وحدتنـــا حقيقةٌ لا تقبل القسمة على إثنين لــ/نجيب صالحمن نجيب صالح في 21 مايو، 2011‏، الساعة 09:24 صباحاً‏‏
وحدتنا حقيقةٌ لا تقبل القسمة على إثنين لــ/نجيب صالح

يحلو لقلةٍ من الناس الحديث على انَّ الوحدة اليمنية ستكون على المحك في ظل التطورات القائمة اليوم على ساحتنا اليمنية ويتجاهلون بأنها لم تكن حدثاً عرضياً فاقداً للخلفية والدلالة ..وأنه ليس بمقدورنا كيمنيين ان نعود إلى ماقبل 22 آيار 1990 بغض النظر عن كل ما جرى وما سيجري ..

الوحدة هي قدرنا ولا نملك الإعتراض على قدرٍ اراده الله لنا .. ربما لا يدرك بعض الأرستقراطيون معناها لأنهم لم يجربوا الغربة خارج الوطن كما تجرَّعنا نحن اقداحها المرَّة وبالتالي تراهم يتحدثون عن فرضيات الإنقسام ويوظفونها لخدمة مشاريعهم السياسية ولا يكترثون في إستخدامها كشماعة يعلقون عليها مجمل الإستحقاقات التي يطالبهم بها الشعب .. اوربما تستخدم كفزاعة في وجه من يرغب بالتغيير ...

وحدتنا اليمنية هي حلمنا الذي لا يخضع للتأويل ولا يملك احداً على وجه الغبراء إضغاثه ..ليس لأنها صُبغت بدماءٍ زكية وليس لأنها إستهلكت في طريقها إلى الواقع الكثير من التضحيات الجسيمة ولكن لأنها قدرنا المحتوم فضلاً عن ذلك كله ...

وحدتنا اليمنية تعني الحلم الواحد وتعني المصير المشترك وتعني ميثاق الشرف العظيم ..

الدين يعززها والجغرافية توجبها واللغة تجسدها والدم في الأوردة لا يجري إلاَّ لها .. هيهات يحلم احدهم في تصدُّعِها فيجد لحلمه بعض الحقيقة .. سنستقبل في الغد عيدها الواحد والعشرون ..ولنا بعد قرنٍ موعداً مع عيدها الواحد والعشرون بعد المائة .. وسنستمرُّ في الترحيب بأعيادها إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها ..

وحدتنا اليمنية تاج على هام التاريخ، و ألقٌ في جبين الدهر، بل هي الضوء في رحلة الحرية والإنعتاق، وستظل حاضرةً في ذاكرة التاريخ والجغرافيا؛ كونها إشراقة في زمن أدمن الانطفاء، ونهضة في عالم ينهار باللمس. ولن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه أحد القول أن الوحدة فقدت بريقها، أو انحسرت أهميتها؛ لأن قيمتها لم تأتِ من قشور الاحتفالات بها أو وميض أعيادها؛ وإنما من عظمتها ومتانة البنية التي تتكئ عليها، والإنجاز الذي ارتبط حضارياً بها.

وحدتنا اليمنية منحت الوطن مساحةً جغرافيةً واسعةً مكّنته من رسم استراتيجيةٍ فاعلة للبناء والتقدم، منحت الوطن ثروةً إنسانيةً لا يُستهان بها، وتنوعاً معرفياً وثقافياً واجتماعياً أسهم في تذويب الفوارق، وتنمية ثقافة التلاحم والبناء. منحت الوطن مكانةً مرموقةً بين الأمم، لم يكن ليحظى بها لولا الوحدة المباركة. وبها أدركنا كم كنّا عاجزين عن التصفيق قبلها... فليعلم اولئك الذين يتغنون بالإنفصال ويجدون فيه لذة الحديث انَّ وحدتنا اليمنية هي القوة والثبات والإصرار الذي لا يعترف بأيٍّ من المستحيلات، وأهميتها في الألفية الثالثة لا تقلّ عن أهميتها فيما مضى، إن لم تكن تتعاظم يوماً بعد يوم؛ لأن العصر الذي نعيشه لا يعترف بالضعفاء والصغار. فهي الخير العظيم والصبح المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وما عداها هو الشر بعينه....نجيب صالح