( فصل )
من أعجب الأشياء :
أن تعرفه ثم لا تحبه ،
وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الاجابة ،
وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعمل غيره ،
وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له ،
وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته ،
وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته ،
وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابه إليه ،
وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه ، وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب .

الفوائد ( 1/47)
(( فيا الله ما احوجنا لذلك ))