الى صديقتي (مـــ……….. ) التي مسحت دمعتي…. كثيراً
و ربما بالأمس كانت دمعتها أقوى من أن تخنقها فاختنقت بها!!
سحقاً لتلك الدمعة التي تسللت لنقاء وجهك…
و سحقاً لهذه الأرض التي أرغمت عينين بريئتين على النزيف
أحسّ بحرارة الدمع في عينيك…. أحسّ بكلماتك… أحسّ بكل هذه الأشياء اللئيمة التي تحاول تمزيق روحك الشفافة… لا تهتمي… انتزعي ذلك الألم حتى لا يرهق أحلامك النقيّة… ستكونين كما تحاولين أن تكوني…و ستنجحين في جعل كل هذه الأشياء بيضاء كنقاء يسكنك…. لم تفشلي…. و إن لم تحققي ما أردته حتى الآن… فما زال أمامك الوقت الكافي لتحقيقه و إرادتك قادرة على حملك إلى حيث تريدين/تستحقين إلى القمة.
و أقسم أنك ستكسبين (التحدي) مع جبين ذلك الجبل و سينهزم غروره تحت أقدامك….
فقط لا تسمحي لحجارة الخوف أن تبني سداً أمام إرادتك بل ابني بها سلماً تطئين به وجه السماء…. هل تذكرين يوم بكيت و أعلنت الاستسلام؟! يومها سألتني (ليش إذا وقعتي ما بتحبي تقومي؟؟) و من هنا بدأتُ تجربة جديدة و مسحت جراح الماضي و أقسمت أن (أقوم) و في نهاية الدوام أخبرتك بشيء جديد و باب جديد طرقته لأبدأ منه رحلة أخرى… رحلة سعيدة… (تعلمتُ أن الأمل لا يولد إلا من رحم الألم بل هو الألم نفسه لكن حروفه أبت إلا أن تترتب في إشراقة الصباح) و ابتسمت بعمق هذه الأرض و أحسست أن شيئاً من أعماقي حلق بأجنحة ابتسامتك…. ربما أحسست أنك تبُثّين الحياة في روح مختنقة و تنقذين نفساً من موتٍ محتّم… أجل كنتِ طبيبة رائعة… و كان داءً مزمناً و وحدك من وجدت له العلاج!!
ربما يومها و لأول مرة أنظر للشتاء من زاوية أخرى… كنت أراه دمع السماء على أحزاني و اليوم أراه أسطورة التحدي… تلك القطرة مهما هَوَت تعاود الصعود… ترمي بها الغيوم المثقلة و تصرخ في وجهها الرعود لكنها كلما أحرقتها لهيب الشمس على دناوة الأرض جعلت من خيوطها الذهبية حبلاً تتسلقه إلى رحم السماء لتُولَد من جديد… و لسنا نحتاج احتراقاً لتحملنا خيوطه إلى هناك إنما سننتزع حبالاً من شرايين أجسادنا لنصعد لتلك السماء و نعانق حلمنا المختبئ خلف أسوار الضياء حلمنا المغرور المولود من رحم الغيوم… حلم ما هوى إلا لأعلى و ما حبا إلا على وجه السماء سينحني غداً لإرادتنا و ستصافحنا روح عزّته…
فلا تبكي يا صديقتي… امسحي دموعك بكلماتك النديّة التي طالما داويتِ بها جراحي…. داوي بها جراحك لتقسمي أمام ذاتك أنك طبيبة!!
Bookmarks