التغيير" ـ خاص ـ منير الماروي : أثار انتباهي تقرير نشره موقع المؤتمر نت تضمن انتقادا وتحريضا على خطباء بعض المساجد على لسان



عدد من زملائهم ممن أسماهم كاتب التقرير الزميل محمد طاهر بمشائخ العلم والدعاة.
وطالب عدد من هؤلاء وفقا للتقرير بحيادية المساجد أسوة بحيادية الإعلام الرسمي والقوات المسلحة ‏والمال العام وغيره مما جاء في اتفاق المبادئ ، كما طالبوا الدولة ببسط يدها على المساجد لحماية العقيدة وتفادياً ‏للفتنة. لقد ضحكت وشاركني في الضحك على الأرجح كل من قرأ الجملة المتعلقة بحيادية الإعلام الرسمي والقوات المسلحة والمال العام، لأننا نعرف أن الحيادية في هذه الحالة هي الوقوف إلى جانب استمرار الفساد والاستبداد، ولكن بدني أقشعر عندما وصلت إلى عبارة بسط يد الدولة على المساجد لحماية العقيدة وتفاديا للفتنة لأن مثل هذا البسط سيؤدي إلى فتنة وربما إلى ثورة حتمية ضد الظلم والاستبداد الذي يرغب بمد يديه إلى بيوت الله.
إن السلطة التي تهيمن على كل شيء في البلاد ترغب كذلك في مد هيمنتها إلى ما تبقى من مساجد لا يهيمن عليها وعاظ السلطة، ودعاة الاستبداد. وبدأ المؤتمر الشعبي فجأة يتكلم عن الأحكام الشرعية وطاعة ولي الأمر حيث أشار تقرير المؤتمر نت الى أن المساجد من الثلاث التي لا أحد ينازع ولي الأمر فيها وهي (الجهاد وإعلانه ، والزكاة ، ‏والمساجد وتولية القائمين عليها ) وأضيف من عندي مداخيل النفط والفضائية اليمنية وصحيفتي الثورة وسبتمبر . مشكلة السلطة الحاكمة في اليمن أنها بدأت لعبة الديمقراطية للضحك على الآخرين وتسويق اليمن في الخارج كديمقراطية ناشئة، ولكن رياح الحرية خرجت من طنجرة الضغط ويتحتم على السلطة أن تفتح الطنجرة أو تتحمل الانفجار.
لم يعد مقبولا أن يتمتع الرئيس المرشح بالأغاني والأناشيد والأهازيج المشيدة بعهده العامر في حين يستكثر على المرشحين الآخرين لجوئهم لبيوت الله للتعبير عن أنفسهم ولجوء أنصارهم من الخطباء لانتقاد الاستبداد والفساد والاستعباد.
إذا كان المؤتمر مطمئنا لشعبيته ومطمئنا لممارساته فلماذا يخاف من المساجد؟ ولماذا يعتبر انتقاد الاستبداد انحيازا لمرشحي الإصلاح.
أنا شخصيا أعتبر نفسي مراقبا محايدا ولست عضوا في حزب الإصلاح ولا في أي حزب من أحزاب المشترك بل عضوا غير مفصول في المؤتمر الشعبي العام، ومع ذلك أتوقع أن تأتي الثورة المقبلة في اليمن من المساجد حيث أن المساجد أصبحت المتنفس الوحيد لانتقاد الفساد والاستبداد بدون خوف من رد فعل الفاسدين، وفي اعتقادي أن الفاسدين ستقابلهم ثورة عارمة منبعها المساجد إذا أغلقت على الشعب كل متنفس له أثناء الانتخابات.
هذه الانتخابات قد يفوز فيها الرئيس الحالي بالتزوير أو بالقوات المسلحة أو بالمال العام أو بالإعلام الرسمي أو بكل هذه الوسائل مجتمعة ولكنها ستكون أول انتخابات يفقد فيها الرئيس حصانته ويتعرض فيها لهجوم سيكون شرسا بكل تأكيد، وسوف يكشف فيها حلفاء الأمس الذين يصفهم اليوم بالإخوان كل مفاسد حليفهم السابق لأنهم يعرفونه عن قرب.
البداية ستكون على الأرجح من المساجد، وإذا ما حاول الحاكم إخراسها فإن الثورة قادمة لا محالة. ويجب على الحزب الحاكم ألا يمن على الشعب اليمني بعدد المساجد التي بنيت في عهد الرئيس الحالي فهي ليست ملكا له في كل حال بل ملكا للشعب اليمني وملكا لمن بناها من المحسنين تقربا لوجه الله وليس تقربا من المؤتمر الشعبي العام. وقد يستطيع المؤتمر شراء بعض الدعاة ولكنه بكل تأكيد لن يتمكن من شراء كل الدعاة.
وعلى منظري المؤتمر أن يدركوا أن بين أئمة المساجد من يخشى الله رب العالمين، ولا أستبعد أن تخرج ثورة اليمن الجديد من أبواب المساجد وبأيدي الدعاة الذين لا يخشون في الله لومة لائم ولا يخشون قول الحق أمام سلطان فاسد.