أبين .. براءة اختراع و(نصر من الله وفتح قريب..).!

جميل الجعدبي

الانتصار النوعي والنجاح الكبير الذي حققه أبطال قواتنا المسلحة والأمن المرابطون في جبهة المواجهات ضد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي بمحافظة أبين، لا يجب أن تتعامل معه القوى السياسية من زاوية الكيد السياسي ومحاولة تسجيل النقاط على الآخر في إطار مسلسل المماحكات السياسية الممل، كما جاء في بيان للقوى الانقلابية داخل أحزاب اللقاء المشترك امس والتي ذهبت إلى محاولة نسب الإنجاز الكبير لواحد من الألوية العسكرية المرابطة في أبين مسمية اللواء المقصود بـ"القوات الجيش المؤيد لثورة التغيير" بما يوحي بوجود انقسام داخل الجيش ويكشف استثماراً مبكراً لتحقيق مكاسب حزبية وشخصية ضيقة، ودسا سياسيا رخيصا لايرتقي إلى مستوى حجم الإنجاز والانتصار التاريخي على قوى الارهاب والتطرف.
غريب أمر المعارضة في بلادنا حين تُصغر من شأنها في وقت يتطلب أن تكون كبيرة بحجم الوطن الكبير وحجم عدو مشترك وآفة عالمية تتضافر الجهود المحلية والعربية والاقليمية لمواجهته باعتبار الإرهاب لا وطن ولا حدود له.. وأغرب من تغريد أحزاب المشترك خارج السرب اليمني والعالمي هو تقليلها من شأن خطر تنظيم القاعدة، وانكار وجوده تارة، وتعهدها تارة أخرى بمحاربته.. ثم الجزم بقدرتها على القضاء عليه في حرب (حياة أو موت) إن هي وصلت الى السلطة عبر الفوضى والانقلاب على الشرعية الدستورية والنظام الديمقراطي وليس عبر صناديق الانتخابات.
حكاية أحزاب اللقاء المشترك مع تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة في بلادنا أغرب من الخيال وليس مناسباً الخوض في تفاصيلها اليوم ونحن امام انتصار عالمي ضد قوى الارهاب والتطرف في ذكرى 11 سبتمبر 2011م، ومكسب يمني عالمي لايقبل المساومة والكيد السياسي، ومنعطف تاريخي كبير في تاريخ انتصارات الجيش اليمني، وهزيمة تاريخية قاسية في تاريخ تنظيم إرهابي عالمي اخطأ الطريق حينما استهان بقدرات أبطال القوات المسلحة والأمن في بلادنا فاختار اليمن ذات يوم موطنا لجمع قواه المتهالكة ومنطلقا لإدارة حروبه العالمية وكبد الاقتصاد الوطني خسائر فادحة.
لا أحد يطالب أحزاب المشترك بمحاربة القاعدة بغير الوسائل التي تمتلكها المعارضة في كل دول العالم واعلان مواقف واضحة وصريحة لا لبس فيها .. وحينما تصل الى السلطة عبر الأطر الدستورية سيكون لديها متسع من الوقت لإبهار العالم بتحقيق انتصارات وإنجازات في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وعلى صعيد مكافحة الارهاب، فليس (إخوان المشترك) في حاجة الى المكابرة ووضع انفسهم في مواقف محرجة بمحاولة نسب هذا الانتصار لهم، ولو بإيحاءات شرخ الجيش اليمني وتكريس انقسامه بالقول (الجيش المؤيد للثورة).. ومع يقيني ان البيان الصادر عن (مجلس المشترك المنكوب) لا يعبر عن جميع قيادات وقواعد وأنصار أحزاب المشترك والشباب المستقلين، فلا بأس أمام هذه الحالة المرضية النادرة من التذكير بأن الجيش اليمني كله مؤيد للثورة اليمنية وحاميها، وأن القوات المسلحة والأمن جميعهم مؤيدون (لثورة التغيير) عبر الأطر الدستورية الآمنة وبما يكفل حفظ الأمن والاستقرار واستمرار عجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز حضور اليمن عربياًَ ودولياً وتطوير التجربة الحضارية والديمقراطية والتي كان للجيش والأمن شرف الحفاظ عليها خلال المحطات الانتخابية التي شهدتها بلادنا منذ ميلاد الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو 1990م وحتى آخر انتخابات محلية ورئاسية عام 2006م .
كانت المعارضة كبيرة في أنظارنا حينما كان خطابها يصب في اتجاه استقلالية المؤسسة العسكرية كمؤسسة وطنية خالية من التعصب الحزبي والمناطقي والجهوي.. وحينما تمكنت من الإيقاع باللواء علي محسن -قائد الفرقة الأولى مدرع -وباركت انشقاقه لمشروعها الانقلابي وإحداث أول شرخ في تاريخ الجيش اليمني صَغرت المعارضة وتقزَم اللواء .. وبقي أبطال القوات المسلحة كما عهدناهم جبالاً صامدة تتحطم على صخورها كل مخططات الإرهابيين والمتآمرين والانقلابيين.. ويبقى إنجازهم هذا نصراً لكل أبناء اليمن ونصراً لشباب التغيير في ساحات الاعتصام ونصراً لمنظمات المجتمع المدني، وقوى الخير والمحبة والسلام والبناء والإعمار ضد قوى الإرهاب والتطرف والعنف والخراب والدمار.. ومبعث فخر واعتزاز لكل أسرة فقدت عزيزاً عليها استشهد في المواجهات ورسم بدمائه الطاهرة خارطة هذا الانتصار.
إنه إنجاز يمني تاريخي كبير يبعث على الفخر والاعتزاز لكل أبناء اليمن في الداخل والخارج ومكسب عالمي يحسب حصرياً لأبطال القوات المسلحة والأمن، وبراءة اختراع دولية لأبطال اللواء 25 ميكا واللواء 31 مدرع و39 ميكا و201 ميكا و119 ميكا والقوات الجوية والدفاع الساحلي والخاصة ومكافحة الإرهاب، ووزارة الدفاع بقيادة رمز الشجاعة والثبات، وقاهر الظروف العصيبة اللواء الركن محمد ناصر أحمد.. إنه تاريخ جديد يكتب في سفر بطولات أبناء محافظات أبين ولحج وعدن، وهزيمة قاسية لأعداء الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) والحرية والديمقراطية..
إنه باختصار انتصار للدولة المدنية الحديثة، وماركة مسجلة باسم الخبير العالمي في مجال التخطيط العسكري والعلمي الدقيق المناضل الفريق الركن عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية، كما قال شقيق نضاله الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في تهنئته أمس لقيادات وزارة الدفاع بهذا الإنجاز الذي يبقى حق التنبؤ به مكفولاً لشباب التغيير وأصحاب تسمية جمعة (نصر من الله وفتح قريب..) ..!