المصدر: جريدة الأقتصادية الإلكترونية
الخميس, 29 ربيع أول 1427 هـ الموافق 27/04/2006 م - العدد 4581
ريام مخشف من عدن -
يعيش الشارع اليمني هذه الأيام حالة ترقب وقلق شديدين، فالاعتقاد يسود حاليا بأن السلالة القاتلة لفيروس إنفلونزا الطيور يمكن أن تصل لليمن في ظل انتشارها المخيف في عدة دول في المنطقة العربية، ما زاد من مخاوف انتقاله في لحظات مباغتة إلى اليمن.
وتؤكد الحكومة خلو البلاد من أي إصابات بالمرض مؤكدة أنه لا ضرر من تناول الدجاج والطيور، حيث تبلغ الاستثمارات في هذا القطاع نحو مليار دولار. ويقدر حجم الاستثمارات في قطاع الدواجن في اليمن بنحو 1.3 مليار دولار، منها مليار دولار كاستثمارات ثابتة لنحو 16 فقاسة وعشرين مزرعة أمهات، بينما خمسة آلاف عنبر تربية دواجن و300 مليون دولار نصيب الاستثمارات المتحركة سنويا في مزارع أمهات لاحم وبياض.
ويقول مسؤولون إن عدد مزارع الدواجن المنتشرة في جميع محافظات البلاد وصل حاليا إلى خمسة آلاف مزرعة تنتج 100 مليون طائر سنويا ومليار بيضة في العام, تغطي فقط ما نسبته 50 في المائة من الاستهلاك المحلي في سوق لحوم الدواجن والباقي تغطيها بالاستيراد من الخارج.
وجاءت إجراءات اليمن في وقت مبكر فيما يبدو أنها ضمن سبل وجهود دولية تدعمها منظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس وباء إنفلونزا الطيور، إذ نشرت نحو 560 وحدة طبية مختصة في جميع محافظات البلاد وركزت عملها بدرجة رئيسية على موانئ ومطارات ومداخل البلاد الحدودية.
ويزيد تنامي حالة القلق والترقب لدى الشارع اليمني في كثير من محافظات البلاد تكرار انتشار الشائعات التي تتحدث عن الوباء كلما عثر على طيور نافقة لأي سبب من الأسباب، فضلاً عن الشائعات التي تنتشر مثل الطوفان عند العثور على طيور نافقة بين أسراب الطيور المهاجرة إلى الشمال والقادمة من إفريقيا.
وأوضح الدكتور عبد الحكيم الكحلاني مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة والسكان، أن تحركات وزارة الصحة العامة لمواجهة المشكلة شملت أنشطة وفعاليات وإجراءات عديدة بينها نشاطات توعوية وإجراءات رقابة وفحص للقادمين إلى اليمن، فضلا عن إجراءات تعزيز المختبر المركزي بالمحاليل والمستلزمات الطبية اللازمة للتشخيص المبكر وتطوير قدرات المحافظات على الترصد.
وأظهرت النتائج المخبرية لأعمال المسح الميداني لمزارع أمهات الدواجن وأعمال الترصد الميداني والتحري عن مرض أنفلونزا الطيور في مختلف القرى والأسواق والمسالخ ومواقع الطيور المهاجرة في السواحل والجزر اليمنية عدم وجود الفيروس في اليمن.
وأشار تقرير حول المهام والإجراءات الاحترازية المنفذة للوقاية من المرض الصادر حديثاً عن وزارة الزراعة للفترة من 1 تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي إلى 31 آذار (مارس) الماضي، إلى تنفيذ مسح ميداني لمزارع أمهات الدواجن وجمع 1781 عينة للفحص المخبري, إضافة إلى تنفيذ حملات ترصد ميداني شملت نحو 647 مزرعة وعنبر دواجن "أمهات ولاحم وبياض"، إضافة إلى تنفيذ نحو 4076 زيارة ميدانية لمختلف القرى والأسواق والمسالخ والسواحل والجزر اليمنية تم خلالها جمع نحو 1407 عينات للفحص المخبري.
وبين التقرير أن غرفة العمليات في الإدارة العامة للثروة الحيوانية في وزارة الزراعة تلقت نحو 307 بلاغات متعلقة بنفوق عدد من الدواجن والطيور في بعض المناطق المختلفة من أنحاء البلاد، وتم إرسال فرق ميدانية إلى مواقع البلاغات وتم أخذ عينات من الدواجن والطيور النافقة، حيث أظهرت العيّنات خلوها من الفيروس.
وأضاف التقرير أنه زيادة في التأكد تم إرسال عينات إلى المختبر المرجعي لمكتب الأوبئة الدولي في ألمانيا والمختبر المرجعي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة "نمرو 3" وجاءت النتائج مطابقة لما تم فحصه في المختبر البيطري المركزي في اليمن. وأرجع التقرير أسباب النفوق الحاصل للدواجن في بعض القرى والمزارع والأسواق إلى إصابة تلك الدواجن والطيور بمرض "النيوكاسل".
وهبطت مبيعات الدواجن في اليمن إلى أقل من 80 في المائة نتيجة عزوف المواطنين عن الشراء من إجمالي ما يستهلكه اليمنيون من الدجاج في العام الذي يقدر بنحو 150 مليون دجاجة. وأقفل تجار محليون مزارعهم لتربية الدواجن بعد تعرضهم لخسائر فادحة جراء تدني مبيعاتهم، وقدرت الخسائر بنحو 30 مليون دولار على الأقل.
وكان اليمن قد أعلن مطلع العام حظر استيراد واردات الدواجن بجميع أنواعها القادمة من الدول الموبوءة بمرض إنفلونزا الطيور حتى يتفادى الإصابة. وحظرت السلطات أيضا من استيراد الصوص البياض للدجاج, في خطوة ضمن الخطوات الوقائية لمنع وصول مرض إنفلونزا الطيور إليها.
وخصصت الحكومة اليمنية نحو ملياري ريال (عشرة ملايين دولار) لشراء معدات ولوازم طبية لمراكز إدارة مراقبة أزمة مرض إنفلونزا الطيور، إضافة إلى الأدوية والمواد ومبيدات رش مضادة لاحتواء المرض ومواجهته. كما حصلت الحكومة على دعم من وكالة التنمية الأمريكية بخمسة ملايين دولار لمواجهة احتمالات انتشار المرض في البلاد
Bookmarks