الوطن لن ينسى الأوفياء!!


كلمة الثورة
الأربعاء 24 أغسطس 2011 م


سيبقى الوطن اليمني على الدوام وفياً لكل أبنائه الأوفياء والصادقين والمخلصين الذين سخروا حياتهم في خدمته ورفعته وتطوره وتقدمه ونهضته ورقيه في مختلف المجالات والأصعدة، وها هو هذا الوطن يجسد دلالات هذه المعاني من الوفاء تجاه أحد أبنائه البررة الذين أبلوا بلاءً حسناً في التضحية والإيثار من أجل بلادهم ووطنهم ومجتمعهم وهو الشهيد والمناضل الجسور الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي كان في كل المواقع التي شغلها والمسؤوليات التي أُنيطت به والمهام الرفيعة التي أُوكلت إليه الرجل الذي حمل وطنه في قلبه وإحساسه ومشاعره، سواءً كمدرس أو كاقتصادي أو كسياسي أو كنائب لرئيس الجمهورية أو رئيساً لمجلس الوزراء أو رئيساً لمجلس الشورى، وهو ما أكسبه احترام وتقدير كافة اليمنيين بمختلف ألوان طيفهم.
وسيظل هذا الوطن وفياً للقيم التي اتصف بها شهيد الوطن عبدالعزيز عبدالغني والذي برحيله فقدت اليمن واحداً من أبنائها الأفذاذ، فقد كان -رحمه الله كما وصفه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح- عنواناً بارزاً للإخلاص والوفاء والمصداقية وأنموذجاً رائعاً لرجل الدولة المتميز بقدراته العلمية والعملية التي مكنته من تقديم أعظم العطاءات في ميادين التنمية والاقتصاد ومجالات البناء الوطني، وكما كان رجل الدولة المرموق الذي يُشار له بالبنان، فقد كان من الشخصيات الحكيمة التي تستمد قوتها وفاعليتها من الإيمان بالله وحبها لوطنها وشعبها.
لقد رحل الشهيد والمناضل الجسور عبدالعزيز عبدالغني في وقت عصيب ومنعطف استثنائي يمر به الوطن اليمني، حيث طالته يد الغدر والإرهاب في الحادث الإجرامي الذي استهدف رئيس الجمهورية وكبار رجال الدولة وهم يؤدون صلاة الجمعة في غرة شهر رجب الحرام ليلقى ربه في خواتم شهر رمضان المبارك بعد 79 يوماً من الصراع مع الآلام والجروح التي أصابته جراء ذلك الاعتداء الغاشم.
إن الوطن اليمني الذي يشيع اليوم شهيد الحرية والديمقراطية الأستاذ الجليل عبدالعزيز عبدالغني إلى مثواه الأخير لن يزيده الحزن على هذه الخسارة سوى إصراراً وقوة وتماسكاً وعزيمة لتوحيد الصف ومجابهة كل التحديات والأخطار، ومن ذلك أعمال الغدر والشر والإرهاب وملاحقة كل من سُوِّلت لهم أنفسهم الدنيئة لارتكاب تلك الجريمة الشنعاء والاعتداء الإرهابي الغادر الذي لم يرع حرمة بيت من بيوت الله ولا دماء من كانوا يؤدون فريضة من فرائض الله ولا حرمة اليوم والشهر الذي أرتكب فيهما ذلك الفعل الشنيع وسينال القتله جزاءهم العادل على ما اقترفوه تنفيذاً لشرع الله حتى يكونوا عبرة لكل عابث وإرهابي ومجرم وكل من يعيثون في الأرض فساداً ويسعون إلى نشر الفتن وسفك الدماء البريئة حيث وأن العقاب لا بد أن يكون من جنس العمل امتثالا لقوله تعالى «إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».
صدق الله العظيم.