استثمار القتل..جملة وتجزئة..!!



عبدالله حزام



> أنا وأنت و 24مليون بني آدم في هذا الوطن المعطاء(طبعا مخصوم من العدد أولي القوة المادية والبأس السلطوي) نئن مع كل قطرة دم يمنية تراق على صفيح الأزمة الساخن بفعل فاعل.
> يسقط شباب الاحتجاجات والمواطنين العابرين بأمان الله والعسكري أبو صميل وحتى أبو الدبابة في أبشع صور استثمار القتل والدم البشري.. جملة وتجزئة من أجل أن تكون ورقة (أولي) القوة المادية في المفاوضات على أنفال ما بعد سقوط النظام هي الرابح الأكبر كعادتها..
> بأي ذنب يقتل الناس بدم بارد ومسبوق بعبارة "كلنا مشروع شهيد" التي يطلقها باقة من الوعاظ على الملأ وعبر الأثير..فيما من يسقط شهداء هم الأبرياء.. ومطلقو العبارة قابعون خلف الميكرفونات..!!
> نعرف جيدا أن للشباب المغلوب على أمره دوراً هائلاً ومفصلياً في الحركة الاحتجاجية خصوصا في البدايات الأولى لهذه الحركة لكن قبل أن يدخلوا حقل استثمار دمائهم فيما ليس له صلة بما انزل الله..من قبل أساطين القتل الذين يتخذونه كوسيلة توصلهم إلى الغاية..!
> المهم أن الشباب في هذا السياق قد فاجأوا الجميع وعلى رأسهم المعارضة بتقدم وعيهم بأهمية التغيير الذي لم يكن ناتجا عن تراكم في أداء المعارضة وببساطة متناهية في الصغر لم تُدِرِ المعارضة للشباب كتفها البارد كعادتها لأن الشباب هذه المرة سيأتون لها بما لم يستطعه الأوائل وهو إسقاط النظام الأمر الذي لم يضعه الشباب في أجندتهم ابتداء بالمطلق ووضعته المعارضة في جعبتها كما مشروع شهيد المليوني!!
> كما نعرف أنه بعد دخول مشروع استثمار الدماء حيز التنفيذ عاد كثير من الشباب إلى أدراجهم لأن إسقاط النظام ليس الهدف وبقي الشباب المؤطرين والمؤدلجين بعضويات الأحزاب الذين ثبتتهم قيادات تلك الأحزاب بالقول الثابت وهو(إسقاط النظام) مهما كلف الأمر.. حتى بالمليون شهيد ماداموا ليسوا من أبنائهم المنعمين في أوروبا وأمريكا ..وبالمرة تصبح اليمن فقرة من فقرات "هل تعلم "وبالصيغة التالية : هل تعلم أن ثاني دولة من حيث عدد الشهداء بعد الجزائر بلد المليون شهيد هي اليمن."
> لهذا كله ينتهي حق الشباب في الحياة على أيدي أصحاب مشروع الاستثمار في الدم البشري قفزا على النص القراني: لكل اجل كتاب.ماداموا يحددون ساعة موتهم فور كتابة وصاياهم وتعليق الخرقة البيضاء المعصوبة على جباههم التي كتب عليها بخط يد مرتعشة مشروع شهيد!!
> المشكلة في الأمر أن بعض الشباب أمعن في الاستماع إلى لحن قول بعض القابعين في بروجهم المشيدة والذين لا يظهرون علينا في الشاشات إلا مسبوقين (لا مؤاخذه) بعبارة المحلل السياسي والناشط والناطق وعضو المجلس الثوري وبينهم من هجر البلاد إلى قارات بلاد بنات بني الأشقر والأصفر وحتى الأسمر..والبعض لم يغادر البلاد مشغولا بتعداد فوائد وصفات خلطة الحريو والحبة السوداء والإيمان المصيري بجواز زواج الصغيرات..!!
> ياشباب.. قصة الموت برصاصة الزحف التي لا تدرون من أي جهة تأتي لا تنتهي إلا بمصادرة حقكم في الحياة ..وصورة تذكارية من صور المدرسة واسم ملون تحتها على شاشة قناة الاستثمار في الدم.. لتتحول بعدها إلى باب الشحاته من خلال حصالات جمع التبرعات التي تتواجد حتى داخل الحمامات العمومية التي أسسها طيب الذكر الوزير احمد الكحلاني في أمانة العاصمة ..
> ياشباب.. نعلم جيداً أنكم لم تغلقوا جامعة صنعاء..لأن من يقوم بذلك يراهم المجتمع (كغرانديزر) ولا يستطيعون إخفاء أنفسهم .. وغاندي يقول: تمشي الأخطاء عارية.. فقط هم يحاولون استغلالكم لتغطية ظلاميتهم تجاه التعليم..وهم هكذا يتعاملون مع التعليم على أنه نور.. وهذا الطبيعي لكن لان فواتير الكهرباء تأتي رغم ندرة الكهرباء فهم يحاولون إطفاء نور العلم نهائيا..حتى تعود الكهرباء إلى طبيعتها!!!!!!
مفيد القول: مشرحة المستشفى الميداني لا تحتاج إلى المزيد من الضحايا..!! وبالإمكان إصلاح ما أفسده الدهر دون خراب مالطا على رؤوسنا جميعا بدمائكم .. إذ يمكن إصلاح القديم بدلا عن إلغائه نهائيا وبدلا عن إنتاج الأسوأ منه من الحاصل لأن الحاصل كثير للأسف ..!
لكن قبل كل هذا.. عاجلا: طهروا الساحات من أساطين الفساد.. فسيف الوقت على رقابنا ورقابكم لأن البلاد تصعد نحو الهاوية.. أما دماء من سقطوا من الشباب والمواطنين الأبرياء والعسكر فلا ابلغ معها من القول: وعند الله تجتمع الخصوم!.