حبيت احطلكم الموضوع..
ألمانيا تتعهد بلجم المتطرفين والمعادين للسامية.. و18 ألف عسكري و8 طائرات «أواكس» تراقب الملاعب
كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب
تعهد وزير الداخلية الالماني فولغانغ شويبله، أمس، بأن السلطات الامنية ستمنع المتطرفين اليمينيين من استخدام مباريات كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2006)، منصة لهم عبر اعمال الفوضى. وقال ان المسؤولين الفيدراليين عملوا جاهدين خلال الاشهر الماضية مع منظمي المباريات لضمان عدم تعكير صفو المباريات التي تبدأ في التاسع من يونيو (حزيران) المقبل وتستمر حتى التاسع من يوليو (تموز)، من قبل المتطرفين والمعادين للسامية وللأجانب.
وستنشر الشرطة الالمانية اكثر من 15 ألف شرطي لفرض النظام في الملاعب وفي ساحات المدن الالمانية خلال ايام الدورة. واستعان وزير الداخلية بنحو 2000 عسكري من الجيش الالماني و8 طائرات (اواكس) سيضعها حلف الناتو تحت تصرف ألمانيا لمراقبة الملاعب من الجو.
ولاحظت دائرة حماية الدستور الالمانية (الامن العام) سيلا من الرسائل الالكترونية بين مشاغبي كرة القدم، وبين النازيين الجدد، تصف اعمال الشغب التي يخططون لها خلال مونديال 2006 «بالنصف الثالث من المباراة». وتثبت هذه الرسائل ان المخاطر الامنية على مباريات كأس العالم لكرة القدم في ألمانيا، لا تقتصر فقط على «التطرف الاسلامي» الذي حذر منه الوزير شويبله مرارا.
وقدر كونراد فرابيبورغ، رئيس نقابة الشرطة، عدد المشاغبين الالمان المستعدين لممارسة العنف بأكثر من 10 آلاف شخص، يضاف اليهم نحو 5000 مشاغب (هوليغان) انجليزي، سيحاولون عبور البحر الى المانيا لحضور مباريات فريقهم في كولون وفرانكفورت ونورمبيرغ.
ويبدو الخوف اكبر من الجمهور البولندي الذي يرفع بعض الاعلام النازية خلال مباريات الدوري البولندي. واذ اعلنت بريطانيا عن اجراءات لرفض سفر نحو 4500 مشاغب، يخطط شويبله لوضع قادة المشاغبين تحت الحجز الاجباري في بيوتهم خلال فترة المونديال. إلا ان فولكر بوفير، وزير داخلية ولاية هيسن، قدر عدد زوار فرانكفورت وحدها في 21 يونيو (الارجنتين ضد هولندا) بنحو 1.2 مليون، وعبر عن قناعته باستحالة فرض الرقابة على هذا العدد من الناس.
وحذرت الحكومتان الالمانية والبولندية من احتمال اندلاع شغب منفلت خلال مباراة المانيا ضد بولندا يوم 14 يونيو في دورتموند. وكانت اعمال شغب كروية اندلعت الشهر الماضي في المدن البولندية ادت الى اصابة عشرات الشرطة، وقال شهود ان بعض المشاغبين رفعوا الصليب المعقوف. وتعتبر اوساط المشاغبين البولنديين من اهم مجالات كسب الاعضاء الجدد بالنسبة للمنظمات النازية واليمينية المتطرفة العاملة في بولندا. ولا تبدو الصورة مختلفة بين المشاغبين الألمان والنازيين، لأن حماة الدستور الالمان دهشوا حينما لاحظوا لأول مرة حجم الشكل البيضوي الناجم عن التداخل بين دائرتي المشاغبين والنازيين. ولم يستغرب أحد حينما اتضح ان المشاغب الالماني الذي حطم جمجمة شرطي فرنسي في مونديال فرنسا 1998، كان من اعضاء المنظمات النازية. ومعروف ان النازيين يستغلون المباريات الدولية، التي ترفع المشاعر القومية لدى الجمهور عادة، في نشر دعايتهم للنازية. وتكشف تقارير حماة الدستور ان صفحات النازيين تعرض بطاقات المباريات للبيع بأسعار مخفضة، وان ذلك لا يجري بدون مقابل.
وكان السياسيون في ألمانيا قد انقسموا على انفسهم في تقديرهم لتصريحات متحدث حكومي نصح زوار المونديال الاجانب بتجنب المناطق التي يرتادها النازيون. وقال أوفة كارستن هاية حينها، ان على القوى الأمنية رسم «مناطق حظر» للأجانب (وخصوصا الافارقة) خلال فترة المونديال. وحذر هاية على وجه الخصوص من التردد على مدن ولاية براندنبورغ الشرقية التي ينشط فيها مجموعات حليقي الرؤوس الفاشيين. واعتبر معارضو هذه التصريحات أنها تسيء الى سمعة ألمانيا والى قدرات قواتها الأمنية على حفظ النظام.
منقول من الشرق الاوسط.
Bookmarks