..... يوميات مدرس غريب...كادح

[qiser]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..... يوميات مدرس غريب....

Ff0000....كم هو رائع ....كم هو متواضع و أنيق....له هيبة ورهبه تزيد القاص والداني بالجد والتفاني ....كم هو مبدع في تدريسه فهو أمين.. صادق وشريف و متفاني ...كله صدق وعطاء ...له كاريزمه تشعر الجميع انه مدرس كادح ومعطاء و متفاني ومخلص و محب لمهنته ....نعم هو ذلكم و تلكم ...الجندي المرابط في الصف أو المدرسة مندو الصباح الباكر ..وجهه نور ...تشعر انه في عالم غير عالمه ...وكأنه عبر الزمان بآلة الزمن ....ليعيش تلك اللحظات التي يتمناها كل عظيم ...فهو حينما ينظر إلى طلابه ينظر إلى المستقبل البعيد فهو يعبر جميع الحدود دون شروط أو ظوابط أو قيود ...فهو باني ذلكم المستقبل فهو يعد اللبنات الأولى لذلكم المستقبل فقد يكون من طلابه ...رئيس أو وزير أو نائب أو مدير.....؟؟؟..... فهو قد استل سيفه الأبيض وذرعه الأسود ليرسم ويخط ويمسح بعد ذلك كلما شعر انه قد حان أن ينهي ما ابتداءه ........هو نعم.......... ....(( مدرسي )).......

طبعاً لكل واحد منا قصه أو حدوثه وفلم أو مسرحية ...إما مع مدرسه المفضل أو مع مدرسيه العظماء ... بما لا يدع شك أو ريب .....فهم كانوا للبعض بداية نحو التقدم و التطور فهم كانوا كذلك..... فقد رسموا أو نحتوا في لوحة كل واحد منا فهم أبدعوا دون أن يستخدموا الفرشاة أو الألوان التي تغري العيون ...فهم رسموا في الواقع و المستقبل ليجدوا بعد أمد أن ما رسموه إما صار له ثمن ...أو أصابه العفن ....ولكن حديث اليوم هنا هو استعراض ......يوميات مدرس غريب كادح ......فهو بعد فترة لا ادري لم استطع أن احسبها ....اصبح يشعر بغربة عن مهنته التي عشقها واحبها ....لك الله............ يا مدرسي....

يقوم الصباح الباكر على صياح وصراخ ...وانين ورنين ...كل ذلك يصيبه بالحنين ...فصياح الديك وصراخ الزوجة ...و أنينه ((المطمطه حق النوم ))..ورنين الساعة ...هي السادسة والنصف ....قام مدرسي الكبير ينظر هنا وهناك ...ليستعلم كم ...و لماذا ..؟؟؟؟..كم هي الساعة ..ولماذا هذا الصراخ ...فكان الرد كم هو معلوم هي السادسة والنصف ..إما الصراخ فهو صراخ لإيقاظ الأطفال ليذهبوا كذلك إلى مدارسهم ....قام أول ما قام ليدخل الحمام ((أكرمكم الله وعافا مسامعكم ))........ولكن لم يستطع دخول الحمام بسب ذلكم الزحام فلكل مستعجل ..فلكل على موعد مهم لا يحتمل ولو قليل من التأخير ...فتجد الجميع قد اخذ ما اخذ و أعلن النفير....ولكن يكتشف الجميع أن الماء مقطوع وهنا تأتي الويلات واللعنات ..والكل ينظر إلى مدرسي الكبير وكأن لسان حالهم ..نريد خزان للماء ليكفينا هذا العناء....؟؟؟؟؟؟؟!!!..

دخل الجميع وتدبروا أحوالهم فأخذا الأطفال بعد ذلك حقائبهم... ...ثم وقفوا على باب ...مدرسي ...يطلبوا من ذلكم الحباب... حفنة من المال مد الكبير يده طالباً خمسين... و الأوسط نصفها.... و الأصغر كل ما يأتي إليه خير ..نظر مدرسي إلى جيبه فلم يبقى شئ يذكر .....فلم يكمل تحسره حتى وقفت له على بابه تطلبه ....(( لتشتري شئ من العتاد ...((من طمام و بطاط وسمك ..و بيض ))....مسك على رأسه وقلبه ....حائراً متألماً على جيبه وراتبه ...اخرج ما بقى عنده وما أكتنزه لوقت حاجته ...بعد مد وجزر ....خرج مدرسي منتصب القامة ...فقد كانت السابعة والنصف خرج إلى معسكره ..((مدرسته ))...خرج متنكر ينظر هنا وهناك ...وشدد بنظره إلى هناك ...فقد وقف له راعي البقالة بكشف كبير ....فصاح عليه من بعيد بأن آتي وخذ هذا الحساب ....نظر مدرسي إلى كشفه فهو ظن انه كشف للدرجات أو ....ولكن خاب ظنه فهو كشف يحمله الكثير و الكثير .....سار مدرسي وهو يفكر كيف الخلاص ....فبدئ يخطط يرسم ويعد العدة ...فكلم نفسه كم هو راتبي فكان الجواب ...((30 الف ريال ))...فأخذ يقسم ويقسم ..إلى أن وصل إلى مدرسته فسلم عليه ذلكم الطالب النجيب ...وكلمه ذلكم المدرس قائلاً له متى ستدفع المال ..(..الهكبة.. ))...فنحن بانتظارك ...مسكين أنت يا مدرسي...زاد همه واعتلى الشيب رأسه ورتسم الغضب على وجهه ....

دخل مدرسي الفصل فبداء بالصراخ والصراخ ....لا أريد منكم صوت ومن يتكلم فسوف افعل به مالم تسمعوا وتعلموا به *....لا أريد إلا صوت المروحة .....صمت الجميع وكأن على رئسهم الطير ..فقد علموا أن هناك قد أعلن الاستنفار و أعلن انه على الجميع الانتظار.....بداء مدرسي يشرح ويرسم ويقسم والجميع سكوت فلم يدركوا..... ما تلك الرسومات فهم يروا..... طماط و بطاط و بقالة وكنز ....فهم لم يفهموا سواء ..................
..((30 ألف ريال ))...فقد كررها عشر مرات ورسم حولها الكثير من العلامات ...ثم أمر الجميع أن يقرئوا قراءة صامته فبداء الجميع القرائه فاعتلت الأصوات ...فصاح مدرسي واتى إلى ذلكم الذي في الخلف فأعلن عليه النفير وحمله ذلكم الزفير وفال له اصمت لا تتكلم ...فرد ذلكم الذي في الخلف.... فكان ما كان بأن طرد من ذلك المكان ....عاد الجميع ليقراء ولم يسمع إلا صوت المروحة ....ثم قام أحدهم بأمر من مدرسي.... قراء و فراء إلى أن انتهى ثم قراء مدرسي الأسئلة و أعطى الجميع واجباتهم ثم انصرف ولم يعلموا ما اخذوا وماذا عملوا .....فهم مستغربون ماذا حصل ...هل هناك نفير وغفير أو وزير....أم ماذا ....ما بال مدرسي لم يعد يفهم .. ويعلم ...ما بال مدرسي شارد الذهن ....ما بال مدرسي يقظم أصابعه وينتف اشنابه ...ما بال مدرسي يهمهم مع نفسه ....لك الله ...........يا مدرسي ...

عاد مدرسي بالظهر إلى بيته ليجد ما يسعده ويحزنه وجد أمه عادت إليه زائره و مقيمة عنده ...وبعيد عنها وجد كومة من الأوراق الملونة ....طن أنها مال...ولكن حينما اقترب إليها علم أنها فواتير كهرباء وماء وهاتف.. .....فنظر إلى الأولى والثانية والثالثة ...ثم مسك على رأسه وجلس يهمهم فقد اختلطت الرصة والقسمة .....طرح تلكم ..وعاد إلى أمه ليستعلم عنها و أحوالها ..ليجد العجب العجاب و الشيء الذي يفقد الحليم اللباب ..فهي قد روت إليه أن فلان ابن فلان هو ابن أخته قد اخذ مزرعة فلان وعلان وصار من أصحاب المال... ..و أنكر الجميع فكان ما كان ثم عادت إليه لتسأله عن حاله ...فنظر إليها ثم تأوه بصوت أخاف أمه و أصابها بالحروق في وجهها ..فشكى إليها وبكى على رجلها ....فكان ذلكم زمن ...ثم أكل مدرسي.....ثم اخذ شي من النوم ..فلم يكد ينتهي ... حتى أتى الصراخ في البيت فقام فزع ليستعلم..... فوجد ولده قد ضرب فلان وان فلان أصابه بجروح في كل مكان ..فكان بأن ذهب به إلى ذلكم المكان إلى الطبيب ...أدى ما عليه و أمر له بدواء...خرج مدرسي إلى تلكم الصيدلية ....واخرج المال فلم يستطع أن يوفي قيمة ذلك الدواء..... فعفى عنه ذلكم الطبيب ...وقال إلى أن تتوفر وتتحسن الحالة ..سدد ما عليك ..

فعاد مدرسي يحمل... همين ..هم ولده وهم ذلكم الدين .....ليجد على بابه مالم يكن في الحسبان....... فقد وقف عند بابه مالك البيت يطلب إيجاره ....كم أنت مسكين يا مدرسي ...تفاوض معه حتى استطاع أن يقنع ذلكم المالك بأن يعود بعد يومين ...فرح واستراح ...دخل البيت فلبس وخرج يصلي صلاة العصر ....صلى واكمل الصلاة واخذ يسبح بعد أن انتهى ...اخذ يسلم على أصحابه ....ثم وجد رفيقه وصديق دربه فسلم عليه بحفاوة سلم عليه ووجهه قد ارتسم عليه الهم ...فذهبا ليشربا كوباً من الشاي ثم اخذ صديقه يكلمه ويسأله عن حاله ....فقص عليه فقص ثم قص ....حتى صاح رفيقه قائلاً يكفي ما سمعت يكفي ما سمعت ....


طلب مدرسي من رفيقه كيف يتخلص من تلك المصائب و الامتحانات.... فكان رفيقه سريع البديهة فقال له هناك الكثير والكثير ..وطرح له العديد من الحلول ...نعم انتم أدرى ما هي الحلول فهي لا تحتاج إلى مفكر أو بهلول ..

نعم ...هو إما أن يعمل على سيارة أجرة أو يعمل شغل خاص بعد الظهر أو يدرس في بيته أو يعمل كاتب ..أو ..... أو .....أو ****؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!........

فلم ادري هل اكمل الحديث عن مدرسي الكبير ...فمندو فترة وجدت مدرسي القديم يعمل في البحر صياد و الاخر في المقوات و الاخر يبيع التمباك ....لا عيب العمل عمل المهم الكسب الحلال ...والرزق الطيب...ولكن لا ادري هل عاد مدرسي بعد أن اشتغل بعد الظهر هل عاد يمتلك الوقت الكافي ليصحح أوراق الطلبة... أو ليعد الدروس...والواجبات التي عليه ..هل عاد مدرسي ينام مبكراً هل عاد مدرسي يفهم بوسائل التدريس أم.. صار تاجر أو بائع ...لا ادري ..لا ادري ...

صار مدرسي غريب فقد صار غريب عن وطنه ومهنته ولكن لم يكن مدرسي يوماً غريب أو مغترب عن نفسه و أهله ...فهو عمل ذلك لاجلهم ..من اجل أطفاله و أسرته ...ولكن صار غريب في مهنته و مدرسته لم يعد يأتي في وقته ولم يعد يأتي محظر لدرسه ...لم ....لم ...كثير من التسألات ....والاستفهامات....

لك الله يا مدرسي الكبير .........

المخرج : أجيال المستقبل .
التكيف : هبوب الخريف .
أضاءه: شمس المستقبل .

لكم كامل احترامي ......
أخوكم قيصر بن صويلح.

[فانتر]

نظراً لضيق الوقت لي عودة اخي الكريمِِِ