كان الشاعر الجاهلي في مقدمة قصيدته الطللية يبكي على الأطلال كعادته وفاتحة القصيدة الجاهلية، وكان هذا البكاء ليس انكساراً أو سقوطاً أو وهماً يطارده هذا الشاعر أو ذاك، بل كانت هكذا، ولكن أن يبكي رفاق الأمس و(إخوان) الإصلاح على أنفسهم دون أن يعلموا أن الدموع المتساقطة من عيونهم يعرفها القاصي والداني في هذا الوطن الذي يعرف أبسط انسان فيه ما هو سلوك وخطاب هؤلاء الذين لا عمل لهم إلاَّ دغدغة عواطف الناس والضحك على الدقون ونهب كل شيء باسم التبرعات ونصرة الفقراء، وهم الذين لا يملكون أدنى إحساس أو مسئولية.

والمخزي حقاً أن يخرج علينا كهل اللقاء المشترك ومرشح الخمسة الأحزاب ليذرف دموع التماسيح في مهرجاناته الدخانية التي تصب منها قوالبه الجامدة بحق الوطن،والتي حفظها عن ظهر قلب من قادته الذين أتوا به ليكون عبارة عن (منفذ) لسيناريو هم خارجون منه وداخلون فيه، متناسين أن عظمة الوطن وقدسيته محفورة في وجدان الناس الذين يعرفون مآربهم الحاقدة.

ليست من الغرابة أن يستخدم هؤلاء النفر من الناس في إطار أحزاب اللقاء المشترك الأساليب الملتوية في التلاعب بعقول العامة ومحاولة إظهار أنفسهم بأنهم لا يمارسون الفساد، وإن كل شيء قاتم في هذا الوطن وهم أساساً يمارسون الفساد السياسي بأبشع صوره وإن المنجزات والديمقراطية التي ينعمون بها هي عظمة النظام السياسي القائم على التعددية والذي أرسى مداميكه التعدد السياسي الذي كفله المؤتمر الشعبي العام وقائده الفذ الرئيس القائد علي عبدالله صالح.

هم يمارسون الكثير من المخالفات ولا يحملون غير الهدم والتشدق بالعبارات المكررة التي لا تصل إلاَ إلى آذانهم، ولا يمكن أن يصدقها عاقل.
ألم يدرك هؤلاء أن الوطن أكبر من ما يحملون من ضغائن وأحقاد وأن ما يمارسونه من كيد وخبث سياسي للناس ما هو إلا غبار سرعان ما تذره الرياح.

أليس من المستغرب أن يحمل برنامج اللقاء المشترك بنظر الخمسة الأحزاب تعابير غريبة وأحلام فجة لا تأتي إلا في الدقائق الأخيرة من الهذيان.
وفي لحظة (مغالطة) يدركها الناس الذين أرادوا أن يتوجهوا إليهم.

لذا فإن أحزاب اللقاء المشترك ومرشحهم للرئاسة لا يحملون أي برنامج تنويري للوطن، ليس لديهم ما يقدمونه للناس وهم يعرفون أن لحظات انطفاء شموسهم ونجومهم آتيةلا ريب، وهذا ما ستكشفه الأيام.