قبل عام كان يردد ان النفط في اليمن سينضب عام 2012م وبمناسبة الانتخابات صرح الرئيس ان المستقبل يبشر بالخير، الرجل لم يقل الخير لمن!، انما المؤكد ان المقصود بالخير ليس الشعب، عموما هذا اكتشاف آخر يضاف الى رصيد اكتشافات الرئيس.
النفط سر السلطة المكنون ومنذ اكتشفه فخامة الرئيس وانتاج النفط ومبيعاته لا يعلمها تحديدا او بدقة الا هو والراسخون في النفط.
سعر البرميل وصل 70 دولارا وعجز الموازنة في اليمن مقدس والشحت مقدس، أما الفارق في اسعار النفط فيتكفل به الاعتماد الاضافي السنوي، والاعتماد الاضافي كل مرة لشيء خاص هذه المرة الاعتماد الاضافي سيكون للحملة الانتخابية للرئيس.
المجالس المحلية خصصت مبالغ من موازنتها للحملة الانتخابية، مدير مديرية ملحان الذي فضح هذا الأمر احتج واعتصم بسبب 40مليون ريال صمم الحزب الحاكم على تخصيصها لتنمية الحملة الانتخابية الرئاسية بدلا عن تنمية المديرية، المدير استقال ولا حول ولا قوة الا بالله.
مديرية في حجة خصصت 60 مليون لحشد مهرجان انتخابي يطالب الرئيس بالترشح في عبس واهدرت الـ 60 مليون في المطالبة اما الترشيح فسيقضي على الموازنة.
حجة كمثيلاتها من المحافظات تخضع لاستراتيجية مؤتمرية لاستثمار مخصصات التنمية في الحشد لمطالبة الرئيس بالترشح، ثم الترشيح وكلها نفقات عبثية ما كان لها ان تتم لولا موافقة الرئيس ورضاه
الرئيس اشترط عقد مؤتمر استثنائي لحزبه أي صرف كذا مليار مرة أخرى بعد المؤتمر العام السابع لقضية واحدة هي قضية ترشيحه فقط، كل هذا من أين ولماذا؟ وهل الانتخابات حقيقية فعلا؟ وهل يعتمد الوصول الى الرئاسة على الصندوق فعلا؟
الكل يعلم ان الرئيس هو كل شيء، وأن الرئاسة تعتمد على الفرقة والحرس، والأمن المركزي والقوى والسياسى، وقادتها كلهم اخوان وابناء الرئيس وهؤلاء لن يسمحوا بوصول مرشح رئاسي الى الشارع وليس الى دار الرئاسة.
عقب تصريح الرئيس في يوليو بعزمه عدم ترشيح نفسه للرئاسة صرح الرئيس المصري الذي كان على عتبات الترشح للرئاسة في مصر حينها بأنه سيرشح نفسه ولن يلجأ لحركات النص كم البعض فهمها انها رد على تصريح الرئيس والله يعلم إنما ما يجري اليوم فعلا من حشود وخطب انتخابية فهي حركات "نص كم"،...قاسم بريه (يعزي)،... ومحافظ حجة يقول انه لا يشرفه العمل الا مع الرئيس،... وحمود عباد يستخدم خطاب الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن الكريم ويوجه الخطاب للرئيس، ويتحدث عن المعارضة وكأنهم كفار قريش، اصلا هؤلاء وامثالهم من غير ذوي الكفاءة والمؤهلين ما كانوا ليتبوءوا مثل هذه المناصب لولا علي عبد الله صالح،.. عندهم حق يخافوا.
إنه زمن (النص كم)، فقط المطلوب ان لا تتحول المطالبة بالترشح والترشيح إلى مجال نفاق وفساد إضافي مطلوب وقف المهزلة، وعدم استفزاز الشارع الذي هدد باللجوء اليه الدكتور الارياني من اجل الضغط على الرئيس من اجل ترشيح نفسه للرئاسة وكأن عدم ترشيح الرئيس نفسه اكبر معاناة الناس وهمهم الوحيد.
لرئيس هو الذي قال إنه لن يترشح وهذه مشكلته، لا يجب ان تتحمله الخزينة العامة خاصة والرئيس يعلم جيدا أن التداول السلمي للسلطة مجرد مزحة لا أكثر وحتى وإن كانت الخزينة العامة هي جيب الرئيس،..(الجيب) الذي لم يعد قادرا على إلهاء الناس عن معاناتهم أومنح الشعبية لفخامته الا لدى محيطه الخاص،..
على الرئيس الاعتراف أنه بعد ثمانية وعشرين عاما فشل في أن يكون زعيما شعبيا رغم اختزال البلد والسلطة والوحدة والماضي والمستقبل في شخصه، وحركات (النص كم) تؤكد ذلك، وتثبت ان الانتخابات القادمة ستكون بدون (كم خالص).
الانتخابات هذه المرة مختلفة ومهمة فهي انتخاب ملك،.. واستفتاء على جمهورية، واستسلام علني لإدارة الفساد، والنتيجة معلومة سلفا انها انتصار على كل احلامنا وطموحنا،.. الرئيس قلق من الانتخابات وهذا واضح لكنه لا يبالي بحلم شعبه ومطالب أمته ويبدو أنه لم يعد يرى ابعد من حدود العائلة والحاشية، لذلك فالمستقبل يبشر بفوضى،.. فوضى ليس فيها خير .. فوضى الرئيس، والبلد، والشعب غني عنها.