعلبك التي تولاها أبوه بتكليف من نور الدين محمود، وفيها تعلم القرآن والحديث والفقه والنحو والتاريخ والأدب* إضافة إلى الفروسية وفنون القتال. وقد وصفه أحد المؤرخين المعاصرين له بأنه 'حسن العقيدة، كثير الذكر، شديد المواظبة على صلاة الجماعة، ويواظب على السنن والنوافل، ويقوم الليل، وكان يحب سماع القرآن، وينتقي إمامه، وكان رقيق القلب، خاشع الدمعة، إذا سمع القرآن دمعت عيناه، شديد الرغبة في سماع الحديث، كثير التعظيم لشعائر الله، وكان حسن الظن بالله، كثير الاعتماد عليه، عظيم الإنابة إليه، عادلاً رءوفًا رحيمًا ناصرًا للضعيف على القوي، كريمًا حسن العشرة، لطيف الأخلاق، طاهر المجلس لا يُذكر أحد بين يديه إلا بخير، طاهر السمع، طاهر اللسان، طاهر القلم، فما كتب إيذاءً لمسلم قط، وكان شجاعًا شديد البأس، قال يومًا وهو قرب عكا: 'في نفسي أنه متى يسر الله تعالى فتح بقية السواحل قسمت البلاد وأوصيت وودعت، وركبت هذا البحر إلى جزرهم أتتبعهم فيها حتى لا أبقي على وجه الأرض من يكفر بالله أو أموت'، وقد مات رحمه الله ولم يكن لديه من الأموال ما تجب فيه الزكاة، فقد استنفدت صدقة النوافل جميع ما ملكه، ولم يخلف في خزائنه من الذهب إلا 47 درهمًا ناصرية، ودينارًا واحدًا ذهبيًا، ولم يخلف ملكًا ولا دارًا ولا عقارًا ولا مزرعة، وقد عزم على الحج في السنة التي توفي فيها، ولكنه تعوق بسبب ضيق ذات اليد وضيق الوقت.

    ثانيًا: لأنه حدد هدفه منذ طفولته، وجعله واضحًا سامقًا، وهو تحرير المسجد الأقصى، وأيقن أن هدفه لن يتحقق إلا بالإعداد والجهاد، فدعا إليه وحرض عليه، وطلب من كبار وزرائه وكتابه أن يؤلفوا له كتبًا عدة في موضوع الجهاد، فيبينوا فضائله وآدابه، يقول العماد الأصفهاني: 'وكنت قد جمعت له كتابًا في الجهاد بدمشق'، ويقول القاضي الفاضل: 'وأنا ممن جمع له في الجهاد كتابًا جمعت فيه آدابه وكل آية وردت فيه وكل حديث روي فيه'، وكان يحث الأمراء التابعين له على الجهاد، ويرسل الرسل إلى الحكام غير التابعين له ليدعوهم إلى التمسك بالجهاد، ومن ذلك سفارته إلى دولة الموحدين بالمغرب لاستنفارهم بعد سقوط عكا في أيدي الصليبيين وهناك عبرة يجب علينا أن نتوقف عندها " عن قصة سقوط عكا " . كما طالب العلماء بالقيام بواجبهم في دعوة الناس وترغيبهم في الجهاد، وكان حريصًا على شن المعارك في أيام الجمع، لا سيما في أوقات صلاة الجمعة، تبركًا بدعاء الخطباء على المنابر. وكان الشعار الذي ينادي به عندما يشتد القتال في ساح الوغى هو: 'يا للإسلام'، وكثيرًا ما يدعو جنوده قبل أن تبدأ المعركة إلى البيعة على الجهاد والاستشهاد.

    ثالثاً: لأنه لم ينسَ الجرائم والمجازر التي ارتكبها الأعداء ضد المسلمين، بل جعل منها وقوداً يشعل حماسه وحماس جنوده، وكان دائمًا يهب لنصرة المسلمين وينتقم من المعتدين، وبالرغم من أنه ولد بعد أربعين سنة من المذبحة الرهيبة التي ارتكبها الصليبيون في المسجد الأقصى، حيث قتلوا غدرًا أكثر من سبعين ألفًا من المسلمين بينهم كثير من الأئمة والفقهاء والقراء والعباد، إلا أنه لم ينسها، وأصر على دخول القدس عنوة والانتقام للمسلمين الذين غدر بهم قبل 88 سنة، ولم يعطهم الأمان الذي طلبوه إلا بعد أن هددوا بحرق المسجد الأقصى وكنائسهم وأموالهم وقتل خمسة آلاف أسير مسلم كانوا في أيديهم، ثم الخروج للقتال حتى الموت. وبعد الانتصار الكبير الذي حققه المسلمون في معركة حطين، حيث قتلوا ثلاثين ألف صليبي وأسروا ثلاثين ألفًا، وكان بين الأسرى ملوك وأمراء صليبيين، أصر صلاح الدين على ذبح أرناط حاكم الكرك بيده انتقامًا للحجاج المسلمين الذين قتلهم أرناط، وللنبي محمد – صلى الله عليه وسلم - الذي شتمه ذلك الصليبي الحاقد.

    رابعًا: لأنه علم أن الأمة لن تحرر القدس وتطرد الصليبيين من بلاد المسلمين إلا إذا توحدت تحت عقيدة واحدة وخلافة واحدة وقيادة واحدة، فقضى بذكاء ودون إراقة دماء على المذهب الشيعي في مصر، وعلى الخلافة الفاطمية الشيعية التي كانت كثيرًا ما تتآمر مع الصليبيين، ضد المسلمين السنة، وسبق أن عرضت على الصليبيين منذ أن بدءوا غزوهم لبلاد الشام أن تتنازل لهم عن القدس مقابل تركهم في مصر وبعض مناطق الشام، وقد أدى تخاذلهم إلى سقوط القدس سنة 492هـ/ 1099م، وكانت وقتها تحت حكمهم، وقد عينوا عليها واليًا يدعى افتخار الدولة. كما خاض قتالاً ضد الأمراء الذين أصروا على فرقة الأمة، وتحالفوا مع الصليبيين للمحافظة على كراسيهم، وتمكن من توحيد مصر والشام تحت حكمه، فواجه الصليبيين بأمة واحدة وعقيدة واحدة وهزمهم.
    تلكم بعض الأسباب التي مكنت المسلمين من تحرير القدس وفلسطين تحت قيادة صلاح الدين؛ والأمة وقادتها مدعوون لدراسة هذه التجربة والإفادة منها في معركة تحرير القدس من أيدي المغتصبين اليهود، وعليهم أن يعلموا أن الله قد وعدهم بهذا التحرير في قوله تعالى:

    {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً}،

    لكن هذا الوعد لن يتحقق مهما طال الزمن إلا إذا أخذنا بأسباب النصر وسرنا في الطريق الذي سار فيه عمر بن الخطاب ففتحها، وسلكه صلاح الدين فحررها.................


    يا قدس.. أقبل وجهك فوق الجبين.. وأبكي فيك الزمان الحزين
    وأصرخ لألمك ولا أستكين.. فعذرا لأني وحيدٌ بين رجال ليسوا صلاح الدين

    الرؤية ............... غداً سيكون منطقاً لجماد


    لذا ....... دائماً فكر كيف تكون عنصر مؤثر إيجابي في الحياة فأنت أكثر مما تتوقع
    د. ماهر صالح الصيفي
    مؤسس الهيئة العالمية للاستشارات والتدريب والبحوث

    شكرا لك


    احترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يا قارئ خطي لا تبكي على موتي..
    فاليوم أنا معك وغداً في التراب..
    فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى..!
    ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري..
    بالأمس كنت معك وغداً أنت معي..
    أمـــوت و يـبـقـى
    كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
    فيـا ليت
    كـل من قـرأ خطـي دعا لي
    *************
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #18

    الصورة الرمزية أمـ من الشرق ـيرة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    المشاركات
    3,108
    معدل تقييم المستوى
    395
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عـــــــادلــــ
    نعم السعادة الحقيقية في طاعة الله والأيمان يزداد بالطاعة وكلما زاد المؤمن إيماننا زاد سعادة يقول أحد السلف في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة عندما حبس شيخ الإسلام أبن تيمية قال فيما معنا ظن حابسي أنهم يقيدوني ولم يعلموا أن حريتي في قلبي وسعادتي تكتمل عندما أخلوا بري لا القصور ولا أموال الدنيا تصنع السعادة الحقيقية السعادة يصنعها الإيمان شكر وتقدير لصاحبة القلم المميز سومي


    تحياتي للجميع
    بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
    أسعد الله تعالى قلوب الجميع بكل الخير وبمحبة
    الرحمن وطاعته والعافيه والسعاده دوما يارب
    آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــن

    ،،،
    ،

    أخي الفاضل والطيب
    بارك الله فيك وجعله في موازين حسناتك يـــــارب
    وجزاك المولى خير الجزاء وحفظك ووفقك الى كل خير
    وأسعدك ورضا عنك في الدارين وسدد خطاك الى جنااته دائما وابدا
    وأسال الله تعالى أن يجعلنا وياكم من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه
    آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــن





    ودائما بنتظار جديدك وبتواجدك الاطيب بيننا
    ننتظر رائع قلمك لبوحك المفيد في اشراقة
    كل الإحتراام والتقدير لشخصك الكريم
    أختكم في الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يا قارئ خطي لا تبكي على موتي..
    فاليوم أنا معك وغداً في التراب..
    فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى..!
    ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري..
    بالأمس كنت معك وغداً أنت معي..
    أمـــوت و يـبـقـى
    كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
    فيـا ليت
    كـل من قـرأ خطـي دعا لي
    *************
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #19

    الصورة الرمزية أمـ من الشرق ـيرة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    المشاركات
    3,108
    معدل تقييم المستوى
    395
    قلت : كلما رأيت المسجد أو سمعت النداء للصلاة ،
    تجيش نفسي بمشاعر رائعة لا أستطيع التعبير عنها .
    قال : تلك علامة خيرية فيك ، فوجب عليك أن تستثمرها وتنميها
    قبل أن تتلاشى فلا تجدها بين يديك ..
    بادرِ الفرصةَ واحذرْ فوتها *** فبلوغ العزّ في نيلِ الفرصْ

    أدهشني كلام صاحبي بل هز قلبي فبادرت أسأله :
    وكيف لي أن استثمرها على الوجه المطلوب ؟
    قال : أن تخطو الخطوة التالية ، فتسعى إلى تعمير المساجد ..!
    قلت وقد ارتسمت على وجهي علائم إحباط :
    وهل لي طاقة بذلك ؟؟.. أنا لا أملك إلا ما يسد حاجتي ؟!

    فضحك صاحبي وقال :
    وهل تحسب أن تعمير المسجد يكون ببنائه فقط ؟
    قلت : فكيف إذن ؟
    قال : تعمير المسجد في الحقيقة إنما يكون بإحياء رسالته ،
    والسعي لاقتباس فوائده ، وجني ثمراته ..
    فالمسجد ليس سوى محطة رائعة يشحن الإنسان المؤمن قلبه فيها
    شحناً غير عادي ، حتى يتوهج الإيمان فيه فيغدو كالكوكب الدري ..

    قلت وقد شعرت بارتياح شديد:
    آه .. ولذا كانت الصلاة في أوقات متفرقة على مدار اليوم ..
    ليبقى المدد مستمراً .. ويبقى التوهج متنامياً ...

    ابتسم صاحبي وقال : هو كذلك يا أخي ..
    كلما تشتت الإنسان في دنياه ، وأصابه ضنك الحياة ،
    ارتفع صوت النداء للصلاة ، يذكّره بأن له موعداً مع ربه سبحانه ،
    ليجدد له طاقته ، وليشحن له ( بطارية ) قلبه ، ويصقل له روحه ،
    فإذا أقبل على المسجد وفي حسه مثل هذه المعاني ،
    وصلى بهذه الروح : نفض عنه غبار يومه ، وصقل صدأ قلبه ..
    ووجد أن نفسه قد اجتمعت وزكت ورقت ، وأن قلبه قد صفا وطهر وعذُب ،
    وما بين ركوع وسجود وابتهال وتضرع ، وتلاوة قرآن
    وتدبر لأقوال الصلاة وحركاتها ، يصقل روحه صقلاً عجيباً
    مهما تكاثفت عليها أكدار الحياة .فلا يخرج من المسجد إلا وقد تلألأت روحه ،
    وأشرق قلبه ، فيستقبل الحياة جديداً عليها كأنه يلقاها تواً للساعة !!
    ومثل هذا الإنسان يواجه أحداث الحياة بروح جديدة دائماً ،
    روح مليئة بأنوار السماء تعينه على مواجهة تيارات الحياة المتلاطمة وفتنها !!

    قلت : عجيب واللهِ هذا الذي تقوله يا صاحبي ! بل أنت تنثر على قلبي كنوزأ والله .

    قال : بل العجيب والله ، أن أكثر الخلق لا يعرفون هذه المعاني
    مع أنها من بديهيات الدين ، فالنصوص كثيرة جداً تؤكد هذا وتقرره ،
    ولكن أكثر الناس لا يعقلون !
    قلت وعيناي محملقتان فيه : زدني إذن ، ولك مني الشكر ، ومن الله الأجر .

    قال : ثق أنك في قلب المسجد تخوض في بحر من أنوار سماوية خالصة ،
    لأن أجواء المسجد ملائكية معطرة ، مملوءة بذكر الله سبحانه ،
    ورحمات الله تتنزل تترى تترى بلا انقطاع ،
    حتى وأنت تجلس منتظراً الصلاة عاقداً يديك على ركبتيك
    تتأهب للنهوض إلى الصلاة ، فكيف إذا ملأت وقت انتظارك بالذكر الكثير ،
    والدعاء الخاشع ، وتلاوة القرآن لكتاب الله ؟ ذاك نور على نور على نور ..!

    قلت في عجب : هذا كله قبل الصلاة ..فكيف بالصلاة نفسها ؟
    ابتسم صاحبي وقال :
    الصلاة كلها ذكر كما قال تعالى ( وأقم الصلاة لذكري ) ..
    وعليك أن تذكر ذلك وأنت فيها ، ليحضر قلبك معها ،
    وإلا فما جدوى أن يدور لسانك بما لا تعرف ما معناه ، ولا فيما يدور !!

    ثم أن حركات الصلاة كلها ، ذات رسائل موجهة إلى القلب :
    تغرس في جذوره معنى العبودية لله تعالى ، ومعنى الأدب بين يدي الله سبحانه ،
    ومعان شتى : كالتواضع والمساواة وعدم التكبر على مسلم ،
    واللين في أيد إخوانك المؤمنين ، وضرورة الصف الواحد ..وضرورة المتابعة
    وأهمية النصيحة ولو للقائد نفسه ، ودروس كثيرة جداً جداً

    قلت في فرح :
    إذن في قلب هذه الأجواء لابد أن يزهر قلبك وينقدح شرره حتى يضيء .
    قال : الله أكبر .. هو كذلك ، المهم أن يحضر قلبك معك فيها ،
    ولذا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    أرحنا بها يا بلال .. فهو يجد راحة قلبه حين يكون متلبساً فيها ..
    ولذا كانت الصلاة قرة عينه .. فهل الصلاة قرة عين لنا ...!؟ هذا هو السؤال الصعب .

    قلت وأنا أطأطئ رأسي :
    وأكثر الناس اليوم يقولون بلسان الحال : أرحنا منها يا إمام !!!
    وما أن ينتهي منها حتى يطيرون خارج المسجد كأنهم طيور كانت في قفص !!!!

    قال : هذه مصيبة والله !!
    فالصلاة معراج روح المؤمن ليلج من خلالها إلى السماء ،
    هي رحلة قلبية فريدة لساعة ليست من ساعات الدنيا ، لأنها من زاد الآخرة ..!!
    هي لحظات لكنها تغسل هذا القلب غسلاً عجيباً ،
    لأنه فيها يكون في كنف الله ، ، وبين يديه ،
    فإذا صدق في وقفته تلك ملأ الله قلبه بأنوار السماء ولابد ،
    وهل يمكن أن يردك الكريم عن بابه وقد أقبلت عليه طامعاً فيما عنده ؟
    هل يعقل أن تدخل على الله جل الله وتحسن الأدب معه ،
    ثم أنت تخرج من حضرته كما دخلت ... ذلك والله سوء ظن بالله ، فافهم .

    قلت وأنا اشعر بنشوة عجيبة في قلبي :
    لقد شوقتني والله للصلاة بروح جديدة ،
    وأجدني مشدوداً الآن إلى الإقبال على النوافل فضلاً عن فرائضها
    لعلي أصل إلى الاغتراف من هذه المعاني السماوية العجيبة التي تتحدث عنها .

    قال : لله در القائل :
    عندما صليتُ في محرابـهِ *** عرفتُ أني نلت شيئاً لم يُنــلْ
    هزتِ الأفراحُ قلبي فانتشى *** راقصاً والدمعُ من عيني هملْ

    وخير من ذلك أن تستعرض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
    حول الصلاة لتجد فيضا من معاني السماء يغرسها في قلبك ،
    فإذا تشربها قلبك جيداً ... فقد ولدت فيه الأفراح إذن ..
    وما عليك إلا أن تجدد هذه الأفراح مع كل نداء ..
    لتبقى مشدودا إلى السماء لا تنفك عنها .. وبالله التوفيق ..
    = = =
    فإن أصبنا فلا عــجبٌ ولا غــررُ ** وإن نقصنا فإن الناس ما كملوا
    والــكاملُ الله في ذاتٍ وفي صفةٍ ** ونــاقص الذات لم يكمل له عملُ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يا قارئ خطي لا تبكي على موتي..
    فاليوم أنا معك وغداً في التراب..
    فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى..!
    ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري..
    بالأمس كنت معك وغداً أنت معي..
    أمـــوت و يـبـقـى
    كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
    فيـا ليت
    كـل من قـرأ خطـي دعا لي
    *************
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #20

    الصورة الرمزية ماهر
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    فلسطين - أرض الرباط
    المشاركات
    91
    معدل تقييم المستوى
    216

    Angry البلسم الشافي

    البلسم الشافي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
    كنت ابحث في موضوعا ما وشاء الله لي ان التقي بهذه الكلمات نفعنا الله بها جزى الله خيرا من كتبها ونقلها فلا بد أن نعلم أن طمأنينة القلب وانشراح الصدر وزوال الوحشة لا يمكن أن يتأتى إلا إذا رضي عنا ربنا الذي خلقنا ـسبحانه- وهذا لا يتم أبداً ولا يوجد في النفوس إلا إذا ابتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب واقترب من الله تعالى، فللذنوب أضرار في القلوب كأضرار السموم في الأبدان، وكل ضرر واقع في الدنيا والآخرة فسببه الذنوب والمعاصي.
    ومن آثارها التي تفسد على الإنسان دنياه وآخرته:
    ـ حرمان العلم
    ـ حرمان الطاعة
    ـ حرمان الرزق
    ـ وحشة يجدها العاصي
    ـ ظلمة في القلب
    ـ ابتعاد الملائكة عنه وتسلط الشياطين عليه
    ـ رد الدعاء
    وغير ذلك من الآثار الكثيرة .
    يقول ابن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق.

    وسأذكر لك بإذن الله عدة ينابيع تنفي عنك الوحشة وضيق الصدر

    ينبوع الإيمان بالله
    -إن أول ينبوع ننهل منه فترتوي قلوبنا هو: ينبوع الإيمان بالله، إذ لا سعادة إطلاقاً بدون الإيمان الراسخ بالله -عز وجل- وبالقدر خيره وشره* قال تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام:125].

    ينبوع التوكل على الله
    -أما الينبوع الثاني فهو: ينبوع التوكل على الله، فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ولا تزعجه الحوادث، لعلمه أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة، فيطمئن لوعده، كما أنه يسعد حين يسعى في بذل الخير للناس ويحسن إليهم ولا ينتظر منهم جزاءً ولا شكوراً، بل يرجو ذلك من ربه سبحانه، قال تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر:36].

    ينبوع القناعة
    وثالث هذه الينابيع هو: ينبوع القناعة، حيث إن الذي لا يعرف القناعة لن يعرف السعادة أبداً ولو ملك كنوز الأرض، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب. رواه البخاري وغيره. وقال صلى الله عليه وسلم: قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه. رواه مسلم

    تلاوة القرآن
    -أما الينبوع الرابع فهو: تلاوة القرآن والاشتغال بذكر الله عن هموم الدنيا، واللجوء إلى الله بالدعاء مع اليقين بأنه -سبحانه- سيجيب دعوتك في الحال، أو يدفع عنك من السوء مثلها، أو يدخرها لك في الآخرة.
    واعلم أن ما تخشاه على نفسك من النفاق يدل على أن قلبك حي ومتصل بالله، كما قال الحسن البصري رحمه الله: والله ما خافه إلا مؤمن و لا أمنه إلا منافق.
    هناك امور تعينك علىطاعة الله واللذة في العبادة سأردها لاحقا ان شاء الله

    ومما يعينك على طاعة الله وتحصيل لذة العبادة عدة أمور،منها :
    ـ تلقي أوامر الله تعالى بالقبول والامتثال، وعدم معارضتها بشهوة أو رأي .
    ـ التخلق بالخصال الثلاث التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. متفق عليه

    ـ الحرص على الإخلاص، وإخفاء الأعمال عن الخلق قدر المستطاع، ومطالعة عيوب النفس ونقائص الأعمال ومفسداتها من الكبر والعجب والرياء وضعف الصدق، والتقصير في إكمال العمل وإتمامه.

    ـ الإشفاق من رد الأعمال وعدم قبولها.

    ـ مشاهدة فضل الله وإحسانه ، والحياء منه، لاطلاعه على تفاصيل ما في القلوب* وتذكر الموقف والمقام بين يديه، والخوف منه، وإظهار الضعف والافتقار إليه والتعلق به دون غيره.

    ـ ومن أعظم الطرق: معرفة الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا .. والعلم النافع وهو: العلم بآيات الله الكونية والشرعية، الذي يربط القلب بالله.

    وكذلك الإكثار من ذكر الموت، والجنة والنار، والإكثار من ذكر الله، وطول التأمل وكثرة التدبر، الذي يورث الصلة بالله تعالى، والمسارعة في الطاعات، واستباق الخيرات،

    ونسأل الله أن يشرح صدورنا وأن يقر أعيننا بذوق حلاوة طاعته.


    ثق أن التغيير هو أحد ثوابت الحياة الثلاثة ، فإذا لم تغير أنت ،سيتغير كل شيء حولك وتبقى أنت" مكانك سر" في عملك وثقافتك وعلاقاتك وفي كل مجال من مجالات حياتك
    والسؤال الذي يجب أن يطرح دائمًا ويشغل أذهان وأبحاث القادة والعلماء والمفكرين في زماننا هذا ، ويُجاب عنه بأمانة وموضوعية هو: لماذا نجح صلاح الدين في تحرير القدس بالرغم من مرور 88 سنة على احتلالها، وفشل قادة أمتنا في تحقيق ذلك، بل صار اليهود بعد 88 سنة من اغتصابها أكثر إحكامًالقبضتهم عليها؟
    اشتر زمناً بأرض الرباط

  9. #21
    الصورة الرمزية barywi
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    73,465
    معدل تقييم المستوى
    2335
    من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

    --------------------------------------------------------------------------------

    كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم ، عن أنس رضي الله عنه قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" - الحديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.

    وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.

    قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم 4 ]

    قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.

    فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن ، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي ، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن.

    قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً .... فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل.أ.هـ

    عن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري

    ما المقصود بحُسن الخلق ؟

    عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( البر حسن الخلق ..)) رواه مسلم [ رقم : 2553 ]

    قال الشيخ ابن عثيمين في شرح الحديث السابع والعشرون في الأربعين النووية:

    حسن الخلق أي حسن الخلق مع الله ، وحسن الخلق مع عباد الله ، فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ، وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا ، فإذا أمرك الله بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها فإنك تقابل هذا بصدر منشرح.

    أما حسن الخلق مع الناس فقد سبق أنه : كف الأذى والصبر على الأذى، وطلاقة الوجه وغيره.

    على الرغم من حُسن خلقه حيث كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام .

    عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي" - رواه أحمد ورواته ثقات.

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول "اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق" - رواه أبو داود والنسائي

    أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله :

    كان صلى الله خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام ، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) سنن الترمذي .

    وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش )، ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.

    كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم ، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعي لي) ، وتقول له: دع لي. رواه مسلم

    وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها‏.‏ وكان إذا هويت شيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُ ثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكِّنها من اللعب.

    (عن الأسود قال :سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال : كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) رواه مسلم والترمذي.

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم - رواه أحمد.

    قال صلى الله عليه وسلم "إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل" رواه مسلم.

    عن عائشة رضي الله عنها قالت "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : اقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك" رواه أحمد.

    (وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها) رواه البخاري.

    ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري.

    عدل النبي صلى الله عليه وسلم :

    كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين.

    قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءِ للّهِ وَلَوْ عَلَىَ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ) (النساء:135)

    كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة كما كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ غيورة.

    فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا، غارت أُمكم ـ مرتين ـ ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة. رواه النسائي وصححه الألباني

    قال عليه الصلاة والسلام في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : ( ‏والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد‏*‏ لقطعت يدها‏)‏.

    كلام النبي صلى الله عليه وسلم :
    كان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه

    وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء‏:‏ عُرِفَ في وجهه

    أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال

    وعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له ومسلم.

    كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه.

    وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:28) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.

    خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه

    أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:

    ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.

    عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي.

    عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله.

    وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله - رواه مالك والشيخان وأبو داود.

    عن عائشة رضي الله عنها قالت "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم".

    رحمة النبي صلى الله عليه وسلم

    قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)

    وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة" - رواه مسلم.

    " قال عليه الصلاة والسلام : اللهم إنما أنا بشر ، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته ، فاجعلها له زكاة و أجراً " رواه مسلم .

    كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فرفق بهم ، فارفق به )

    قال صلى الله عليه وسلم : (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) رواه البخاري.

    قال تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ..) (آل عمران:159)

    وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: (الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وصححه الألباني .

    وقال صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة الذين أخبر عنهم بقوله: ( أهل الجنة ثلاثة وذكر منهم ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ) رواه مسلم.

    عفو النبي صلى الله عليه وسلم:

    عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" رواه مسلم وأبو داود.

    فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزرموه، دعوه) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم

    تواضعه صلى الله عليه وسلم :

    وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.

    وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى: (( تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ )) [ القصص 83 ].

    فكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) رواه البخاري.

    كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم : (آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) رواه أبو يعلى وحسنه الألباني.

    كيف لا وهو القائل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت) رواه الترمذي وصححه الألباني.

    كيف لا وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر أيما تحذير فقال : ( لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر) رواه مسلم

    ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية.

    عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب - رواه الترمذي في الشمائل.

    الإهالة السنخة: أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث.

    مجلسه صلى الله عليه وسلم

    كان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط،

    عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له" - رواه أبو داود والترمذي بلفظه.

    عن أبي أمامة الباهلي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا - رواه أبو داود أبن ماجة وإسناده حسن.

    زهده صلى الله عليه وسلم

    كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا.

    كان ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة على كِساء أسود‏.

    قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك )

    وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في الثلاثة أهلة في شهرين .

    عن عروة رضي الله عنه قال: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال ثـلاثة أهله في شهرين ما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان ـ التمر والماء ـ) متفق عليه.

    وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً، وكان أكثر خبزهم الشعير) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.

    عبادته

    كان عليه الصلاة والسلام أعبد الناس ، و من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان عبداً لله شكوراً.

    فإن من تمام كريم الأخلاق هو التأدب مع الله رب العالمين وذلك بأن يعرف العبد حقّ ربه سبحانه وتعالى عليه فيسعى لتأدية ما أوجب الله عز وجل عليه من الفرائض ثم يتمم ذلك بما يسّر الله تعالى له من النوافل ، وكلما بلغ العبد درجةً مرتفعةً عاليةً في العلم والفضل والتقى كلما عرف حق الله تعالى عليه فسارع إلى تأديته والتقرب إليه عز وجل بالنوافل.

    فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه إن الله تعالى قالى: (... وما يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه...) رواه البخاري.

    فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر على الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.

    فعن عبدالله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود وصححه الألباني.

    وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبداً شكوراً) رواه البخاري.

    وكان مـن تـمثله صلى الله عليه وسلم للقـرآن أنه يذكر الله تعالى كثيراً، قال عز وجل : (( ....وَالذّاكِـرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُـم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيـماً )) [ الأحزاب 35 ].

    وقال تعالى : (( ... فَاذْكُرُونِيَ أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )) [البقرة 152 ].

    ومن تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن وآدابه تنفيذاً لأمر ربه عز وجل أنه كان يحب ذكر الله ويأمر به ويحث عليه، قال صلى الله عليه وسلم : (لأن أقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم.

    وقال صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره ، مثل الحي والميت) رواه البخاري.

    وقال صلى الله عليه وسلم : (ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) أخرجه الطبراني بسندٍ حسن.

    كان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس دعاءً، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) متفق عليه .

    وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) رواه النسائي وصححه الألباني.

    دعوته

    كانت دعوته عليه الصلاة والسلام شملت جميع الخلق، كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أكثر رسل الله دعوة وبلاغـًا وجهادًا ، لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً ، منذ بزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل وعلا .

    وقد ذكر كتاب زاد المعاد حيث قال أن دعوة النبي عليه الصلاة والسلام كانت على مراتب :
    المرتبة الأولى‏:‏ النبوة‏.‏ الثانية‏:‏ إنذار عشيرته الأقربين‏.‏ الثالثة‏:‏ إنذار قومه‏.‏ الرابعة‏:‏ إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة‏.‏ الخامسة‏:‏ إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدّهر‏
    وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

    وهذا أيضا من أخلاقه عليه الصلاة والسلام ، ومن أخلاق أهل العلم جميعا ، أهل العلم والبصيرة أهل العلم والإيمان أهل العلم والتقوى.

    ومن ذلك شفقته بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب ، بألطف عبارة وأحسن إشارة ، من ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنى.

    فعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له: (ادنه)، فدنا منه قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد.

    وقد انتهج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في دعوته ولطيف أسلوبه للناس كلهم حتى شملت الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى أفواجٌ من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل ، كان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: (( ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... )) [ النحل:12]

    إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أُسيء إليه يدفع بالتي هي أحسن يتمثل ويتخلق بقوله تعالى: ((... ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيم )) [ فصلت 34-35 ]

    مزاح النبي صلى الله عليه وسلم

    وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (( إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ] رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني .

    وكان جُلُّ ضحكه التبسم، بل كلُّه التبسم، فكان نهايةُ ضحكِه أن تبدوَ نواجِذُه‏.‏

    كرم النبي صلى الله عليه وسلم

    من كرمه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل يطلب البردة التي هي عليه فأعطاه إياها صلى الله عليه وسلم

    صبر النبي صلى الله عليه وسلم

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان..

    قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) الفتح:29

    ومن صبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان.

    فقد أخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال : [ رأيت إبراهيم وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : [ تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون.

    .

    المصدر :كتاب زاد الميعاد منقول

    تحياتي واسف الموضوع طويل بس

    ان شاءالله فهيه منفعة
    التعديل الأخير تم بواسطة barywi ; 27-09-2006 الساعة 07:47 AM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #22


    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    34
    معدل تقييم المستوى
    215
    مشكور اخي وجزاك الله الف خير وكثر الله من امثلك انا لم اقرى الموضوع كاملا لانة طويل
    ههههههههههه بس بتوفيق ********************

  11. #23

    الصورة الرمزية أمـ من الشرق ـيرة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    المشاركات
    3,108
    معدل تقييم المستوى
    395
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر
    البلسم الشافي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
    كنت ابحث في موضوعا ما وشاء الله لي ان التقي بهذه الكلمات نفعنا الله بها جزى الله خيرا من كتبها ونقلها فلا بد أن نعلم أن طمأنينة القلب وانشراح الصدر وزوال الوحشة لا يمكن أن يتأتى إلا إذا رضي عنا ربنا الذي خلقنا ـسبحانه- وهذا لا يتم أبداً ولا يوجد في النفوس إلا إذا ابتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب واقترب من الله تعالى، فللذنوب أضرار في القلوب كأضرار السموم في الأبدان، وكل ضرر واقع في الدنيا والآخرة فسببه الذنوب والمعاصي.
    ومن آثارها التي تفسد على الإنسان دنياه وآخرته:
    ـ حرمان العلم
    ـ حرمان الطاعة
    ـ حرمان الرزق
    ـ وحشة يجدها العاصي
    ـ ظلمة في القلب
    ـ ابتعاد الملائكة عنه وتسلط الشياطين عليه
    ـ رد الدعاء
    وغير ذلك من الآثار الكثيرة .
    يقول ابن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق.

    وسأذكر لك بإذن الله عدة ينابيع تنفي عنك الوحشة وضيق الصدر

    ينبوع الإيمان بالله
    -إن أول ينبوع ننهل منه فترتوي قلوبنا هو: ينبوع الإيمان بالله، إذ لا سعادة إطلاقاً بدون الإيمان الراسخ بالله -عز وجل- وبالقدر خيره وشره* قال تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام:125].

    ينبوع التوكل على الله
    -أما الينبوع الثاني فهو: ينبوع التوكل على الله، فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ولا تزعجه الحوادث، لعلمه أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة، فيطمئن لوعده، كما أنه يسعد حين يسعى في بذل الخير للناس ويحسن إليهم ولا ينتظر منهم جزاءً ولا شكوراً، بل يرجو ذلك من ربه سبحانه، قال تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر:36].

    ينبوع القناعة
    وثالث هذه الينابيع هو: ينبوع القناعة، حيث إن الذي لا يعرف القناعة لن يعرف السعادة أبداً ولو ملك كنوز الأرض، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب. رواه البخاري وغيره. وقال صلى الله عليه وسلم: قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه. رواه مسلم

    تلاوة القرآن
    -أما الينبوع الرابع فهو: تلاوة القرآن والاشتغال بذكر الله عن هموم الدنيا، واللجوء إلى الله بالدعاء مع اليقين بأنه -سبحانه- سيجيب دعوتك في الحال، أو يدفع عنك من السوء مثلها، أو يدخرها لك في الآخرة.
    واعلم أن ما تخشاه على نفسك من النفاق يدل على أن قلبك حي ومتصل بالله، كما قال الحسن البصري رحمه الله: والله ما خافه إلا مؤمن و لا أمنه إلا منافق.
    هناك امور تعينك علىطاعة الله واللذة في العبادة سأردها لاحقا ان شاء الله

    ومما يعينك على طاعة الله وتحصيل لذة العبادة عدة أمور،منها :
    ـ تلقي أوامر الله تعالى بالقبول والامتثال، وعدم معارضتها بشهوة أو رأي .
    ـ التخلق بالخصال الثلاث التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. متفق عليه

    ـ الحرص على الإخلاص، وإخفاء الأعمال عن الخلق قدر المستطاع، ومطالعة عيوب النفس ونقائص الأعمال ومفسداتها من الكبر والعجب والرياء وضعف الصدق، والتقصير في إكمال العمل وإتمامه.

    ـ الإشفاق من رد الأعمال وعدم قبولها.

    ـ مشاهدة فضل الله وإحسانه ، والحياء منه، لاطلاعه على تفاصيل ما في القلوب* وتذكر الموقف والمقام بين يديه، والخوف منه، وإظهار الضعف والافتقار إليه والتعلق به دون غيره.

    ـ ومن أعظم الطرق: معرفة الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا .. والعلم النافع وهو: العلم بآيات الله الكونية والشرعية، الذي يربط القلب بالله.

    وكذلك الإكثار من ذكر الموت، والجنة والنار، والإكثار من ذكر الله، وطول التأمل وكثرة التدبر، الذي يورث الصلة بالله تعالى، والمسارعة في الطاعات، واستباق الخيرات،

    ونسأل الله أن يشرح صدورنا وأن يقر أعيننا بذوق حلاوة طاعته.
    بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
    أسعد الله تعالى قلوب الجميع بكل الخير وبمحبة
    الرحمن وطاعته والعافيه والسعاده دوما يارب
    آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــن

    ،،،
    ،

    أخي الفاضل
    حقيقه مهما شكرتك فلن أوفي حقك بروعة هذا الطرح العظيم والمبارك
    بارك الله فيك أخي الطيب وسلمت من كل سوء يارب وسلمت
    هذه الانامل المبدعه والطيبه لكل خير وفيما يرضي
    الرحمن دوما أن شـــــــــــــــاء الله وجعله في موازين حسناتك يـــــارب
    وجزاك المولى خير الجزاء وحفظك ووفقك الى كل خير
    وأسعدك ورضا عنك في الدارين وسدد خطاك الى جنااته دائما وابدا
    وأسال الله تعالى أن يجعلنا وياكم من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه
    آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــن





    ودائما بنتظار جديدك وبتواجدك الاطيب بيننا
    كل الإحتراام والتقدير لشخصك الكريم
    أختكم في الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يا قارئ خطي لا تبكي على موتي..
    فاليوم أنا معك وغداً في التراب..
    فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى..!
    ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري..
    بالأمس كنت معك وغداً أنت معي..
    أمـــوت و يـبـقـى
    كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
    فيـا ليت
    كـل من قـرأ خطـي دعا لي
    *************
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. #24

    الصورة الرمزية أمـ من الشرق ـيرة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    المشاركات
    3,108
    معدل تقييم المستوى
    395
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة barywi
    من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

    --------------------------------------------------------------------------------

    كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم ، عن أنس رضي الله عنه قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" - الحديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.

    وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.

    قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم 4 ]

    قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.

    فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن ، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي ، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن.

    قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً .... فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل.أ.هـ

    عن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري

    ما المقصود بحُسن الخلق ؟

    عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( البر حسن الخلق ..)) رواه مسلم [ رقم : 2553 ]

    قال الشيخ ابن عثيمين في شرح الحديث السابع والعشرون في الأربعين النووية:

    حسن الخلق أي حسن الخلق مع الله ، وحسن الخلق مع عباد الله ، فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ، وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا ، فإذا أمرك الله بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها فإنك تقابل هذا بصدر منشرح.

    أما حسن الخلق مع الناس فقد سبق أنه : كف الأذى والصبر على الأذى، وطلاقة الوجه وغيره.

    على الرغم من حُسن خلقه حيث كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام .

    عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي" - رواه أحمد ورواته ثقات.

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول "اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق" - رواه أبو داود والنسائي

    أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله :

    كان صلى الله خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام ، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) سنن الترمذي .

    وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش )، ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.

    كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم ، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعي لي) ، وتقول له: دع لي. رواه مسلم

    وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها‏.‏ وكان إذا هويت شيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُ ثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكِّنها من اللعب.

    (عن الأسود قال :سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال : كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) رواه مسلم والترمذي.

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم - رواه أحمد.

    قال صلى الله عليه وسلم "إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل" رواه مسلم.

    عن عائشة رضي الله عنها قالت "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : اقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك" رواه أحمد.

    (وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها) رواه البخاري.

    ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري.

    عدل النبي صلى الله عليه وسلم :

    كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين.

    قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءِ للّهِ وَلَوْ عَلَىَ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ) (النساء:135)

    كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة كما كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ غيورة.

    فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا، غارت أُمكم ـ مرتين ـ ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة. رواه النسائي وصححه الألباني

    قال عليه الصلاة والسلام في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : ( ‏والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد‏*‏ لقطعت يدها‏)‏.

    كلام النبي صلى الله عليه وسلم :
    كان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه

    وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء‏:‏ عُرِفَ في وجهه

    أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال

    وعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له ومسلم.

    كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه.

    وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:28) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.

    خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه

    أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:

    ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.

    عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي.

    عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله.

    وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله - رواه مالك والشيخان وأبو داود.

    عن عائشة رضي الله عنها قالت "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم".

    رحمة النبي صلى الله عليه وسلم

    قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)

    وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة" - رواه مسلم.

    " قال عليه الصلاة والسلام : اللهم إنما أنا بشر ، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته ، فاجعلها له زكاة و أجراً " رواه مسلم .

    كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فرفق بهم ، فارفق به )

    قال صلى الله عليه وسلم : (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) رواه البخاري.

    قال تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ..) (آل عمران:159)

    وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: (الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وصححه الألباني .

    وقال صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة الذين أخبر عنهم بقوله: ( أهل الجنة ثلاثة وذكر منهم ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ) رواه مسلم.

    عفو النبي صلى الله عليه وسلم:

    عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" رواه مسلم وأبو داود.

    فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزرموه، دعوه) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم

    تواضعه صلى الله عليه وسلم :

    وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.

    وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى: (( تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ )) [ القصص 83 ].

    فكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) رواه البخاري.

    كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم : (آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) رواه أبو يعلى وحسنه الألباني.

    كيف لا وهو القائل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت) رواه الترمذي وصححه الألباني.

    كيف لا وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر أيما تحذير فقال : ( لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر) رواه مسلم

    ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية.

    عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب - رواه الترمذي في الشمائل.

    الإهالة السنخة: أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث.

    مجلسه صلى الله عليه وسلم

    كان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط،

    عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له" - رواه أبو داود والترمذي بلفظه.

    عن أبي أمامة الباهلي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا - رواه أبو داود أبن ماجة وإسناده حسن.

    زهده صلى الله عليه وسلم

    كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا.

    كان ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة على كِساء أسود‏.

    قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك )

    وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في الثلاثة أهلة في شهرين .

    عن عروة رضي الله عنه قال: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال ثـلاثة أهله في شهرين ما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان ـ التمر والماء ـ) متفق عليه.

    وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً، وكان أكثر خبزهم الشعير) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.

    عبادته

    كان عليه الصلاة والسلام أعبد الناس ، و من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان عبداً لله شكوراً.

    فإن من تمام كريم الأخلاق هو التأدب مع الله رب العالمين وذلك بأن يعرف العبد حقّ ربه سبحانه وتعالى عليه فيسعى لتأدية ما أوجب الله عز وجل عليه من الفرائض ثم يتمم ذلك بما يسّر الله تعالى له من النوافل ، وكلما بلغ العبد درجةً مرتفعةً عاليةً في العلم والفضل والتقى كلما عرف حق الله تعالى عليه فسارع إلى تأديته والتقرب إليه عز وجل بالنوافل.

    فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه إن الله تعالى قالى: (... وما يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه...) رواه البخاري.

    فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر على الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.

    فعن عبدالله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود وصححه الألباني.

    وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبداً شكوراً) رواه البخاري.

    وكان مـن تـمثله صلى الله عليه وسلم للقـرآن أنه يذكر الله تعالى كثيراً، قال عز وجل : (( ....وَالذّاكِـرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُـم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيـماً )) [ الأحزاب 35 ].

    وقال تعالى : (( ... فَاذْكُرُونِيَ أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )) [البقرة 152 ].

    ومن تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن وآدابه تنفيذاً لأمر ربه عز وجل أنه كان يحب ذكر الله ويأمر به ويحث عليه، قال صلى الله عليه وسلم : (لأن أقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم.

    وقال صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره ، مثل الحي والميت) رواه البخاري.

    وقال صلى الله عليه وسلم : (ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) أخرجه الطبراني بسندٍ حسن.

    كان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس دعاءً، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) متفق عليه .

    وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) رواه النسائي وصححه الألباني.

    دعوته

    كانت دعوته عليه الصلاة والسلام شملت جميع الخلق، كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أكثر رسل الله دعوة وبلاغـًا وجهادًا ، لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً ، منذ بزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل وعلا .

    وقد ذكر كتاب زاد المعاد حيث قال أن دعوة النبي عليه الصلاة والسلام كانت على مراتب :
    المرتبة الأولى‏:‏ النبوة‏.‏ الثانية‏:‏ إنذار عشيرته الأقربين‏.‏ الثالثة‏:‏ إنذار قومه‏.‏ الرابعة‏:‏ إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة‏.‏ الخامسة‏:‏ إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدّهر‏
    وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

    وهذا أيضا من أخلاقه عليه الصلاة والسلام ، ومن أخلاق أهل العلم جميعا ، أهل العلم والبصيرة أهل العلم والإيمان أهل العلم والتقوى.

    ومن ذلك شفقته بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب ، بألطف عبارة وأحسن إشارة ، من ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنى.

    فعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له: (ادنه)، فدنا منه قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد.

    وقد انتهج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في دعوته ولطيف أسلوبه للناس كلهم حتى شملت الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى أفواجٌ من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل ، كان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: (( ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... )) [ النحل:12]

    إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أُسيء إليه يدفع بالتي هي أحسن يتمثل ويتخلق بقوله تعالى: ((... ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيم )) [ فصلت 34-35 ]

    مزاح النبي صلى الله عليه وسلم

    وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (( إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ] رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني .

    وكان جُلُّ ضحكه التبسم، بل كلُّه التبسم، فكان نهايةُ ضحكِه أن تبدوَ نواجِذُه‏.‏

    كرم النبي صلى الله عليه وسلم

    من كرمه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل يطلب البردة التي هي عليه فأعطاه إياها صلى الله عليه وسلم

    صبر النبي صلى الله عليه وسلم

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان..

    قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) الفتح:29

    ومن صبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان.

    فقد أخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال : [ رأيت إبراهيم وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : [ تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون.

    .

    المصدر :كتاب زاد الميعاد منقول

    تحياتي واسف الموضوع طويل بس

    ان شاءالله فهيه منفعة
    بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
    أسعد الله تعالى قلوب الجميع بكل الخير وبمحبة
    الرحمن وطاعته والعافيه والسعاده دوما يارب
    آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــن

    ،،،
    ،

    أخي الفاضل
    حقيقه مهما شكرتك فلن أوفي حقك بروعة هذا الطرح العظيم والمبارك
    بارك الله فيك أخي الطيب وسلمت من كل سوء يارب وسلمت
    هذه الانامل المبدعه والطيبه لكل خير وفيما يرضي
    الرحمن دوما أن شـــــــــــــــاء الله وجعله في موازين حسناتك يـــــارب
    وجزاك المولى خير الجزاء وحفظك ووفقك الى كل خير
    وأسعدك ورضا عنك في الدارين وسدد خطاك الى جنااته دائما وابدا
    وأسال الله تعالى أن يجعلنا وياكم من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه
    آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــن





    ودائما بنتظار جديدك وبتواجدك الاطيب بيننا
    كل الإحتراام والتقدير لشخصك الكريم
    أختكم في الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يا قارئ خطي لا تبكي على موتي..
    فاليوم أنا معك وغداً في التراب..
    فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى..!
    ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري..
    بالأمس كنت معك وغداً أنت معي..
    أمـــوت و يـبـقـى
    كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
    فيـا ليت
    كـل من قـرأ خطـي دعا لي
    *************
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 10 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ثوران جديد لبركان لوكون بإندونيسيا
    بواسطة موقع قناة الجزيرة في المنتدى ملتقى الأخبار والمنقول
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-07-2011, 07:20 PM
  2. الطفلة إشراقة .. غارات " المعجلة " لم تذر شيئا من أسرتها
    بواسطة أخبار التغيير نت في المنتدى ملتقى الأخبار والمنقول
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-03-2010, 05:00 AM
  3. يوم اليتيم.. إشراقة أمل
    بواسطة MaEsA في المنتدى ملتقى المواضيع العـامـة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-04-2005, 08:47 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •