وأمطرت لؤلؤاً
نالت على يدها ما لم تنله يدي
نقشاً على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرق نملٍ في أناملها
أو روضةً رصّعتها السحب بالبَرَد
وقوس حاجبها من كل ناحيةٍ
ونبل مقلتها ترمي به كبدي
مدت مواشطها في كفها شركاً
تصيد قلبي به من داخل الجسد
أنسية لو رأتها الشمس ما طلعت
من بعد رؤيتها يوما على أُحد
سألتها الوصل قالت: لا تغر بنا
من رام منّا وصالا مات بالكمد
فكم قتيلاً لنا بالحب مات جوىً
من الغرام ولم يبدئ ولم يُعِد
فقلتُ: أَستغفر الرحمن من زللٍ
إن المحب قليل الصبر والجَلَد
قد خلّفتني طريحاً وهي قائلةُ:
تأملوا كيف فعل الظبي بالأسد
قالت لطيف الخيال زارني ومضى
بالله صفه ولاتنقص ولا تزِد
فقالَ: خلّفته لو مات من ضمأٍ
وقلتِ: قف عن ورودِ الماءِ لم يَرِد
قالت: صدقت الوفا في الحب شيمته
يا برد ذاك الذي قالت على كبدي
واسترجعت سألت عنّي فقيل لها:
"ما فيه من رمق" دقت يداً بِيَد
وأمطرت لؤاؤاً من نرجس وسقت
ورداً وعضّت على العُنّاب بالبرد
وأنشدت بلسان الحال قائلةً:
من غير كره ولا مطلٍ ولا مدد
والله ما حزنت أخت بفقد أخٍ
حزني عليه ولا أم على ولد
إن يحسدوني على موتي فوا أسفي
حتى على الموت لا أخلوا من الحسد
_________________________
أتمنى أن تنال إعجابكم 000000000
منقول :::::::::
Bookmarks