بعد أن أخذت العمرة .........
قلت لنفسي أستريح قليلاً في رحاب هذا الحرم الطاهر
فكم هو شيء يبعث على الراحة النفسية أن تجلس
في هذا المكان وتتوجه بقلبك وروحك إلى الله وتبدأ في تكرار
( سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله )
فإنها تأتي سهلة على اللسان الذي توجه قلب صاحبه إلا الله.
نظرت أين أجلس فوجدت مكاناً بالقرب من أحد الأعمدة,
فتوجهت له وحينما وصلت وجدت أن بجوار هذا العمود
في الناحية الأخرى شخص كبير في السن يلبس العمامة الحجازية.
حينما جلست, سمعته يقول ............
الله يصلحكم ويهديكم ويحفظكم من كل سوء.
نظرت له فوجدته يصوب نظره باتجاه رجل محرم بعيد عنا يمر
ومعه غلمان وأطفال وكان يدعو لهم .
وحينما التفت إلى الناحية التي أجلس فيها تفاجأ بوجودي بالقرب منه
حيث كان المكان خالياً فتفاجأ بوجودي,
ولكنه ابتسم لي ابتسامة كانت مليئة بكل أنوار وسكينة وطمأنينة
ممكن أن تتخيلها, فما كان مني إلا أن رديت عليه السلام وقلت له :
الله يحفظهم لك
فنظر لي وسألني : مين ؟
قلت : أولادك اللي مرو من الممر الآن
فابتسم وقال : الله يحفظهم لأهلهم ويحفظ لنا ولك ذرياتنا
فسألته بدهشة : هم ليسوا أولادك ؟
فابتسم مرة أخرى وقال : ولا أعرفهم
فقلت ولكنني سمعتك تدعو لهم فضننت أنهم أولادك
فكرر الابتسامة وقال لي : ياولدي الدعاء نعمة من الله
عليك أن تدعو لأخيك المسلم وأن تدعو لذريته بالصلاح والهداية
فدعائك لأخيك بظهر الغيب مستجاب,
وحينما تدعو لأخيك أو لذريته هناك ملك يقول ( ولك بمثل )
وحينما يصلح الله أولادي وأولادك وأولادهم فأنت وأنا والمجتمع بخير.
فلا تفوت الدعاء لنفسك وذريتك وأهلك وللمسلمين بالسر والعلن,
فربما صادفت ساعة إستجابة فعمت أولادك وأولاد المسلمين نعمة
تطمأن وتنتفع بها الأمة ( الدعاء سلاح المؤمن )
والله ياولدي ( أنا أدعو حتى لأولاد عدوي بأن الله يصلحهم ويهديهم )
لأن لو أصلحهم الله فهو خير للأمة, لأنهم أقاربك أو جيرانك
والناس مثل نبات الأرض منهم من ينفع الله بعلمه ومن ينفع الله بعمله
ومنهم والعياذ بالله الخبيث الذي يؤذيك في ملبسك ومطعمك,
فإذا كثر الخبث فسدت الحياة وأصبحنا والعياذ بالله كالوحوش
فأصبح بطن الأرض خير من ظهرها
وإذا كثر الخير صلحت الحياة وأصبحت ممتعة كثيرة الخير,
معينة على طاعة الله وأمن الناس على أرواحهم وممتلكاتهم
وأصبح ظهر الأرض خير من بطنها.................
وقفت مشدوهاً أمام هذا الحديث والوجه النير من هذا الشيخ
الذي ظهر نور الإيمان عليه ولو إنني لم أحفظ كل ما قال
ولكنني استطعت أن أتذكر بعضه بشكل مختصر
حسبما ذكرته وأوجزه في هذه السطور.
قام الرجل الحجازي الكبير الطاعن في السن وأخذ عمامته على كتفه
وذهب, فلم أشعر إلا وأنا أرفع يدي وقلت اللهم أصلحني وأصلح أبنائي
وأصلح إخواني وأبناء إخواني وأصلح أعدائي وأبناء أعدائي
وأصلح أمة محمد وعم بالخير أرجاء الأرض المعمورة فأنت أرحم الراحمين
ما أجمل هذا الشعور أن تضمر للآخرين الخير وتدعو لهم
حتى بالغيب فدعائك لأحيك بظهر الغيب مستجاب
Reply With Quote
Bookmarks