وصف المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد مهدي عاكف امس الحكومة المصرية بانها فاقدة للشرعية واتهم الرئيس حسني مبارك بالتخلي عن كافة الوعود الاصلاحية التي أطلقها العام الماضي.
وهاجم عاكف بقوة ما دعاه بالقسوة المفرطة التي تعاملت بها الحكومة المصرية خلال الأسابيع الأخيرة مع متظاهرين كانوا يحتجون علي تمديد قانون الطوارئ المعمول به منذ عام 1981 او التضامن مع قاضيين اصلاحيين مثلا امام محكمة تأديبية لخروجهما عن تقاليد القضاء المصري بعد ادلائهما بتصريحات لوسائل الاعلام عن تجاوزات شابت الانتخابات البرلمانية العام الماضي.
كما سخر عاكف من التقارير التي تشير الي نية الولايات المتحدة اصلاح الشرق الأوسط، مشيرا الي أن واشنطن لا تسعي سوي الي دعم مصالحها .
وقال ان جماعة الاخوان المسلمين تعارض بشدة امكانية توريث الحكم في مصر الي جمال نجل الرئيس مبارك.
وقال عاكف في مؤتمر صحافي ان القسوة المفرطة والبطش الشديد والاعتقال الواسع الذي تتعامل بِهِ الحكومة ـ التي تدعِي الاصلاح ـ مع دعاة الاصلاحِ انما تثبت أنها فقدت مصداقيتَها وشرعيتها، وأنها مصِرة علي مزيد من الديكتاتورية والاستبداد؛ حماية للفساد .
وأضاف عاكف زعيم أكبر جماعة للاسلام السياسي في مصر والعالم نحن الآن أمام رِدة كاملة عن كل وعود الاصلاح، بل نقضٍ لكلِ عهدٍ قَطَعَه الرئيس (مبارك) في برنامجِهِ الانتخابيِ .
وتابع عاكف أن أجهزة الأمن تحتجز حاليا أكثر من 700 من كوادر الاخوان المسلمين علي خلفية احتجاجهم علي قانون الطوارئ الذي جددت الحكومة العمل به لعامين اضافيين في نهاية نيسان (ابريل) الماضي او لتضامنهم مع القاضيين محمود مكي وهشام بسطاويسي، نائبي رئيس محكمة النقض المصرية.
وبرأت المحكمة الاسبوع الماضي مكي فيما وجهت اللوم الي بسطاويسي وهما قاضيان بارزان كانا يقودان حملة لسن قانون يضمن استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية ويطالبان بتوفير ضمانات لنزاهة الانتخابات.
وقالت الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وجماعة الاخوان المسلمين ان الشرطة ضربت واعتقلت أكثر من 500 من مؤيديهم منذ يوم 24 نيسان (ابريل) الماضي اثناء تنديدهم بقانون الطوارئ او التضامن مع القضاة.
وأورد عاكف سلسلة من الاجراءات والسياسات التي قال انها تمثل اثباتا علي عدم رغبة الحكومة المصرية في السير قدما بالاصلاح السياسي منها حملة التضييق علي مرشحي الاخوان المسلمين في الجولتين الثانية والثالثة من الانتخابات البرلمانية (كانون الأول/ديسمبر 2005) وتأجيل الانتخابات المحلية (شباط/فبراير 2006) والاستمرار في فرضِ الحراسةِ علي النقاباتِ المهنيةِ.
وانتقدت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي بشدة ممارسات الحكومة المصرية في التعامل مع المتظاهرين السلميين كما دانت قرار محكمة النقض المصرية بتثبيت الحكم الصادر علي المعارض المصري البارز أيمن نور.
وسئل عاكف ما اذا كانت الولايات المتحدة قد غيرت سياستها بخصوص اصلاح الشرق الأوسط، فقال ان (الأمريكيين) لا يريدون أي تقدم لمصر أو للمنطقة العربية والاسلامية .
وأضاف انه من مصلحتهم (الأمريكان) بقاء العالم العربي والاسلامي متخلفا .
وقال عاكفان جمال مبارك الامين العام المساعد للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم والذي تضعه التوقعات كأبرز المرشحين لخلافة والده حسني مبارك (78 عاما) لا يتمتع بأية مصداقية.
وأوضح عاكف ان (جمال) لا يتمتع بأي صلة مع الناس ولا يعرف أي شيء عن الناس . وأضاف ان جماعة الاخوان المسلمين ترفض تماما امكانية التوريث لمبارك لانه جزء من الطغمة الحاكمة .
وتأتي تصريحات عاكف وسط توتر شديد بين الجماعة والحكومة المصرية نتيجة تصريحات نسبت لرئيس الوزراء المصري أحمد نظيف يوم السبت الماضي حول ضرورة منع وصول نواب الجماعة الي مجلس الشعب (البرلمان) الذين يشكلون حاليا أكبر كتلة برلمانية معارضة فيه.
وكانت تقارير صحافية نسبت لنظيف قوله علي هامش مشاركته في المنتدي الاقتصادي العالمي في منتجع شرم الشيخ ان الحكومة المصرية تريد منع الاخوان المسلمين من تشكيل كتلة برلمانية من خلال فوزهــــم بمقاعد كــــمرشحين مستقلين في الانتخابات التي سوف تجري في المستقبل.
ودان الــــنائب الأول للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد السيد حبيب تصريحات نظـــيف ووصفها بانها اهانة في حــــقِ الشعب ونوابه، كما أنها تعكس رغبة النظام المصري في فرض مزيد من الكبت السياســـي علي الشعب المصري .